بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على النبي الأمين والرسول الكريم محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذا بحث موجز بيد أنه مركز، في قضية عظيمة، نصوصها صحيحة وأحكامها صريحة ومع ذلك فيا للأسف الشديد أهدرت تلك الأحكام، وأسقطت تلك النصوص من قبل قوم لا خلاق لهم ولا دين ساعدهم على ذلك صمت غريب وخنوع مريب من أهل العلم والصالحين لا يبرره ولا يسوغه إلا وقوعنا في الذل والهوان حتى نزع الله مهابتنا من قلوب أعدائنا وألقى في قلوبنا الوهن حب الدنيا وكراهية الموت الشريف في سبيل نصرة دين الله الحق.
تلكم هي خصائص جزيرة العرب جزيرة الإسلام. أرض الحرمين الشريفين أم القرى ومن حولها مرابع النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام وحاضنة جسده الشريف. أرض الصحابة والقرابة. الأرض التي كان جبريل الأمين ينزل إليها ويتردد عليها بكرة وعشياً. الأرض التي انبعث منها نور الله إلى أرجاء الأرض كلها.
شرع الله لها من الأحكام الجليلة ما يكون ضماناً لطهرها وحرزاً لشرفها من أن يدنسها كافر بكفره ومشرك بشركه وفاجر بفجوره فأحلها للمؤمنين وحرمها على الكافرين وجعل رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم الوصية بذلك من آخر وصاياه الكريمة التي قالها وهو يجود بأنفاسه الشريفة الطاهرة.
ونحن بهذا البحث لنرغب إلى عموم أمة الإسلام وسكان الجزيرة العربية أن ينظروا هذه الأحكام الشرعية ويتقوا الله فيها ثم ينظروا كيف انتهكها وتجاوزها وأهدرها المنافقون من وكلاء البريطان وعملاء الأمريكان في المنطقة فأصبحت حمى مستباحاً للكفار من كل مشرب. إن علينا واجباً عظيماً أولاً في معرفة تلك الأحكام وذكرها ونشرها ثم العمل الدؤوب بشتى الوسائل على تطبيقها والعمل بها ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.