بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد؛
الذي حملني على خط هذه الكلمات هو أن الإسلام - إضافة إلى كيد الأعداء ومكرهم - يعاني من جهل أبنائه وطغيان كثير من دعاته (1)، فالداعية منهم ما إن يُعرف في ميدان الدعوة، وينتابه شعور شيطاني بأنه أصبح كبيراً ورأساً وسيداً.. إلا وتتحول كثير من أخلاقه وطبائعه إلى أخلاق وطبائع الطغاة، فما كان ينكره على الطغاة بالأمس فهو يقع فيه وهو يدري أو لا يدري.. ولما يكون الداعية داعية وكبيراً في عين نفسه فقد يصعب عليه أن ينظر إلى نفسه على أنه طاغية، فضلاً عن العوام الذين يطوفون حوله أن تتجاسر عقولهم على التفكير بأن شيخهم أو زعيمهم يتصرف كطاغوت أو أنه يتصف بكثير من خصال وأخلاق الطغاة.
فلا هو يعرف نفسه على أنه طاغوت - بل لربما ينظر إلى نفسه في المرآة التي توحي إليه دائماً على أنه الداعية الأوحد الذي يمثل بقية الحق في الأمة! - ولا يوجد من ينبهه - من العوام الذين يطوفون حوله - على طغيانه وسوء أخلاقه وطبائعه، فهو لا يسمع منهم سوى عبارات التفخيم والإعجاب والإطراء، ولا يرى منهم سوى مظاهر الانحناء والتبجيل والانقياد، فيزيدونه بذلك رهقاً وطغياناً وفساداً.. فتنقلب أخلاقه وطبائعه الطاغوتية سلباً ودماراً على الدعوة التي يتكلم باسمها، وعلى الأتباع الذين حوله، الذين يرون فيه المثل والنموذج الذي يُقتدى به!
لذا فقد تعينت النصيحة، وتعين البيان مهما كان مراً أو كان صعب المذاق على أصحاب النفوس المريضة.. فالحق أحب إلى نفوسنا وهو أحق أن يتبع، والنصيحة واجبة لله ولرسوله، وللمؤمنين، وليكن بعدها ما يكون!
ولما كانت ظاهرة طغيان الدعاة عامة بحيث لا يخلو قطر من الأقطار إلا وفيه بعض هؤلاء الدعاة الطغاة، لذا فإن مقالي هذا ليس موجهاً إلى شخص معين ولا إلى جهة بعينها، ولا إلى حزب بعينه، وإنما إلى كل من يتزي بزي الدعاة ويرتدي ثوبهم - أين كان موقعه - وهو في حقيقته يتخلق بأخلاق الطغاة الآثمين.. فالمظهر مظهر الدعاة، والأخلاق أخلاق الطغاة!!
وكلماتي هذه ليست همسة ألقيها في الآذان، وإنما هي صيحة مدوية ألقيها في وجوه الدعاة الطغاة، الجاثمين زوراً على منابر الدعوة إلى الله، عسى أن يفيقوا على أنفسهم ويعودوا إلى رشدهم وصوابهم، فيهتدوا إلى الحق، ويهدي الله بهم من يشاء من عباده.
ومظاهر طغيان الدعاة التي نعايشها ونلمسها، ونعاينها عديدة :
منها؛ أن يُعقد الولاء والبراء في الداعية - وهو راضٍ بذلك - فيوالون فيه ويعادون فيه؛ فيوالون من يواليه، ويعادون من يعاديه، بغض النظر عن الحق أو الباطل الذي يستدعي الولاء أو البراء، وبغض النظر هل هذا المعادى أو الموالى يستحق هذا القدر شرعاً من المعاداة أو الموالاة!!
فالداعية هنا يكون محبوباً لذاته وشخصه لكونه الداعية فلان بغض النظر عن الحق أو الباطل الذي هو عليه.. وهذه من أبرز خصال وأخلاق الطغاة المجرمين!
قال ابن تيمية رحمه الله: (من حالف شخصاً على أن يوالي من والاه، ويُعادي من عاداه كان من جنس التتر المجاهدين في سبيل الشيطان، ومثل هذا ليس من المجاهدين في سبيل الله تعالى، ولا من جند المسلمين، بل هؤلاء من عسكر الشيطان) اهـ.
ومنها؛ عندما يكون الداعية مطاعاً لذاته لكونه الداعية فلان؛ فكل ما يصدر عنه فهو مطاع وينال القبول عند الأتباع الرعاع، ويسارعون إلى تنفيذه بغض النظر هل يوافق الحق أم لا.. وهذه من خصال وأخلاق الطغاة المجرمين الذين يطاعون لذواتهم وأشخاصهم!
ومنها؛ العصبية لقوله وآرائه في الحق والباطل، فيؤخذ قوله في الباطل كما يؤخذ في الحق، وينافح عنه الأتباع في الباطل، كما ينافحون عنه وهو محق وأشد.. وهذه من خصال وأخلاق الطغاة المجرمين!
ومن صور هذا الطغيان والظلم؛ أن تتحول سيئات الداعية في نظر الأتباع والمقلدين إلى حسنات ومحامد، يتسع لها التأويل والتفسير، بينما لو جاءت الحسنات من مخالفيه ومعارضيه فهي تتحول في أعينهم إلى سيئات وذنوب، يساء بها الظن أو التأويل والتفسير!!
ومنها؛ أن الحق لا يؤخذ ولا يقبل إلا إذا جاء عن طريقه ومنه، ولو جاء الحق عن غير طريقه فهو لا ينال القبول عند الأتباع بالقدر الذي لو جاء عن طريق شيخهم وزعيمهم، هذا إذا لم يقابلوه بالفتور والاستهانة والإعراض.. وهذه أيضاً من خصال وأخلاق الطغاة المجرمين، وخصال أتباعهم وجنودهم وعبيدهم!
ومنها؛ عندما يتحول الداعية - ولو بلسان الحال - إلى شخص لا يمكن أن يُسأل عما يفعل، أو يُحاسب أو يعقب عليه في شيء.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما يكون هم الداعية كيف يصرف إليه وجوه الناس، وكيف يتكئ عليهم لمآربه الشخصية كما يتكئ على أريكته.. عندما يفعل الداعية ذلك فهو يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما يعدم الإنصاف والعدل عند الداعية، بحيث تراه كثير العطاء والإنفاق والمنح على من يدخل في طاعته وموالاته وحزبه وإن لم يكن يستحق كل ذلك، بينما الذي لا يدخل في طاعته وموالاته - وإن كان من أتقى أهل الأرض ومن ذوي الحاجة - فهو لا ينال عنده شيئاً من هذا الجود والعطف والإحسان.. عندما يصبح الداعية كذلك فهو يتخلق بأخلاق وخصال الطواغيت المجرمين!
ومن صور هذا الطغيان؛ أن الداعية الطاغية إذا لمس من الآخرين الإعجاب به وبشخصه، وطمع في دخولهم في موالاته وطاعته وحزبه، تراه يمد إليهم حبال الود والتقرب ولين الجناح، وربما الجود عليهم بالعطاء الجزيل، بينما من يلمس فيه الاستعصاء على الدخول في موالاته وطاعته، أو أنه لا يمكن أن ينضم إلى حزبه وطائفته، فهو لا يلقى منه إلا كل جفاء وعداء.. وهذه من أخلاق وخصال الطغاة المجرمين!!
ومنها؛ أنه لا يقبل ولا يطيق أن يرى له مخالفاً أو معارضاً فيما يقول أو يفعل، وفي حال وجد له المخالف أو المعارض فهو لا يتورع أن ينتهك حرماته، أو ينزل به وبساحته - زوراً وبهتاناً - كل نقيصة ومشينة.. وهذه من خصال وأخلاق الطغاة المجرمين!
ومنها؛ ممارسة الإرهاب الفكري وربما الجسدي - من خلال اتباع سياسة الحرق والتشويه لما يمكن أن يشيعوه من أباطيل كاذبة بين الناس - على كل من تتجاسر نفسه على المخالفة أو النقد، وإبداء النصيحة.. عندما يفعل الداعية ذلك ويرضى لنفسه هذا الخلق المشين الدنيء فهو يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!!
ومنها؛ عدم إنصاف الحق من نفسه؛ بحيث لو جاء الحق مخالفاً لهواه ومصالحه الشخصية تراه بكل ما أوتي من علم وقوة حجة وبيان، يرد الحق وينتصر لهواه وباطله ونفسه، حتى لا يمكِّن للحق أن ينتصف منه.. عندما يصير الداعية كذلك فهو يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!!
ومنها؛ عندما يصل الداعية إلى درجة الإعجاب بنفسه وتقديس آرائه وعقله، واحتقار وازدراء كل من يخالفه ويباينه بقول أو فهم، فهو إن نظر إلى الآخرين تراه ينظر إليهم نظرة المتكبر المستعلي.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما يتحول الداعية إلى ظهير للمجرمين المشركين على أهل القبلة والتوحيد، ويوالي الطواغيت على أهل الجهاد في سبيل الله.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما يصبح الداعية بوقاً يدافع عن الطغاة المجرمين، لا هم له سوى كيف يزيـن حالهم وصورتهم في أعين الناس.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!!
ومنها؛ عندما يتجرأ الداعية على التحليل والتحريم وإصدار الفتاوى بغير سلطان من الله.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ كذلك عندما يتحول إلى داعية إلى الشرك، كحال الذين ينتصرون للديمقراطية والدساتير الوضعية الشركية، وغيرها من المفاهيم الباطلة.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما لا يتخلق الداعية بأخلاق هذا الدين، ولا يلتزم في نفسه وسلوكه شرائعه وآدابه.. فهو بذلك يكون شر قدوة لشر مقلد ومتبع.. وهذه من خصال وأخلاق الطغاة المجرمين!
ومنها؛ أن ينظر الداعية إلى مصالح الأمة من خلال مصلحته ومصلحة طائفته أو حزبه؛ فإن سلم هو وحزبه من الشر والأذى فقد تحققت المصلحة عنده وإن كانت الأمة تعيش حالات من القهر والتعذيب والفقر والجوع.. فالأمة هو، وهو الأمة.. عندما يصبح الداعية بهذه الأنانية القاتلة - وما أكثرهم في زماننا - فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين الذين لا يحبون إلا أنفسهم، ولا يكترثون إلا لمصالحهم وذواتهم!
ومنها؛ عندما يعيش الداعية لنفسه، يأخذ ولا يعطي، ولو أعطى فهو يعطي ليأخذ ويقطف الثمار في الدنيا أضعاف ما أعطى.. لا هم له إلا كيف يبني أمجاده وطموحاته الشخصية ولو كان ذلك على حساب أمن ومصالح المسلمين.. عندما يصبح الداعية كذلك، فهو يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!!
ومنها؛ عندما يحب الداعية لنفسه ألقاب التفخيم والتبجيل والتعظيم.. وينتظر على عمله من الآخرين عبارات الثناء والمديح والإطراء، فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما يتعامل الداعية مع طائفته أو جماعته على مبدأ " انصر أخاك ظالماً ومظلوماً "، فينصرهم ظالمين كما ينصرهم مظلومين لكونهم من طائفته أو حزبه وجماعته.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!!
ومنها؛ عندما يُعدم الداعية الشعور الصادق بالرحمة والعطف على العباد، وبخاصة المستضعفين منهم.. فإنه بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين الظالمين!
ومنها؛ عندما يُعمل الداعية السيف والقتل في الأمة لشبهات واهية، كانت متعلق الخوارج الغلاة من قبل.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطواغيت المجرمين!
وما أكثر هؤلاء الغلاة الذين ينتهكون حرمات العباد بالشبهات والظنون، وبمتعلقات لم يتعلق بها أسيادهم الخوارج من قبل.. كل ذلك يتم باسم الدين والعلم!!
ومنها؛ عندما يتبع الداعية أساليب المكر والخداع والكذب لتمرير باطله وإقناع الجماهير الضالة بما هو عليه من باطل.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما تكون الغاية - عند الداعية - تبرر فعل الوسيلة الباطلة.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما تُحوَّل سيئات الداعية - في نظر نفسه وأتباعه - إلى حسنات، يتسع لها التفسير والتأويل الحسن، بينما تُحول حسنات مخالفيه - لمجرد كونهم يخالفونه - إلى سيئات يُساء بها الظن والتفسير.. عندما يكون الداعية كذلك فهو يتحلى ويتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
هذه أبرز خصال الظلم والطغيان التي يتخلق بها كثير من دعاة هذا العصر وبشكل متفاوت ومتباين بين داعية وآخر، وبالتالي لا يلوموا إلا أنفسهم لو خاض فيهم الخائضون، وتكلم عليهم المتكلمون، فالناس - يا طغاة الدعاة - يغلب على أحاديثهم طغيان طغاة الحكم والكفر، وطغيان طغاة الدعاة!!
فهلاَّ عدتم إلى رشدكم واتقيتم ربكم عز وجل فيما حملكم من أمانة العلم.. هلاَّ حاسبتم أنفسكم قبل أن تحاسَبوا.. هلاَّ اتقيتم الله تعالى في أنفسكم وفيمن يتبعونكم ويقلدونكم من العباد.. هلاَّ أقلعتم عن ظلمكم وطغيانكم.. هلاَّ اتقيتم الله في أمة الإسلام؟!
أما أنت أيها القارئ فلا تعجب - بعد أن عرفت أخلاق وصفات طغاة الدعاة - لو قيل لك عن سبب تأخر أمة الإسلام بعد أن كانت أول الأمم تقدماً وعزة وقوة بتمسكها بتعاليم وأخلاق هذا الدين العظيم؟!
لا تعجب - بعد أن عرفت أخلاق طغاة الدعاة - لو قيل لك عن سبب تأخر النصر عن هذه الأمة.. وسبب تسلط الأعداء على البلاد والعباد؟!
تأمل لو تحقق نصر جزئي لأمة الإسلام عن طريق طغاة الدعاة هؤلاء.. كم هي المجازر والمظالم التي سترتكب باسم الانتصار لهذا الدين، وفي حقيقة الأمر ما هو إلا انتصار لأهواء وطغيان طغاة الدعاة هؤلاء؟!
تأمل الدماء التي ستسيل غدراً.. تأمل الحرمات التي ستنتهك.. تأمل السجون التي ستمتلئ بالمظلومين.. كل ذلك من أجل إشباع رغبات ونزوات وأهواء طغاة الدعاة، وإن كانوا سيلبسونها زوراً ثوب الدين، والانتصار للدين!!
نحن في مرحلة الاستضعاف والتشرد والمطاردة - والكل مستهدف من طواغيت الكفر والحكم - ومع ذلك لا نرحم بعضنا بعضاً، ولا نراعي حرمات بعضنا بعضاً.. الكل ساخط على الكل.. والكل يلعن الكل.. والكل يريد أن ينتقم من الكل.. والكل يتهدد ويتوعد الكل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله؟!
إذا كنا في مرحلة الاستضعاف كذلك.. فكيف الحال بعد التمكين والقوة؟!
لذا - يا أخا الإسلام - لا تستعجلن على الله تعالى النصر، فالله تعالى أعلم أين ومتى وعلى من ينزل النصر.. فنصر الله تعالى له أسبابه وشروطه، يتحقق باستيفائها، وينتفي بانتفائها.
ونصيحتنا لك:
أن تجتنب جميع مظاهر الشرك والعبودية للمخلوق أيَّاً كان هذا المخلوق، وأن تحذر لدينك ونفسك من أن تدخل في عبادة طغاة الدعاة - وأنت لا تشعر - أشد مما تحذر أن تدخل في عبادة طغاة الحكم والجور؛ لأن عبادة طغاة الدعاة تأتي غالباً باسم الدين، وباسم الدفاع عن الدين.. فهي من هذا الوجه أدق وأخفى على الأنفس من عبادة طواغيت الحكم والفجور ذوي الكفر البواح، الذين لا يخفى كفرهم وطغيانهم إلا على كل أعمى البصر والبصيرة!
ثم اعلم أن عبادة المخلوق - ولو بوجه من الوجوه - شرك وخروج من الدين، سواء كان هذا المعبود من طغاة الدعاة أم من طغاة الحكم والجور..
نسأل الله تعالى البراء من جميع مظاهر الشرك والطغيان ما ظهر منها وما بطن، وأن يلهمنا الكفر بجميع الطغاة الآثمين؛ طغاة الدعاة والحكم سواء.. وأن يعز دينه وينصره بعباد يحبهم ويحبونه، يوالون فيه ويعادون فيه، أذلة على المؤمنين الموحدين، أعزة على المشركين الكافرين، يجاهدون - حق الجهاد - في سبيل الله وحده، ولإعلاء كلمته في الأرض كل الأرض، ولا يخشون في الله لومة لائم..
{يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائمٍ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} [المائدة:54].
وصلى الله على نبينا وقدوتنا وقائدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
[عبد المنعم مصطفى حليمة؛ أبو بصير | 28/8/1420 هـ]
1) لا يجوز أن يحمل كلامنا على عموم دعاة هذا العصر، فدعاة الحق والتوحيد والجهاد موجودون، وهم متوافرون ولله الحمد، فأمة الإسلام - على ممر العصور - لا تخلو من دعاة الحق والتوحيد، وهي بنص الحديث لا يمكن أن تجتمع على ضلالة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد؛
الذي حملني على خط هذه الكلمات هو أن الإسلام - إضافة إلى كيد الأعداء ومكرهم - يعاني من جهل أبنائه وطغيان كثير من دعاته (1)، فالداعية منهم ما إن يُعرف في ميدان الدعوة، وينتابه شعور شيطاني بأنه أصبح كبيراً ورأساً وسيداً.. إلا وتتحول كثير من أخلاقه وطبائعه إلى أخلاق وطبائع الطغاة، فما كان ينكره على الطغاة بالأمس فهو يقع فيه وهو يدري أو لا يدري.. ولما يكون الداعية داعية وكبيراً في عين نفسه فقد يصعب عليه أن ينظر إلى نفسه على أنه طاغية، فضلاً عن العوام الذين يطوفون حوله أن تتجاسر عقولهم على التفكير بأن شيخهم أو زعيمهم يتصرف كطاغوت أو أنه يتصف بكثير من خصال وأخلاق الطغاة.
فلا هو يعرف نفسه على أنه طاغوت - بل لربما ينظر إلى نفسه في المرآة التي توحي إليه دائماً على أنه الداعية الأوحد الذي يمثل بقية الحق في الأمة! - ولا يوجد من ينبهه - من العوام الذين يطوفون حوله - على طغيانه وسوء أخلاقه وطبائعه، فهو لا يسمع منهم سوى عبارات التفخيم والإعجاب والإطراء، ولا يرى منهم سوى مظاهر الانحناء والتبجيل والانقياد، فيزيدونه بذلك رهقاً وطغياناً وفساداً.. فتنقلب أخلاقه وطبائعه الطاغوتية سلباً ودماراً على الدعوة التي يتكلم باسمها، وعلى الأتباع الذين حوله، الذين يرون فيه المثل والنموذج الذي يُقتدى به!
لذا فقد تعينت النصيحة، وتعين البيان مهما كان مراً أو كان صعب المذاق على أصحاب النفوس المريضة.. فالحق أحب إلى نفوسنا وهو أحق أن يتبع، والنصيحة واجبة لله ولرسوله، وللمؤمنين، وليكن بعدها ما يكون!
ولما كانت ظاهرة طغيان الدعاة عامة بحيث لا يخلو قطر من الأقطار إلا وفيه بعض هؤلاء الدعاة الطغاة، لذا فإن مقالي هذا ليس موجهاً إلى شخص معين ولا إلى جهة بعينها، ولا إلى حزب بعينه، وإنما إلى كل من يتزي بزي الدعاة ويرتدي ثوبهم - أين كان موقعه - وهو في حقيقته يتخلق بأخلاق الطغاة الآثمين.. فالمظهر مظهر الدعاة، والأخلاق أخلاق الطغاة!!
وكلماتي هذه ليست همسة ألقيها في الآذان، وإنما هي صيحة مدوية ألقيها في وجوه الدعاة الطغاة، الجاثمين زوراً على منابر الدعوة إلى الله، عسى أن يفيقوا على أنفسهم ويعودوا إلى رشدهم وصوابهم، فيهتدوا إلى الحق، ويهدي الله بهم من يشاء من عباده.
ومظاهر طغيان الدعاة التي نعايشها ونلمسها، ونعاينها عديدة :
منها؛ أن يُعقد الولاء والبراء في الداعية - وهو راضٍ بذلك - فيوالون فيه ويعادون فيه؛ فيوالون من يواليه، ويعادون من يعاديه، بغض النظر عن الحق أو الباطل الذي يستدعي الولاء أو البراء، وبغض النظر هل هذا المعادى أو الموالى يستحق هذا القدر شرعاً من المعاداة أو الموالاة!!
فالداعية هنا يكون محبوباً لذاته وشخصه لكونه الداعية فلان بغض النظر عن الحق أو الباطل الذي هو عليه.. وهذه من أبرز خصال وأخلاق الطغاة المجرمين!
قال ابن تيمية رحمه الله: (من حالف شخصاً على أن يوالي من والاه، ويُعادي من عاداه كان من جنس التتر المجاهدين في سبيل الشيطان، ومثل هذا ليس من المجاهدين في سبيل الله تعالى، ولا من جند المسلمين، بل هؤلاء من عسكر الشيطان) اهـ.
ومنها؛ عندما يكون الداعية مطاعاً لذاته لكونه الداعية فلان؛ فكل ما يصدر عنه فهو مطاع وينال القبول عند الأتباع الرعاع، ويسارعون إلى تنفيذه بغض النظر هل يوافق الحق أم لا.. وهذه من خصال وأخلاق الطغاة المجرمين الذين يطاعون لذواتهم وأشخاصهم!
ومنها؛ العصبية لقوله وآرائه في الحق والباطل، فيؤخذ قوله في الباطل كما يؤخذ في الحق، وينافح عنه الأتباع في الباطل، كما ينافحون عنه وهو محق وأشد.. وهذه من خصال وأخلاق الطغاة المجرمين!
ومن صور هذا الطغيان والظلم؛ أن تتحول سيئات الداعية في نظر الأتباع والمقلدين إلى حسنات ومحامد، يتسع لها التأويل والتفسير، بينما لو جاءت الحسنات من مخالفيه ومعارضيه فهي تتحول في أعينهم إلى سيئات وذنوب، يساء بها الظن أو التأويل والتفسير!!
ومنها؛ أن الحق لا يؤخذ ولا يقبل إلا إذا جاء عن طريقه ومنه، ولو جاء الحق عن غير طريقه فهو لا ينال القبول عند الأتباع بالقدر الذي لو جاء عن طريق شيخهم وزعيمهم، هذا إذا لم يقابلوه بالفتور والاستهانة والإعراض.. وهذه أيضاً من خصال وأخلاق الطغاة المجرمين، وخصال أتباعهم وجنودهم وعبيدهم!
ومنها؛ عندما يتحول الداعية - ولو بلسان الحال - إلى شخص لا يمكن أن يُسأل عما يفعل، أو يُحاسب أو يعقب عليه في شيء.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما يكون هم الداعية كيف يصرف إليه وجوه الناس، وكيف يتكئ عليهم لمآربه الشخصية كما يتكئ على أريكته.. عندما يفعل الداعية ذلك فهو يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما يعدم الإنصاف والعدل عند الداعية، بحيث تراه كثير العطاء والإنفاق والمنح على من يدخل في طاعته وموالاته وحزبه وإن لم يكن يستحق كل ذلك، بينما الذي لا يدخل في طاعته وموالاته - وإن كان من أتقى أهل الأرض ومن ذوي الحاجة - فهو لا ينال عنده شيئاً من هذا الجود والعطف والإحسان.. عندما يصبح الداعية كذلك فهو يتخلق بأخلاق وخصال الطواغيت المجرمين!
ومن صور هذا الطغيان؛ أن الداعية الطاغية إذا لمس من الآخرين الإعجاب به وبشخصه، وطمع في دخولهم في موالاته وطاعته وحزبه، تراه يمد إليهم حبال الود والتقرب ولين الجناح، وربما الجود عليهم بالعطاء الجزيل، بينما من يلمس فيه الاستعصاء على الدخول في موالاته وطاعته، أو أنه لا يمكن أن ينضم إلى حزبه وطائفته، فهو لا يلقى منه إلا كل جفاء وعداء.. وهذه من أخلاق وخصال الطغاة المجرمين!!
ومنها؛ أنه لا يقبل ولا يطيق أن يرى له مخالفاً أو معارضاً فيما يقول أو يفعل، وفي حال وجد له المخالف أو المعارض فهو لا يتورع أن ينتهك حرماته، أو ينزل به وبساحته - زوراً وبهتاناً - كل نقيصة ومشينة.. وهذه من خصال وأخلاق الطغاة المجرمين!
ومنها؛ ممارسة الإرهاب الفكري وربما الجسدي - من خلال اتباع سياسة الحرق والتشويه لما يمكن أن يشيعوه من أباطيل كاذبة بين الناس - على كل من تتجاسر نفسه على المخالفة أو النقد، وإبداء النصيحة.. عندما يفعل الداعية ذلك ويرضى لنفسه هذا الخلق المشين الدنيء فهو يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!!
ومنها؛ عدم إنصاف الحق من نفسه؛ بحيث لو جاء الحق مخالفاً لهواه ومصالحه الشخصية تراه بكل ما أوتي من علم وقوة حجة وبيان، يرد الحق وينتصر لهواه وباطله ونفسه، حتى لا يمكِّن للحق أن ينتصف منه.. عندما يصير الداعية كذلك فهو يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!!
ومنها؛ عندما يصل الداعية إلى درجة الإعجاب بنفسه وتقديس آرائه وعقله، واحتقار وازدراء كل من يخالفه ويباينه بقول أو فهم، فهو إن نظر إلى الآخرين تراه ينظر إليهم نظرة المتكبر المستعلي.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما يتحول الداعية إلى ظهير للمجرمين المشركين على أهل القبلة والتوحيد، ويوالي الطواغيت على أهل الجهاد في سبيل الله.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما يصبح الداعية بوقاً يدافع عن الطغاة المجرمين، لا هم له سوى كيف يزيـن حالهم وصورتهم في أعين الناس.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!!
ومنها؛ عندما يتجرأ الداعية على التحليل والتحريم وإصدار الفتاوى بغير سلطان من الله.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ كذلك عندما يتحول إلى داعية إلى الشرك، كحال الذين ينتصرون للديمقراطية والدساتير الوضعية الشركية، وغيرها من المفاهيم الباطلة.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما لا يتخلق الداعية بأخلاق هذا الدين، ولا يلتزم في نفسه وسلوكه شرائعه وآدابه.. فهو بذلك يكون شر قدوة لشر مقلد ومتبع.. وهذه من خصال وأخلاق الطغاة المجرمين!
ومنها؛ أن ينظر الداعية إلى مصالح الأمة من خلال مصلحته ومصلحة طائفته أو حزبه؛ فإن سلم هو وحزبه من الشر والأذى فقد تحققت المصلحة عنده وإن كانت الأمة تعيش حالات من القهر والتعذيب والفقر والجوع.. فالأمة هو، وهو الأمة.. عندما يصبح الداعية بهذه الأنانية القاتلة - وما أكثرهم في زماننا - فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين الذين لا يحبون إلا أنفسهم، ولا يكترثون إلا لمصالحهم وذواتهم!
ومنها؛ عندما يعيش الداعية لنفسه، يأخذ ولا يعطي، ولو أعطى فهو يعطي ليأخذ ويقطف الثمار في الدنيا أضعاف ما أعطى.. لا هم له إلا كيف يبني أمجاده وطموحاته الشخصية ولو كان ذلك على حساب أمن ومصالح المسلمين.. عندما يصبح الداعية كذلك، فهو يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!!
ومنها؛ عندما يحب الداعية لنفسه ألقاب التفخيم والتبجيل والتعظيم.. وينتظر على عمله من الآخرين عبارات الثناء والمديح والإطراء، فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما يتعامل الداعية مع طائفته أو جماعته على مبدأ " انصر أخاك ظالماً ومظلوماً "، فينصرهم ظالمين كما ينصرهم مظلومين لكونهم من طائفته أو حزبه وجماعته.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!!
ومنها؛ عندما يُعدم الداعية الشعور الصادق بالرحمة والعطف على العباد، وبخاصة المستضعفين منهم.. فإنه بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين الظالمين!
ومنها؛ عندما يُعمل الداعية السيف والقتل في الأمة لشبهات واهية، كانت متعلق الخوارج الغلاة من قبل.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطواغيت المجرمين!
وما أكثر هؤلاء الغلاة الذين ينتهكون حرمات العباد بالشبهات والظنون، وبمتعلقات لم يتعلق بها أسيادهم الخوارج من قبل.. كل ذلك يتم باسم الدين والعلم!!
ومنها؛ عندما يتبع الداعية أساليب المكر والخداع والكذب لتمرير باطله وإقناع الجماهير الضالة بما هو عليه من باطل.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما تكون الغاية - عند الداعية - تبرر فعل الوسيلة الباطلة.. فهو بذلك يتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
ومنها؛ عندما تُحوَّل سيئات الداعية - في نظر نفسه وأتباعه - إلى حسنات، يتسع لها التفسير والتأويل الحسن، بينما تُحول حسنات مخالفيه - لمجرد كونهم يخالفونه - إلى سيئات يُساء بها الظن والتفسير.. عندما يكون الداعية كذلك فهو يتحلى ويتخلق بأخلاق وخصال الطغاة المجرمين!
هذه أبرز خصال الظلم والطغيان التي يتخلق بها كثير من دعاة هذا العصر وبشكل متفاوت ومتباين بين داعية وآخر، وبالتالي لا يلوموا إلا أنفسهم لو خاض فيهم الخائضون، وتكلم عليهم المتكلمون، فالناس - يا طغاة الدعاة - يغلب على أحاديثهم طغيان طغاة الحكم والكفر، وطغيان طغاة الدعاة!!
فهلاَّ عدتم إلى رشدكم واتقيتم ربكم عز وجل فيما حملكم من أمانة العلم.. هلاَّ حاسبتم أنفسكم قبل أن تحاسَبوا.. هلاَّ اتقيتم الله تعالى في أنفسكم وفيمن يتبعونكم ويقلدونكم من العباد.. هلاَّ أقلعتم عن ظلمكم وطغيانكم.. هلاَّ اتقيتم الله في أمة الإسلام؟!
أما أنت أيها القارئ فلا تعجب - بعد أن عرفت أخلاق وصفات طغاة الدعاة - لو قيل لك عن سبب تأخر أمة الإسلام بعد أن كانت أول الأمم تقدماً وعزة وقوة بتمسكها بتعاليم وأخلاق هذا الدين العظيم؟!
لا تعجب - بعد أن عرفت أخلاق طغاة الدعاة - لو قيل لك عن سبب تأخر النصر عن هذه الأمة.. وسبب تسلط الأعداء على البلاد والعباد؟!
تأمل لو تحقق نصر جزئي لأمة الإسلام عن طريق طغاة الدعاة هؤلاء.. كم هي المجازر والمظالم التي سترتكب باسم الانتصار لهذا الدين، وفي حقيقة الأمر ما هو إلا انتصار لأهواء وطغيان طغاة الدعاة هؤلاء؟!
تأمل الدماء التي ستسيل غدراً.. تأمل الحرمات التي ستنتهك.. تأمل السجون التي ستمتلئ بالمظلومين.. كل ذلك من أجل إشباع رغبات ونزوات وأهواء طغاة الدعاة، وإن كانوا سيلبسونها زوراً ثوب الدين، والانتصار للدين!!
نحن في مرحلة الاستضعاف والتشرد والمطاردة - والكل مستهدف من طواغيت الكفر والحكم - ومع ذلك لا نرحم بعضنا بعضاً، ولا نراعي حرمات بعضنا بعضاً.. الكل ساخط على الكل.. والكل يلعن الكل.. والكل يريد أن ينتقم من الكل.. والكل يتهدد ويتوعد الكل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله؟!
إذا كنا في مرحلة الاستضعاف كذلك.. فكيف الحال بعد التمكين والقوة؟!
لذا - يا أخا الإسلام - لا تستعجلن على الله تعالى النصر، فالله تعالى أعلم أين ومتى وعلى من ينزل النصر.. فنصر الله تعالى له أسبابه وشروطه، يتحقق باستيفائها، وينتفي بانتفائها.
ونصيحتنا لك:
أن تجتنب جميع مظاهر الشرك والعبودية للمخلوق أيَّاً كان هذا المخلوق، وأن تحذر لدينك ونفسك من أن تدخل في عبادة طغاة الدعاة - وأنت لا تشعر - أشد مما تحذر أن تدخل في عبادة طغاة الحكم والجور؛ لأن عبادة طغاة الدعاة تأتي غالباً باسم الدين، وباسم الدفاع عن الدين.. فهي من هذا الوجه أدق وأخفى على الأنفس من عبادة طواغيت الحكم والفجور ذوي الكفر البواح، الذين لا يخفى كفرهم وطغيانهم إلا على كل أعمى البصر والبصيرة!
ثم اعلم أن عبادة المخلوق - ولو بوجه من الوجوه - شرك وخروج من الدين، سواء كان هذا المعبود من طغاة الدعاة أم من طغاة الحكم والجور..
نسأل الله تعالى البراء من جميع مظاهر الشرك والطغيان ما ظهر منها وما بطن، وأن يلهمنا الكفر بجميع الطغاة الآثمين؛ طغاة الدعاة والحكم سواء.. وأن يعز دينه وينصره بعباد يحبهم ويحبونه، يوالون فيه ويعادون فيه، أذلة على المؤمنين الموحدين، أعزة على المشركين الكافرين، يجاهدون - حق الجهاد - في سبيل الله وحده، ولإعلاء كلمته في الأرض كل الأرض، ولا يخشون في الله لومة لائم..
{يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائمٍ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} [المائدة:54].
وصلى الله على نبينا وقدوتنا وقائدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
[عبد المنعم مصطفى حليمة؛ أبو بصير | 28/8/1420 هـ]
1) لا يجوز أن يحمل كلامنا على عموم دعاة هذا العصر، فدعاة الحق والتوحيد والجهاد موجودون، وهم متوافرون ولله الحمد، فأمة الإسلام - على ممر العصور - لا تخلو من دعاة الحق والتوحيد، وهي بنص الحديث لا يمكن أن تجتمع على ضلالة.