محب الشهادة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

محب الشهادة

محب الشهادة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشهادة في سبيل الله هي ((اكرم وسيلة لعبادة الله))


    حزب التحرير وسياسة تسمين الخراف

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 942
    نقاط : 2884
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 22/03/2010
    العمر : 48
    الموقع : https://achahada-123.ahladalil.com

    حزب التحرير وسياسة تسمين الخراف Empty حزب التحرير وسياسة تسمين الخراف

    مُساهمة من طرف Admin السبت مايو 15, 2010 4:04 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

    وبعد...

    مما يؤخذ على حزب التحرير انتهاجه واتباعه في توجهه ودعوته وتربيته لشباب الأمة سياسة ومنهج تسمين الخِراف، حتى إذا ما سمنت ونضجت وطاب عطاؤها قربها بثمن بخس - بل وبلا ثمن - لتُذبح طواعية وبكل استسلام - ومن دون أدنى مقاومة - في مقاصل الذبح على أيدي قُساة وجلاوزة الجزارين!

    يهيجون الأمة بشعارات طنانة ورنانة - وذلك منذ أكثر من خمسين عاماً - حتى إذا ما تفاعل الناس معهم ومع شعاراتهم، قالوا وبكل وضوح: "إنَّا منكم ومن عنفكم وجهادكم؛ برآء، نحن حزب سياسي - فقط! - لا نؤمن باستخدام القوة، ولا المادة، ولا العنف المسلح، ضد من هيجناكم ضدهم من الطواغيت المجرمين الآثمين!

    فليس من منهجنا مقاومة الطغاة الظالمين، ولا استخدام القوة ضدهم وإن كنا نستطيع فعل ذلك، فنحن لا نقاومهم حتى يأتي الخليفة، فالخليفة هو الذي يُقاومهم، وهو وحده الذي يملك حق مقاومتهم، أما قبل مجيء الخليفة، فمنهجنا الصبر على السياط والذل والقهر، والسجن، وأن نمد أعناقنا للذبح ومن دون أدنى مقاومة، كلما أراد الطاغوت ذبحنا أو ذبح فريق منا"!

    وما أسهل على الطواغيت المجرمين القتل والذبح إن كان المغدور بهم من المسلمين، وممن يُحسبون على العمل الإسلامي، وبخاصة بعد تفهم المجتمع الدولي لحاجيات الأنظمة الطاغية الظالمة الحاكمة في ملاحقة ومحاربة الإسلام والمسلمين، بزعم محاربة وملاحقة الإرهاب والإرهابيين، زعموا!

    يكفي أن تقول: أن القتيل والمعتدى عليه هو من المسلمين، لترى بعد ذلك غض الطرف والتعامي من قبل المجتمع الدولي، بل والاستحسان في كثير من الأحيان!

    قمة الاستهانة بدماء وحرمات المسلمين، ومع ذلك خيار حزب التحرير الوحيد؛ هو الصبر والتصبُّر والمصابرة - وجميع اشتقاقات كلمة الصبر - على القتل والذبح والذل!

    من آخر الأمثلة الدالة على ذلك ما حصل في مدينة أنديجان التابعة لأوزبكستان، حيث أقام الطاغوت "كاريموف" المجازر الجماعية ضد المسلمين في تلك البلدة وغيرها، فقتل منهم المئات، واعتقل الآلاف، وعندما أراد المسلمون من أهل البلدة - ممن ينتسب حزب التحرير إليهم وينسبهم لحزبه - الانتقام لحرماتهم ورد الظلم والطغيان عن أنفسهم ودينهم، تبرأ الحزب من جهادهم، وعد ذلك من الخروج على تعاليمه وسياسته ومنهجه الرافض لاستخدام المادة أو القوة - أو العنف كما يحلو له أن يسميه - ولو كان على سبيل الدفاع عن النفس والدين والعِرض، وطالب الحزبُ المسلمين في تلك البلاد أن يصبروا ويُصابروا على العذاب والتنكيل، إلى أن يأتي الخليفة فيُدافع عنهم، ويقتل لهم "كاريموف"!

    وحتى لا يُقال قولت حزب التحرير ما لم يقل، ندع حزب التحرير ذاته يتكلم لنا عن سياساته ومواقفه ذات العلاقة بالأحداث الجارية في أوزبكستان!

    يقول حسن الحسن نائب ممثل حزب التحرير في المملكة المتحدة - كما يُعرف عن نفسه - في مقال له بعنوان "آفاق الصراع السياسي في أوزبكستان وآسيا الوسطى": (ويتزايد قلق الدولتين الاستعماريتين - وهما أمريكا وروسيا - مع تزايد شعبية الحزب في أوزبكستان بشكل كبير، حيث وصل معتقلوه فقط إلى عدة آلاف بحسب تقارير لجان حقوق الإنسان، وإلى عشرات الآلاف بحسب ما نقله غريغ موراي سفير بريطانيا الأسبق في طشقند عاصمة أوزبكستان) اهـ.

    فالمعتقلون من أتباع حزب التحرير في أوزبكستان، الذين يُسامون الذل والعذاب والقتل على أيدي جلادي الطاغوت، تعدادهم بعشرات الآلاف، والرجل يذكر الخبر على وجه المباهات والافتخار، أن من حزبهم عشرات الآلاف يقبعون في سجون الطاغوت، فكيف بالأحرار منهم، فهم لا شك يتعدون مئات الآلاف!

    وفي بيان لحزب التحرير نُشر بتاريخ 31/7/2004م، يقول الحزب: (القاصي والداني يعلم أن حزب التحرير لا يستعمل الأعمال المادية خلال دعوته بل بالصراع الفكري والكفاح السياسي، وهو عندما لا يستعمل الوسائل المادية خلال دعوته لا يكون قد فعل ذلك خوفاً من أحد، بل لأنه يفهم من سيرة رسول الله الاقتصار على الأعمال السياسية والفكرية في مرحلة الدعوة، فتبنى الحزب ذلك والتزم به.

    نعم، إن "كريموف"، عميل رأس الكفر أمريكا، قد استعمل كل وسيلة مجرمة في تعذيب شبان الحزب وشاباته. وقد استشهد على أيدي جلاوزته عدد من شباب الحزب، ولو كان من طريقتنا أن نستعمل الوسائل المادية للانتقام منه لما عمدنا إلى تفجير هنا أو هناك، بل لدخلنا عليه قصره وقتلناه، فنحن لا نخشى إلا الله سبحانه، و "كريموف" يدرك أن يدنا ليست قصيرة عنه، وبإمكانه أن يسأل أجهزته الأمنية، ليعلم أننا نستطيع الإمساك به وقتله لو كان الطريق الذي نسير عليه يسمح بذلك، ولكننا نعد له شر قتلة على أيدي الخلافة القائمة قريباً بإذن الله، وعندها سينال عذابه العادل في الدنيا) اهـ.

    وفي بيان آخر للحزب نُشر بتاريخ 21/5/2005، يقولون فيه: (وقد قدِّر القتلى حسب مصادر نطمئن لها نحو سبعة آلاف في مجزرة أنديجان، وأخيراً فقد وردتنا أخبار أن السجناء المسلمين وبخاصة شباب حزب التحرير يتم تصفيتهم في سجون أخرى في أوزبكستان وأن الأعداد فاقت الآلاف. وهناك أخبار يتناقلها الناس أن القتلى نتيجة هذه المجازر في أوزبكستان فاقت عشرة آلاف وبعض الأخبار الأخرى توصل العدد إلى نحو عشرين ألفاً، أما أنتم أيها المسلمون، الذين فقدتم أبناءكم؛ فاصبروا وصابروا، واعلموا أنهم إن شاء الله في جنات النعيم...) اهـ.

    رغم كل هذه المجازر، وكل هذا القتل للمسلمين، وكل هذه الانتهاكات لحرماتهم، فالحل عند حزب التحرير - ومنذ أكثر من خمسين عاماً - اصبروا وصابروا إلى أن يأتي الخليفة فيدافع عنكم، ويقتل لكم عدوكم، أما أنتم أيها المسلمون - مهما كان عددكم كبيراً ولو تجاوز مئات الآلاف، وكانت قوتكم كبيرة جداً، وتقدرون على قتل عدوكم وفي قصره - لا يحق لكم أن تُدافعوا عن أنفسكم ودينكم وحرماتكم، وتردوا الغزاة عن بلادكم؟

    ثم هم بعد كل هذا الخذلان والإرجاف، والهراء، يكذبون، ويزعمون زوراً، أنهم إنما فعلوا ذلك امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، والتزاماً بمنهجه وطريقته، {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً}!

    النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من قُتِل دون دينه، دون عِرضه، دون ماله، دون مظلمته فهو شهيد).

    بينما حزب التحرير يقول: الخليفة فقط هو الذي يُقاتل دون دين المسلمين ودون أعراضهم وأموالهم ومظالمهم!

    وعن قُهَيْد الغفاري قال: سأل سائل النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن عدا عليَّ عادٍ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ذَكِّرهُ بالله ثلاثَ مرات؛ فإن أبى فقاتلهُ، فإن قتلكَ؛ فأنتَ في الجنَّة، وإن قتلتُهُ، فإنه في النار) [1].

    بينما حزب التحرير يقول لك: لا يجوز لك أن تُقاتله وإن عدا عليك وعلى عِرضك ودينك ومالك، وإنما عليك الصبر على الظلم والبغي إلى أن يأتي الخليفة، فهو المخول بأن يُقاتل عنك فقط!

    وفي الحديث الذي أخرجه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله! أرأيت إن جاء رجلٌ يريد أخذ مالي؟ قال: (فلا تعطه)، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: (قاتله)، قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: (فأنت شهيد)، قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: (هو في النار).

    هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم، بينما قول حزب التحرير فهو يقول لك: لا تُقاتله، ولو قاتلته خالفت أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما عليك أن تصبر على مظلمتك إلى أن يأتي الخليفة فيُقاتل دونك ويسترد لك مظلمتك وحقك!

    وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: (دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فيما أخذ علينا أن لا نُنازع الأمرَ أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان) [متفق عليه].

    هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم وأمره، بينما قول حزب التحرير: لا يجوز أن تخرجوا على الحاكم بالقوة وإن رأيتم منه كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان، وإنما عليكم الصبر على سياطه وفتنته، إلى أن يأتي الخليفة فيُقاتله نيابة عن الأمة، فهو وحده مخول بقتال الكافرين والمرتدين، وما سواه من أمة الإسلام لا يجوز لهم أن يُقاتلوا، ولا يُجاهدوا!

    النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تزال طائفة من أمتي يُقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة) [مسلم].

    وقال صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح هذا الدين قائماً يُقاتل عليه عصابةٌ من المسلمين حتى تقوم الساعة) [مسلم].

    وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي يُقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، حتى يُقاتل آخرهم المسيحَ الدجال) [2].

    وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال"؛ يُفيد استمرار وجود هذه الطائفة المنصورة المقاتلة المجاهدة، في جميع الأزمنة، سواء كان للمسلمين خليفة وإمام أم لم يكن لهم خليفة وإمام!

    هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم، بينما قول حزب التحرير، فهو يقول: لا، هذا غير صحيح، ففي زمان غياب الخليفة، ولو استمر غيابه مائة عام، لا يجوز القتال، وهذه الطائفة المنصورة المقاتلة - التي يتكلم عنها النبي صلى الله عليه وسلم - لا وجود لها في زمن غياب الخليفة، لأن الذي يُقاتل فقط هو الخليفة، وأيما قتال في غيابه - مهما توفرت دواعيه وأسبابه وكان خالصاً لله تعالى - فهو باطل، باطل، كما يزعم حزب التحرير!

    النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يدٌ على من سواهم، يردُّ مُشدُّهم - أي قويهم - على مُضعفهم، ومُتسَرِّعِهم - وفي رواية "ومُتسرِّيهم" وهو المجاهد - على قاعدهم) [3].

    هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم، بينما حزب التحرير يقول: لا، هم ليسوا يداً على من سواهم، ولا يجوز لقويهم أن يرد الظلم والضيم عن مُضعفهم، ولا مُتسريهم على قاعدهم، وإنما يكتفون بالتفرج والاسترجاع والحوقلة، والصبر والمصابرة، وهم ينظرون إلى إخوانهم المسلمين كيف يُذبحون بالآلاف كالنعاج في مجازر جماعية على أيدي جلاوزة الطاغوت، إلى أن يأتي الخليفة، فيدافع عنهم، ويُقاتل دونهم!

    النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلم أخو المسلم لا يَظلمه ولا يُسلمه) [متفق عليه].

    أي لا يُسلمه للظلم والقهر والذل، والقتل، وهو يستطيع أن يغيثه ويُدافع عنه، هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم، بينما حزب التحرير يقول: بل يجب للمسلم أن يُسلم أخاه المسلم للذبح والذل والقتل والسجن والقهر، مهما كان قادراً على إغاثته، لأن مهمة القتال دون المسلمين ومظالمهم موقوفة ومقصورة على الخليفة فقط، فهو الذي يجوز له أن يُقاتل ويُدافع عن المسلمين، وما على المسلمين إلا أن يصبروا على الذل والقتل والسجن والتعذيب إلى أن يظهر الخليفة، مهما تأخر ظهوره أو مجيئه!

    النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلم أخو المسلم، لا يخونه، ولا يكذبه، ولا يخذلُه) [صحيح الجامع: 67].

    وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئٍ يخذل امرءاً مسلماً في موطن يُنتَقَصُ في من عِرضه، ويُنتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يُحبُّ فيه نصرته، وما من أحدٍ ينصر مسلماً في موطنٍ ينتقص فيه من عِرضه، ويُنتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرته) [صحيح الجامع: 5690].

    هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم، بينما حزب التحرير يقول: يجوز لك أن تخذله وإن كنت قادراً على نصرته ورفع الظلم والضيم عنه، بل لو نصرته وقاتلت دونه ودون عِرضه وحرماته، ورفعت الظلم عنه، فأنت آثم ومخالف لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم، زعموا، وكذبوا!

    الله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} [الشورى: 39]، بينما حزب التحرير يقول: لا، لا يجوز أن ينتصروا مهما أصابهم من البغي والظلم والعدوان، وإنما يجب عليهم أن يصبروا على البغي والعدوان والظلم، إلى أن يأتي الخليفة المخول الوحيد بالدفاع عنهم وعن حرماتهم ودينهم، مهما تأخر إتيانه ومجيئه!

    الله تعالى يقول: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]، بينما حزب التحرير يقول: لا، لا يجوز أن تُقاتلوا الذين يُقاتلونكم، وإنما عليكم أن تصبروا على قتلهم واسترقاقهم لكم، وسبيهم لحريمكم، حتى يأتي الخليفة!

    الله تعالى يقول: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39]، بينما حزب التحرير يقول: لا، لا يُؤذن لهم، مهما ظُلموا لا يجوز للمسلمين أن يُقاتلوا، ولا أن يرفعوا عن أنفسهم الظلم، وإنما عليهم الاستسلام للظلم وحز الرؤوس لو شاء الطاغوت أن يحزها، إلى أن يأتي الخليفة فيوقف عملية الذبح والقتل!

    هذا هو قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو قول حزب التحرير المخالف والمغاير، ومع كل هذا المخالفة الصريحة لنصوص الكتاب والسنة، ولمنهج وأوامر النبي صلى الله عليه وسلم، يزعمون زوراً وكذباً وبكل جرأة ووقاحة أنهم إنما فعلوا ذلك امتثالاً لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم، وسَيراً على منهجه وطريقته، {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً}!

    وفي الختام...

    أود أن أضيف هنا أن ما حصل ولا يزال يحصل من مجازر وانتهاكات لحرمات المسلمين في أوزبكستان على يد الطاغية "كاريموف" وجلاديه، فإن حزب التحرير شريك مع الطاغوت وجنده في الإثم والوزر والجرم، ووزرهم كوزره سواء إن لم يكن أشد؛ لأن خذلانهم للمسلمين يأتي باسم الدين، والدين من ذلك براء!

    فإن قيل: وكيف يكون ذلك؟!

    أقول: لأنهم - كما صرحوا في بيانهم المذكور أعلاه - يستطيعون أن يقتلوا الطاغوت ويدخلوا إلى قصره، وأن ينهوا ويوقفوا مجازره وكفره عن العباد والبلاد، وهم قادرون على فعل ذلك وأكثر، لكن الذي يمنعهم من فعل شيء من ذلك؛ أنهم يسيرون على طريق الرسول، كما زعموا وكذبوا!

    يستطيعون أن يوقفوا المجازر والانتهاكات التي يرتكبها الطاغوت بحق المسلمين وحرماتهم، لكنهم لا يفعلون شيئاً من ذلك، إلى أن يأتي الخليفة ليفعل هو ذلك، وهم في ذلك كله، كما يزعمون ويكذبون، على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم!

    فليعد حزب التحرير - منذ الآن - الجواب إذا ما سألهم الله تعالى يوم القيامة؛ لماذا خنتم وخذلتم عبادي المؤمنين المسلمين في أوزبكستان وفي العراق وفلسطين وأفغانستان، وغيرها من البلدان وأنتم قادرون على نصرتهم والذود عنهم، لكنكم لم تفعلوا!

    حينئذٍ تجرءوا على الكذب إن استطعتم وقولوا: بأن اتباعكم للنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي منعكم من أن تنصروا المسلمين، وتردوا عنهم الظلم والعدوان، وأنَّى؟!

    وإني لأرى نصيبكم من كتاب الله، قوله تعالى: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف: 104].

    هداكم الله إلى الحق والصواب!
    4/4/1426 هـ

    [1] أخرجه البخاري في التاريخ، والبيهقي، وأحمد، وغيرهم، السلسلة الصحيحة: 3247.
    [2] صحيح سنن أبي داود: 2170.
    [3] صحيح سنن أبي داود: 2391.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 3:17 am