بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد...
إن ممَّا يجب على الأمَّةِ أن تنهضَ له، وتهتمَّ به، وتقلقَ لأجله، شؤونَ الأسرى المسلمين في جميع الأمصار؛ وبخاصة منهم الدعاة والعلماء، الذين حمَلوا أنفسَهم على الصدعِ بالحق، وتعرية الباطل، سواءٌ منهم الذين ضمَّتهم سجونُ الأنظمة المرتدة العميلة الخائنة في بلادِ المسلمين، وما أكثرهم، وأكثر ما يتعرضون له من تعذيب وإهاناتٍ وإذلال، في تلك السجون الرهيبة المظلمة، أو الذين ضمَّتهم سجونُ الروم في أمريكا وبلاد الغرب.
وأخص منهم بالذكر الشباب المسلم القابع - ظلماً وعدواناً - في سجون جوانتناموا، والشيخَ العالِمَ الضرير الكبير عمر بن عبد الرحمن الذي يتعرض في سجنه، لفنون من الأذى والإذلال والقهر، لم يحترموا فيه ضعفَه، ولا كِبَرَ سِنِّه، ولا مكانَته في الأمَّة، وما أرادوا من وراء ذلك إلا إذلالَ الإسلام والمسلمين، فكَّ اللهُ أسره وأسر جميع المسلمين في جميع الأمصار والبلدان!
يا أمَّة الإسلام...
أترون لو أن الأمم الأخرى لها في سجون المسلمين بعض ما لنا في سجونهم، أتسكتُ، أو ترونها يطيبُ لها عيشٌ، أو متاع؟!
ما أظنكم إلا وقد سمعتم كيف أن أمريكا ومعها جميعُ دولِ الغرب، قد ضجَّت وهدَّدت وتوعَّدت المجتمع الليبي بفنون من العقوبات والإجراءات الإنتقامية، إن لم يُفرَج عن بضعة من الأسيرات الرومانيات المجرمات القاتلات القابعات في سجون ليبيا، قد تعمَّدن قتل أكثر من أربعمائة طفل من أطفال المسلمين عن طريق حقنهم بجرثومة الإيدز، ذاك المرض الفتَّاك القاتل!
بينما أمةُ الإسلام، لها في سجون أمم الكفر والردة المئات إن لم يكن الآلاف، من العلماء والشباب المسلم، لا ذنب لهم سوى أنهم يقولون ربُّنا الله كما قال تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، ومع ذلك فالمسلمون - إلا من رحم الله - عنهم ساهون لاهون، غيرُ مكترثين لحالهم وما يعانونه من ظلم وبلاء، وكأنَّ هؤلاء المعتقلين - من علماء وشباب الإسلام - ليسوا من أبناء هذه الأمة، وليس لهم حقاً على إخوانهم المسلمين!
يا أيها المسلمون...
كيف يطيبُ لكم العيشُ، ويحلو لكم الصمتُ على مظالمِ أسراكُم والله تعالى يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، ويقول تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}.
يا أيها المسلمون...
كيف يطيبُ لكم العيشُ، ويحلو لكم الصمتُ على مظالم أسراكم؛ ونبيكم صلوات ربي وسلامه عليه يقول: (أطعموا الجائعَ، وعُودوا المريضَ، وفُكُّوا العَاني)؛ والعَاني؛ هو الأسير.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ على المسلمين من فيئهم أن يُفادوا أسيرهم، ويؤدوا عن غارِمهم).
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئٍ يَخذُلُ امرءاً مُسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه عِرضهِ، ويُنتهكُ فيه من حُرمَتِه، إلا خذَلَه اللهُ تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرَتَهُ، وما مِن أحدٍ ينصرُ مُسلماً في موطنٍ يُنتقَصُ فيه من عِرضهِ، ويُنتهكُ فيه من حُرمتِه، إلا نصرَهُ اللهُ في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرتَهُ).
وأي خذلانٍ أعظم من أن تتخلى الأمة - في ساعات العسر والشدة - عن الصفوة من أبنائها الذين نهضوا للذود عن دينها وحرماتها؟!
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نصَرَ أخاهُ بالغيبِ نصَرَهُ اللهُ في الدنيا والآخرة).
يا أيها المسلمون...
كيف يطيب لكم العيشُ، ويحلو لكم الصمتُ على مظالم أسراكم، ونبيكم صلوات ربي وسلامه عليه يقول: (المؤمنُ من أهلِ الإيمان بمنزلة الرأسِ من الجسد، يألَمُ المؤمنُ لما يُصيبُ أهلَ الإيمان، كما يألَمُ الرأسُ لما يصيبُ الجسدَ).
وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمنون كرجلٍ واحدٍ، إذا اشتكى رأسَهُ اشتكى كلُّه، وإن اشتكى عينَهُ اشتكى كلُّه).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمنون)؛ أي كلُّ المؤمنين - على اختلاف أجناسهم وألوانهم وأوطانهم - لا يُمكن إلا أن يكونوا - في تعاونهم وتراحمهم وتعاطِفهم وتعاضدهم - كرجلٍ واحدٍ، يألم بعضهم لبعض، ويقلق بعضهم لبعض، كما يألمُ ويقلقُ الرجل كله لأي عضوٍ يُصاب من أعضائه، فهل نحن كذلك؟!
يا أيها المسلمون...
كيف يطيبُ لكم العيشُ، ويحلو لكم الصمتُ على مظالم أسراكُم.
ونبيكم صلوات ربي وسلامه عليه يقول: (ترى المؤمنين في تراحُمِهم وتوادِّهم، وتعاطُفِهم، كمثلِ الجسدِ إذا اشتكى عضواً تداعى لهُ سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى).
فعلى كلِّ واحدٍ منا أن يسأل نفسه - ليعلَمَ صدقَ إيمانه وانتمائه للمؤمنين ولهذا الدين - هل هو ممن يَقلقُ ويُصابُ بالحمى لما يُصيب المسلمين في أمصارهم من شدة وبلاء، أم أنه ممن لا يُبالي، ولا يكترث إلا لنفسه ومصالحه وشهواته؟!
يا أيها المسلمون...
كيف يطيب لكم العيشُ، ويحلو لكم الصمتُ على مظالم أسراكُم.
ونبيكم صلوات ربي وسلامه عليه يقول: (مَن نَفَّسَ عن مُسلِمٍ كُربَةً من كُرَب الدنيا، نفَّسَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ الآخرةِ، واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه).
وأي كربةٍ تنفِّسُها وتفرِّجُها عن أخيك المسلم أعظمُ وأجلُّ من أن تسعى في تنفيس كربة المكروب السجين، وما أشد كربته وهو يقبعُ في غياهب سجون الظالمين المجرمين!
وقال صلى الله عليه وسلم: (المسلمُ أخو المسلمِ لا يَظلِمْهُ ولا يُسْلِمه، ومن كان في حاجةِ أخيه، كان اللهُ في حاجته، ومن فرَّج عن مسلمٍٍ كُربةً فرَّجَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامة).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يَظلِمهُ ولا يُسْلِمه)؛ أي لا يُسلمه للظلم والظالمين، وإنما يسعى لإنقاذهِ من أيديهم.
يا أيها المسلمون...
تريدون من العلماء والدعاةِ أن يصدعوا بالحق، وأن يقوموا بواجبهم نحو الأمة، ثم إن فعلُوا ونزلت بساحتهم البلايا والشدائد - من ذلك تغييبهم في غياهب سجون الطغاة الظالمين - تخليتم عنهم، وتبرأتم منهم، وتنكبتم عن نصرتهم، وكأنكم لا تعرفونهم، وليس لهم عليكم حقاً، {تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى}، فالإسلام يُنصر بالشعوب المسلمة وبعلمائهم العاملين معاً، وليس بأحدهما دون الآخر.
باب من أبواب الخير قد فُتِح لك يا عبد الله، فاغتنمه قبل أن يُغلَق فتُحرَم خيراً كثيراً، هذا الباب هو أن تمشي في حاجةِ إخوانك الأسرى، وحاجة عوائلهم، وأطفالهم، فهنيئاً لمن يغتنمه قبل أن يُحرَمه، فيندم ولات حين مندَم!
وإنها لفرصة أن أحضَّ إخواني المجاهدين على أن يعتمدوا خيارَ الفداء عمَّا سواه - ما أمكن لذلك سبيلاً - وأن يجتنبوا التعميم في مطالبهم، بحيث تكون مطالِبُهم محددةً وممكنةً، ومقدوراً عليها.
فقد صح عن عمران بن الحصين رضي الله عنه: (أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فدى رجلين من المسلمين برجلٍ مشرك).
والله تعالى أعلم.
اللهمَّ يا حيُّ يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، إنَّا نسألُكَ برحمتك وقدرتك أن تفكَّ أسرَ المسلمين، في جميع البقاع والأمصار، وأن تُفرِّجَ كَرْبهم، وأن تجمع شملَهم مع أبنائهم وأُسَرهم وأحبتهم، عاجلاً غير آجلٍ، وأن تكون معهم في غُربتهم ووحشتهم، وأن تثبِّتَهم، وتدخلَ السكينةَ على قلوبهم، وأن تنتقمَ من ظالميهم، وجلاديهم، فترينا فيهم آيةً من آياتك، إنَّك يا ربنا سميعٌ قريب مجيب.
وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
وآخرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
17/1/1428 هـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد...
إن ممَّا يجب على الأمَّةِ أن تنهضَ له، وتهتمَّ به، وتقلقَ لأجله، شؤونَ الأسرى المسلمين في جميع الأمصار؛ وبخاصة منهم الدعاة والعلماء، الذين حمَلوا أنفسَهم على الصدعِ بالحق، وتعرية الباطل، سواءٌ منهم الذين ضمَّتهم سجونُ الأنظمة المرتدة العميلة الخائنة في بلادِ المسلمين، وما أكثرهم، وأكثر ما يتعرضون له من تعذيب وإهاناتٍ وإذلال، في تلك السجون الرهيبة المظلمة، أو الذين ضمَّتهم سجونُ الروم في أمريكا وبلاد الغرب.
وأخص منهم بالذكر الشباب المسلم القابع - ظلماً وعدواناً - في سجون جوانتناموا، والشيخَ العالِمَ الضرير الكبير عمر بن عبد الرحمن الذي يتعرض في سجنه، لفنون من الأذى والإذلال والقهر، لم يحترموا فيه ضعفَه، ولا كِبَرَ سِنِّه، ولا مكانَته في الأمَّة، وما أرادوا من وراء ذلك إلا إذلالَ الإسلام والمسلمين، فكَّ اللهُ أسره وأسر جميع المسلمين في جميع الأمصار والبلدان!
يا أمَّة الإسلام...
أترون لو أن الأمم الأخرى لها في سجون المسلمين بعض ما لنا في سجونهم، أتسكتُ، أو ترونها يطيبُ لها عيشٌ، أو متاع؟!
ما أظنكم إلا وقد سمعتم كيف أن أمريكا ومعها جميعُ دولِ الغرب، قد ضجَّت وهدَّدت وتوعَّدت المجتمع الليبي بفنون من العقوبات والإجراءات الإنتقامية، إن لم يُفرَج عن بضعة من الأسيرات الرومانيات المجرمات القاتلات القابعات في سجون ليبيا، قد تعمَّدن قتل أكثر من أربعمائة طفل من أطفال المسلمين عن طريق حقنهم بجرثومة الإيدز، ذاك المرض الفتَّاك القاتل!
بينما أمةُ الإسلام، لها في سجون أمم الكفر والردة المئات إن لم يكن الآلاف، من العلماء والشباب المسلم، لا ذنب لهم سوى أنهم يقولون ربُّنا الله كما قال تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، ومع ذلك فالمسلمون - إلا من رحم الله - عنهم ساهون لاهون، غيرُ مكترثين لحالهم وما يعانونه من ظلم وبلاء، وكأنَّ هؤلاء المعتقلين - من علماء وشباب الإسلام - ليسوا من أبناء هذه الأمة، وليس لهم حقاً على إخوانهم المسلمين!
يا أيها المسلمون...
كيف يطيبُ لكم العيشُ، ويحلو لكم الصمتُ على مظالمِ أسراكُم والله تعالى يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، ويقول تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}.
يا أيها المسلمون...
كيف يطيبُ لكم العيشُ، ويحلو لكم الصمتُ على مظالم أسراكم؛ ونبيكم صلوات ربي وسلامه عليه يقول: (أطعموا الجائعَ، وعُودوا المريضَ، وفُكُّوا العَاني)؛ والعَاني؛ هو الأسير.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ على المسلمين من فيئهم أن يُفادوا أسيرهم، ويؤدوا عن غارِمهم).
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئٍ يَخذُلُ امرءاً مُسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه عِرضهِ، ويُنتهكُ فيه من حُرمَتِه، إلا خذَلَه اللهُ تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرَتَهُ، وما مِن أحدٍ ينصرُ مُسلماً في موطنٍ يُنتقَصُ فيه من عِرضهِ، ويُنتهكُ فيه من حُرمتِه، إلا نصرَهُ اللهُ في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرتَهُ).
وأي خذلانٍ أعظم من أن تتخلى الأمة - في ساعات العسر والشدة - عن الصفوة من أبنائها الذين نهضوا للذود عن دينها وحرماتها؟!
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نصَرَ أخاهُ بالغيبِ نصَرَهُ اللهُ في الدنيا والآخرة).
يا أيها المسلمون...
كيف يطيب لكم العيشُ، ويحلو لكم الصمتُ على مظالم أسراكم، ونبيكم صلوات ربي وسلامه عليه يقول: (المؤمنُ من أهلِ الإيمان بمنزلة الرأسِ من الجسد، يألَمُ المؤمنُ لما يُصيبُ أهلَ الإيمان، كما يألَمُ الرأسُ لما يصيبُ الجسدَ).
وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمنون كرجلٍ واحدٍ، إذا اشتكى رأسَهُ اشتكى كلُّه، وإن اشتكى عينَهُ اشتكى كلُّه).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمنون)؛ أي كلُّ المؤمنين - على اختلاف أجناسهم وألوانهم وأوطانهم - لا يُمكن إلا أن يكونوا - في تعاونهم وتراحمهم وتعاطِفهم وتعاضدهم - كرجلٍ واحدٍ، يألم بعضهم لبعض، ويقلق بعضهم لبعض، كما يألمُ ويقلقُ الرجل كله لأي عضوٍ يُصاب من أعضائه، فهل نحن كذلك؟!
يا أيها المسلمون...
كيف يطيبُ لكم العيشُ، ويحلو لكم الصمتُ على مظالم أسراكُم.
ونبيكم صلوات ربي وسلامه عليه يقول: (ترى المؤمنين في تراحُمِهم وتوادِّهم، وتعاطُفِهم، كمثلِ الجسدِ إذا اشتكى عضواً تداعى لهُ سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى).
فعلى كلِّ واحدٍ منا أن يسأل نفسه - ليعلَمَ صدقَ إيمانه وانتمائه للمؤمنين ولهذا الدين - هل هو ممن يَقلقُ ويُصابُ بالحمى لما يُصيب المسلمين في أمصارهم من شدة وبلاء، أم أنه ممن لا يُبالي، ولا يكترث إلا لنفسه ومصالحه وشهواته؟!
يا أيها المسلمون...
كيف يطيب لكم العيشُ، ويحلو لكم الصمتُ على مظالم أسراكُم.
ونبيكم صلوات ربي وسلامه عليه يقول: (مَن نَفَّسَ عن مُسلِمٍ كُربَةً من كُرَب الدنيا، نفَّسَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ الآخرةِ، واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه).
وأي كربةٍ تنفِّسُها وتفرِّجُها عن أخيك المسلم أعظمُ وأجلُّ من أن تسعى في تنفيس كربة المكروب السجين، وما أشد كربته وهو يقبعُ في غياهب سجون الظالمين المجرمين!
وقال صلى الله عليه وسلم: (المسلمُ أخو المسلمِ لا يَظلِمْهُ ولا يُسْلِمه، ومن كان في حاجةِ أخيه، كان اللهُ في حاجته، ومن فرَّج عن مسلمٍٍ كُربةً فرَّجَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامة).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يَظلِمهُ ولا يُسْلِمه)؛ أي لا يُسلمه للظلم والظالمين، وإنما يسعى لإنقاذهِ من أيديهم.
يا أيها المسلمون...
تريدون من العلماء والدعاةِ أن يصدعوا بالحق، وأن يقوموا بواجبهم نحو الأمة، ثم إن فعلُوا ونزلت بساحتهم البلايا والشدائد - من ذلك تغييبهم في غياهب سجون الطغاة الظالمين - تخليتم عنهم، وتبرأتم منهم، وتنكبتم عن نصرتهم، وكأنكم لا تعرفونهم، وليس لهم عليكم حقاً، {تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى}، فالإسلام يُنصر بالشعوب المسلمة وبعلمائهم العاملين معاً، وليس بأحدهما دون الآخر.
باب من أبواب الخير قد فُتِح لك يا عبد الله، فاغتنمه قبل أن يُغلَق فتُحرَم خيراً كثيراً، هذا الباب هو أن تمشي في حاجةِ إخوانك الأسرى، وحاجة عوائلهم، وأطفالهم، فهنيئاً لمن يغتنمه قبل أن يُحرَمه، فيندم ولات حين مندَم!
وإنها لفرصة أن أحضَّ إخواني المجاهدين على أن يعتمدوا خيارَ الفداء عمَّا سواه - ما أمكن لذلك سبيلاً - وأن يجتنبوا التعميم في مطالبهم، بحيث تكون مطالِبُهم محددةً وممكنةً، ومقدوراً عليها.
فقد صح عن عمران بن الحصين رضي الله عنه: (أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فدى رجلين من المسلمين برجلٍ مشرك).
والله تعالى أعلم.
اللهمَّ يا حيُّ يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، إنَّا نسألُكَ برحمتك وقدرتك أن تفكَّ أسرَ المسلمين، في جميع البقاع والأمصار، وأن تُفرِّجَ كَرْبهم، وأن تجمع شملَهم مع أبنائهم وأُسَرهم وأحبتهم، عاجلاً غير آجلٍ، وأن تكون معهم في غُربتهم ووحشتهم، وأن تثبِّتَهم، وتدخلَ السكينةَ على قلوبهم، وأن تنتقمَ من ظالميهم، وجلاديهم، فترينا فيهم آيةً من آياتك، إنَّك يا ربنا سميعٌ قريب مجيب.
وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
وآخرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
17/1/1428 هـ