الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
عندما نُعزِّي أهلنا وإخواننا في غزّة البطلة الصامدة .. لما حصل لهم اليوم من مجزرةٍ فظيعة على أيدي الإرهابيين المجرمين من الصهاينة اليهود .. فإننا نعزي أنفسنا .. ونواسي أنفسنا .. فهم منا .. ونحن منهم .. فالدم الدم .. والهدم الهدم .. ووالله .. ثم والله .. لا يُحيل بيننا وبين نصرتكم بالدم سوى تلك الحدود المصطنعة التي يحرسها الأجراء والعملاء من كلاب الحراسة الأوفياء .. رحم الله شهداءنا الأبطال وتقبلهم في الجنان مع الأنبياء والصديقين والشهداء .. اللهم آمين.
لكن أستسمحكم في السؤال: هل هذه هي أول مجزرة يرتكبها الصهاينة اليهود بحق أهلنا في فلسطين .. وهل هي آخر مجزرة؟!
الجواب يعرفه الجميع .. ويُسلِّم به الجميع .. أن لا .. فالمجازر .. كانت .. ولا تزال .. وهي مستمرة استمرار وجود هذا الكيان الصهيوني الخبيث في جسد وقلب الأمة .. فارتكاب المجازر الدموية ـ بحق أهلنا في فلسطين ـ هي من أبرز سمات وسياسات الكيان الصهيوني!
إذاً ما هو السبيل .. وما هو العمل لإيقاف هذه المجازر الفظيعة .. والمتتالية؟!
قلت وأعيد فأقول: على جميع الشعوب العربية والإسلامية أن يعلموا أن الحل والسبيل يكمن في واحدٍ من خيارين لا ثالث لهما، أولهما: أن تَفتح دول الطوق العربي ـ وأعني بها مصر، والأردن، وسورية، ولبنان ـ حدودها طواعية للشعوب .. لتقوم بواجبها نحو فلسطين وأهل فلسطين .. وهذا خيار عما يبدو مستحيلاً .. فجميع القرائن تُشير إلى استحالة تحقيقه .. بسبب عمالة وخيانة وطغيان تلك الأنظمة الحاكمة المتبلدة .. والتي لم تعد تخفى عمالتها وخيانتها على أحد!
ثانياً: أن يكسروا القيود .. ويتحرروا من الخوف .. ويخترقوا حدود دول الطوق .. رغماً عن أنف الطواغيت العملاء .. والحرّاس من الكلاب الأوفياء .. ويدوسوا بالقوة على كل من يعترض سبيلهم .. وهذا يستدعي .. ولا بد الخروج على طواغيت الحكم .. وعلى أنظمتهم العميلة الخائنة .. والتحرر من أثقال قيودهم التي تُحيل بينهم وبين نصرتهم لفلسطين وأهل فلسطين.
أعلم أن هذا الخيار كذلك صعب .. لكنه هو الخيار الممكن .. والواقعي .. والوحيد .. والأسهل بالنسبة للخيار الذي قبله .. وهو خيار شرَعه الله لنا .. لا بد لنا من عبوره .. واجتيازه .. وإن أدى إلى سقوط بعض الضحايا والشهداء .. فلئن يموت منا ألف أو مائة ألف ـ في سبيل الله ـ خلال عملية العبور وكسر القيود .. والتحرر من ظلم وعمالة طواغيت الظلم والحكم .. ثم نستأنف حياة العزة والمجد والقوة .. خير ألف مرة من أن يموت منا مئات الملايين .. تحت وطأة الذل .. والقهر .. والخوف .. والظلم .. والاستعباد .. طيلة العمر!
منذ أكثر من ستين عاماً يفعلون بنا المجازر .. مجزرة تلو مجزرة .. ما إن تنتهي مجزرة إلا وتليها الثانية .. وتسيل منا الدماء البريئة أنهراً .. على أيدي الصهاينة اليهود تارة .. وتارة على أيدي عملائهم من حراس الحدود الأوفياء .. ومع كل منظر من مناظر تلك المجازر ـ كشعوب تراقب .. وتنتظر دورها في الذبح ـ نموت مرات ومرات كمداً وحنقاً .. وقهراً!
منذ أكثر من أربعين عاماً .. ونحن نخاطب الحكام .. كلاب الحراسة الأوفياء .. بأن يفتحوا الحدود للشعوب .. لتنتصف للمظلوم .. وتقوم بدورها وواجبها نحو فلسطين وأهلها .. بينما هؤلاء الكلاب لا يأبهون شيئاً لتلك النداءات .. وهم في كل عام تشتد حراستهم أكثر وأكثر .. لحماية دولة الصهاينة اليهود .. ويجرّمون .. ويقتلون كل من يُحاول فك الحصار أو اختراق الحدود!
قولوا لي .. بالله عليكم .. قولوا لي: إلى متى سنشكو العجز والخوف والضعف .. إلى متى سنقتصر على التنديد والشكوى والأنين .. واستجداء العون والنصرة من الآخرين .. ونحن أمة يتعدى تعدادها المليار نسمة ..؟!
إلى متى هذا الصمت والسكوت .. وإلى أين سيصل بكم هذا الخوف من حرّاس الحدود .. وإلى متى سيستمر هذا الخوف .. والله تعالى يقول:? أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ ?التوبة:13.
أعجب لأمة نصف كِتابها يحضها على الجهاد في سبيل الله .. ومئات الأحاديث من أحاديث نبيها صلى الله عليه وسلم تأمرها وترغبها بالجهاد في سبيل الله .. ثم هي تُصاب بهذا الوهن .. والضعف .. والخوف .. والعجز المصتنع!
هذه المظاهرات .. والنداءات .. والبيانات .. التي تخرج نصرة لأهلنا وإخواننا في فلسطين .. جيدة .. لا بأس بها .. لكن لا يمكن أن تُوقف مجازر العدو .. ولا آلته العسكرية شبراً واحداً .. وهي تتحرك في طريقها نحو القتل والتدمير .. والإفساد في الأرض!
إذاً لا بد من عزمة .. ونهضة .. وقرار لا يعرف الانتكاس أو التراجع .. بكسر القيود .. ومن ثم العبور نحو التحرير .. هذا إن كنتم صادقين في إيقاف تلك السلسلة من المجازر!
إلى متى سنستمر في الخلاف على ضرورة جهاد كلاب الحراسة الأوفياء .. وشرعية جهادهم .. إلى متى سنظل متفرقين في مواقفنا حول طواغيت الحكم العملاء .. ونحن مجمعون على أنهم عقبة كأداء أمام أدنى عون يمكن أن تقدمه الأمة لفلسطين وأهل فلسطين؟!
اسمحوا لي بأن أصارحكم القول: كل من يُدافع عن طواغيت الحكم في بلادنا .. ويجادل عنهم .. وعن شرعية حكمهم وأنظمتهم .. فهو شريك في هذه المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أهلنا في فلسطين .. وله سهم في مجزرة غزة التي حصلت اليوم .. وهو شريك لهم في الوزر والإثم .. وشريك في طول أمد معاناة أهلنا في فلسطين .. وغيرهم .. سواء علموا بذلك أم لم يعلموا!
وإلا أجيبوني: كيف نوفق بين جدالكم عن طواغيت الحكم؛ كلاب الحراسة الأوفياء .. وعن شرعية حكمهم وأنظمتهم .. وأنهم أولياء أمور تجب طاعتهم .. وموالاتهم .. ومن يخالفكم فيما تقولون تجرّمونه .. وترمونه بسوء الألقاب .. وتحذرون الناس منه .. ثم من جهة نراكم تدينون المجازر التي يرتكبها الصهاينة اليهود بحق المسلمين في فلسطين .. وتجرمونها .. مع علمكم .. وتسليمكم .. بأن أولياءكم من طواغيت الحكم .. هم شركاء أساسين لليهود فيما يرتكبونه من مجازر .. من خلال حراستهم المشددة للحدود .. وإغلاقهم للمعابر .. ليحيلوا بين الشعوب .. وبين ممارسة حقهم وواجبهم في الانتصار للمظلوم من ظالميه؟!
كيف تبكون على ما يصيب المسلمين في فلسطين .. ثم من جهة أخرى تدخلون في موالاة ونصرة من يُشارك في مآسي ومصائب المسلمين في فلسطين .. وتُطالبون الأمة في أن تدخل في طاعتهم وموالاتهم .. وتجادلون عنهم بالسنان واللسان؟!
إنه والله عين التذبذب والكذب والنفاق .. وإن لم تفق الأمة لشركم ونفاقكم .. وكذبكم .. وتناقضكم .. فإن أمد هذه المجازر التي نسمع عنها ونراها .. سيطول .. وستتكرر مراراً .. والملام حينئذٍ الشعوب التي سكتت عليكم .. وغفلت عن شركم .. وشر أوليائكم من طواغيت وحراس الحدود الأوفياء!
أيها الناس .. أيها المسلمون: أقسم بالله العظيم الذي لا إله إلا هو .. غير حانث ولا آثم .. هذا هو الطريق .. وهذا هو الخيار الوحيد أمامكم لا خيار لكم سواه .. إن أردتم النجاة .. والحياة .. وأن توقفوا مجازر وعدوان بني صهيون!
روضوا أنفسكم على هذا الخيار .. تدربوا عليه .. أعدوا له عدته .. تحدثوا عنه .. ربوا أبناءكم عليه .. خططوا له .. واستعينوا على إنجاح خطتكم وحوائجكم بالكتمان .. إلى أن يُصبح هذا الخيار .. هو خيار الأمة كلها .. ومحط إجماع الأمة كلها .. وحديث الغالبية من الناس .. لا مكان بينكم للمرجفين .. والمنافقين .. المتذبذبين .. فحينئذٍ ـ فقط ـ نستطيع أن نوقف تلك المجازر .. ونمنع من تكرارها .. فإن لم تفعلوا ـ وأُعيذكم من ذلك ـ روضوا ـ حينئذٍ ـ أنفسكم إلى تقبل مزيدٍ من المجازر .. ومزيد من الذل .. والهوان .. وضنك العيش .. ولا تلوموا حينئذٍ إلا أنفسكم!
كم سيكون محزناً .. ومؤلماً .. أن تفيق الأمة لهذا الخيار ـ الذي لا بد لها منه ـ وتتنبه له .. لكن بعد عشرات السنين .. بعد أن يكون قد حصلت وتكررت مئات المجازر التي تُشابه مجزرة غزة اليوم، وربما أكثر .. كان بإمكاننا منعها وإيقافها .. وتفاديها .. لو تفيق الأمة لهذا الخيار الآن ومنذ الساعة .. وتعي لدورها ومسؤولياتها الجسام نحو القضية الفلسطينية .. وغيرها من قضايا المسلمين.
اللهمّ إني قد بلغت فاشهد .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
30/12/1429 هـ. 28/12/2008 م.
عندما نُعزِّي أهلنا وإخواننا في غزّة البطلة الصامدة .. لما حصل لهم اليوم من مجزرةٍ فظيعة على أيدي الإرهابيين المجرمين من الصهاينة اليهود .. فإننا نعزي أنفسنا .. ونواسي أنفسنا .. فهم منا .. ونحن منهم .. فالدم الدم .. والهدم الهدم .. ووالله .. ثم والله .. لا يُحيل بيننا وبين نصرتكم بالدم سوى تلك الحدود المصطنعة التي يحرسها الأجراء والعملاء من كلاب الحراسة الأوفياء .. رحم الله شهداءنا الأبطال وتقبلهم في الجنان مع الأنبياء والصديقين والشهداء .. اللهم آمين.
لكن أستسمحكم في السؤال: هل هذه هي أول مجزرة يرتكبها الصهاينة اليهود بحق أهلنا في فلسطين .. وهل هي آخر مجزرة؟!
الجواب يعرفه الجميع .. ويُسلِّم به الجميع .. أن لا .. فالمجازر .. كانت .. ولا تزال .. وهي مستمرة استمرار وجود هذا الكيان الصهيوني الخبيث في جسد وقلب الأمة .. فارتكاب المجازر الدموية ـ بحق أهلنا في فلسطين ـ هي من أبرز سمات وسياسات الكيان الصهيوني!
إذاً ما هو السبيل .. وما هو العمل لإيقاف هذه المجازر الفظيعة .. والمتتالية؟!
قلت وأعيد فأقول: على جميع الشعوب العربية والإسلامية أن يعلموا أن الحل والسبيل يكمن في واحدٍ من خيارين لا ثالث لهما، أولهما: أن تَفتح دول الطوق العربي ـ وأعني بها مصر، والأردن، وسورية، ولبنان ـ حدودها طواعية للشعوب .. لتقوم بواجبها نحو فلسطين وأهل فلسطين .. وهذا خيار عما يبدو مستحيلاً .. فجميع القرائن تُشير إلى استحالة تحقيقه .. بسبب عمالة وخيانة وطغيان تلك الأنظمة الحاكمة المتبلدة .. والتي لم تعد تخفى عمالتها وخيانتها على أحد!
ثانياً: أن يكسروا القيود .. ويتحرروا من الخوف .. ويخترقوا حدود دول الطوق .. رغماً عن أنف الطواغيت العملاء .. والحرّاس من الكلاب الأوفياء .. ويدوسوا بالقوة على كل من يعترض سبيلهم .. وهذا يستدعي .. ولا بد الخروج على طواغيت الحكم .. وعلى أنظمتهم العميلة الخائنة .. والتحرر من أثقال قيودهم التي تُحيل بينهم وبين نصرتهم لفلسطين وأهل فلسطين.
أعلم أن هذا الخيار كذلك صعب .. لكنه هو الخيار الممكن .. والواقعي .. والوحيد .. والأسهل بالنسبة للخيار الذي قبله .. وهو خيار شرَعه الله لنا .. لا بد لنا من عبوره .. واجتيازه .. وإن أدى إلى سقوط بعض الضحايا والشهداء .. فلئن يموت منا ألف أو مائة ألف ـ في سبيل الله ـ خلال عملية العبور وكسر القيود .. والتحرر من ظلم وعمالة طواغيت الظلم والحكم .. ثم نستأنف حياة العزة والمجد والقوة .. خير ألف مرة من أن يموت منا مئات الملايين .. تحت وطأة الذل .. والقهر .. والخوف .. والظلم .. والاستعباد .. طيلة العمر!
منذ أكثر من ستين عاماً يفعلون بنا المجازر .. مجزرة تلو مجزرة .. ما إن تنتهي مجزرة إلا وتليها الثانية .. وتسيل منا الدماء البريئة أنهراً .. على أيدي الصهاينة اليهود تارة .. وتارة على أيدي عملائهم من حراس الحدود الأوفياء .. ومع كل منظر من مناظر تلك المجازر ـ كشعوب تراقب .. وتنتظر دورها في الذبح ـ نموت مرات ومرات كمداً وحنقاً .. وقهراً!
منذ أكثر من أربعين عاماً .. ونحن نخاطب الحكام .. كلاب الحراسة الأوفياء .. بأن يفتحوا الحدود للشعوب .. لتنتصف للمظلوم .. وتقوم بدورها وواجبها نحو فلسطين وأهلها .. بينما هؤلاء الكلاب لا يأبهون شيئاً لتلك النداءات .. وهم في كل عام تشتد حراستهم أكثر وأكثر .. لحماية دولة الصهاينة اليهود .. ويجرّمون .. ويقتلون كل من يُحاول فك الحصار أو اختراق الحدود!
قولوا لي .. بالله عليكم .. قولوا لي: إلى متى سنشكو العجز والخوف والضعف .. إلى متى سنقتصر على التنديد والشكوى والأنين .. واستجداء العون والنصرة من الآخرين .. ونحن أمة يتعدى تعدادها المليار نسمة ..؟!
إلى متى هذا الصمت والسكوت .. وإلى أين سيصل بكم هذا الخوف من حرّاس الحدود .. وإلى متى سيستمر هذا الخوف .. والله تعالى يقول:? أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ ?التوبة:13.
أعجب لأمة نصف كِتابها يحضها على الجهاد في سبيل الله .. ومئات الأحاديث من أحاديث نبيها صلى الله عليه وسلم تأمرها وترغبها بالجهاد في سبيل الله .. ثم هي تُصاب بهذا الوهن .. والضعف .. والخوف .. والعجز المصتنع!
هذه المظاهرات .. والنداءات .. والبيانات .. التي تخرج نصرة لأهلنا وإخواننا في فلسطين .. جيدة .. لا بأس بها .. لكن لا يمكن أن تُوقف مجازر العدو .. ولا آلته العسكرية شبراً واحداً .. وهي تتحرك في طريقها نحو القتل والتدمير .. والإفساد في الأرض!
إذاً لا بد من عزمة .. ونهضة .. وقرار لا يعرف الانتكاس أو التراجع .. بكسر القيود .. ومن ثم العبور نحو التحرير .. هذا إن كنتم صادقين في إيقاف تلك السلسلة من المجازر!
إلى متى سنستمر في الخلاف على ضرورة جهاد كلاب الحراسة الأوفياء .. وشرعية جهادهم .. إلى متى سنظل متفرقين في مواقفنا حول طواغيت الحكم العملاء .. ونحن مجمعون على أنهم عقبة كأداء أمام أدنى عون يمكن أن تقدمه الأمة لفلسطين وأهل فلسطين؟!
اسمحوا لي بأن أصارحكم القول: كل من يُدافع عن طواغيت الحكم في بلادنا .. ويجادل عنهم .. وعن شرعية حكمهم وأنظمتهم .. فهو شريك في هذه المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أهلنا في فلسطين .. وله سهم في مجزرة غزة التي حصلت اليوم .. وهو شريك لهم في الوزر والإثم .. وشريك في طول أمد معاناة أهلنا في فلسطين .. وغيرهم .. سواء علموا بذلك أم لم يعلموا!
وإلا أجيبوني: كيف نوفق بين جدالكم عن طواغيت الحكم؛ كلاب الحراسة الأوفياء .. وعن شرعية حكمهم وأنظمتهم .. وأنهم أولياء أمور تجب طاعتهم .. وموالاتهم .. ومن يخالفكم فيما تقولون تجرّمونه .. وترمونه بسوء الألقاب .. وتحذرون الناس منه .. ثم من جهة نراكم تدينون المجازر التي يرتكبها الصهاينة اليهود بحق المسلمين في فلسطين .. وتجرمونها .. مع علمكم .. وتسليمكم .. بأن أولياءكم من طواغيت الحكم .. هم شركاء أساسين لليهود فيما يرتكبونه من مجازر .. من خلال حراستهم المشددة للحدود .. وإغلاقهم للمعابر .. ليحيلوا بين الشعوب .. وبين ممارسة حقهم وواجبهم في الانتصار للمظلوم من ظالميه؟!
كيف تبكون على ما يصيب المسلمين في فلسطين .. ثم من جهة أخرى تدخلون في موالاة ونصرة من يُشارك في مآسي ومصائب المسلمين في فلسطين .. وتُطالبون الأمة في أن تدخل في طاعتهم وموالاتهم .. وتجادلون عنهم بالسنان واللسان؟!
إنه والله عين التذبذب والكذب والنفاق .. وإن لم تفق الأمة لشركم ونفاقكم .. وكذبكم .. وتناقضكم .. فإن أمد هذه المجازر التي نسمع عنها ونراها .. سيطول .. وستتكرر مراراً .. والملام حينئذٍ الشعوب التي سكتت عليكم .. وغفلت عن شركم .. وشر أوليائكم من طواغيت وحراس الحدود الأوفياء!
أيها الناس .. أيها المسلمون: أقسم بالله العظيم الذي لا إله إلا هو .. غير حانث ولا آثم .. هذا هو الطريق .. وهذا هو الخيار الوحيد أمامكم لا خيار لكم سواه .. إن أردتم النجاة .. والحياة .. وأن توقفوا مجازر وعدوان بني صهيون!
روضوا أنفسكم على هذا الخيار .. تدربوا عليه .. أعدوا له عدته .. تحدثوا عنه .. ربوا أبناءكم عليه .. خططوا له .. واستعينوا على إنجاح خطتكم وحوائجكم بالكتمان .. إلى أن يُصبح هذا الخيار .. هو خيار الأمة كلها .. ومحط إجماع الأمة كلها .. وحديث الغالبية من الناس .. لا مكان بينكم للمرجفين .. والمنافقين .. المتذبذبين .. فحينئذٍ ـ فقط ـ نستطيع أن نوقف تلك المجازر .. ونمنع من تكرارها .. فإن لم تفعلوا ـ وأُعيذكم من ذلك ـ روضوا ـ حينئذٍ ـ أنفسكم إلى تقبل مزيدٍ من المجازر .. ومزيد من الذل .. والهوان .. وضنك العيش .. ولا تلوموا حينئذٍ إلا أنفسكم!
كم سيكون محزناً .. ومؤلماً .. أن تفيق الأمة لهذا الخيار ـ الذي لا بد لها منه ـ وتتنبه له .. لكن بعد عشرات السنين .. بعد أن يكون قد حصلت وتكررت مئات المجازر التي تُشابه مجزرة غزة اليوم، وربما أكثر .. كان بإمكاننا منعها وإيقافها .. وتفاديها .. لو تفيق الأمة لهذا الخيار الآن ومنذ الساعة .. وتعي لدورها ومسؤولياتها الجسام نحو القضية الفلسطينية .. وغيرها من قضايا المسلمين.
اللهمّ إني قد بلغت فاشهد .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
30/12/1429 هـ. 28/12/2008 م.