الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فقد كثر اللغط حول تصريحات يوسف القرضاوي الأخيرة عن التشيع .. وعن التمدد الشيعي الرافضي في مناطق وبلاد المسلمين .. حتى لُبِّس على بعض الخواص .. وكثير من العوام .. حقيقة موقف الرجل من الشيعة الروافض .. ودوره الفعَّال في نشر التشيع والرفض في بلاد المسلمين .. والدافع الأساس من وراء تصريحه الأخير عن الروافض الأشرار .. مما حدا بي لأن أخط ـ ناصحاً ومشفقاً ـ هذه الكلمات .. عسى أن تُعين القارئ على فهم هذا الشغب الدائر .. وأين يكمن الحق فيما اختلف فيه الناس .. سائلاً الله تعالى السداد والتوفيق.
فأقول: أولاً مما ينبغي أن يعرفه القارئ أن القرضاوي من كبار مروجي التشيع والرفض في بلاد المسلمين .. وهو أول من صنع الدعاية المكثفة للتشيع والرفض في بلاد المسلمين .. فمنذ أن قامت الثورة الإيرانية .. والرجل ما يفتأ عن أن يذكرها وأئمتها بكل خير .. فإذا أتى على ذكر طاغية من طغاتها .. وصفه بالإمام والعلامة .. والفهّامة ..!!
وإذا ما سُئل عن مذهب التشيع والرفض .. فسرعان ما كان يُثني عليه خيراً .. ويعده من جملة المذاهب الإسلامية المعتبرة .. وأن الخلاف مع مذهب الرفض والتشيع .. خلاف في الفروع .. لا في الأصول .. لا ينبغي أن يُفسد ما بين المسلمين من ود .. واستمر الرجل على هذا النفس والسيرة .. لأكثر من ربع قرنٍ .. وعبر قناته المفضلة والواسعة الانتشار؛ قناة الجزيرة .. وفي كل نادٍ ومؤتمر يُعقد حول الأديان والتقارب بين المذاهب .. وقد نصحه عدد من الإخوان والشيوخ ـ منهم أخونا الشيخ أبو منتصر البلوشي ـ بأن يكفّ ويُمسك عن هذا المسلك الخاطئ .. وأن مؤداه إلى تشييع المنطقة وهدم الإسلام في بلاد المسلمين .. كما في الأثر عن بعض السلف:" أن من وقّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام "؛ فكيف بمن يوقر الزنادقة ومذهبهم القائم على الزندقة وهدم الدين من أصوله .. ولكن لا حياة لمن تنادي .. فالرجل في غيه وكبره ماضٍ لا يأبه ولا يسمع لأحد!
اعلم أيها القارئ .. أن النفق الذي عبر من خلاله التشيع والرفض إلى بلاد المسلمين ـ فدخل دياراً وبلاداً عصيَّة منيعة .. كان حلماً صعب المنال عند الشيعة الروافض الصفويين أن يكون لهم فيها موطئ قدم .. أو أن يوجد لهم فيها شخص واحد يقول بقولهم الخبيث في دين الله ـ يكمن في فريقين أو جهتين: جهة تتمثل في حزب الله اللبناني .. وما أحدثته صواريخه التي وُجهت نحو فلسطين .. من دعاية كبيرة للتشيع والرفض .. فتنت الرعاع من الناس وكثيراً من العوام .. وبعض الخواص .. ما هو معلوم للجميع!
الجهة الثانية: تتمثل في شخص القرضاوي تحديداً .. وفيمن تابعه من قادة جماعته وحزبه .. حزب الإخوان المسلمين .. فكان له ولهم بالغ الأثر في نشر التشيع والرفض في بلاد المسلمين، فدخل ـ بسببهم ـ التشيع والرفض: مصر .. وسورية .. وفلسطين .. والسودان .. والجزائر .. وغيرها من بلاد المغرب العربي .. وكثيراً من بيوت المسلمين .. حتى أن بيت القرضاوي ذاته لم يسلم من هذه الفتنة وآثارها .. كما نُشر عن ولده الشاعر؛ صاحب القصيدة الكفرية: صَمدٌ، صمد .. المعجب بحزب الله اللبناني الصفوي وصواريخه!!
حتى أن السنَّة في العراق الذين وضعوا أيديهم مع عملاء الغزاة من الشيعة الروافض .. وتعاونوا معهم على الجهاد والمجاهدين .. كانت حجتهم في ذلك .. فتوى القرضاوي .. ومواقف القرضاوي المتسيبة من الشيعة الروافض ومذهبهم!
لذا لما حصلت بعض الملاسنات بين الرجل وبين بعض وسائل إعلام النظام الرافضي الصفوي في طهران .. حول تصريحاته الأخيرة ـ التي سنأتي إلى ذكرها ـ وحصل نوع سوء تفاهم بين الطرفين .. كاد أن يُفسد على قُم وآياتها أكبر عميل وبوق إعلامي لهم في بلاد المسلمين .. فسرعان ما أُرسلت الوفود الإيرانية وعلى أعلى المستويات .. ليُطيبوا خاطر الرجل ويسترضوه .. وأن ما بدر من طرفهم لا يُمثل قيادة إيران .. ولا مرشدهم العام علي خامنئي ....!
ولو وجدت المحكمة القوية والعادلة .. التي تُحاسب على هذا الجرم والوزر والتفريط .. لأول من حاسبت وجرَّمت القرضاوي ذاته على دعايته الآنفة الذكر للتشيع والرفض .. ولئن نفد في الدنيا من هذه المحاكمة العادلة .. نسأل الله تعالى أن يقتص منه لدينه .. ولعباده .. ولمن فتنهم عن دينهم .. يوم الحساب!
فإن عُلم ذلك .. نأتي لما حصل مؤخراً للقرضاوي .. بعد هذه السيرة السيئة الذكر والسمعة مع الشيعة الروافض .. وصناعة الدعاية لهم؟!
قد تنبه لخطأ القرضاوي وخطورة ما يقوم به النظام المصري ـ وبخاصة بعد الأزمة الأخيرة التي تسببتها تمثيل إيران فلماً عن مقتل السادات، وتمثيل الأخرى فلماً عن الخميني وتصويره كمصاص دم ـ وبعض حكام وساسة الخليج العربي ـ وبخاصة الدولة المضيفة للرجل ـ أول هدف للتوسع الشيعي في المنطقة .. وأول ضحاياه .. فأوحوا له بأن يُمسك عن صناعة الدعاية للشيعة الروافض .. وأن يُطالب إيران بأن توقف مدها الشيعي في بلاد المسلمين .. مقابل أن يوقف المسلمون مد دعوتهم إلى الإسلام .. في البلاد التي تتواجد فيها أكثرية شيعية كإيران مثلاً .. وعلى كل مذهب .. أن يُحافظ على هوية أهله في بلده .. من دون أن يعمل على بسط نفوذه .. في البلاد الأخرى التي لا تخضع لنفوذه .. كما طالبوه من قبل ـ نزولاً عند رغبة المجتمع الدولي ـ بأن يذهب إلى أفغانستان من أجل أن يُغيث الأصنام التي تُعبد من دون الله .. وقبل أن يقوم المجاهدون بتفجيرها!
ففعل الرجل ما طُلِب منه .. كما فعل من قبل ما طُلب منه بخصوص الأصنام .. وأضاف بأن الشيعة الروافض مسلمون لكنهم ضلال .. واستدل على ضلالهم بالحديث الذي كان يُضَعِّفه ويرده مراراً من أجلهم وهو يُدافع عنهم .. حتى لا يخرجهم من صفة الطائفة الناجية:" ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ..." الحديث المعلوم للجميع .. فحصلت هذه الضجة المفتعلة التي نشهدها اليوم .. والتي ساعد على تصعيدها وتفعيلها وسائل الإعلام التي تخضع لسياسة أولئك الحكام والساسة .. فوسائل الإعلام المغرضة وراء كل فتنة .. وصخب وشغب يحصل هنا أو هناك .. وهي قادرة على أن تجعل ـ في أعين العوام والرعاع ـ من الحقير كبيراً .. ومن الكبير حقيراً وصغيراً .. فهي تقوم مقام السحرة في زمن فرعون الأول .. فإلى الله نشكو سوء صنيعها بالإسلام والمسلمين!
ولنا على تصريح القرضاوي هذا بعض التحفظات والملاحظات، منها: أن هدفه وبواعثه سياسية .. ولمآرب سياسية كما تقدم .. ومن أجل سلامة عروش الحكام .. وليس غضبة من أجل حرمات الله ودينه .. كما يُحاول أن يُصور البعض .. وإلا لماذا تأخر موقفه هذا إلى الآن .. وبعد أكثر من ربع قرن .. آلآن فقط عرف القرضاوي ـ البحَّاثة والعلاَّمة والفهَّامة ـ خطر الزحف الشيعي الرافضي على المنطقة .. ولماذا الآن فقط؟!!
ومنها: أن هذا الطلب الذي تقدم به القرضاوي من الشيعة الروافض .. غير شرعي .. ولا هو واقعي. أما أنه غير شرعي: لأنه لا يجوز له ولا لغيره .. أن يمنع المسلمين بأن يُبلغوا دين الله للآخرين .. وأن ينصحوا الآخرين .. وأن يدعوا الآخرين إلى دين الله .. وأن يأمروهم بالمعروف وينهوهم عن المنكر .. حتى لو أن الطرف الآخر كان صادقاً في توقفه عن الدعوة لباطله في بلاد المسلمين .. وما أكثر الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي ترد وتُبطل ما تضمنه تصريح القرضاوي الآنف الذكر!
أما أنه غير واقعي: فهو لأنه لا يُمكن إيقاف باطلهم ولا ضبطه .. ولا توجد الآلية العملية التي تلزم الآخرين بالتوقف عن الدعوة إلى باطلهم .. فمطالبته هذه .. لا تعدو عن كونها فقاعة إعلامية .. يُراد تضخيمها .. لا أكثر ولا أقل .. وهي لا تؤثر على القوم في شيء .. ولا تمنعهم من أن يمضوا لباطلهم كما يشاؤون .. ووقت يشاؤون .. وفي المكان الذي يشاؤون .. وبخاصة بعد أن مهد لدعوتهم في بلاد المسلمين القرضاوي ذاته ومن يتابعه على نهجه من جماعته وحزبه .. وعلى مدار ثلاثين عاماً تقريباً!
وهو يعلم ـ كما يعلم غيره ـ أن أكثر القنوات الفضائية الشيعية .. التي تبث الدعاية للتشيع والرفض .. ولقُم وآياتها .. تتواجد في دول الخليج .. وتنطلق من دول الخليج .. وتحديداً من دولة الإمارات .. فهلاَّ طالب هذه الدول والحكومات .. بإيقاف تلك القنوات .. وإيقاف بثها .. إن كان فعلاً يريد وقف الزحف الشيعي عن بلاد المسلمين؟!
وهو يعلم ـ كما يعلم غيره ـ أن قناته المفضلة .. قناة الجزيرة .. هي أكثر القنوات الفضائية التي صنعت وتصنع دعاية لحزب الله الرافضي اللبناني .. وروجت له في المنطقة .. ولقياداته .. ولأمينه العام .. وللآيات في قم الذين هم وراء إنشاء هذا الحزب .. وفتنت الناس بالحزب .. وإنجازات الحزب .. حتى صَوَّرت بعرة الحزب جبلاً شامخاً صلباً .. فهلاَّ ترجل .. وقال كلمة واحدة لهذه القناة .. ولمن وراءها .. وطالبهم بأن يتقوا الله في عقول وعقائد المسلمين .. إن كان فعلاً يريد وقف الزحف الشيعي عن بلاد المسلمين .. أم أنه يخاف أن تحرمه الامتيازات التي تخصه بها؟!
ومنها: أن هذا الطلب الذي تقدم به القرضاوي من الطرف الآخر .. لا يُشخّص جزءاً يسيراً جداً من حجم المشكلة بين أهل الإسلام .. وبين أهل التشيع والرفض .. وبالتالي فهو لا يحل المشكلة القائمة .. حتى ـ جدلاً ـ لو التزم الطرف الآخر بما طالبهم به!!
فإن قيل: الرجل يريد أن يتوب .. ويتراجع عن خطئه السابق .. فلماذا تُغلقون دونه باب الرجعة والتوبة؟
أقول: لا أحد يقدر أن يُغلق دونه باب التوبة والرجوع إلى الحق .. فباب التوبة مفتوح للجميع .. لا يُغلَق دون أحد ما لم يُغرغر .. ورجوعه إلى الحق حبيب إلى نفوسنا .. وهو أحب إلينا من حُمر النعم .. ولكن للتوبة والرجوع إلى الحق ـ فيما يتعلق بموقفه من الشيعة الروافض ـ شروط .. وعلامات .. ودلالات:
منها: أن يُعلن أن الشيعة الروافض طائفة شرك وردة .. وأن الخلاف معهم في الأصول والعقائد والفروع سواء .. وهذا ما لم يفعله القرضاوي .. فهو إلى الساعة لا يزال يصرح بأنهم مسلمون .. وأن مذهبهم واحد من مذاهب الإسلام المعتبرة .. وأن الخلاف معهم في الفروع لا في الأصول .. وضلالهم يأتي من جهة مخالفتهم لأهل السنة والجماعة في الفروع .. وفي ذلك غش وتضليل وتلبيس على الناس .. وتصغير لما هم عليه من الزندقة والكفر والشرك!
ومنها: أن يُعلن عن مفاصلتهم وبراءته منهم .. حتى يعودوا إلى دين الله .. ويُقلعوا عن كفرياتهم وشركياتهم .. وأحقادهم على صفوة الأمة استقامة والتزاماً .. وهذا ما لم يفعله القرضاوي حتى الآن .. بل هو إلى الساعة ـ وحتى بعد تصريحاته الأخيرة ـ لا يزال يجلس مع الشيعة الروافض .. ويُشاركهم المؤتمرات .. ويؤاكلهم .. ويُبادلهم المداهنة .. وعبارات المديح والإطراء .. ويأخذهم ويأخذونه بالأحضان .. فكيف بعد كل ذلك يُقال أنه قد تاب أو تراجع عن ضلاله الأول؟!
ما أسرع هلكة الناس .. وما أسرع أن يُضحَك عليهم .. وأن يُستخف بهم وبعقولهم .. إلا من رحم الله .. وهم قليل بين أناس كثير .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
16/10/1429 هـ. 16/10/2008 م.
فقد كثر اللغط حول تصريحات يوسف القرضاوي الأخيرة عن التشيع .. وعن التمدد الشيعي الرافضي في مناطق وبلاد المسلمين .. حتى لُبِّس على بعض الخواص .. وكثير من العوام .. حقيقة موقف الرجل من الشيعة الروافض .. ودوره الفعَّال في نشر التشيع والرفض في بلاد المسلمين .. والدافع الأساس من وراء تصريحه الأخير عن الروافض الأشرار .. مما حدا بي لأن أخط ـ ناصحاً ومشفقاً ـ هذه الكلمات .. عسى أن تُعين القارئ على فهم هذا الشغب الدائر .. وأين يكمن الحق فيما اختلف فيه الناس .. سائلاً الله تعالى السداد والتوفيق.
فأقول: أولاً مما ينبغي أن يعرفه القارئ أن القرضاوي من كبار مروجي التشيع والرفض في بلاد المسلمين .. وهو أول من صنع الدعاية المكثفة للتشيع والرفض في بلاد المسلمين .. فمنذ أن قامت الثورة الإيرانية .. والرجل ما يفتأ عن أن يذكرها وأئمتها بكل خير .. فإذا أتى على ذكر طاغية من طغاتها .. وصفه بالإمام والعلامة .. والفهّامة ..!!
وإذا ما سُئل عن مذهب التشيع والرفض .. فسرعان ما كان يُثني عليه خيراً .. ويعده من جملة المذاهب الإسلامية المعتبرة .. وأن الخلاف مع مذهب الرفض والتشيع .. خلاف في الفروع .. لا في الأصول .. لا ينبغي أن يُفسد ما بين المسلمين من ود .. واستمر الرجل على هذا النفس والسيرة .. لأكثر من ربع قرنٍ .. وعبر قناته المفضلة والواسعة الانتشار؛ قناة الجزيرة .. وفي كل نادٍ ومؤتمر يُعقد حول الأديان والتقارب بين المذاهب .. وقد نصحه عدد من الإخوان والشيوخ ـ منهم أخونا الشيخ أبو منتصر البلوشي ـ بأن يكفّ ويُمسك عن هذا المسلك الخاطئ .. وأن مؤداه إلى تشييع المنطقة وهدم الإسلام في بلاد المسلمين .. كما في الأثر عن بعض السلف:" أن من وقّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام "؛ فكيف بمن يوقر الزنادقة ومذهبهم القائم على الزندقة وهدم الدين من أصوله .. ولكن لا حياة لمن تنادي .. فالرجل في غيه وكبره ماضٍ لا يأبه ولا يسمع لأحد!
اعلم أيها القارئ .. أن النفق الذي عبر من خلاله التشيع والرفض إلى بلاد المسلمين ـ فدخل دياراً وبلاداً عصيَّة منيعة .. كان حلماً صعب المنال عند الشيعة الروافض الصفويين أن يكون لهم فيها موطئ قدم .. أو أن يوجد لهم فيها شخص واحد يقول بقولهم الخبيث في دين الله ـ يكمن في فريقين أو جهتين: جهة تتمثل في حزب الله اللبناني .. وما أحدثته صواريخه التي وُجهت نحو فلسطين .. من دعاية كبيرة للتشيع والرفض .. فتنت الرعاع من الناس وكثيراً من العوام .. وبعض الخواص .. ما هو معلوم للجميع!
الجهة الثانية: تتمثل في شخص القرضاوي تحديداً .. وفيمن تابعه من قادة جماعته وحزبه .. حزب الإخوان المسلمين .. فكان له ولهم بالغ الأثر في نشر التشيع والرفض في بلاد المسلمين، فدخل ـ بسببهم ـ التشيع والرفض: مصر .. وسورية .. وفلسطين .. والسودان .. والجزائر .. وغيرها من بلاد المغرب العربي .. وكثيراً من بيوت المسلمين .. حتى أن بيت القرضاوي ذاته لم يسلم من هذه الفتنة وآثارها .. كما نُشر عن ولده الشاعر؛ صاحب القصيدة الكفرية: صَمدٌ، صمد .. المعجب بحزب الله اللبناني الصفوي وصواريخه!!
حتى أن السنَّة في العراق الذين وضعوا أيديهم مع عملاء الغزاة من الشيعة الروافض .. وتعاونوا معهم على الجهاد والمجاهدين .. كانت حجتهم في ذلك .. فتوى القرضاوي .. ومواقف القرضاوي المتسيبة من الشيعة الروافض ومذهبهم!
لذا لما حصلت بعض الملاسنات بين الرجل وبين بعض وسائل إعلام النظام الرافضي الصفوي في طهران .. حول تصريحاته الأخيرة ـ التي سنأتي إلى ذكرها ـ وحصل نوع سوء تفاهم بين الطرفين .. كاد أن يُفسد على قُم وآياتها أكبر عميل وبوق إعلامي لهم في بلاد المسلمين .. فسرعان ما أُرسلت الوفود الإيرانية وعلى أعلى المستويات .. ليُطيبوا خاطر الرجل ويسترضوه .. وأن ما بدر من طرفهم لا يُمثل قيادة إيران .. ولا مرشدهم العام علي خامنئي ....!
ولو وجدت المحكمة القوية والعادلة .. التي تُحاسب على هذا الجرم والوزر والتفريط .. لأول من حاسبت وجرَّمت القرضاوي ذاته على دعايته الآنفة الذكر للتشيع والرفض .. ولئن نفد في الدنيا من هذه المحاكمة العادلة .. نسأل الله تعالى أن يقتص منه لدينه .. ولعباده .. ولمن فتنهم عن دينهم .. يوم الحساب!
فإن عُلم ذلك .. نأتي لما حصل مؤخراً للقرضاوي .. بعد هذه السيرة السيئة الذكر والسمعة مع الشيعة الروافض .. وصناعة الدعاية لهم؟!
قد تنبه لخطأ القرضاوي وخطورة ما يقوم به النظام المصري ـ وبخاصة بعد الأزمة الأخيرة التي تسببتها تمثيل إيران فلماً عن مقتل السادات، وتمثيل الأخرى فلماً عن الخميني وتصويره كمصاص دم ـ وبعض حكام وساسة الخليج العربي ـ وبخاصة الدولة المضيفة للرجل ـ أول هدف للتوسع الشيعي في المنطقة .. وأول ضحاياه .. فأوحوا له بأن يُمسك عن صناعة الدعاية للشيعة الروافض .. وأن يُطالب إيران بأن توقف مدها الشيعي في بلاد المسلمين .. مقابل أن يوقف المسلمون مد دعوتهم إلى الإسلام .. في البلاد التي تتواجد فيها أكثرية شيعية كإيران مثلاً .. وعلى كل مذهب .. أن يُحافظ على هوية أهله في بلده .. من دون أن يعمل على بسط نفوذه .. في البلاد الأخرى التي لا تخضع لنفوذه .. كما طالبوه من قبل ـ نزولاً عند رغبة المجتمع الدولي ـ بأن يذهب إلى أفغانستان من أجل أن يُغيث الأصنام التي تُعبد من دون الله .. وقبل أن يقوم المجاهدون بتفجيرها!
ففعل الرجل ما طُلِب منه .. كما فعل من قبل ما طُلب منه بخصوص الأصنام .. وأضاف بأن الشيعة الروافض مسلمون لكنهم ضلال .. واستدل على ضلالهم بالحديث الذي كان يُضَعِّفه ويرده مراراً من أجلهم وهو يُدافع عنهم .. حتى لا يخرجهم من صفة الطائفة الناجية:" ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ..." الحديث المعلوم للجميع .. فحصلت هذه الضجة المفتعلة التي نشهدها اليوم .. والتي ساعد على تصعيدها وتفعيلها وسائل الإعلام التي تخضع لسياسة أولئك الحكام والساسة .. فوسائل الإعلام المغرضة وراء كل فتنة .. وصخب وشغب يحصل هنا أو هناك .. وهي قادرة على أن تجعل ـ في أعين العوام والرعاع ـ من الحقير كبيراً .. ومن الكبير حقيراً وصغيراً .. فهي تقوم مقام السحرة في زمن فرعون الأول .. فإلى الله نشكو سوء صنيعها بالإسلام والمسلمين!
ولنا على تصريح القرضاوي هذا بعض التحفظات والملاحظات، منها: أن هدفه وبواعثه سياسية .. ولمآرب سياسية كما تقدم .. ومن أجل سلامة عروش الحكام .. وليس غضبة من أجل حرمات الله ودينه .. كما يُحاول أن يُصور البعض .. وإلا لماذا تأخر موقفه هذا إلى الآن .. وبعد أكثر من ربع قرن .. آلآن فقط عرف القرضاوي ـ البحَّاثة والعلاَّمة والفهَّامة ـ خطر الزحف الشيعي الرافضي على المنطقة .. ولماذا الآن فقط؟!!
ومنها: أن هذا الطلب الذي تقدم به القرضاوي من الشيعة الروافض .. غير شرعي .. ولا هو واقعي. أما أنه غير شرعي: لأنه لا يجوز له ولا لغيره .. أن يمنع المسلمين بأن يُبلغوا دين الله للآخرين .. وأن ينصحوا الآخرين .. وأن يدعوا الآخرين إلى دين الله .. وأن يأمروهم بالمعروف وينهوهم عن المنكر .. حتى لو أن الطرف الآخر كان صادقاً في توقفه عن الدعوة لباطله في بلاد المسلمين .. وما أكثر الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي ترد وتُبطل ما تضمنه تصريح القرضاوي الآنف الذكر!
أما أنه غير واقعي: فهو لأنه لا يُمكن إيقاف باطلهم ولا ضبطه .. ولا توجد الآلية العملية التي تلزم الآخرين بالتوقف عن الدعوة إلى باطلهم .. فمطالبته هذه .. لا تعدو عن كونها فقاعة إعلامية .. يُراد تضخيمها .. لا أكثر ولا أقل .. وهي لا تؤثر على القوم في شيء .. ولا تمنعهم من أن يمضوا لباطلهم كما يشاؤون .. ووقت يشاؤون .. وفي المكان الذي يشاؤون .. وبخاصة بعد أن مهد لدعوتهم في بلاد المسلمين القرضاوي ذاته ومن يتابعه على نهجه من جماعته وحزبه .. وعلى مدار ثلاثين عاماً تقريباً!
وهو يعلم ـ كما يعلم غيره ـ أن أكثر القنوات الفضائية الشيعية .. التي تبث الدعاية للتشيع والرفض .. ولقُم وآياتها .. تتواجد في دول الخليج .. وتنطلق من دول الخليج .. وتحديداً من دولة الإمارات .. فهلاَّ طالب هذه الدول والحكومات .. بإيقاف تلك القنوات .. وإيقاف بثها .. إن كان فعلاً يريد وقف الزحف الشيعي عن بلاد المسلمين؟!
وهو يعلم ـ كما يعلم غيره ـ أن قناته المفضلة .. قناة الجزيرة .. هي أكثر القنوات الفضائية التي صنعت وتصنع دعاية لحزب الله الرافضي اللبناني .. وروجت له في المنطقة .. ولقياداته .. ولأمينه العام .. وللآيات في قم الذين هم وراء إنشاء هذا الحزب .. وفتنت الناس بالحزب .. وإنجازات الحزب .. حتى صَوَّرت بعرة الحزب جبلاً شامخاً صلباً .. فهلاَّ ترجل .. وقال كلمة واحدة لهذه القناة .. ولمن وراءها .. وطالبهم بأن يتقوا الله في عقول وعقائد المسلمين .. إن كان فعلاً يريد وقف الزحف الشيعي عن بلاد المسلمين .. أم أنه يخاف أن تحرمه الامتيازات التي تخصه بها؟!
ومنها: أن هذا الطلب الذي تقدم به القرضاوي من الطرف الآخر .. لا يُشخّص جزءاً يسيراً جداً من حجم المشكلة بين أهل الإسلام .. وبين أهل التشيع والرفض .. وبالتالي فهو لا يحل المشكلة القائمة .. حتى ـ جدلاً ـ لو التزم الطرف الآخر بما طالبهم به!!
فإن قيل: الرجل يريد أن يتوب .. ويتراجع عن خطئه السابق .. فلماذا تُغلقون دونه باب الرجعة والتوبة؟
أقول: لا أحد يقدر أن يُغلق دونه باب التوبة والرجوع إلى الحق .. فباب التوبة مفتوح للجميع .. لا يُغلَق دون أحد ما لم يُغرغر .. ورجوعه إلى الحق حبيب إلى نفوسنا .. وهو أحب إلينا من حُمر النعم .. ولكن للتوبة والرجوع إلى الحق ـ فيما يتعلق بموقفه من الشيعة الروافض ـ شروط .. وعلامات .. ودلالات:
منها: أن يُعلن أن الشيعة الروافض طائفة شرك وردة .. وأن الخلاف معهم في الأصول والعقائد والفروع سواء .. وهذا ما لم يفعله القرضاوي .. فهو إلى الساعة لا يزال يصرح بأنهم مسلمون .. وأن مذهبهم واحد من مذاهب الإسلام المعتبرة .. وأن الخلاف معهم في الفروع لا في الأصول .. وضلالهم يأتي من جهة مخالفتهم لأهل السنة والجماعة في الفروع .. وفي ذلك غش وتضليل وتلبيس على الناس .. وتصغير لما هم عليه من الزندقة والكفر والشرك!
ومنها: أن يُعلن عن مفاصلتهم وبراءته منهم .. حتى يعودوا إلى دين الله .. ويُقلعوا عن كفرياتهم وشركياتهم .. وأحقادهم على صفوة الأمة استقامة والتزاماً .. وهذا ما لم يفعله القرضاوي حتى الآن .. بل هو إلى الساعة ـ وحتى بعد تصريحاته الأخيرة ـ لا يزال يجلس مع الشيعة الروافض .. ويُشاركهم المؤتمرات .. ويؤاكلهم .. ويُبادلهم المداهنة .. وعبارات المديح والإطراء .. ويأخذهم ويأخذونه بالأحضان .. فكيف بعد كل ذلك يُقال أنه قد تاب أو تراجع عن ضلاله الأول؟!
ما أسرع هلكة الناس .. وما أسرع أن يُضحَك عليهم .. وأن يُستخف بهم وبعقولهم .. إلا من رحم الله .. وهم قليل بين أناس كثير .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
16/10/1429 هـ. 16/10/2008 م.