محب الشهادة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

محب الشهادة

محب الشهادة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشهادة في سبيل الله هي ((اكرم وسيلة لعبادة الله))


    فسيكفيكهم الله

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 942
    نقاط : 2884
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 22/03/2010
    العمر : 47
    الموقع : https://achahada-123.ahladalil.com

    فسيكفيكهم الله Empty فسيكفيكهم الله

    مُساهمة من طرف Admin الأحد مايو 16, 2010 5:27 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومذل الشرك بقهره، ومصرف الأمور بأمره، ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله، وجعل العاقبه للمتقين بفضله، والصلاه والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه.

    أما بعد...

    فإن من سنن الله تعالى في عباده؛ أن لا ينتصر هذا الدين إلا على يد من ثبت على الحق وتمسك بالصراط المستقيم، ولأجل هذا قدر الله تعالى الإبتلاء على عباده ونوع في الفتن حتى تتميز الصفوف وينقى فسطاط المؤمنين، قال تعالى: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}.

    قال ابن القيم: (فالناس إذا أرسل إليهم الرسل بين أمرين، إما أن يقول أحدهم؛ آمنا، وإما أن لا يقول آمنا، فليستمر على عمل السيئات، فمن قال؛ آمنا، امتحنه الرب عز وجل وتبتلاه وألبسه الابتلاء والاختبار، ليبين الصادق من الكاذب)، انتهى كلامه رحمه الله.

    فتنة تعقبها أخرى تتصاعد باضطراد، حتى يضطر كل مدع وكل من حسب نصرة الدين نزهة؛ أن يحدد موقفه بوضوح، ولقد كانت ولا تزال سيرة النفاق هي... هي... في عدم وضوح الموقف من الإيمان والكفران، حيث ترى ظاهرهم مع أهل الإيمان، وفي السر يتصلون بالكفار، ليضمنوا لأنفسهم خلاصا من احتمال إدالة أهل الكفر على المؤمنين.

    قال ابن القيم: (فهم واقفون بين الجمعين، ينظرون أيهم أقوى وأعز قبيلا، مذبذبين بين ذلك، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، يتربصون الدوائر بأهل السنة والقرآن، فإن كان لهم فتح من الله، قالوا؛ ألم نكن معكم؟! وإن كان لأعداء الكتاب والسنة من النصرة نصيب، قالوا؛ ألم تعلموا أن عقد الإخاء بيننا محكم وأن النسب بيننا قريب؟!).

    قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (وقوله تعالى: {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء}، يعني المنافقين محيرين بين الإيمان والكفر، فلا هم مع المؤمنين ظاهرا وباطنا، ولا مع الكافرين ظاهرا وباطنا، بل ظواهرهم مع المؤمنين وبواطنهم مع الكافرين، ومنهم من يعتريه الشك؛ فتارة يميل إلى هؤلاء، وتارة يميل إلى أولئك، كلما أضاء لهم مشوا فيه، وإذا أظلم عليهم قاموا).

    قال مجاهد: ({مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء}، يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، {وَلاَ إِلَى هَؤُلاء}؛ يعني اليهود).

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المنافق؛ كمثل الشاة العاهرة بين الغنمين).

    قال ابن جرير عن قتادة: (ليسوا بمؤمنين مخلصين، ولا مشركين مصرَّفين).

    إن لهذا النفاق ثلاثة منابع...

    الأول؛ نفاق عقائدي:

    يتمثل بضعف اليقين وسوء الظن بالله تعالى، ومن ذلك إبطال الكفر وإظهار الإسلام والإعانة على هدم الإسلام في الخفاء، وهذا من سوء الظن بالله تعالى.

    قال ابن القيم: (ومن ظن به أنه ينال ما عنده بمعصيته ومخالفته، كما ينال بطاعته والتقرب إليه، فقد ظن به خلاف حكمته وخلاف موجب أسماءه وصفاته، وهو من ظن السوء)، انتهى كلامه رحمه الله.

    الثاني؛ نفاق طبعي أو خُلقي:

    وأبرز أنواعه الجبن والبخل وعدم الغيرة على الدين، والمعضلة أن هؤلاء يأبون الاعتراف بأنهم جبناء، ويرفضون وصفهم بعدم الغيرة، ويوجهون سهام النقد واللمز نحو المتمسكين بالحق، واصفين إياهم؛ بـ "المتهورين" وبـ "الحماسيين" أو "الذين لا يفهمون الواقع".

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وتارة يقولون؛ أنتم مع قلتكم وضعفكم تريدون أن تكسروا العدو؟! وقد غركم دينكم! كما قال تعالى: {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَؤُلاء دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، وتارة يقولون؛ أنتم مجانين لا عقل لكم، تريدون أن تهلكوا أنفسكم والناس معكم!)، انتهى كلامه رحمه الله.

    ولأن الله تعالى كتب على عباده المجاهدين الامتحان، بإدالة الكفار عليهم قبل التمكين، فإنا على يقين؛ بأنا سنشهد اليوم الذي نرى فيه فريق النفاق المتسلق وقد اضطر إلى إظهار نفاقه، وسيقول يومها للكفار؛ "ألم نكن معكم؟! ألم ندخل البرلمان ورضينا بالديموقراطية وكنا شركاء لكم في القضاء على المتشددين والغرباء؟!".

    قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (يخبر تعالى عن المنافقين؛ أنهم يتربصون بالمؤمنين دوائر السوء، بمعنى ينتظرون زوال دولتهم وظهور الكفرة عليهم وذهاب ملتهم، {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ}؛ أي نصر وتأييد وظفر وغنيمة، {قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ}؟! أي يتوددون إلى المؤمنين بهذه المقالة، {وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ}، أي إدالة على المؤمنين في بعض الأحيان - كما وقع يوم أحد، فإن الرسل تبتلى ثم تكون لها العاقبة – {قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، أي ساعدناكم في الباطل وما ألوناهم خبالا وتخذيلا، حتى انتصرتم عليهم...)، إلى أن قال: (فإنهم كانوا يصانعون هؤلاء وهؤلاء ليحظوا عندهم ويأمنوا كيدهم، وما ذاك إلا لضعف إيمانهم وقلة إيقانهم)، انتهى كلامه.

    الثالث؛ نفاق في المنهج:

    ومثاله اليوم ما عليه الوطنيون والمنحرفون عن هدي السنة في الجهاد، الذين يقاتلون لأجل الحدود، ويرضون بالعلمانية حكما، وبالثوابت الوطنية ميزانا للولاء والبراء، وهؤلاء قد انحرفوا عن منهج النبوة إلى منهج "بني علمان".

    قال حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه: (المنافقون اليوم شر من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم)، قيل: ولم ذلك؟! قال: (لأنهم كانوا يسرون نفاقهم، وهم اليوم يعلنونه).

    وأما نفاق المنهج اليوم...

    فإن أخطر وجوهه؛ الوطنيون والمنتسبون للسلف زورا، فهم يلبسون على الناس أمر دينهم، ويخدعون الجهال بمقاتلتهم الأعداء، وسعيهم إلى تحرير البلاد من نير المحتل، وهم في الوقت ذاته يسرون العداء للشريعة؛ بمحاربة دعاتها - شعروا أو لم يشعروا، علموا أو لم يعلموا –

    ولعمر الله تعالى إن هؤلاء؛ هم العدو القادم، وهم من جنس شر غائب منتظر، وسيستخدمهم الصليبيون لضرب المجاهدين.

    وعند هذه النقطه نحتاج إلى الوقوف على تاريخ الصليبيين وأساليبهم وكيف غرر بالمسلمين في أكثر من موطن بسبب أهل النفاق...

    ففي مطلع القرن العشرين؛ عقدت بريطانيا اتفاقها الشهير مع المدعو الشريف حسين، وأعطته الضمانات على تنصيبه ملكا للعرب في حال وقوفه إلى جانبهم في الحرب ضد العثمانيين، وما أن انتهت من العثمانيين؛ التفتت إلى حلفيها الذي قاتل عوضا عنها، وألقت به منفيا يصارع الأمراض وتأكله الحسرات.

    يقول لورانس في "أعمدة الحكمة السبعة": (لقد كنت أعلم أننا إذا كسبنا الحرب؛ أن عهودنا للعرب ستصبح أوراقا ميتة، ولو كنت ناصحا للعرب لنصحتهم بالعودة إلى بيوتهم، لقد كان قادة الحركة العربية يفهمون السياسة الخارجية فهما عشائريا بدويا، وكان البريطانيون والفرنسيون يقومون بمناورات جريئة اعتمادا على سذاجة العرب وضعفهم وبساطة قلوبهم وتفكيرهم، ولهم ثقة بالعدو، إنني أكثر فخرا أن الدم الإنجليزي لم يسفك في المعارك الثلاثين التي خضتها، لأن جميع الأقطار الخاضعة لنا لم تكن تساوي في نظري موت إنجليزي واحد)، انتهى كلامه.

    وقبل ما يقارب ثمانية عقود خلت؛ هبت في مصر ثورة عارمة، انطلقت شرارتها من المساجد، والتف عليها بني الأصفر حينها، واستدعوا على جناح السرعة ما أسموه "زعيم الأمة المصرية" - سعد زغلول - من منفاه وارتضوه أمينا على مصالحهم ووكيلا على مصر، فهو علماني من بني جلدتهم، وسيتكفل لهم بتقويض الشرع وتغيبب التحاكم إلى الكتاب والسنة، فلم يخافون منه إذا؟!

    وفي تلك الحقبة تفجرت في العراق "ثورة العشرين"؛ وعلى الرغم من أنها لم تكن دعوة إلى الجهاد أو تحكيم الشرع، إلا أن الإنجليز وجدوا أنفسهم في ورطة، واضطروا صاغرين إلى الإتيان بفيصل ابن الحسين وتنصيبه ملكا على العراق.

    وفي ثلاثينيات القرن الماضي قامت الثورة الكبرى؛ التي أشعلها عز الدين القسامي في فلسطين ضد اليهود، وعجزت بريطانيا عن إخمادها، فاستنجدت بخادمها الملك عبد العزيز آل سعود، الذي أرسل ولده فيصل ليتحايل على زعماء الثورة من أجل إيقافها بعد أن تكفل لهم بوفاء "صديقتنا بريطانيا" - على حد وصفه - وتراخى الثوار، ليعطوا لبريطانيا فرصة استعادة أنفاسها وترتيب صفوفها، لتنقض عليهم وتتمكن من إخماد الثورة، وتصفيه رؤوسها.

    ويلاحظ مما تقدم...

    أن تنازل الصليبيين عن بعض مطامعهم لا يلغي مخططهم الأكبر، فهم من جهة يتنازلون عن شيء ما، ومن جهة أخرى يرتبون أوضاعهم على إنجاز مشروعهم الأعظم.

    ويلاحظ كذلك؛ أن حصولهم على فرصة إسكات الثائرين قد وفر عليهم في كل مرة احتمالية هزيمتهم، فمتى يدرك اللاهثون وراء وعود الكفار؛ أنهم واهمون، وأنهم بتفاوضهم على التهدئة قد أعطوا للكفار فرصة الانقضاض عليهم؟

    ويراد لتلك المشاهد أن تتكرر اليوم مع قصة الحرب الصليبية الجديدة، التي تدور رحاها في أرض الرافدين، وهي تطمع في التمكين لليهود، وتتوسل إلى إطالة عمر تفردها عبر سيطرتها على أغنى بلاد الدنيا، ولما كانت تعلم أنها لن تجد في المنطقة خيرا من دين الرافضة عونا لها ومعولا لهدم الإسلام، فقد جعلت من دعمهم والاعتماد عليهم جزءا لا يفترق أبدا عن مرافقة خطوات مخططهم الأثيم.

    وبعد الاجتياح السريع للعراق؛ الذي اعتبرته ضيعة تابعة لها، عينت "بريمر" حاكما عسكريا عليه، واستقدمت معه أكثر من عشرين وزيرا أمريكيا، ولما انطلقت عجلة الجهاد؛ تنازلت قليلا واستدعت الراضين لأنفسهم بنصيب الخيانة، لتشكل منهم مهزلة "مجلس الحكم" السيء السيط، وحيث منيت خطوتها هذه بالهزيمة فقد عمدت هذه المرة إلى تمثيلية "تسليم السيادة"، وعينت حكومة انتقاليه، وبعد استحقاق خياني واضح؛ سلموا مسئولية الخادم المطيع إلى الرافضة، وأطلقوا يدهم في التنكيل بأهل السنة، وقد هدفت من ذلك إلى جرهم إلى حظيرة الخيانة، وجعلهم على قناعة من عدم جدوي قتالها.

    وما دار في خلد دهاقنة "البيت الأسود"؛ أن تكون أرض الرافدين مستنقع يغوص فيه الجيش الأمريكي حتى هامته، وظنوا أن دار الخلافة - بعد عقود من حكم البعث الكافر تخللتها حربان وحصار أهلك الحرث والنسل - لن تكون إلا غنيمة باردة، فأرداهم ظنهم، وإنبرى ليوث التوحيد لأقوى جيوش الأرض، متسلحين بإيمانهم بالله أولا، وبالخفيف من الأسلحة ثانيا، فأذلوا كبرياء "هبل العصر"، ومرغوا أنف جيشها الجرار ومن تحالف معها بالوحل.

    وبعد لاءات أمريكا في بداية مشروعها الصليبي في أرض الرافدين؛ بدأ مسلسل التنازلات يزداد باضطراد، كلما ازداد حجم خسائرها في أرض الرافدين، لينتهي بها المطاف أخيرا تستجدي العون والمساعدة ممن كانت قد ركلتهم وداست على رؤوسهم قبل وقت قريب، فقد عملت أمريكا على خطين للخروج من ورطتها...

    الخط الأول؛ وينشط خارج أرض الرافدين:

    وذلك بإلزام حلفائها بتحمل جزء من التزاماتها المالية والعسكرية، لكن دون أن يجديها ذلك نفعا، وهذا ليس بخفي على أحد، فهذه أفغانستان قد سلمت لجيوش "حلف الناتو" لما رؤوا ورطة زعيمة النظام العالمي الجديد، وقد بدأت الأرقام تتحدث عن حجم الكارثة التي ألمت بها، ومن فم ساسة ما يسمي بـ "الكونجرس الأمريكي"، وبدأت تتكشف الأرقام الحقيقة للخسائر، فبالإضافة لأكثر من خمس عشر ألف إصابة بين قتيل وجريح، جائت أرقام الخسائر المادية لتعلن عن أكثر من نصف تريليون دولارا، هذا ناهيك عن هيبة أمريكا التي تلاشت مع تبخر أحلامها في أرض الرافدين.

    ونحن نقول؛ بأن هذه الاحصائية هي احصائية العدو الصليبي، والتي هي أقل بكثير من الأرقام الحقيقة، ويكفي أن نذكر للسامع مثالا بسيطا ليعلم حجم الخسائر في قوات التحالف الصليبي؛ أنه ومنذ أن بدأت عمليات المجاهدين بعد سقوط النظام البعثي إلى يومنا هذا، نفذت قرابة ثمان مئة عملية استشهادية على أهداف وأرتال عسكرية صليبية بحتة، وهذا من غير الاقتحامات والكمائن والعبوات الناسفة والقصف الصاروخي وغيره.

    والذي نعتقده؛ أن خسائر عباد الصليب في العراق لا تقل عن أربعين ألف جندي حتى الآن، والله أعلم.

    وأيضا استنجادهم بجامعة الدول العربية، ممثلة بأمينها العام عمرو موسى، ودعوته لمؤتمر المصالحة المزعوم في القاهرة، مع أناس مفاخرين بموالاتهم للصليبيين كالرافضة وعلماني الأكراد وغيرهم، وأناس آخرين محسوبين على أهل السنة زورا وبهتانا، يمسكون العصا من الوسط، يخافون الدوائر، ويطمعون أن يكون لهم سهم في هذه الغنيمة، وبئس ما ظنوا.

    وحيال هذه المؤامرة نحتاج إلى فهم طريقة الكفار في التعامل مع القضايا التي تماثل الوضع في العراق، ونحتاج إلى التعريف بحقيقة المجتمعين، لأنك إن أردت أن تفهم خطورة دورهم وتتمكن من توقع ما سيأتون به، فتعرّف على تاريخ هؤلاء، وأطلع على أسلافهم، فإن لهم تاريخا أسودا مع جميع قضايا المسلمين، ، وعلى مدار الوقت الفائت من عمر المعركة الدائرة بين ملة الكفر وبين أمة الإسلام؛ لقد لعبوا دائما دور المنقذ لأمريكا ولعموم الغرب الصليبي كلما اشتدت الأزمة بالكفار وادلهمت الخطوب بأعداء الأمة.

    ونأتي الآن على ذكر الجامعة العربية والدول الأعضاء فيها...

    والذين وقفوا عاجزين عن حل أي قضية، أو تحريك أي قطعات عسكرية لدفع هجوم ما عن الدول العربية، وهي بهذا الاعتبار فاشلة حتى على المفهوم القومي والمقياس الوطني الذي تحتكم إليه، واللحظة الوحيدة التي عرفت تحركا محموما للجامعة العربية؛ هي تلك التي شهدت غزو البعثيين للكويت، وهنا حركوا الجيوش وقاتلوا مع سيدهم الأمريكي لتحرير الكويت، لصالح الأمريكان، وتحويلها من يد صدام إلى يد بوش.

    إن هذه الدول التي اجتمعت في القاهرة لإتمام مشروع "الوفاق الوطني" هي ذاتها التي شاركت في ذبح العراق، وتعاونت مع الأمريكان على ذلك عبر فسح المجال البري والجوي والبحري، وتقديم المعلومات الاستخباراتية للأمريكان، ألم يكن أول صاروخ أطلق على بغداد من بارجة أمريكية كانت راسية من القرب من الإسكندرية؟! وكيف كان للأمريكان أن يصلوا إلى بغداد دون معاونة هذه الدول المحيطة بالعراق؟! وهل كانت أمريكا تسمح لهذه الدول الخائرة أن تتكلم بالشأن العراقي لولا ورطتها في العراق؟!

    وأما الخط الثاني؛ فإنه ينشط داخل أرض الرافدين:

    وهو طوق النجاة الأخير، وعليه يعول عتاولة البيت الأسود، ولهذا أعد الكفر عدته وعبىء ذخيرته، وكلما خابت محاولة أعاد الكرة، فتارة "مجلس حكم"، وتارة أخرى "حكومة نتقالية"، ومن علاوي العلماني إلى الجعفري العلقمي، أخذت أمريكا تجتر عملائها لعلها تخرج بحل لمأزقها، والحق يقال؛ فأمريكا حبلى بالعملاء، ولكن في كل مرة لا يرى وليدها النور، كيف لا وهي في أرض سعد والمثنى، التي لم تزل عرينا للأسود.

    واليوم - وبعد أكثر من سنتين ونصف، وبعد فشل أحفاد ابن العلقمي في كل شيء إلا في التنفيس عن حقدهم الرافضي - وجد سيدهم الأمريكي أن الأوان قد حان للتخلي عنهم ظاهرا، وأن الدور اليوم لنوع آخر من العمالة لا يستطيع القيام به إلا نوع خاص من العملاء... فمن يا ترى أفضل ممن يدعي دعوى الإسلام، ويظهر بمظهر المخلَّص لأهل السنة.

    ويمكننا تصنيف أصحاب هذا اللون من النفاق بفريقين...

    الفريق الأول؛ وهو ذاك الصنف الذي أدرك منذ اليوم الأول لدخول الصليبيين أرض العراق أن لا سبيل لقبول دعوته إلا بنسبتها إلى الإسلام:

    فكان منهم من إختار الانتساب للإسلام العام، ومنهم من انتسب إلى دعوة السلف وأهل السنة والجماعة، وها نحن نراهم اليوم مضطرين للرجوع إلى أصولهم العقدية، وهم من بات على اتصال مع الكفار وحاميا للمقرات الانتخابية، وهم من لا يزالوا يتلاعب بأتباعه ويخادع الناس من خلال تصريحه بشيء، وبعمله في السر شيئاً آخر.

    ولله در الشيخ أبي قتادة، حين يقول: (مرت فترات متقطعة من أعمال الجهاد، واقعة يتقمصها غير أصحابها، ويتاجر بها غير أبنائها، وسبب ذلك عائد إلى عوامل...

    منها؛ رضى الجماهير المسلمة عن هذا الجهاد، ومن أجل الرفعة والظهور على أكتاف المجاهدين، فتسارع هذه التنظيمات الطفيلية إلى تقمص دور البطولة، وإظهار نفسها مع موقع الريادة في هذا الجهاد، فترتفع الأرصدة الإعلامية، وبالتالي ترتفع الأرصدة المالية، وحين إذ يصبح الجهاد في مأزق حقيقي، حيث يضرب المجاهدون ضربا شرسا، وذلك ليصبحوا تحت وطأة هؤلاء اللصوص وقطاع الطريق إلى الله تعالى، فتظهر الأمراض العجيبة، وتتكشف النفوس الخبيثة ويقع الفصام النكد بين المجاهد الحقيقي والممول الخبيث - لص بغداد - وأمثلة هذا كثيرة الوقوع وعديدة، فمن أفغانستان إلى فلسطين إلى البوسنة والهرسك إلى سوريا.

    ومن هذه العوامل كذلك؛ إرضاء القواعد التحتية المتململة، فالإنسان المسلم الفطري السوي تتوق نفسه فطريا إلى الجهاد، وإلى المشاركة في مواطن العبودية لله ضد الكفر بجميع صنوفه وأشكاله، فمن أجل تفريغ هذا المرجل من بخاره الغاضب؛ فلابد من بعض المنفثات للتفريغ الذكي الخبيث، فتسارع الجماعة إلى تبني أعمال جهادية، لتقنع القيادة قواعدها أنها لم تغير الطريق، أو لتعريف قواعدها؛ أن هناك فرقا بين ما هو معلن من أجل الغطاء السياسي وبين ما هو مخفي حقيقي)، انتهى كلامه رفع الله قدره وفك أسره.

    الفريق الثاني؛ "الحزب الإسلامي العراقي"، وحلفائه:

    وتاريخه مع الجهاد وأهل السنة معروف، فهو من رضى أن يكون طوق النجاة الذي أنقذ أمريكا في معركة الفلوجة الأولى، والتي كادت أن تعصف بالوجود الأمريكي في العراق، لولا الهدنة التي سعى إلى إبرامها هذا الحزب، لإنقاذ السيد الأمريكي من المستنقع الذي غرق فيه، بعد أن ضيق الخناق على القوات الصليبية والرافضية حول الفلوجة، وبعد أن قطع المجاهدون - بفضل الله تعالى - طرق الإمداد عنهم، واشتعلت الأرض من تحت أقدامهم، حتى أن ناقلاتهم وعرباتهم علقت في الطريق نتيجة نفاذ الوقود.

    ولقد حدثنا الإخوة ممن كانوا أسارى في سجن "أبي غريب"؛ أن إدارة السجن أثناء معركة الفلوجة قد أيقنت بالهلكة، بعد أن قام المجاهدون بقطع جميع الطرق المؤدية إلى السجن، وأن المجاهدين قادمون إليهم لا محالة، فجائت إدارة السجن يسألونهم؛ ماذا أنتم فاعلون بنا إذا جائنا المجاهدون؟ فقال لهم الإخوة؛ تسلمون أسلحتكم لنا مقابل أن نؤمنكم، وإتفق الطرفان على ذلك.

    فقام "الحزب الإسلامي" بمبادرته - غير مشكور عليها - بإنقاذ سيده الأمريكي، أرأيتم كيف يذبح الإسلام على يد هؤلاء المتسلطين.

    وهو من أدخل الفرحة على قلب بوش وزمرته، بعقد اتفاق "اللحظة الأخيرة" - كما سمتها مجلة "النيوز ويك" - والذي نفخ الروح في دستور كان مقرر أن يولد ميتا، فهذا الدستور كان مرفوضا حتى من دعاة القومية والوطنية، ولكن جهابذة هذا الحزب لم يجدوا حرجا من القبول به واتخاذه منظما لحياة المسلمين في هذا البلد، بدلا من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، تحت دعوى وعود من كافر صليبي، زعم لهم إمكان إدخال بنود إضافية إليه، تضمن تعديله مستقبلا، وهو من نسق الاتصالات مع "زلماي خليل زاده" - السفير الأمريكي الحاكم للعراق - يوم أن اجتمع برموزهم في "المنطقة الخضراء" قبل التصويت على الدستور الكفري، قائلا لهم؛ "صوتوا على الدستور ولكم ما تريدون"! فتمت الصفقة، وراح الحزب يعطي الرشاوي المغرية لبعض شيوخ العشائر من أجل إقناعهم بضرورة المشاركة في الانتخابات.

    ولكن مقابل ماذا؟! مقعد في البرلمان مقابل تعهد شيوخ العشائر بحفظ أمن القوات الأمريكية في مناطقهم! دين يباع وجهاد يعطل مقابل مقعد في برلمان لا يدفع شرا ولا يغني من كفر... أبلغت الحماقة حد بيع المرء دينه بعرض من الدنيا قليل.

    هذا هو الحل السياسي الذي يبشر به "الحزب الإسلامي" والمتحالفون معه... فيالله ما أذلكم؟! إذ تستبدلون فتات موائد إخوة القردة والخنازير وعباد الصليب بمرضاة ربكم... وا عجبي! أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟!

    وما كانت أمريكا لتستجدي الحلول من بعض المنتسبين للسنة إلا بعد عجز آلتها العسكرية في القضاء على المجاهدين، وفشل خدمها من الروافض وغيرهم في إطفاء جذوة الجهاد في نفوس شباب هذه الأمة، وأيقنت أنها لن تستطيع - بأمر الله - القضاء على المجاهدين، فراحت تبرم الاتفاقات على تولي هؤلاء مهمة القضاء على الجهاد، بإدخال أهل السنة في دياجير اللعبة السياسية، مقابل إشراكهم في جريرة التخلي عن الجهاد، لصالح الحلول السلمية الإنهزامية، والنتيجة المرجوة؛ هدوء يوفر للصليبيين فرصة لترتيب أوضاعهم وتهيئة القوات اللازمة لحماية قواعد الصليبيين.

    ولقد قال من قبل لويس التاسع - ملك فرنسا - بعدما هُزم جيشه في مصر في الحملة الصليبية الثانيه في مذكراته، حيث يقول: (إنه لا سبيل إلى السيطرة على المسلمين عن طريق الحرب والقوة، وذلك بسبب عامل الجهاد في سبيل الله، وإن المعركة مع المسلمين يجب أن تبدأ أولا من تزييف عقيدتهم الراسخة التي تحمل طابع الجهاد، ولابد من التفريق بين العقيدة والشريعة).

    ويقول منظر العقيدة العسكرية الأمريكية "كوردس مان": (إن فشل المشروع السياسي الأمريكي في العراق يعني فشلا أكيدا للعسكر).

    إن مؤتمر القاهرة - وكذا الانتخابات الأخيرة - لم يعقدا إلا للالتفاف على المجاهدين والإتيان بالوطنيين بدلا عنهم، ولو كان ذلك مما يضر بأمريكا؛ لما سمحت بقيام شيء من ذلك، وعلى كل حال؛ انتهى المخطط الأمريكي والاتفاق المبرم مع الخونة.

    فإن لنا مطالب، لن نتراجع عنها حتى نعذر عند ربنا بالقتل شهداء أو بالنصر والعيش تحت حكم الله سعداء.

    ومطالبنا هي...

    أولا: طرد الغزاة من أرضنا في فلسطين والعراق وفي باقي أرض الإسلام.

    ثانيا: إقامة شرع الله تعالى في الأرض كلها، ونشر عدل الإسلام والقضاء على ظلم الأديان.

    ولن نوقف الغارات حتى ينتصر الإسلام ويقام الشرع، أو نهلك دونه.

    وننبه إخوتنا وأهلنا من أهل السنة في العراق إلى أمور هامة، وهي...

    الأمر الأول: إنه ليحزننا اعتقال أحدكم أو مجرد المساس به، لو بشطر كلمة، لكن السبيل للخلاص من ذلك ليس بالاستكانة للكفار، ولا بالرضى بحكم الجاهلية، ولكن بالجهاد تستجلب العزه وتتنزل الرحمات، فإن تعسر حصوله أو تأخر نزوله فبحسبكم اخبار الله تعالى عن نبيه وعن أصحابه الكرام يوم استبطأوا النصر، فقال: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}.

    الأمر الثاني: ليس الذلة أن يقتل المرء أو يعتقل، ولكن الذلة أن يعيش عاجزا عن تطبيق شرعة ربه في الأرض، والذلة أن ترى اليهود يسرحون ويمرحون بين ظهراني المسلمين وأنت صامت لا تستطيع حراكا، ومكبل لا تستطيع فكاكا، والذلة أن يتمكن الصليبيون وأعوانهم من بسط سيطرتهم وبناء قواعد لهم ثم الإنطلاق منها لقتل المسلمين ومحاربة الله ورسوله، والذلة أن ترى أخواتك وهن يصرخن من قهر السجان الصليبي وأنت مرتاح البال قرير العين.

    لا يستوي المصرفان وحاشا...

    فالأول؛ في غضب الله وسخطه، مع الذلة والهوان والخسران في الدنيا والآخرة، والآخر؛ في رضى الله ورضوانه، مع العزة والكرامة والفوز المبين في الدنيا والآخرة، وهذا يبين من أن القعود عن الجهاد والركون إلى الدنيا والإخلاد إليها والاستكانة لحكم الطاغوت وقهره، وتطاول الزمن على ذلك؛ ينتج أجيالا خانعة، ذليلة، مهانة، استمرأت الذل والمهانة، وألفت حياة القهر والعبودية لغير الله، فلم تعد تنكر شيئا من ذلك، فضلا عن أن تدفعه، فهي أجيال تساق؛ فتنساق، وكفى من ذلك فتنة من جراء ترك الجهاد لمن في قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان.

    ولذا فإن إطفاء شعلة الجهاد وجدوته في الأمة هو في حقيقة الحال وبالنظر للمآل؛ تسليم لهذه الأمة لأعدائها، طيعة ذليلة، وحسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلاء الذين شغفوا بالحديث عن فتنة الجهاد ومفاسده، ولم ينبسوا ببنت شفة عن فتنة ترك الجهاد ومفاسد القعود عنه، وما أصدق قول شوقي:

    ومن العقول جداول وجلامد ومن النفوس حرائر وإماء

    فضريبة الجهاد في سبيل الله، مهما تعاظمت وكبرت، فإنها لا يمكن أن ترقى إلى ضريبة الذل والهوان وما يتبعها من ذهاب الدين والدنيا إن لم ترفع، مع التذكير بأن الطاغوت لا يقف عند حد من طلب العبودية له، حتى يسلخ العباد تماما من دينهم، مع ضياع الدنيا، وفي الآخرة؛ عذاب النار وبئس المصير، فهل هناك فتنة أعظم من هذه الفتنة، وهل هذه الفتنة تقارن بالحرص على نفس أو مال أو منصب أو جاه أو مكانة تنظيمية أو منزلة علمية؟! بل هذا الحرص الذي يترك من أجله الجهاد هو عين ما قد يُبتلى به عبد من فتنة حقيقية تقتلع دينه من أعماقه.

    يقول المستشرق "جب" في كتابه "وجهة الإسلام": (تغييب الشرق؛ إنما يقصد به قطع صلة الشرق بماضيه جهد المستطاع، في كل ناحية من النواحي، حتى إذا أمكن؛ صبغ ماضي الشرق بلون قاتم مظلم، يرغب عنه أهله، فقدت شعوب الشرق صلتها بماضيها، ففقدت بذلك أعظم جانب من حيويتها، وترى بعد ذلك في خضوعها شرفا كبيرا).

    وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم).

    الأمر الثالث: لقد كان بإمكاننا - بإذن الله - إفساد الانتخابات في أكثر مناطق العراق، ولكننا أحجمنا عن ذلك دفعا لاحتمالية مقتل عوام أهل السنة، الذين لُُبس الأمر عليهم من قبل أئمة الضلالة، ولقد كنا نتوقع غدر الصليبيين بهم، وأنهم استدرجوا لفخ نصب لهم بإحكام.

    الأمر الرابع: رسال نوجهها إلى "الحزب الإسلامي"؛ ندعوه فيها لترك هذا الطريق الوعر والمنزلق المهلك، الذي سار فيه وكاد أن يُهلك أهل السنة ويورطهم في الخلود إلى الدنيا والرضي بحكم الجاهليه، التي ألبسوها زي "المصالح الشرعية"، ولقد كان الأولى بهم دعوة الناس إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، والحزن على أخواتنا وإخواننا في سجون عباد الصليب، وليس الفرح والرقص في الشوارع ابتهاجا بنصر موهوم، وفتح مزعوم... فأين الغيرة على الدين وعلى المسلمين؟!

    وهذه صرخة أخرى إلى أهل السنة عامة، وأتباع "الحزب الإسلامي" خاصة:

    أين يُذهب بكم؟ وفي أي طريق تسيرون؟ ألا تتقون الله تعالى في هذا الجهاد المبارك، ففي الوقت الذي بان للقريب والبعيد خسارة العدو الصليبي في حربه مع المجاهدين، تمدون له حبل النجاه وأنتم غافلون، ووالله إنا عليكم لحريصون، وعلى حالكم لمشفقون، فاحذروا من دعاة على أبواب جهنم، فوالله إنا حالنا وحالكم كالمثل القائل؛ "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"!

    فإن المجاهدين هم درع الأمة وسياجها المتين، وهم الذين يدافعون عن دينكم وعن أعراضكم، وقد بذلوا الغالي والنفيس، فوالله لو ضعف المجاهدون؛ فلن تأمنوا على نسائكم وأعراضكم طرفة عين.

    فيا أهل السنة...

    لقد ضحيتم وبذلتم الكثير، وقتل منا من قتل في سبيل هذا الدين، وفي سبيل الحفاظ على أمة الإسلام، فلا تكونوا شؤما على أمة نبيكم، ولا ترتضوا لأنفسكم مصير الخذلان، فإن عاقبته عاقبة سوء وندامة.

    قال شيخنا وأميرنا الأسد المجاهد أسامة ابن لادن حفظه الله ورعاه، في رسالته لأهل العراق: (واعلموا أن هذه الحرب حملة صليبية جديدة على العالم الإسلامي، وهي حرب مصيرية للأمة بأسرها، ولها من التداعيات الخطيرة والآثار السيئة على الإسلام وأهله ما لا يعمل مداه إلا الله.

    فيا شباب الإسلام في كل مكان، ولا سيما في دول الجوار واليمن؛ عليكم بالجهاد والتشمير عن ساعد الجد، واتبعوا الحق، وإياكم أن تتبعوا الرجال الذين يتبعون أهوائهم، ممن تثاقلوا إلى الأرض، أو ممن ركنوا إلى الذين ظلموا، فيرجفوا بكم ويثبطوكم عن هذا الجهاد المبارك، فقد تعالت أصوات في العراق، كما تعالت من قبل في فلسطين ومصر والأردن واليمن وغيرها، تنادي بـ "الحل السلمي الديموقراطي" في التعامل مع الحكومات المرتدة أو مع الغزاة من اليهود والصليبيين، بدلا عن القتال في سبيل الله، لذا لزم التنبيه باختصار على مدى خطورة هذا المنهج الضال المضل، المخالف لشرع الله، المعوق عن القتال في سبيل الله، فكيف تطيعون - مع تعين الجهاد - من لم يغزو في سبيل الله أبدا؟! أفلا تتدبرون؟! فإن أولئك هم الذين عطلوا طاقات الأمة من الرجال الصادقين، واحتكموا إلى أهواء البشر... إلى الديموقراطية - دين الجاهلية - بدخول المجالس التشريعية، أولئك قد ضلوا ضلالا بعيدا وأضلوا خلقا كثيرا)، انتهى كلامه حفظه الله.

    وهذه رسالة إلى أمة الإسلام...

    تقبل الله منا ومنكِ صالح الأعمال، وعاد الله علينا هذا العيد وأنتِ تنعمين بالعز والتمكين.

    حديثي اليوم إليك يتجدد، ولكنه ليس تذكيرا بالجراحات، أو استنهاضا للأنفس الأبيات، بل هو حديث البشارات في أيام الفداء والتضحيات، فها هي العمليات تتوالى، وبإذن الله تعالى لتكونن كسرة الصليبيين هذه... الكسرة التي مالهم بعدها قائمة في أرض الرافدين.

    أبشري أمتي؛ فقد دنا وقت الحصاد، واقترب وقت الجداد.

    أبشري أمتي؛ فالنصر للمؤمنين والعاقبة للمتقين، مهما طال ليل الظالمين.

    أبشري أمتي؛ بقرب هلاك رأس الكفر أمريكا، فقد جرت سنة الله أنه سبحانه يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، وأنه يهلك الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة، وقد طغت حاملة الصليب وتجبرت، وعم ظلمها مشارق الأرض ومغاربها، وقد أذن الله بسقوطها، فسلط عليها جنود الأرض والسماوات، فهؤلاء أهلها قد تتابع عليهم الإعصار تلو الإعصار، فلا يكادون ينسون جراحات وآلام إعصار حتى يعقبه آخر ينسيهم من قوته وبطشه أهوال ما قبله، وهؤلاء جنودهم تتخطفهم أيدي المجاهدين على أرض الرافدين وأفغانستان، فإن أمريكا اليوم تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتترنح أمام ضربات المجاهدين في أفغانستان والعراق.

    وكل ما تسمعونه على لسان "كذاب البيت الأبيض" بأن الوضع في العراق في تحسن مستمر، وأن الجيش العراقي بدأ بتحمل مسئولياته وبات يبسط سيطرته على بغداد وغيرها، فهذا كله محض كذب وتزوير، فوالله إن هذا الجيش الرافضي الذي ينفخ فيه عدو الله بوش ليحتمي خلفه من ضربات المجاهدين لا يستطيع أن يحمي نفسه من سيوف أولياء الله، وإن معنويات هذا الجيش في أدنى مستوياتها، وقد دب الخوف والهلع والرعب في صفوف هذا الجيش، حتى بلغ بهؤلاء الجنود؛ أن يحمل أحدهم حقيبة صغيرة بيده يضع فيها لباسه المدني، حتى إذا حمي الوطيس واقترب منه جنود الرحمن خلعوا بدلاتهم العسكرية، وارتدوا اللباس المدني، واندسوا بين الناس.

    ولقد بلغ قتلى هذا الجيش الرافضي خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من خمس مئة جندي، ففي محافظة ديالي وحدها؛ قام الإخوة بالهجوم المسلح والمنظم باقتحام ثلاثة مراكز للشرطة والجيش في بعقوبة وبهرز والعظيم، فتم قتل ما لا يقل عن مئة وخمسين جنديا من العدو، وتدمير هذه المراكز تدميرا كاملا، فهذا في مدينة واحدة، فكيف بالمدن الأخرى؟ - طهرها الله من رجس الصليبيين والروافض الحاقدين - كبغداد والأنبار وصلاح الدين ونينوي وغيرها.

    ولولا تواطئ الإعلام الخبيث بشتى وسائله مع العدو الصليبي، لهالكم ما ترون من حجم خسائر العدو الصليبي وأعوانه، وبإذن الله لينسينهم ما يلاقونه على أيدي المجاهدين أهوال فيتنام.

    وما رأيتموه في الأيام الماضية من قصف مُركز بالصواريخ على أحفاد القردة والخنازير من جنوب لبنان؛ لهو باكوره عمل مبارك في ضرب العدو الصهيوني في عمق وجوده بإذن الله، وكل ذلك بتوجيه من شيخ المجاهدين الشيخ أسامة ابن لادن حفظه الله، لتعلم أمريكا وربيبتها دولة بني صهيون؛ أن تطهير مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من صميم عقيدة المسلمين، وأن وراء المسلمين في فلسطين أمة لا تنام على الضيم، طليعتها يجاهدون في سبيل الله، آلوا على أنفسهم ألا يغمض لهم جفن ولا يهنأ لهم عيش وهناك يهودي واحد على ثرى الأرض المباركة... {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}.

    وأقسم بالله الذي لا إله إلا هو؛ أن الله ناصر أولياءه المجاهدين على أعداءه الصليبيين، ولكأني بضياء فجر العز يلوح في الأفق، وإن غدا لناظره لقريب، {أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}، قال سبحانه: {َلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.

    اللهم أنزل بأمريكا وحلفائها بأسك الذي لا يرد عن القوم الظالمين، اللهم عذبهم بعذاب من عندك أو بأيدينا، اللهم كل من تآمر على الجهاد والمجاهدين فرد كيده في نحره واكشف خبيئته وافضح سريرته واجعله عبره لمن يعتبر، اللهم سلط عليهم الأسقام والبلايا، اللهم عليك بقادة "الحزب الإسلامي" ومن تواطأ معهم، اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم وخالف بين قلوبهم، اللهم مزقهم كل ممزق واجعلهم في الأرض أحاديث.

    {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

    والحمد لله رب العالمين

    

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 7:45 pm