خلق الله هذه الجزيرة متوسطة في الأرض فلا هي شرقية ولا غربية ولا شمالية ولا جنوبية فهي سرة الأرض ومنطقتها حفها الله بالبحار من اكثر جهاتها حماية لها.
وقد اتفق علماء العربية والجغرافيا والفقه على أن حدود جزيرة العرب كما يأتي:
1) يحدها من الشرق بحر البصرة المسمى اليوم الخليج العربي.
2) ويحدها من الغرب بحر القلزم المسمى اليوم البحر الأحمر.
3) ومن الجنوب بحر العرب.
4) أما من الشمال فيحدها بادية الأردن وبادية السماوية من ريف العراق.
في صحيح البخاري: (قال يعقوب بن محمد: سألت المغيرة بن عبد الرحمن [1] عن جزيرة العرب؟ فقال: مكة والمدينة واليمامة واليمن) [2].
وفي فتح الباري: (قال الخليل بن احمد: سميت جزيرة العرب لأن بحر فارس وبحر الحبشة والفرات ودجلة أحاطت بها وهي أرض العرب ومعدنها وقال الأصمعي: هي ما لم يبلغه ملك فارس من أقصى عدن إلى ريف العراق طولاً ومن جدة وما والاها من الساحل إلى أطراف الشام عرضاً).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (جزيرة العرب: هي بحر القلزم إلى بحر البصرة ومن أقصى حجر اليمامة إلى أوائل الشام بحيث تدخل اليمن في دارهم ولا تدخل الشام وفي هذه الأرض كانت العرب حيث البعث وقبله) [3].
فيدخل في الجزيرة العربية مما هو موجود الآن من الأنظمة؛ السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان واليمن، فلا يدخل شيء من بلاد الشام لا الأردن ولا غيره ولا العراق ولا سيناء من أرض مصر.
[1] المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي أبو هاشم فقيه المدينة بعد مالك توفي سنة 186هـ انظر التهذيب لابن حجر (5/493).
[2] فتح الباري (12/141).
[3] اقتضاء الصراط المستقيم (166).