بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فإن ما يجري في فلسطين المسلمة في هذه الأيام من مجازر بحق المسلمين، واعتداءاتٍ على المسجد الأقصى مسرى النبي صلى الله عليه وسلم .. يؤكد على الحقائق التالية:
1) أن اليهود لا يريدون السلام، ولا يرغبون به.. ومن نادى منهم بالسلام، فهو يريد سلام الأسياد مع العبيد.. السلام الذي لا يعطي أصحاب الحق مما اغتصب منهم إلا الفُتات والعظام المجردة عن لحومها وشحومها!!
وهم كما قال تعالى عنهم في كتابه الكريم: {ومنهم من إن تأمَنه بدينارٍ لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً ذلك أنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل}. أي ليس علينا في العرب حرجاً في ديننا لو انتهكنا حرماتهم، وغصبنا أموالهم وأراضيهم!
ثم إذا كان أحدهم لا يؤدي إليك الدينار وهو دينار الذي لك عليه إلا بعد الإلحاح وتكرار المطالبة والملاحقة.. فكيف تراهم يؤدون لك يا مسلم يا عبد الله حقك في فلسطين.. وفلسطين فيها ما فيها من الخيرات والمقدسات؟!!
2) أثبت اليهود أنهم لا يفهمون منطق الشجب والاستنكار.. وأنهم لا يتأثرون بذلك في شيء؛ فوراءهم الفيتو الأمريكي الراعية للإرهاب العالمي والدولي يتكئون عليه ضد أي قرار أو إدانة تقال فيهم.. وأنهم لا يفهمون إلا منطق القوة التي تزجرهم عن غيهم وطغيانهم وإجرامهم!!
3) ما يجري في فلسطين.. يؤكد على حتمية الحل والخيار الجهادي، وأنه لا حلّ للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد في سبيل الله .. رضي من رضي، وخالف من خالف.
يدل على حتمية هذا الحل النصوص الشرعية العديدة الثابتة في الكتاب والسنة التي تأمر الأمة بالجهاد في سبيل الله تعالى إذا ما اعتدي على حقوقها وحرماتها.. والعقل السليم.. والواقع المعايش والملموس.. فكلها تؤكد على حتمية هذا الخيار، وأنه ليس للأمة من خيار إن أرادت أن تسترد الحقوق وأن تعيش بعزة وكرامة سوى خيار الجهاد في سبيل الله.
4) هذه المظاهرات العارمة للشعوب المسلمة في جميع الأمصار التي خرجت إلى الشارع رغم أنف الطواغيت لتعبر عن رأيها واستنكارها لجرائم يهود، ورغبتها في مواصلة الجهاد ضد الصهاينة المغتصبين.. هو الاستفتاء الحقيقي الذي يعبر عن رغبة واختيار الأمة.. كما تدل على أن هذه التوقيعات التنازلية لآحاد الطواغيت أو بعضهم التي تحصل في المؤتمرات الرسمية وتحت الكواليس لا تمثل أمةً ولا شعبا.. وهي لا تمثل في الحقيقة إلا أصحابها من الخونة العملاء!
5) هذا الموقف المتضامن الموحَّد لجميع المسلمين في العالم تجاه فلسطين، وتجاه ما يجري لأهلها الحقيقيين من تقتيل واعتداءات.. لهو تأكيد صريح على وجود حقٍّ ثابت لجميع المسلمين في فلسطين، لا يملك حاكم بعينه, ولا حزب، أو منظمة، أو أي جهة كانت الحق في أن تفاوض المغتصبين للحقوق بالنيابة عنهم، أو أن تحرمهم حقهم المشروع في فلسطين، وفي الدفاع عن فلسطين وأهلها، ومقدساتها!
فلسطين وقف إسلامي منذ أن فتحها المسلمون زمن الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليست ملك لعرفات الخائن.. ولا لحاكم من حكام العرب أو المسلمين.. بل هي ملك لجميع المسلمين في العالم!
6) ما يجري في فلسطين اليوم.. هو دليل من جملة الأدلة العديدة الدالة على خيانة وعمالة الحكام الطواغيت الذين يثبتون في كل مرة أنهم عبارة عن كلاب حراسة أوفياء لأمن وسلامة اليهود لا غير.. وأن وظيفتهم الأساسية من اعتلائهم سدة الحكم أن يمنعوا الشعوب من اختيار طريق الجهاد للعزة والتحرير، أو حتى أن يفكروا مجرد تفكير بكيفية استرداد الحقوق لأهلها من أيدي المغتصبين اليهود في فلسطين!!
وظيفتهم الأساسية من الحكم.. أن يشغلوا شعوبهم بالترف تارة، والمجون والفسق تارةً أخرى، وفي البحث عن الكرامة والحرية ولقمة العيش تارة وتارة!!
فاليهود ما تجرءوا على فعل ما يفعلونه الآن في هذه الأيام من مجازر وتقتيل، واعتداء على المسجد الأقصى؛ مسرى النبي صلى الله عليه وسلم .. إلا لعلمهم المسبق ويقينهم أن كلاب الحراسة في دول الطوق وغيرها تحرسهم جيداً، وهي تعمل على مدار الساعة على كبح جماح الشعوب الغاضبة، وحراسة الثغور والمنافذ عبر الحدود.. واغتيال كل من يُحاول العبور للجهاد!!
لذا نقول بكل وضوح وصراحة للصهاينة المغتصبين: أنتم لم تهزموا العرب.. فضلاً عن أنكم هزمتم المسلمين.. أنتم هزمتم عملاءكم الخونة.. هزمتم كلاب الحراسة الخاصة بكم في معارك وهمية هي أشبه بالمسرحيات الخيالية!!
أنتم تنازلون الأطفال والنساء والشعب الأعزل من كل أسباب القوة المادية.. وبالتالي فإن انتصاراتكم على أطفال الحجارة لن يسجلها التاريخ لكم في عداد البطولات والأمجاد والانتصارات.. وإنما سيسجلها لكم في عداد الخسة والجبن وانعدام المروءة والرجولة!!
أنتم لم تنازلوا الأكفاء من أبناء العقيدة والتوحيد.. ويوم أن تنازلوهم وأنتم أجبن من ذلك سوف ترون حقيقة النزال والقتال.. وكيف أنكم تولُّنَّ الأدبار!!
7) ما يجري في فلسطين اليوم.. يؤكد كذلك أن هذه الجيوش في البلاد العربية وغيرها من البلدان التي تسمي نفسها إسلامية.. لم تُصنع لحماية الأمة من أعدائها.. لم تُصنع من أجل حماية الديار من الأخطار.. لم تُصنع من أجل رسالة أو هدف نبيل عظيم.. وإنما صُنعت من أجل حماية عروش الطواغيت من أي خطر يتهددها.. صُنعت لتأديب وإذلال الشعوب كلما فكرت هذه الشعوب بالتمرد على الطواغيت والقيود الثقيلة التي قُيدوا بها، أو أرادت أن تقول كلمتها بحرية في أي شيء من شؤون الأمة العامة أو الخاصة!!
صُنعت هذه الجيوش لحماية مكاسب الطواغيت الخاصة، وحراسة سياستها العامة التي تصب في خدمة أعداء الأمة الخارجيين من اليهود والنصارى!!
صُنعت هذه الجيوش لإذلال الأمة وقهرها.. وحرمانها من أن تعيش دينها وعقيدتها، أو أن تدافع عن حقوقها وحرماتها!!
ما الفرق بين الجندي اليهودي في فلسطين المحتلة الذي يضرب المتظاهرين الفلسطينيين بعصاته الغليظة .. وبين الجندي العربي الذي يضرب المتظاهرين العرب في البلدان العربية الأخرى الذين يريدون أن يعبروا عن تأييدهم لإخوانهم في فلسطين بنفس العصاة الغليظة، وبنفس القساوة وأشد!!
ما الفرق بين الجندي الإسرائيلي الذي يُطلق النار على المتظاهرين.. وبين الجندي العربي الذي يُطلق نفس الرصاص وأشد منه لكن على أهله وأبنائه تنفيذاً لأوامر ورغبات طواغيت الحكم الظالمين؟!!
انظروا عدد المعتقلين العرب في سجون اليهود الصهاينة، وكيف يُعاملوا.. وعدد الشباب المسلم المعتقل في سجون كثير من الأنظمة العربية الحاكمة كسوريا ومصر وليبيا وتونس مثلاً وكيف يُعاملوا.. لتدركوا الفارق ومن ثم الدور الكبير الذي تلعبه هذه الأنظمة في إذلال وقهر الشعوب!!
وهل أذل الأمة وأوصلها إلى هذا الموصل المهين إلا هذا الجندي العربي الذي رضي مقابل راتب زهيد يُعطاه أن يجند نفسه لخدمة الطاغوت وخدمة سياساته الظالمة!!
هذا الجندي الظالم الذي يُستخدم كأداة طيعة بأيدي الطواغيت.. اذهب فيذهب.. اقتل فيقتل.. اسجن فيسجن.. اجلد فيجلد.. اغتصب النساء فيغتصب.. كأنه مسلوب الإرادة لا خيار له إلا فيما يصب في خدمة وتنفيذ أوامر الطواغيت فتراه كله نشاطاً وحيوية.. وإن سألته يقول لك من غير تردد أو حياء: عبد مأمور؟!!
أقبح منظر يراه المواطن العربي منظر الجندي العربي وهو يرتدي ثيابه العسكرية.. فهو يذكره بالذل والهزيمة، والظلم، والطغيان، والقهر، والعبودية، وكل معاني السوء والفجور!!
هذا الجندي.. أو الشرطي هو المعني من قوله صلى الله عليه وسلم: " سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله، ويروحون في سخط الله " [1]. فهم كيفما اتجهوا أو تحركوا فإنهم يتقلبون في غضب الله وسخطه، لأنهم لا يتحركون إلا فيما فيه خدمة وطاعة للطاغوت.. نعوذ بالله تعالى من غضبه وسخطه.
وعليه لا نُحايد الحق والصواب لو قلنا: أن هذه الجيوش هي جيوش كفرية باطلة لا خير فيها لشعوبها ولا لأمتها.. فقدت المبرر والشرعية من وجودها!
وبالتالي لا يجوز الانضمام إليها، أو تكثير سوادها، أو القتال معها.. ومن كان مجنداً فيها يجب عليه إن استطاع الانسحاب منها، ومن الخدمة فيها إن كان فيه بقية حياء، أو بقية رجولة أو غيرة على دين، أو عِرض، أو أرض!!
هذا القلق المتزايد لدول الغرب وبخاصة منها أمريكا تجاه الأحداث الجارية في فلسطين وتجاه تهدئة الأمور فيها، ليس هو من قبيل التعاطف الصادق مع العرب أو الفلسطينيين.. وإنما هو لأسباب:
منها: الخوف من الصيحات المتكاثرة للشعوب المقهورة التي تنادي وتطالب بالجهاد في سبيل الله.. من أن تأخذ طريقها إلى الواقع والوجود والتنفيذ.. فيحصل ما كانوا يكرهونه ويخافونه، ويحذرونه أشد الحذر!
ومنها: خوفهم من أن تتطور الأحداث إلى حدٍّ تخرج فيه عن سيطرة كلاب الحراسة الأوفياء في المنطقة، وبخاصة في بلاد الطوق المحيطة بفلسطين.. فيتسع عليهم الخرق، ويصعب الترقيع!
ومنها: أن تطور الأحداث في المنطقة قد تؤثر سلباً على صادرات البترول العربي الذي يُنهب بأسعارٍ زهيدة إلى أسواق الأسياد في بلاد الغرب.. وهذا ما لا يريدونه أن يحصل أو أن يقع!
لأجل هذه الأسباب وغيرها هم يريدون الأمور أن تهدأ، وأن تعود أطراف الخيانة والعمالة إلى طاولات المفاوضات والبيع الرخيص من جديد!!
وبعد:
فإننا نقول للعالم أجمع، وبخاصة منهم سماسرة البيع والمفاوضات: وفروا جهودكم وطاقاتكم، فإن الصراع مع اليهود الصهاينة في فلسطين مستمر وسيظل مستمراً..لن توقفه التوقيعات الخائنة الرخيصة التي لا تمثل إلا أصحابها.. ولا سياط وسجون وإرهاب كلاب الصيد والحراسة!!
هذه الأمة أمة البذل والعطاء.. لن ينضب منها الخير، ولن تحرم أرحام الأمهات فيها من أن تدفع بالأبطال المجاهدين الذين يستعملهم الله تعالى في نصرة دينه وإعلاء كلمته..
هذه الأمة قد عصمها الله تعالى من أن تجتمع على ضلالة أو خيانة.. فالخير فيها باقٍ وموجود وإلى قيام الساعة، كما في الحديث الصحيح: " لا تزال طائفة من أمتي يُقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ".
وقال صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم حتى يُقاتل آخرهم المسيح الدجال ". مسيح الدجال إله اليهود المنتظر!
فالصراع مع اليهود الصهاينة يا قوم باقٍ لن يتوقف، ولن ينتهي إلا بعد أن يُنطق الله الحجر والشجر فيقول: يا مسلم، يا عبد الله وليس يا عربي أو يا فلسطيني ورائي يهودي تعال فاقتله.. كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
وهذا كائن لا محالة، وما ذلك ببعيدٍ إن شاء الله.. ولتعلمنَّ نبأه ولو بعد حين.
{لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذٍ يفرحُ المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء}
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبها نصرة للشعب المسلم الأعزل في فلسطين
ولأطفال الحجارة الأبطال
عبد المنعم مصطفى حليمة؛ أبو بصير
15/7/1421 هـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فإن ما يجري في فلسطين المسلمة في هذه الأيام من مجازر بحق المسلمين، واعتداءاتٍ على المسجد الأقصى مسرى النبي صلى الله عليه وسلم .. يؤكد على الحقائق التالية:
1) أن اليهود لا يريدون السلام، ولا يرغبون به.. ومن نادى منهم بالسلام، فهو يريد سلام الأسياد مع العبيد.. السلام الذي لا يعطي أصحاب الحق مما اغتصب منهم إلا الفُتات والعظام المجردة عن لحومها وشحومها!!
وهم كما قال تعالى عنهم في كتابه الكريم: {ومنهم من إن تأمَنه بدينارٍ لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً ذلك أنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل}. أي ليس علينا في العرب حرجاً في ديننا لو انتهكنا حرماتهم، وغصبنا أموالهم وأراضيهم!
ثم إذا كان أحدهم لا يؤدي إليك الدينار وهو دينار الذي لك عليه إلا بعد الإلحاح وتكرار المطالبة والملاحقة.. فكيف تراهم يؤدون لك يا مسلم يا عبد الله حقك في فلسطين.. وفلسطين فيها ما فيها من الخيرات والمقدسات؟!!
2) أثبت اليهود أنهم لا يفهمون منطق الشجب والاستنكار.. وأنهم لا يتأثرون بذلك في شيء؛ فوراءهم الفيتو الأمريكي الراعية للإرهاب العالمي والدولي يتكئون عليه ضد أي قرار أو إدانة تقال فيهم.. وأنهم لا يفهمون إلا منطق القوة التي تزجرهم عن غيهم وطغيانهم وإجرامهم!!
3) ما يجري في فلسطين.. يؤكد على حتمية الحل والخيار الجهادي، وأنه لا حلّ للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد في سبيل الله .. رضي من رضي، وخالف من خالف.
يدل على حتمية هذا الحل النصوص الشرعية العديدة الثابتة في الكتاب والسنة التي تأمر الأمة بالجهاد في سبيل الله تعالى إذا ما اعتدي على حقوقها وحرماتها.. والعقل السليم.. والواقع المعايش والملموس.. فكلها تؤكد على حتمية هذا الخيار، وأنه ليس للأمة من خيار إن أرادت أن تسترد الحقوق وأن تعيش بعزة وكرامة سوى خيار الجهاد في سبيل الله.
4) هذه المظاهرات العارمة للشعوب المسلمة في جميع الأمصار التي خرجت إلى الشارع رغم أنف الطواغيت لتعبر عن رأيها واستنكارها لجرائم يهود، ورغبتها في مواصلة الجهاد ضد الصهاينة المغتصبين.. هو الاستفتاء الحقيقي الذي يعبر عن رغبة واختيار الأمة.. كما تدل على أن هذه التوقيعات التنازلية لآحاد الطواغيت أو بعضهم التي تحصل في المؤتمرات الرسمية وتحت الكواليس لا تمثل أمةً ولا شعبا.. وهي لا تمثل في الحقيقة إلا أصحابها من الخونة العملاء!
5) هذا الموقف المتضامن الموحَّد لجميع المسلمين في العالم تجاه فلسطين، وتجاه ما يجري لأهلها الحقيقيين من تقتيل واعتداءات.. لهو تأكيد صريح على وجود حقٍّ ثابت لجميع المسلمين في فلسطين، لا يملك حاكم بعينه, ولا حزب، أو منظمة، أو أي جهة كانت الحق في أن تفاوض المغتصبين للحقوق بالنيابة عنهم، أو أن تحرمهم حقهم المشروع في فلسطين، وفي الدفاع عن فلسطين وأهلها، ومقدساتها!
فلسطين وقف إسلامي منذ أن فتحها المسلمون زمن الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليست ملك لعرفات الخائن.. ولا لحاكم من حكام العرب أو المسلمين.. بل هي ملك لجميع المسلمين في العالم!
6) ما يجري في فلسطين اليوم.. هو دليل من جملة الأدلة العديدة الدالة على خيانة وعمالة الحكام الطواغيت الذين يثبتون في كل مرة أنهم عبارة عن كلاب حراسة أوفياء لأمن وسلامة اليهود لا غير.. وأن وظيفتهم الأساسية من اعتلائهم سدة الحكم أن يمنعوا الشعوب من اختيار طريق الجهاد للعزة والتحرير، أو حتى أن يفكروا مجرد تفكير بكيفية استرداد الحقوق لأهلها من أيدي المغتصبين اليهود في فلسطين!!
وظيفتهم الأساسية من الحكم.. أن يشغلوا شعوبهم بالترف تارة، والمجون والفسق تارةً أخرى، وفي البحث عن الكرامة والحرية ولقمة العيش تارة وتارة!!
فاليهود ما تجرءوا على فعل ما يفعلونه الآن في هذه الأيام من مجازر وتقتيل، واعتداء على المسجد الأقصى؛ مسرى النبي صلى الله عليه وسلم .. إلا لعلمهم المسبق ويقينهم أن كلاب الحراسة في دول الطوق وغيرها تحرسهم جيداً، وهي تعمل على مدار الساعة على كبح جماح الشعوب الغاضبة، وحراسة الثغور والمنافذ عبر الحدود.. واغتيال كل من يُحاول العبور للجهاد!!
لذا نقول بكل وضوح وصراحة للصهاينة المغتصبين: أنتم لم تهزموا العرب.. فضلاً عن أنكم هزمتم المسلمين.. أنتم هزمتم عملاءكم الخونة.. هزمتم كلاب الحراسة الخاصة بكم في معارك وهمية هي أشبه بالمسرحيات الخيالية!!
أنتم تنازلون الأطفال والنساء والشعب الأعزل من كل أسباب القوة المادية.. وبالتالي فإن انتصاراتكم على أطفال الحجارة لن يسجلها التاريخ لكم في عداد البطولات والأمجاد والانتصارات.. وإنما سيسجلها لكم في عداد الخسة والجبن وانعدام المروءة والرجولة!!
أنتم لم تنازلوا الأكفاء من أبناء العقيدة والتوحيد.. ويوم أن تنازلوهم وأنتم أجبن من ذلك سوف ترون حقيقة النزال والقتال.. وكيف أنكم تولُّنَّ الأدبار!!
7) ما يجري في فلسطين اليوم.. يؤكد كذلك أن هذه الجيوش في البلاد العربية وغيرها من البلدان التي تسمي نفسها إسلامية.. لم تُصنع لحماية الأمة من أعدائها.. لم تُصنع من أجل حماية الديار من الأخطار.. لم تُصنع من أجل رسالة أو هدف نبيل عظيم.. وإنما صُنعت من أجل حماية عروش الطواغيت من أي خطر يتهددها.. صُنعت لتأديب وإذلال الشعوب كلما فكرت هذه الشعوب بالتمرد على الطواغيت والقيود الثقيلة التي قُيدوا بها، أو أرادت أن تقول كلمتها بحرية في أي شيء من شؤون الأمة العامة أو الخاصة!!
صُنعت هذه الجيوش لحماية مكاسب الطواغيت الخاصة، وحراسة سياستها العامة التي تصب في خدمة أعداء الأمة الخارجيين من اليهود والنصارى!!
صُنعت هذه الجيوش لإذلال الأمة وقهرها.. وحرمانها من أن تعيش دينها وعقيدتها، أو أن تدافع عن حقوقها وحرماتها!!
ما الفرق بين الجندي اليهودي في فلسطين المحتلة الذي يضرب المتظاهرين الفلسطينيين بعصاته الغليظة .. وبين الجندي العربي الذي يضرب المتظاهرين العرب في البلدان العربية الأخرى الذين يريدون أن يعبروا عن تأييدهم لإخوانهم في فلسطين بنفس العصاة الغليظة، وبنفس القساوة وأشد!!
ما الفرق بين الجندي الإسرائيلي الذي يُطلق النار على المتظاهرين.. وبين الجندي العربي الذي يُطلق نفس الرصاص وأشد منه لكن على أهله وأبنائه تنفيذاً لأوامر ورغبات طواغيت الحكم الظالمين؟!!
انظروا عدد المعتقلين العرب في سجون اليهود الصهاينة، وكيف يُعاملوا.. وعدد الشباب المسلم المعتقل في سجون كثير من الأنظمة العربية الحاكمة كسوريا ومصر وليبيا وتونس مثلاً وكيف يُعاملوا.. لتدركوا الفارق ومن ثم الدور الكبير الذي تلعبه هذه الأنظمة في إذلال وقهر الشعوب!!
وهل أذل الأمة وأوصلها إلى هذا الموصل المهين إلا هذا الجندي العربي الذي رضي مقابل راتب زهيد يُعطاه أن يجند نفسه لخدمة الطاغوت وخدمة سياساته الظالمة!!
هذا الجندي الظالم الذي يُستخدم كأداة طيعة بأيدي الطواغيت.. اذهب فيذهب.. اقتل فيقتل.. اسجن فيسجن.. اجلد فيجلد.. اغتصب النساء فيغتصب.. كأنه مسلوب الإرادة لا خيار له إلا فيما يصب في خدمة وتنفيذ أوامر الطواغيت فتراه كله نشاطاً وحيوية.. وإن سألته يقول لك من غير تردد أو حياء: عبد مأمور؟!!
أقبح منظر يراه المواطن العربي منظر الجندي العربي وهو يرتدي ثيابه العسكرية.. فهو يذكره بالذل والهزيمة، والظلم، والطغيان، والقهر، والعبودية، وكل معاني السوء والفجور!!
هذا الجندي.. أو الشرطي هو المعني من قوله صلى الله عليه وسلم: " سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله، ويروحون في سخط الله " [1]. فهم كيفما اتجهوا أو تحركوا فإنهم يتقلبون في غضب الله وسخطه، لأنهم لا يتحركون إلا فيما فيه خدمة وطاعة للطاغوت.. نعوذ بالله تعالى من غضبه وسخطه.
وعليه لا نُحايد الحق والصواب لو قلنا: أن هذه الجيوش هي جيوش كفرية باطلة لا خير فيها لشعوبها ولا لأمتها.. فقدت المبرر والشرعية من وجودها!
وبالتالي لا يجوز الانضمام إليها، أو تكثير سوادها، أو القتال معها.. ومن كان مجنداً فيها يجب عليه إن استطاع الانسحاب منها، ومن الخدمة فيها إن كان فيه بقية حياء، أو بقية رجولة أو غيرة على دين، أو عِرض، أو أرض!!
هذا القلق المتزايد لدول الغرب وبخاصة منها أمريكا تجاه الأحداث الجارية في فلسطين وتجاه تهدئة الأمور فيها، ليس هو من قبيل التعاطف الصادق مع العرب أو الفلسطينيين.. وإنما هو لأسباب:
منها: الخوف من الصيحات المتكاثرة للشعوب المقهورة التي تنادي وتطالب بالجهاد في سبيل الله.. من أن تأخذ طريقها إلى الواقع والوجود والتنفيذ.. فيحصل ما كانوا يكرهونه ويخافونه، ويحذرونه أشد الحذر!
ومنها: خوفهم من أن تتطور الأحداث إلى حدٍّ تخرج فيه عن سيطرة كلاب الحراسة الأوفياء في المنطقة، وبخاصة في بلاد الطوق المحيطة بفلسطين.. فيتسع عليهم الخرق، ويصعب الترقيع!
ومنها: أن تطور الأحداث في المنطقة قد تؤثر سلباً على صادرات البترول العربي الذي يُنهب بأسعارٍ زهيدة إلى أسواق الأسياد في بلاد الغرب.. وهذا ما لا يريدونه أن يحصل أو أن يقع!
لأجل هذه الأسباب وغيرها هم يريدون الأمور أن تهدأ، وأن تعود أطراف الخيانة والعمالة إلى طاولات المفاوضات والبيع الرخيص من جديد!!
وبعد:
فإننا نقول للعالم أجمع، وبخاصة منهم سماسرة البيع والمفاوضات: وفروا جهودكم وطاقاتكم، فإن الصراع مع اليهود الصهاينة في فلسطين مستمر وسيظل مستمراً..لن توقفه التوقيعات الخائنة الرخيصة التي لا تمثل إلا أصحابها.. ولا سياط وسجون وإرهاب كلاب الصيد والحراسة!!
هذه الأمة أمة البذل والعطاء.. لن ينضب منها الخير، ولن تحرم أرحام الأمهات فيها من أن تدفع بالأبطال المجاهدين الذين يستعملهم الله تعالى في نصرة دينه وإعلاء كلمته..
هذه الأمة قد عصمها الله تعالى من أن تجتمع على ضلالة أو خيانة.. فالخير فيها باقٍ وموجود وإلى قيام الساعة، كما في الحديث الصحيح: " لا تزال طائفة من أمتي يُقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ".
وقال صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم حتى يُقاتل آخرهم المسيح الدجال ". مسيح الدجال إله اليهود المنتظر!
فالصراع مع اليهود الصهاينة يا قوم باقٍ لن يتوقف، ولن ينتهي إلا بعد أن يُنطق الله الحجر والشجر فيقول: يا مسلم، يا عبد الله وليس يا عربي أو يا فلسطيني ورائي يهودي تعال فاقتله.. كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
وهذا كائن لا محالة، وما ذلك ببعيدٍ إن شاء الله.. ولتعلمنَّ نبأه ولو بعد حين.
{لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذٍ يفرحُ المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء}
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبها نصرة للشعب المسلم الأعزل في فلسطين
ولأطفال الحجارة الأبطال
عبد المنعم مصطفى حليمة؛ أبو بصير
15/7/1421 هـ