بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد:
فإن المثبطين المخذلين يُعرفون من لحن القول ومن صريحه.. وهم معروفون.. لا يخفون على أحد.. وشرهم مُجتنَب.. بينما هناك فريق آخر يُسيئون للجهاد والمجاهدين.. ويُصيبون المنهج الجهادي بمقتل عظيم.. باسم الجهاد.. وبزعم حب الجهاد والمجاهدين.. والذود عنهم.. قلَّ من يتعرف عليهم.. فتعين التعريف بهم وببعض صفاتهم وخصالهم.. ليتم اجتنابهم والحذر والتحذير منهم!
من أبرز خصال وصفات هذا الفريق من الناس:
1) أنهم يُعرفون بالشغب.. والإثارة.. والثرثرة.. وقلة الأدب.. وسوء الخلق.. والصخب.. ليحسبهم الناس أنهم على علم وعمل.. وأنهم من أهل الجهاد والاجتهاد.. أو أنهم على شيء وما هم على شيء!
2) يرفعون أصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم.. وفوق النص القرآني.. وفوق أهل العلم.. لا يحترمون شيئاً.. ولا أحداً.. متذرعين بالحماس الزائد للجهاد والقتل والقتال.. وحماسهم في حقيقته لا يعلو عن كونه صخب في صخب.. كسراب يحسبه الظمآن ماء!
3) يميلون لكل قول - وإن كان خطأ - يُفضي إلى التشدد والغلو.. والتنطع.. وسفك الدم.. ولو بالحرام!
4) يرمون كل من خالفهم.. وإن كان محقاً.. بالتخاذل.. والعداوة للجهاد والمجاهدين.. ترهيباً وتبكيتاً!
تجدهم عند كل مراء وجدال.. منتفخة أوداجهم مرتفعة أصواتهم.. فإذا جد الجد تواروا.. واختبؤوا.. وفروا.. وكأن الأمر لا يخصهم ولا يعنيهم في شيء!
5) يعتمدون أسلوب التهييج.. والصخب.. ورفع الصوت.. والحماس الزائد.. ورفع شعارات القتل والقتال.. لترهيب المخالفين.. ومن غير علم ولا بصيرة.. ولا مراعاة لضوابط ومقاصد الشرع.. فتراهم لا يُحسنون النظر لأبعد من أنوفهم.. لأنهم لا يريدون أن ينظروا لأبعد من ذلك!
6) على جهلهم المركب.. تراهم - وبكل جرأة وقلة دين وورع - يخوضون في المسائل الكبار.. ويحللون ويحرمون.. ويشرِّقون ويغربون.. ويُخطِّئون ويُصوِّبون.. والويل لك لو خطأتهم أو خالفتهم أو ناصحتهم.. فيصنفونك مباشرة أنك من المخذلين.. وضد الجهاد والمجاهدين.. زعموا!
7) إذا نظروا في أقوال أهل العلم.. لا ينظرون فيها ليستفيدوا ويتعلموا منها.. ولكن ليبحثوا عن مفردات متفرقات متشابهات هنا وهناك ليتقووا بها على صخبهم.. وجهلهم.. وباطلهم وتهييجهم!
يستخفِّون بالحقوق والحرمات.. لا يُراعون عهداً ولا ذمة ولا أماناً.. لأنهم لا يعرفون معنى العهد والأمان.. ولا معنى الغدر وما يترتب عليه من وعيد، وخذلان!
إذا خاصموا فجَروا.. وإذا عاهدوا غدروا.. وإذا أُؤتمنوا خانوا.. الحديث - عندهم - عن الخلق والأخلاق والآداب.. سُبَّة.. وخنوثة فكرية!!
9) يحتقرون العباد.. وبخاصة من يخالفهم في أمر يهوَونه.. وينظرون إليهم من عُلي.. وبازدراء.. لأنهم - كما يزين لهم الشيطان - هم - بصخبهم وثرثرتهم الزائدة - المجاهدون.. ومن سواهم فهم القاعدون.. والمتخاذلون!
10) لا يعرفون الإنصاف ولا العدل.. فلا ينصفون الحق من أنفسهم ولا من غيرهم.. والويل كل الويل لمن يخالفهم.. فهم دائماً على حق وصواب.. ومن سواهم ممن يخالفهم على الباطل!
وهم بذلك يجتمع فيهم رد الحق واحتقار الخلق.. وهذا هو عين الكِبر!
11) سيئي الأخلاق.. بذيئي اللسان.. وسيئي الظن.. من أبعد الناس عن أخلاق المجاهدين.. وما يستدعيه الجهاد من خلق رفيع وعلم وأدب ودين!
12) حظهم من الجهاد.. الصخب.. والثرثرة.. والتهييج.. والتهكم واحتقار الخلق.. لا يُعرف لهم سابقة جهاد.. ولا ثبات في الميادين!
لكن الذي يسمع لهم.. ويرى حماسهم الزائد الموهوم.. يظن أنهم أبو الجهاد.. وأبو المجاهدين.. وأنهم لم يدعوا ميداناً من ميادين الجهاد إلا وخاضوه.. فيتشبعون بما لم يُعطوا وبما ليس فيهم.. كلابس ثوبي زور!
13) لا يعرفون التنظيم ولا الانضباط.. ولا السمع والطاعة لأحد.. فلا كبير لهم يحترمونه، ويرجعون إليه.. فكبيرهم الذي يرجعون إليه أهواءهم، وكل ما وافق أهواءهم!
14) يحترمون العالِم ما وافقهم وواكبهم على أهوائهم.. فإن خالفهم.. لم يدعوا نقيصة ولا مسبة إلا وألصقوه بها.. وألصقوها به!
إن وافقهم في قول.. فقوله حجة لا يُرد عليه ولا يُعقب.. وطاروا به في الآفاق فرحاً وطرباًً.. وإن خالفهم في مسألة أو قول - وإن كان حقاً - استهانوا به وبعلمه.. وتكلموا عن التعصب للعلماء وعدمه!
وهذا كله يتم باسم الحماس للجهاد.. ونصرة الجهاد.. وتحت ذريعة الذود عن الجهاد والمجاهدين.. والجهاد والمجاهدون براء منهم ومن أخلاقهم.. براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام!
وخطر هذا الفريق من الناس - على قلتهم - يكمن من أوجه:
منها: أنهم بصخبهم.. وتهييجهم.. وثرثرتهم.. وحماسهم الزائد.. يشكلون ضغطاً نفسياً على المجاهدين وقادة المجاهدين.. وإرهاباً فكرياً.. وربما يؤثرون سلباً على قراراتهم ومواقفهم.. فتأتي النتائج بصورة لا نريدها ولا نحبها.. ولا تقتضيها مصلحة الجهاد!
ومنها: أنهم بأخلاقهم الآنفة الذكر.. يُشكلون إرهاباً فكرياً على كثير من العلماء والدعاة وطلبة العلم.. حيث ترى منهم من يُحجم - طلباً لسلامة أعراضهم - عن البيان، والنصح، والصدع بالحق.. في وقت تشتد فيه حاجة الأمة لنصحهم وسماع أقوالهم!
ومنها: أنهم يُسيئون لمنهج الجهاد.. وللصورة التي ينبغي أن يكون عليها الجهاد.. فيُعطون الآخرين.. صورة قاتمة وسيئة جداً عن الجهاد والمجاهدين!
ومنها: أنهم بأخلاقهم الآنفة الذكر ينفرون الناس عن نصرة المجاهدين وعن الانخراط في طريق ومنهج الاجتهاد والجهاد!
فيطيلون بذلك من عمر الطواغيت الظالمين.. ويمدون أنظمتهم بالحياة.. وهم يدرون أو لا يدرون!
ومنها: أن هذا الفريق من الناس يُعتبر بيئة خصبة لتسرب الجواسيس والعملاء الذين يعملون لصالح الأعداء.. لأن اختراق الجماعات الجهادية عن طريق هذا النوع من الناس سهل ويسير؛ فالكل يتقنه.. فعلى قدر ما تسب وتحتقر المخالفين.. وتعتمد أسلوب الصخب والتهييج.. والحماس الزائف.. والاستعلاء في الخطاب.. على قدر ما يوثق بك.. وتصبح من المقربين والمرهوبين.. وما أسهل فعل ذلك على الجواسيس العملاء!
كثير من الحركات الجهادية المعاصرة أوتيت واختُرقت عن طريق هذا الصنف من الناس.. وما أكثر الأمثلة والنماذج.. لو أردنا الاستدلال!
لذا فنصيحتي لإخواني وبخاصة منهم المجاهدين - حفظهم الله من كل سوء ودخن - أن يحذروا هذا الصنف من الناس.. وأن لا يكترثوا بهم.. ولا يلتفتوا إليهم.. ولا يسمعوا لهم.. وأن لا يغرهم حماسهم الزائد الموهوم.. فالزيادة أخو النقصان.. والإفراط أخو التفريط.. فالمرحلة عصيبة جداً.. وهي لا تسمح بالوقوف طويلاً عند هؤلاء.. ولا عند أمثالهم من المشاغبين المريبين!
هذا صرح لنا أكثر من خمس وعشرين سنة.. ونحن نبني به.. ونؤسس له.. وندعو إليه.. فلا نسمح لهذه القلة القليلة من ذوي الغلو والصخب والفجور.. ولا غيرهم.. من هدمه.. أو تشويهه.. والعمل على تخريبه من داخله!
فإرهابهم وصخبهم وغلوهم لا يرهبنا.. فنحن - بإذن الله وعونه وتوفيقه - لهم.. ولغيرهم من ذوي التجهم والإرجاء - قرة عيون الطواغيت الظالمين - بالمرصاد.. إلى أن يفتح الله بيننا وبينهم بالحق، والله خير الفاتحين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
[عبد المنعم مصطفى حليمة؛ أبو بصير الطرطوسي | 14/9/1425 هـ]
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد:
فإن المثبطين المخذلين يُعرفون من لحن القول ومن صريحه.. وهم معروفون.. لا يخفون على أحد.. وشرهم مُجتنَب.. بينما هناك فريق آخر يُسيئون للجهاد والمجاهدين.. ويُصيبون المنهج الجهادي بمقتل عظيم.. باسم الجهاد.. وبزعم حب الجهاد والمجاهدين.. والذود عنهم.. قلَّ من يتعرف عليهم.. فتعين التعريف بهم وببعض صفاتهم وخصالهم.. ليتم اجتنابهم والحذر والتحذير منهم!
من أبرز خصال وصفات هذا الفريق من الناس:
1) أنهم يُعرفون بالشغب.. والإثارة.. والثرثرة.. وقلة الأدب.. وسوء الخلق.. والصخب.. ليحسبهم الناس أنهم على علم وعمل.. وأنهم من أهل الجهاد والاجتهاد.. أو أنهم على شيء وما هم على شيء!
2) يرفعون أصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم.. وفوق النص القرآني.. وفوق أهل العلم.. لا يحترمون شيئاً.. ولا أحداً.. متذرعين بالحماس الزائد للجهاد والقتل والقتال.. وحماسهم في حقيقته لا يعلو عن كونه صخب في صخب.. كسراب يحسبه الظمآن ماء!
3) يميلون لكل قول - وإن كان خطأ - يُفضي إلى التشدد والغلو.. والتنطع.. وسفك الدم.. ولو بالحرام!
4) يرمون كل من خالفهم.. وإن كان محقاً.. بالتخاذل.. والعداوة للجهاد والمجاهدين.. ترهيباً وتبكيتاً!
تجدهم عند كل مراء وجدال.. منتفخة أوداجهم مرتفعة أصواتهم.. فإذا جد الجد تواروا.. واختبؤوا.. وفروا.. وكأن الأمر لا يخصهم ولا يعنيهم في شيء!
5) يعتمدون أسلوب التهييج.. والصخب.. ورفع الصوت.. والحماس الزائد.. ورفع شعارات القتل والقتال.. لترهيب المخالفين.. ومن غير علم ولا بصيرة.. ولا مراعاة لضوابط ومقاصد الشرع.. فتراهم لا يُحسنون النظر لأبعد من أنوفهم.. لأنهم لا يريدون أن ينظروا لأبعد من ذلك!
6) على جهلهم المركب.. تراهم - وبكل جرأة وقلة دين وورع - يخوضون في المسائل الكبار.. ويحللون ويحرمون.. ويشرِّقون ويغربون.. ويُخطِّئون ويُصوِّبون.. والويل لك لو خطأتهم أو خالفتهم أو ناصحتهم.. فيصنفونك مباشرة أنك من المخذلين.. وضد الجهاد والمجاهدين.. زعموا!
7) إذا نظروا في أقوال أهل العلم.. لا ينظرون فيها ليستفيدوا ويتعلموا منها.. ولكن ليبحثوا عن مفردات متفرقات متشابهات هنا وهناك ليتقووا بها على صخبهم.. وجهلهم.. وباطلهم وتهييجهم!
يستخفِّون بالحقوق والحرمات.. لا يُراعون عهداً ولا ذمة ولا أماناً.. لأنهم لا يعرفون معنى العهد والأمان.. ولا معنى الغدر وما يترتب عليه من وعيد، وخذلان!
إذا خاصموا فجَروا.. وإذا عاهدوا غدروا.. وإذا أُؤتمنوا خانوا.. الحديث - عندهم - عن الخلق والأخلاق والآداب.. سُبَّة.. وخنوثة فكرية!!
9) يحتقرون العباد.. وبخاصة من يخالفهم في أمر يهوَونه.. وينظرون إليهم من عُلي.. وبازدراء.. لأنهم - كما يزين لهم الشيطان - هم - بصخبهم وثرثرتهم الزائدة - المجاهدون.. ومن سواهم فهم القاعدون.. والمتخاذلون!
10) لا يعرفون الإنصاف ولا العدل.. فلا ينصفون الحق من أنفسهم ولا من غيرهم.. والويل كل الويل لمن يخالفهم.. فهم دائماً على حق وصواب.. ومن سواهم ممن يخالفهم على الباطل!
وهم بذلك يجتمع فيهم رد الحق واحتقار الخلق.. وهذا هو عين الكِبر!
11) سيئي الأخلاق.. بذيئي اللسان.. وسيئي الظن.. من أبعد الناس عن أخلاق المجاهدين.. وما يستدعيه الجهاد من خلق رفيع وعلم وأدب ودين!
12) حظهم من الجهاد.. الصخب.. والثرثرة.. والتهييج.. والتهكم واحتقار الخلق.. لا يُعرف لهم سابقة جهاد.. ولا ثبات في الميادين!
لكن الذي يسمع لهم.. ويرى حماسهم الزائد الموهوم.. يظن أنهم أبو الجهاد.. وأبو المجاهدين.. وأنهم لم يدعوا ميداناً من ميادين الجهاد إلا وخاضوه.. فيتشبعون بما لم يُعطوا وبما ليس فيهم.. كلابس ثوبي زور!
13) لا يعرفون التنظيم ولا الانضباط.. ولا السمع والطاعة لأحد.. فلا كبير لهم يحترمونه، ويرجعون إليه.. فكبيرهم الذي يرجعون إليه أهواءهم، وكل ما وافق أهواءهم!
14) يحترمون العالِم ما وافقهم وواكبهم على أهوائهم.. فإن خالفهم.. لم يدعوا نقيصة ولا مسبة إلا وألصقوه بها.. وألصقوها به!
إن وافقهم في قول.. فقوله حجة لا يُرد عليه ولا يُعقب.. وطاروا به في الآفاق فرحاً وطرباًً.. وإن خالفهم في مسألة أو قول - وإن كان حقاً - استهانوا به وبعلمه.. وتكلموا عن التعصب للعلماء وعدمه!
وهذا كله يتم باسم الحماس للجهاد.. ونصرة الجهاد.. وتحت ذريعة الذود عن الجهاد والمجاهدين.. والجهاد والمجاهدون براء منهم ومن أخلاقهم.. براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام!
وخطر هذا الفريق من الناس - على قلتهم - يكمن من أوجه:
منها: أنهم بصخبهم.. وتهييجهم.. وثرثرتهم.. وحماسهم الزائد.. يشكلون ضغطاً نفسياً على المجاهدين وقادة المجاهدين.. وإرهاباً فكرياً.. وربما يؤثرون سلباً على قراراتهم ومواقفهم.. فتأتي النتائج بصورة لا نريدها ولا نحبها.. ولا تقتضيها مصلحة الجهاد!
ومنها: أنهم بأخلاقهم الآنفة الذكر.. يُشكلون إرهاباً فكرياً على كثير من العلماء والدعاة وطلبة العلم.. حيث ترى منهم من يُحجم - طلباً لسلامة أعراضهم - عن البيان، والنصح، والصدع بالحق.. في وقت تشتد فيه حاجة الأمة لنصحهم وسماع أقوالهم!
ومنها: أنهم يُسيئون لمنهج الجهاد.. وللصورة التي ينبغي أن يكون عليها الجهاد.. فيُعطون الآخرين.. صورة قاتمة وسيئة جداً عن الجهاد والمجاهدين!
ومنها: أنهم بأخلاقهم الآنفة الذكر ينفرون الناس عن نصرة المجاهدين وعن الانخراط في طريق ومنهج الاجتهاد والجهاد!
فيطيلون بذلك من عمر الطواغيت الظالمين.. ويمدون أنظمتهم بالحياة.. وهم يدرون أو لا يدرون!
ومنها: أن هذا الفريق من الناس يُعتبر بيئة خصبة لتسرب الجواسيس والعملاء الذين يعملون لصالح الأعداء.. لأن اختراق الجماعات الجهادية عن طريق هذا النوع من الناس سهل ويسير؛ فالكل يتقنه.. فعلى قدر ما تسب وتحتقر المخالفين.. وتعتمد أسلوب الصخب والتهييج.. والحماس الزائف.. والاستعلاء في الخطاب.. على قدر ما يوثق بك.. وتصبح من المقربين والمرهوبين.. وما أسهل فعل ذلك على الجواسيس العملاء!
كثير من الحركات الجهادية المعاصرة أوتيت واختُرقت عن طريق هذا الصنف من الناس.. وما أكثر الأمثلة والنماذج.. لو أردنا الاستدلال!
لذا فنصيحتي لإخواني وبخاصة منهم المجاهدين - حفظهم الله من كل سوء ودخن - أن يحذروا هذا الصنف من الناس.. وأن لا يكترثوا بهم.. ولا يلتفتوا إليهم.. ولا يسمعوا لهم.. وأن لا يغرهم حماسهم الزائد الموهوم.. فالزيادة أخو النقصان.. والإفراط أخو التفريط.. فالمرحلة عصيبة جداً.. وهي لا تسمح بالوقوف طويلاً عند هؤلاء.. ولا عند أمثالهم من المشاغبين المريبين!
هذا صرح لنا أكثر من خمس وعشرين سنة.. ونحن نبني به.. ونؤسس له.. وندعو إليه.. فلا نسمح لهذه القلة القليلة من ذوي الغلو والصخب والفجور.. ولا غيرهم.. من هدمه.. أو تشويهه.. والعمل على تخريبه من داخله!
فإرهابهم وصخبهم وغلوهم لا يرهبنا.. فنحن - بإذن الله وعونه وتوفيقه - لهم.. ولغيرهم من ذوي التجهم والإرجاء - قرة عيون الطواغيت الظالمين - بالمرصاد.. إلى أن يفتح الله بيننا وبينهم بالحق، والله خير الفاتحين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
[عبد المنعم مصطفى حليمة؛ أبو بصير الطرطوسي | 14/9/1425 هـ]