بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، الرّحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد...
فهذا مختصر لما نعتقده، وندين الله به في أهم أبواب الدين... كتبته في سجني بعد أن بلغني أن أناساً ينسبون إلينا، ويقوّلوننا ما لم نقله في يوم من الأيام، خصوصاً في أبواب الكفر والإيمان.
ولم أكن من قبل مهتماً بالكتابة في مثل هذا الموضوع، وذلك لأن علماءنا قد كَفَوْا فيه ووَفُّوا، ولأن طالب الحق المنصف بإمكانه التعرف إلى أقوالنا من كتاباتنا المفصّلة، إلى أن طلب مني ذلك بعض إخوة التوحيد ممن كان يصلنا ويتردّد على زيارتنا في السجن، وذلك بعد أن التقى بأُناس لم يتبينوا أقوالنا في بعض أبواب الكفر والإيمان.
فبادرت وأجبت ذلك الأخ الفاضل إلى طلبه من باب ضبط المسائل، والتعريف بمجمل وأهم ما نعتقده ونؤمن به، لعلي أن أسدّ بذلك الباب على من يبحث عن صيد شارد في بعض العمومات، أو يقوّلنا ما لم نقله، أو ينسب إلينا ويُلزمنا بما ليس هو من مذهبنا.
خصوصاً وأنني أعرف أن بعض كتاباتنا يتداولها كثير من المبتدئين في طلب العلم الذين قد تختلط عليهم بعض المسائل؛ خصوصاً عند بعض الإطلاقات أو العمومات التي قد يقرؤونها في كتاباتنا الدعوية التي نخاطب في كثير منها الطواغيب وأمثالهم من المشرعين وأوليائهم من عساكر الشرك والتنديد ونحوهم ممن أمر الله تعالى بترهيبهم والإغلاظ عليهم.
فربما أبقينا بعض نصوص الوعيد المطلقة على ظاهرها دون تأويل.
أو أطلقنا أحكاماً عن نوع العمل فلم يفرِّق من قصَّر في طلب العلم بين ذلك وبين تنزيل الحكم على الأعيان.
أو أبقينا بعض الإطلاقات على ظاهرها دون تفصيل أو تأويل ليكون ذلك أدعى لزجر المخاطَبين الذين دأبهم البحث عن الرخص والمخارج التي تهون لهم الموبقات.
وذلك تأسّياً بطريقة كثير من السلف في إطلاق نصوص الوعيد كما أطلقها الله تعالى، وإمرارها دون خوض في تأويلها، لتكون أدعى للزجر كما أرادها الله تعالى، فإن معصيةً قَرن الله اللعنة بها ليست كغيرها، وإن عملاً وصفه الله أو سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكفر ليس كسائر الأعمال، إلا أن يخشوا سوء الفهم من المخاطَبين فيلجؤون إلى التفصيل، وكذلك نفعل نحن في كتاباتنا المفصلة.
كما أعلم أن بعض غلاة المكفرة يتداولون بعض ما نكتبه بحثاً عمّا ينصر مذاهبهم، وكلي ثقة بأنهم لو كانوا طلبة حق منصفين فلن يقعوا على شيء مما يطلبون، إلا أن يبتروا مقالاتنا بتراً.
كما أعرف أن كثيراً من خصومنا من مرجئة العصر وأشباههم يفتشون فيها، لا بحثاً عن الحق، وإنما بحثاً عن إطلاقات ربما نقلناها عن بعض العلماء والأئمة والدعاة، ليشغبوا بها علينا سعياً منهم وراء تشويه دعوتنا، بتحميل كلامنا ما لا يحتمله، وبإلزامنا ما لا نلتزمه.
فإلى هؤلاء جميعاً أقول...
اتقوا الله، وقولوا قولاً سديداً، وتذكروا حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام: (ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال) [1].
وأقول معلناً دون أدنى حرج...
أن كل قول قلته في كتاباتي ظهر أو سيظهر في يوم من الأيام أنه جاء معارضاً لنص من الكتاب والسنة خفي عليَّ، فأنا أول من يرجع عنه، ويبرأ منه، ويعض بالنواجذ على ذلك النص.
وسيرى القارىء لهذه الورقات أن كثيراً من كلامنا فيها متأثر تأثراً واضحاً بل ربما كان بحروفه - مما تكرر في "العقيدة الطحاوية"، أو "الواسطية"، أو نحوها من الكتب، ولا غرابة في ذلك فقد تأثرنا بهذه الكتب في أول الطلب تأثراً بيناً، ودرسناها ودرّسناها مراراً وتكراراً بفضل الله تعالى.
وقد كان علماؤنا يطيلون في تلك الكتابات ويسهبون في مسائل عمّت بها البلوى في أزمنتهم، واحتيج إلى التوسع فيها رداً على طوائف من الفرق المنحرفة عن طريق أهل السنة والجماعة، أو على بدع اشتهرت في أيامهم، وتراهم يختصرون في مسائل أخرى يمرون عليها مروراً سريعاً، لقلَّة الخوض أو الخبط فيها في ذلك الزمان، وربما ذكروا بعض مسائل الفقه في طيّات كلامهم في العقيدة وذلك رداً على مخالفة أهل البدع في تلك المسائل، ليميزوا أهل السنة عن أهل البدعة، وليسجلوا براءتهم منهم، ولو في تلك الفروع الفقهية التي غالباً ما تتفرع عن أصول شذ فيها أهل البدع.
ونحن في هذه الورقات، قد جرينا على هذا المنوال، فلم نتعرض لكل ما ذكرته تلك الكتب من مسائل الاعتقاد، وإنما أوردنا فيها أهم المهمات، وركزنا على أبواب محددة رأينا أن الخبط والخلط قد كثر حولها في هذا الزمان، أو مسائل خشينا أن ينسب فيها - أو نسب فعلاً - إلينا غير الذي نقول.
والله نسأل أن يتقبل منا سعينا، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يثبتنا على عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة، وأن يجعلنا من أصحاب الطائفة المنصورة.
هو مولانا نعم المولى ونعم النصير.
http://www.mediafire.com/?yzjazn3ozm5
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، الرّحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد...
فهذا مختصر لما نعتقده، وندين الله به في أهم أبواب الدين... كتبته في سجني بعد أن بلغني أن أناساً ينسبون إلينا، ويقوّلوننا ما لم نقله في يوم من الأيام، خصوصاً في أبواب الكفر والإيمان.
ولم أكن من قبل مهتماً بالكتابة في مثل هذا الموضوع، وذلك لأن علماءنا قد كَفَوْا فيه ووَفُّوا، ولأن طالب الحق المنصف بإمكانه التعرف إلى أقوالنا من كتاباتنا المفصّلة، إلى أن طلب مني ذلك بعض إخوة التوحيد ممن كان يصلنا ويتردّد على زيارتنا في السجن، وذلك بعد أن التقى بأُناس لم يتبينوا أقوالنا في بعض أبواب الكفر والإيمان.
فبادرت وأجبت ذلك الأخ الفاضل إلى طلبه من باب ضبط المسائل، والتعريف بمجمل وأهم ما نعتقده ونؤمن به، لعلي أن أسدّ بذلك الباب على من يبحث عن صيد شارد في بعض العمومات، أو يقوّلنا ما لم نقله، أو ينسب إلينا ويُلزمنا بما ليس هو من مذهبنا.
خصوصاً وأنني أعرف أن بعض كتاباتنا يتداولها كثير من المبتدئين في طلب العلم الذين قد تختلط عليهم بعض المسائل؛ خصوصاً عند بعض الإطلاقات أو العمومات التي قد يقرؤونها في كتاباتنا الدعوية التي نخاطب في كثير منها الطواغيب وأمثالهم من المشرعين وأوليائهم من عساكر الشرك والتنديد ونحوهم ممن أمر الله تعالى بترهيبهم والإغلاظ عليهم.
فربما أبقينا بعض نصوص الوعيد المطلقة على ظاهرها دون تأويل.
أو أطلقنا أحكاماً عن نوع العمل فلم يفرِّق من قصَّر في طلب العلم بين ذلك وبين تنزيل الحكم على الأعيان.
أو أبقينا بعض الإطلاقات على ظاهرها دون تفصيل أو تأويل ليكون ذلك أدعى لزجر المخاطَبين الذين دأبهم البحث عن الرخص والمخارج التي تهون لهم الموبقات.
وذلك تأسّياً بطريقة كثير من السلف في إطلاق نصوص الوعيد كما أطلقها الله تعالى، وإمرارها دون خوض في تأويلها، لتكون أدعى للزجر كما أرادها الله تعالى، فإن معصيةً قَرن الله اللعنة بها ليست كغيرها، وإن عملاً وصفه الله أو سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكفر ليس كسائر الأعمال، إلا أن يخشوا سوء الفهم من المخاطَبين فيلجؤون إلى التفصيل، وكذلك نفعل نحن في كتاباتنا المفصلة.
كما أعلم أن بعض غلاة المكفرة يتداولون بعض ما نكتبه بحثاً عمّا ينصر مذاهبهم، وكلي ثقة بأنهم لو كانوا طلبة حق منصفين فلن يقعوا على شيء مما يطلبون، إلا أن يبتروا مقالاتنا بتراً.
كما أعرف أن كثيراً من خصومنا من مرجئة العصر وأشباههم يفتشون فيها، لا بحثاً عن الحق، وإنما بحثاً عن إطلاقات ربما نقلناها عن بعض العلماء والأئمة والدعاة، ليشغبوا بها علينا سعياً منهم وراء تشويه دعوتنا، بتحميل كلامنا ما لا يحتمله، وبإلزامنا ما لا نلتزمه.
فإلى هؤلاء جميعاً أقول...
اتقوا الله، وقولوا قولاً سديداً، وتذكروا حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام: (ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال) [1].
وأقول معلناً دون أدنى حرج...
أن كل قول قلته في كتاباتي ظهر أو سيظهر في يوم من الأيام أنه جاء معارضاً لنص من الكتاب والسنة خفي عليَّ، فأنا أول من يرجع عنه، ويبرأ منه، ويعض بالنواجذ على ذلك النص.
وسيرى القارىء لهذه الورقات أن كثيراً من كلامنا فيها متأثر تأثراً واضحاً بل ربما كان بحروفه - مما تكرر في "العقيدة الطحاوية"، أو "الواسطية"، أو نحوها من الكتب، ولا غرابة في ذلك فقد تأثرنا بهذه الكتب في أول الطلب تأثراً بيناً، ودرسناها ودرّسناها مراراً وتكراراً بفضل الله تعالى.
وقد كان علماؤنا يطيلون في تلك الكتابات ويسهبون في مسائل عمّت بها البلوى في أزمنتهم، واحتيج إلى التوسع فيها رداً على طوائف من الفرق المنحرفة عن طريق أهل السنة والجماعة، أو على بدع اشتهرت في أيامهم، وتراهم يختصرون في مسائل أخرى يمرون عليها مروراً سريعاً، لقلَّة الخوض أو الخبط فيها في ذلك الزمان، وربما ذكروا بعض مسائل الفقه في طيّات كلامهم في العقيدة وذلك رداً على مخالفة أهل البدع في تلك المسائل، ليميزوا أهل السنة عن أهل البدعة، وليسجلوا براءتهم منهم، ولو في تلك الفروع الفقهية التي غالباً ما تتفرع عن أصول شذ فيها أهل البدع.
ونحن في هذه الورقات، قد جرينا على هذا المنوال، فلم نتعرض لكل ما ذكرته تلك الكتب من مسائل الاعتقاد، وإنما أوردنا فيها أهم المهمات، وركزنا على أبواب محددة رأينا أن الخبط والخلط قد كثر حولها في هذا الزمان، أو مسائل خشينا أن ينسب فيها - أو نسب فعلاً - إلينا غير الذي نقول.
والله نسأل أن يتقبل منا سعينا، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يثبتنا على عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة، وأن يجعلنا من أصحاب الطائفة المنصورة.
هو مولانا نعم المولى ونعم النصير.
http://www.mediafire.com/?yzjazn3ozm5