محب الشهادة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

محب الشهادة

محب الشهادة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشهادة في سبيل الله هي ((اكرم وسيلة لعبادة الله))


    الشيخ سرور مفتي المخبرين

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 942
    نقاط : 2884
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 22/03/2010
    العمر : 48
    الموقع : https://achahada-123.ahladalil.com

    الشيخ سرور مفتي المخبرين Empty الشيخ سرور مفتي المخبرين

    مُساهمة من طرف Admin السبت مايو 15, 2010 6:38 am

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

    وبعد...

    للشيخ محمد سرور زين العابدين أخطاء كثيرة، لا تستوقفنا ولا تشد انتباهنا، ولا تحملنا على الرد؛ لأن الناس - عدا الأنبياء - مجبولون على الخطأ، والصواب، فالخطأ وارد وممكن الحصول والوقوع، ولكن عندما تأتي الأخطاء قاتلة، لا تليق بصغار المسلمين فضلاً عن كبارهم، وبزاوية مائة وثمانين درجة من الانحراف، فإنها لا تُقبل، وهي حينئذٍ تستدعي منا - ومن غيرنا - التوقف والرد والتصحيح والإنكار!

    قد فاجأنا الشيخ - كما فاجأ غيرنا - بمقاله المنشور بمجلته السنة، عدد "31"، والمعنون بعنوانه "هذه الانفجارات من يقف وراءها"، فخلط به حقاً بباطل، وباطله يعلو حقه، ويزيد عليه، حتى يخلو وكأنه كله باطل، أراد به باطلاً، ونصرة الباطل!

    ونحن هنا لا ننكر على الشيخ موقفه من حدَثٍ معين، سواء جاء موقفه معارضاً أو مؤيداً، فله ولغيره ذلك.

    كما لا أود أن أناقش مصادره الموهومة الساقطة، وثقته المطلقة بمصادر النظام السعودي فيما يُثبته أو ينفيه، فهذا لا يهمني الآن!

    كذلك لا أريد أن أناقش هذا العهد الجديد من التذبذب والمغازلة، والركون والمداهنة من طرف الشيخ للنظام السعودي، وهو الذي لم يدع - من قبل في مقالاته المنشورة في مجلته "السنة" - ناقصة ولا شتيمة إلا وألصقها في النظام السعودي، فلعل جفاف مصادر التمويل، وحنينه لزيارة بلاد الحرمين، تبرر له فعل كل هذه المتناقضات!

    فهاهو يكلمنا عن زياراته للسعودية، بعد أن كان يُحدثنا عن حرمانه من دخول أراضيها!

    كما لا أريد أن أناقش الكيفية والطريقة التي حملته على تحديد المسؤول عن تفجيرات "المحيا"، وظنه السيئ بالمجاهدين، وحب الإغراء بهم، فالشيخ عُرف بحقده الدفين والقديم على الجهاد والمجاهدين، فمن يقرأ له، ويتعرف على مصطلحاته ومقاصده من وراء تلك المصطلحات، يُدرك أنه عندما يُطلق مصطلح "الغلو" و "الغلاة" فهو يُريد به الجهاد والمجاهدين، والجماعات الجهادية!

    لا أريد أن أناقش طعنه المتكرر بالمجاهدين، ورميه لهم بأنهم خرج من عباءتهم الغلاة الأغرار كما خرج من عباءة وباب التشيع الزنادقة الباطنيين وغلاتهم، فهذه الاطلاقات الحاقدة على الجهاد والمجاهدين قد ألفناها منه!

    لا أريد أن أناقش ما ورد في مقاله المذكور أعلاه حول هذه النقاط، وإنما أريد الإشارة والتعليق على جملة من الأمور - وردت في مقاله - لا تليق به كمسلم، فضلاً عن كونه داعية، توضح حقيقة مواقفه، وحقيقة شخصيته المتقلبة، والغريبة الأطوار، أوجزها في النقاط التالية:

    1) قال الشيخ سرور: (وكم كنت سعيداً بموقف إخواني في الجماعة الإسلامية المصرية الأخير وعودتهم إلى جادة الحق) اهـ.

    قلت: الجماعة الإسلامية المصرية - من خلال بياناتها ومراجعاتها الأخيرة - لم تتراجع عن فعل محددٍ أو حدثٍ معين ظهر لها فيما بعد أنها قد أخطأت فيه، وإنما تراجعت عن خطها الجهادي كله، وأعلنت الانخلاع والتوبة من ماضيها الجهادي كله، وعن معارضتها للنظام الطاغي الحاكم، لتعلن بكل وضوح الدخول في الطاعة والولاء للنظام الحاكم!

    فالشيخ سرور سعيد لهذا التراجع والانقلاب والتغير!

    سعيد لتخليهم عن مبدأ الجهاد في سبيل الله!

    سعيد لدخولهم في موالاة الطاغوت ونظامه الطاغي والعميل، الذي اجتمعت فيه جميع خصال الكفر والظلم والفساد، فالشيخ سرور سعيد لكل هذا!

    لو راجعنا مقالات الشيخ سرور، فإنه لم يدع وصفاً مكفراً ومنفراً إلا وألصقه بالنظام الحاكم في مصر، وهو يعلم أكثر من غيره كفر النظام الحاكم هناك، ومع ذلك فهو سعيد بتراجع الجماعة عن جهاد ذلك النظام، ودخولها في موالاته وطاعته!

    مما دل أن الشيخ ليس ناقماً على التفجير والمفجرين وحسب، كما يصور ويُظهر، أو يفهم البعض، وإنما ناقم على الجهاد والمجاهدين، وكل من يسلك طريق الجهاد، فالشيخ لا تقر له عين، ولا يعرف السعادة حتى يُثني تلك الجماعات عن خطها الجهادي!

    الشيخ سرور أجبن من أن يُعبر عما في نفسه من حقد وكراهية للجهاد والمجاهدين صراحة، فهو يعرف خطورة ذلك على نفسه، وعلى سمعته، وجماعته، لذا نراه يستعيض بعبارات ملتوية - مقبولة عند كثير من الناس - كطعنه بالتفجير والمفجرين، وعلى أنهم من أهل الغلو والغلاة!

    لذا أيها القارئ فهو إذ يقول: (إنني ومنذ ما يزيد على ربع قرن أستنكر وأشجب هذه المغامرات أو المجازفات التي يسمونها جهاداً، استنكرتها في مصر، وفي سورية، وفي الجزائر، وفي المغرب، كما استنكرتها في دار السلام وفي استامبول، ونيويورك وواشنطن، وفي الرياض، وبينت في مؤلفاتي وفي المقالات التي كتبتها ونشرتها في مجلة السنة الأدلة الشرعية والنقلية التي اعتمدت عليها) اه. فهو لم يرد استنكار أعمال محددة تكون مثار جدلٍ من الناحية الشرعية، وإنما يستنكر طريق ومبدأ الجهاد الذي سلكته تلك الجماعات في تلك الأمصار، هكذا ينبغي أن يُفهم كلامه، وهكذا ينبغي أن يُفسر!

    2) اعتباره أن جميع المصائب والدمار والخراب الذي أصاب الأمة والإسلام والمسلمين هو بسبب الجهاد والمجاهدين، أما أمريكا، وغيرها من طواغيت الأرض الذين يمكرون الليل والنهار ضد الإسلام والمسلمين، فهم برآء، ولولا الجهاد والمجاهدين وفتنتهم، لما أصابنا منهم مكروه، ولما تعرضنا منهم لأي أذى!

    وإليك بعض قوله في ذلك: (نحن المتضررون من مسلسل الانفجارات التي تَحْدُثُ في كل مكان وليس عدونا المتضرر. أجل نحن المتضررون، وأعني بكلمة "نحن": الشعوب الإسلامية حيثما كانت، ومن غير استثناء، علماء الأمة ودعاتها، الجماعات والأحزاب الإسلامية، المجاهدون الشرعيون في فلسطين وكشمير وغيرها، هؤلاء كلهم متضررون. لقد تعطلت آلاف المدارس والمراكز الإسلامية بعد أن وقف عنها الدعم، ومنعنا من دفع زكاة أموالنا وصدقاتنا لمن أوجب الله علينا دفعها لهم، وفرضت قيود على البنوك لا مثيل لها من قبل، وأصبحت الحسابات في البنوك وسيلة من وسائل التجسس ومعرفة أسرار الناس، وسُجِنَ كثير من المسلمين لأنهم ساعدوا أخاً لهم اتهم فيما بعد أن له صلة بمجموعة جهادية أو أنهم قدموا يد العون والمساعدة لأسرته المنكوبة بعد اعتقال من كان يعيلها، ولو أن هذا العون جاء من مؤسسة خيرية غير إسلامية لما تعرضت لأية مساءلة. لقد أصبح الإسلام متهماً، وما كان الأمر كذلك قبل هذه الفتن والتفجيرات، أصبحنا كلنا بلحانا وثيابنا الإسلامية متهمين، فنحن ندين هذه الأفعال لأنها أضرت بنا وأعطت عدونا المبرر لضربنا وإيذائنا) اهـ.

    مع الانتباه أيها القارئ أن الرجل بعبارته "الفتن والتفجيرات" لا يقصد ذات التفجيرات وحسب، وإنما يقصد عقيدة الجهاد، ومبدأ الجهاد، ومن يسير على درب الجهاد، فهو يعني كل هذه المعاني، فهي كلها تعني عنده من الفتن، فتنبه لذلك!

    والرد على كلام سرور الآنف الذكر، هو قوله تعالى في المنافقين: {الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، وقوله تعالى فيهم: {يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.

    قول سرور أعلاه هو نفس قول قوم صالح لنبي الله صالح ومن آمن معه: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ}.

    وهو نفس قول بني إسرائيل لنبي الله موسى: {قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}، إنها السنن، تُعيد نفسها بنفسها، فقد تشابهت قلوبهم وأقوالهم وأفعالهم!

    3) قال الشيخ سرور مادحاً نفسه وطريقته: (نحن نعرف كيف نواجه العلمانيين، ونفند أباطيلهم، ونكشف الصفحات المطوية التي تفضح تعاونهم مع كل مستعمر دخيل، ونعرف نفاقهم وخياناتهم لأوطانهم، ونعرف كيف ندعو إلى الإصلاح، ورفع نير القهر والاستبداد، ونعرف كيف نواجه الفساد والمفسدين، ونعرف كيف لا نمنح عدونا الفرصة التي يبحث عنها، وهؤلاء جميعاً واجهناهم وسنواجههم بطريقتنا التي نختارها عن علم وبصيرة، أما التفجيرات والاغتيالات فقد ثبت أنها أفضل هدية تقدم لأعدائنا في الداخل والخارج) اهـ.

    قلت: لا تُزكي نفسك على الله، ولا تتشبع بما لم تُعط، وما ليس فيك، فإن كان لك جهد في تعرية العلمانية والعلمانيين، فقد سبقك إلى أضعافه مئات الدعاة والعلماء، وأنت فيما تقول تبع لهم.

    الذي يقرأ لك هذا الكلام - ثم هو لا يعرفك ولا يعرف واقعه - يظن أنك قد استأصلت جذور وشوكة العلمانية والعلمانيين، من الوجود؟!

    أين أنت من العلمانيين، وما هم عليه؟!

    العلمانيون يحكمون البلاد والعباد، بالعلمانية، وبالطريقة التي يشاءون، يسيحون ويمرحون، ويُفسدون، وأنت ماذا فعلت أو تفعل لهم، سوى مقال تكتبه عنهم هنا أو هناك، كتبت أضعافه في محاربة الجهاد والمجاهدين، بزعم محاربة الغلو والغلاة!

    مثلك ومثل طريقتك التي تدعو إليها، مثل من يُسمن الخراف لذبحها وقتما يشاء جذارها، على موائد شهواته وأهوائه!

    تربي الشباب، كالنعاج المسالمة، من غير قوة، ولا إعداد، ولا سلاح، ليكونوا لقمة سائغة، سهلة المنال، ينقض عليها طواغيت الحكم والكفر وقتما يشاءون؟!

    هل عندك شيء غير هذا؟!

    إلى الساعة يا سرور، لا نعرف من أنت، وماذا تريد؟! نرجوك أن تخط لنا أسطراً قليلة تبين لنا من أنت وماذا تريد، وما هو منهجك، هل عندك جديد ليس عند الجماعات الإسلامية المعاصرة، يبرر وجودك، ووجود حزبك وجماعتك؟!

    لا نعرف هل أنت مع الديمقراطية وانخراط الجماعات الإسلامية في العمل الديمقراطي النيابي أم ضد ذلك، وهل أنت مع طواغيت الحكم، ومع الدعوة إلى التعايش معهم، أم ضد ذلك، تكفرهم - أو تُكفر كثيراً منهم - ثم مع ذلك تُجرم من يُفكر بالخروج عليهم، وتصنفهم في عداد الغلاة التكفيريين، وهل أنت مع السلفيين أم ضددهم، وهل أنت مع الإخوان المسلمين أم ضدهم، حيث أن كلامك ومواقفك تدل على الشيء وضده في آنٍ معاً، وعلى جميع ما تقدم السؤال عنه؟!

    ما من جماعة إسلامية معاصرة إلا ونقدتها، أكثر مما نقدت العلمانيين، ثم نراك تداهنها، وتجاملها، وتنشد التقرب معها؟!

    نشدت الوحدة بين المسلمين، واستطعت أن تجلس مع الجميع، وأن تسمع من الجميع، إلا المجاهدين، وشيوخ الجهاد - الذين تُسميهم في مقالك بشيوخ المغامرين - فلم تستطع - لشدة حقدك عليهم - أن تنظر إليهم فضلاً عن أن تُجالسهم، وتسمع منهم، ويسمعوا منك!

    وإن كنت أنسى فلن أنسى ذلك اللقاء الوحيد الذي جمعني بك في "اليمن" والذي لم يمتد لأكثر من نصف ساعة؛ إلا وحاولت أن تنهيه بطريقة عصبية انفعالية، غاضبة ساخطة، وبأسرع وقت ممكن، وجسدك كله يرجف، بعد أن رميتنا بالغلو!

    معذرة، لو سألناك للمرة العاشرة والألف؛ من أنت؟ وماذا تريد؟ وما هي طريقتك ومنهجك؟ وماذا تريد من شباب الأمة؟ نرجو منك الإجابة والتوضيح مع اجتناب العموميات ما استطعتم؟!

    أما قولك: (أما التفجيرات والاغتيالات فقد ثبت أنها أفضل هدية تقدم لأعدائنا في الداخل والخارج)!

    فأنت تقصد بذلك طريق ومبدأ الجهاد في سبيل الله، ولكنك لما جبنت عن التصريح بذلك، استعضت بتعبيرك المفضل "التفجيرات والاغتيالات"، لظنك أن هذا التعبير أكثر فاعلية في تنفير الناس عن مبدأ الجهاد والقتال في سبيل الله!

    4) فإن قيل قد ظلمت الرجل؛ فهاهو في نفس مقاله يدعو إلى الجهاد، فانظر ماذا يقول: (وأملنا بأبطال العراق أن يلقنوا القوات الأمريكية مزيداً من الدروس التي تردهم إلى صوابهم - إن كان لهم صواب - لاسيما وأن حق الدفاع عن الأعراض والأنفس والأوطان مشروع لكل أمة محتلة...)، وقال: (المجاهدون الشرعيون في فلسطين وكشمير وغيرها...).

    أقول: كلامه هذا يدل على قدرة عالية في التدليس والتلبيس؛ فهو إذ يرى تلقين الأمريكان دروساً، لا لأن الإسلام يحض على الجهاد في سبيل الله، ورد الصائل المعتدي، وإنما لأن الأمم والشعوب، وكذلك قوانين "الأمم المتحدة" تقر هذا النوع من القتال والدفاع، فهو يعرف كيف يُصرح، وكيف يخرج من تبعات تصريحاته!

    وهو - كما هو ملاحظ - قسَّم المجاهدين إلى قسمين:

    قسم شرعيون؛ وهم الذين يُجاهدون في فلسطين وكشمير، لأن الرأي العام، وقوانين الأمم المتحدة ترى شرعية هذا النوع من الجهاد في تلك البلاد المغتصبة من العدو الأجنبي.

    وقسم غير شرعيين؛ وجهادهم باطل، وهم يُصنفون في قاموسه الجائر أنهم من الغلاة المغامرين والمارقين؛ وهم الذين يُجاهدون طواغيت الحكم والكفر والظلم، والعمالة والخيانة، في البلاد العربية!

    فالطاغوت ما دام عربياً، ويحكم بالكفر والجور بلداً عربياً، ولو كان أكفر وأظلم من مسيلمة الكذاب، لا يجوز - عند الرجل - جهاده وقتاله!

    لذا نراه يوجه جهاد المجاهدين للجهاد في ميادينه المشروعة، فيقول: (وأن يكون إقدامهم وجهادهم وبطولاتهم في المواطن الشرعية التي لا مجال للاختلاف فيها بين أهل العلم والرأي)؛ والمواطن الشرعية التي لا خلاف عليها عند أهل الرأي، هي فلسطين وكشمير، أما الأنظمة العربية الكافرة الخائنة القائمة على الجور والفساد والكفر، لا يجوز - عند سرور وأتباعه - مساسها أو الاقتراب منها بسوء!

    أعرفتم الآن أي نوع من الجهاد يريد الرجل، ويدعو إليه، وأي عصبية وقومية جاهلية يتحلى بها الرجل وأنتم لا تعلمون، وأي تغيير ينشده؟!

    5) قال الرجل موصياً أتباعه وجماعته، والعلماء والدعاة!، في مواجهة الجهاد والمجاهدين في جميع أمصارهم: (لابد أن يكون لنا جميعاً موقف قوي ليس فيه مجاملة أو مداراة أو تعميم، ولا أرى بعد الآن أن يبحث بعضنا - وبحسن نية - عن أعذار لهؤلاء الجناة كقوله: هذه ردود فعل على انتشار الفساد، والتضييق على الدعاة، وترك الحبل على الغارب للعلمانيين الذين يسيطرون على وسائل الإعلام. وأريد في هذا المجال أن أذهب إلى أبعد من هذا، فبيانات الشجب والاستنكار لم تعد تجدي نفعاً، لاسيما وأن بعضنا يخشى من سفاهة المجهولين - والأبوات - في مواقعهم أو يخشى أن يتهم بخدمة السلطات فيحجم عما يجب أن يفعله. والذي أراه أن يكون للعلماء والدعاة والجماعات خطة شاملة في مواجهة هذه الفتنة كما واجه سلفنا من قبل فتنة الخوارج والإرجاء وغلاة الباطنية، ولا بأس أن يكون من فقرات هذه الخطة إخبار السلطات عن المعلومات المتوفرة لديهم قبل تنفيذها شريطة أن يكون ذلك: اجتهاد هيئة من العلماء والدعاة الثقات وليس اجتهاد فرد، وأن تكون المعلومات المتوفرة أكيدة، وأن يكون القصد من السجن التأديب والإصلاح والحوار، وليس الإذلال والقهر وأخذ البرئ بحجة المتهم، وأن يكون هناك تنسيق بين هيئة العلماء الثقات التي تحظى باحترام الناس وبين العقلاء من المسؤولين، وأن لا يكون ذلك في بلد دون بلد آخر. إن سجن هؤلاء الشباب وإصلاحهم لا يقارن بانتحارهم وقتل الأرواح البريئة، ومن ثم فنحن لا نريد لهم إلا الخير والهداية، وأن يكون إقدامهم وجهادهم وبطولاتهم في المواطن الشرعية التي لا مجال للاختلاف فيها بين أهل العلم والرأي) اهـ.

    أقول: هنيئاً لك يا سرور، أن تعمل أنت وجماعتك كمخبرين على المجاهدين، تتجسسون عليهم وعلى عوراتهم، لتخبروا عنهم سلطات طواغيت الكفر والردة والعمالة والظلم!

    خاتمة طيبة لحياتك، بعد أن بلغت من العمر عتياً، أن تعمل - وجماعتك - كمخبر وجاسوس على صفوة الأمة من المجاهدين، لصالح الطواغيت المجرمين!

    في لقائك القديم والوحيد معي والمشار إليه آنفاً، كررت على مسامعي عبارتك - بحنق وغضب كبيرين!: (أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار)! وها أنذا أرد عليك مقولتك - ناصحاً ومشفقاً - فأقول لك: (أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار)!

    لا تؤاخذنا، لو تعامل المسلمون معك، ومع من يتبعك من جماعتك، كمخبرين وجواسيس تعملون لصالح الطواغيت الظالمين، ضد المجاهدين، فنحن نتعامل معك بما تُظهر، وندينك من فيك!

    فأنت لم تستثني بلداً دون بلد، بل فتواك هذه، وخدماتك الجاسوسية الاستخباراتية هذه، مقدمة لجميع طواغيت الأرض - طواعية - من دون استثناء، كما هو منطوق كلامك: (وأن لا يكون ذلك في بلد دون بلد آخر)!

    أتريدنا أن نذكرك - وأنت الخبير - بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة العديدة التي تبين كفر من ظاهر المشركين المجرمين المشركين والمرتدين، على الإسلام والمسلمين؟! أم أنها لم تعد تعني لك تلك الآيات والأحاديث شيئاً؟!

    تقول: (وأن يكون القصد من السجن - أي سجن الشباب المجاهد - التأديب والإصلاح والحوار، وليس الإذلال والقهر وأخذ البريء بحجة المتهم)!

    تقول ذلك؛ وكأنك آمر السجون العربية، وهي تحت إمرتك وطاعتك، لا ترد لك طلباً ولا أمراً!

    أقول لك: وهل يوجد في الأنظمة العربية الحاكمة في بلادنا التي تُنافح عنها، وتُخذل عن جهادها، سجن للتأديب والإصلاح والحوار؟!

    أم أنك تتجاهل طبيعة سجون طواغيت العرب، التي ما وجدت إلا لإهانة الإنسان المؤمن، وقتل كرامته، وسحقه، بشتى أنواع التعذيب والإهانات؟!

    ثم لم تجد مكاناً لحوار الشباب المسلم المجاهد يناسبك، إلا سجون الطواغيت الظالمين؟!

    مشكلتك يا سرور، أنك لم تُسجن مرة واحدة في سجون طواغيت العرب، ولا في غيرها، وأنك لم تعرف مدى أذاهم وظلمهم لمن يقع في شباكهم وسجونهم، وما تعرفه عنهم، مصدره السمع، وليس المشاهد الذي يُعاني ظلم الجلاد كمن يسمع، لذا نجد عندك هذه الغفلة، وهذا الظن الحسن بهم وبسجونهم، وإجرامهم!

    كيف لك أن تشعر بواقع ظلم وكفر سجون الطواغيت، وأنت تتقلب في الرفاهية والنعيم، لا تعرف في حياتك الشدة يوماً من الأيام، إذا حللت ببلد من البلاد، فنادق ثلاثة نجوم وأربعة نجوم لا تعرفها ولا تعرفك، فالفنادق التي تنزل بها، خمسة نجوم فما فوق!

    وفي الختام؛

    نصيحتنا لك يا سرور، أن تحرص على حسن الخاتمة، وأن تكف أذاك ولسانك عن صفوة الأمة من المجاهدين، وإلا فموعدنا يوم اللقاء، عند مليك مقتدر، {يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}.

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


    عبد المنعم مصطفى حليمة، أبو بصير الطرطوسي
    19/10/1424 هـ

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 11:50 pm