بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد...
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ لتغيِّب مبدأ وعقيدة سيادة الخالق على خلقه - وهذا الكون وكل ما ما فيه ومن فيه من خلقه وملكه سبحانه وتعالى - ومن ثم لتقرر مبدأ وعقيدة سيادة المخلوق الضعيف العاجز الفقير على هذا الكون ومن فيه، فلا تعلو - في نظر الديمقراطية - سيادته سيادة، ولا أمره أمراً، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السويَّة المؤمنة.
عندما تأتي الديقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ لتغيِّب وتُحارب عقيدة عبادة العباد لله تعالى وحده، وإفراده سبحانه وتعالى وحده بالعبادة، لتقرر بدلاً منها عقيدة عبودية العبيد للعبيد، وعبودية المخلوق للمخلوق، ليتخذوا بعضهم بعضاً أرباباً ومشرعين من دون الله، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قذرة كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ لتغيِّب حاكمية الله تعالى، وعقيدة ومبدأ {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ} وتقرر وتفرض بدلاً منها حاكمية البشر، حاكمية الأكثرية، حاكمية صناديق الاقتراع، حاكمية الطاغوت، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ لتغيِّب عقيدة الولاء والبراء في الله، لتقرر بدلاً منها روابط ووشائج وثنية جاهلية ما أنزل الله بها من سلطان، تؤاخي وتُساوي بين أكفر وأفجر وأفسق وأشرِّ من في الأرض مع أتقى وأصلح من في الأرض، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قذرة كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ لتغيِّب عقيدة ومبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - إلا في حدود ما تسمح به الديمقراطية ذاتها - لتقرر شرعية المنكر، وشرعية الكفر، والشرك، والفجور، والفسوق، والفساد، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قذرة كافرة، تأباها النفوس السويَّة المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ لتغيِّب عقيدة ومبدأ الجهاد في سبيل الله - كما يراه ويدعو إليه الإسلام - لتستبدل ذلك بمبدأ وعقيدة التداول السلمي؛ ولو أدى هذا التداول السلمي لأن تضيع البلاد والعباد وتُحكم بالكفر والشرك، والردة، والفسوق والفجور، على أيدي أكفر وأفجر الخلق، بعد أن كانت البلاد والعباد دهراً من الزمان محكومة بشرع الله، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ لتغيِّب مبادئ وقيم الأخلاق الحميدة، وتقرر شرعية قمَّة الشذوذ والانحراف الجنسي، والأخلاقي، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ مبرراً للطعن بالخالق سبحانه وتعالى والطعن والاستهزاء بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وبإخوانه من الأنبياء والرسل صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين، تحت ذريعة حرية التعبير، وأن لا أحد في الديمقراطية فوق النقد، والتعقيب، والتهكم، والسخرية، والاستهزاء، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ ذريعة ومبرراً تبرر للغزاة المستعمرين، أن يغزوا البلاد والعباد، أن يزيلوا دولاً بأكملها، ويُحدثوا فيها الدمار والخراب بعد أن كانت آمنة مطمئنة، أن يدمروا المدن والقرى، أن يُحاصروها ليموت من فيها جوعاً وحرماناً، أن يهدموا البيوت على رؤوس ساكنيها من الشيوخ والنساء والأطفال، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ ذريعة ومبرراً لقتل الإنسان، وإحداث المجازر والجرائم، وانتهاك حقوق وحرمات وكرامة الإنسان، وزج الأبطال الأحرار في غياهب السجون، لتُسام قمة الظلم، والتعذيب، والامتهان لكرامة الإنسان، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ غطاء لأطماع الغزاة المستعمرين في بلاد المسلمين، لنهب خيراتها وثرواتها، والتدخل في شؤونها الخاصة والعامة، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ ذريعة لزرع العملاء المنافقين، المجرمين، في بلاد المسلمين، وزرع أحزاب عميلة موالية للغزاة المستعمرين، تفرق الأمة، وتستقوي عليها بالمستعمر الأجنبي، وتصبغ على تدخل الغزاة المستعمرين - في شؤون البلاد والعباد - الشرعية والقانونية، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ مع أطغى ديكتاتوريات الأرض، وتتحالف معهم ومع أنظمتهم القمعية الفاسدة، على حساب الشعوب المقهورة المظلومة، المرهوبة، والمغلوب على أمرها، من أجل مصالح وأطماع ذوي النفوذ، ورؤوس الأموال في العالم الديمقراطي الحر، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ بعنف وشراسة، تزيد على عنف وشراسة ديكتاتوريات الأرض مجتمعة، كعقبة كأداء أمام أي مشروع إسلامي نهضوي - مهما كان هذا المشروع ممثلاً لرغبة وإرادة الأكثرية من الشعوب - يستهدف قيام دولة إسلامية راشدة، وأن يُعيد للأمة مجدها ودورها الريادي الحضاري الذي يليق بها، والتي فقدته منذ زمن، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
هذه هي الديمقراطية، وهذه هي قذارتها، ونتنها، وعفنها، ومع ذلك - وللأسف - لا يزال من بني جلدتنا وديننا من يُحسِّن ويُزيِّن هذه القذارة، ويلوكها في فِيه، غير مستطعم لقذارتها ونتنها، مباهياً ومبهوراً بها، ثم بعد كل ذلك يحسب أنه ممن يُحسنون صنعاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
فإن قيل: عرفنا الديمقراطية وقذارتها، ولكن ما هو البديل؟!
أقول: قد قلت - وقال غيري من العلماء العاملين - مراراً، وتكراراً، البديل ليست الديكتاتورية، ولا حكم الفرد، ولا شيئاً من ذلك أبدا، وإنما هو حكم الإسلام وحسب، والإسلام لم يدع سؤالاً إلا وأجاب عنه، ولا مشكلة - أياً كان نوعها - إلا ووضع لها علاجاً ناجعاً، كما أنه لم يدع شيئاً نافعاً إلا ودلنا عليه، وأمرنا به، ولا شيئاً ضاراً إلا وبيَّنه لنا وحذرنا منه، كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]، وقال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]، وقال تعالى: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [غافر: 20]، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى} [البقرة: 120]، وما سواه فهو الباطل، والخراب، والضلال المبين.
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
12/1/1427 هـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد...
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ لتغيِّب مبدأ وعقيدة سيادة الخالق على خلقه - وهذا الكون وكل ما ما فيه ومن فيه من خلقه وملكه سبحانه وتعالى - ومن ثم لتقرر مبدأ وعقيدة سيادة المخلوق الضعيف العاجز الفقير على هذا الكون ومن فيه، فلا تعلو - في نظر الديمقراطية - سيادته سيادة، ولا أمره أمراً، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السويَّة المؤمنة.
عندما تأتي الديقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ لتغيِّب وتُحارب عقيدة عبادة العباد لله تعالى وحده، وإفراده سبحانه وتعالى وحده بالعبادة، لتقرر بدلاً منها عقيدة عبودية العبيد للعبيد، وعبودية المخلوق للمخلوق، ليتخذوا بعضهم بعضاً أرباباً ومشرعين من دون الله، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قذرة كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ لتغيِّب حاكمية الله تعالى، وعقيدة ومبدأ {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ} وتقرر وتفرض بدلاً منها حاكمية البشر، حاكمية الأكثرية، حاكمية صناديق الاقتراع، حاكمية الطاغوت، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ لتغيِّب عقيدة الولاء والبراء في الله، لتقرر بدلاً منها روابط ووشائج وثنية جاهلية ما أنزل الله بها من سلطان، تؤاخي وتُساوي بين أكفر وأفجر وأفسق وأشرِّ من في الأرض مع أتقى وأصلح من في الأرض، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قذرة كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ لتغيِّب عقيدة ومبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - إلا في حدود ما تسمح به الديمقراطية ذاتها - لتقرر شرعية المنكر، وشرعية الكفر، والشرك، والفجور، والفسوق، والفساد، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قذرة كافرة، تأباها النفوس السويَّة المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ لتغيِّب عقيدة ومبدأ الجهاد في سبيل الله - كما يراه ويدعو إليه الإسلام - لتستبدل ذلك بمبدأ وعقيدة التداول السلمي؛ ولو أدى هذا التداول السلمي لأن تضيع البلاد والعباد وتُحكم بالكفر والشرك، والردة، والفسوق والفجور، على أيدي أكفر وأفجر الخلق، بعد أن كانت البلاد والعباد دهراً من الزمان محكومة بشرع الله، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ لتغيِّب مبادئ وقيم الأخلاق الحميدة، وتقرر شرعية قمَّة الشذوذ والانحراف الجنسي، والأخلاقي، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ مبرراً للطعن بالخالق سبحانه وتعالى والطعن والاستهزاء بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وبإخوانه من الأنبياء والرسل صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين، تحت ذريعة حرية التعبير، وأن لا أحد في الديمقراطية فوق النقد، والتعقيب، والتهكم، والسخرية، والاستهزاء، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ ذريعة ومبرراً تبرر للغزاة المستعمرين، أن يغزوا البلاد والعباد، أن يزيلوا دولاً بأكملها، ويُحدثوا فيها الدمار والخراب بعد أن كانت آمنة مطمئنة، أن يدمروا المدن والقرى، أن يُحاصروها ليموت من فيها جوعاً وحرماناً، أن يهدموا البيوت على رؤوس ساكنيها من الشيوخ والنساء والأطفال، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ ذريعة ومبرراً لقتل الإنسان، وإحداث المجازر والجرائم، وانتهاك حقوق وحرمات وكرامة الإنسان، وزج الأبطال الأحرار في غياهب السجون، لتُسام قمة الظلم، والتعذيب، والامتهان لكرامة الإنسان، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ غطاء لأطماع الغزاة المستعمرين في بلاد المسلمين، لنهب خيراتها وثرواتها، والتدخل في شؤونها الخاصة والعامة، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ ذريعة لزرع العملاء المنافقين، المجرمين، في بلاد المسلمين، وزرع أحزاب عميلة موالية للغزاة المستعمرين، تفرق الأمة، وتستقوي عليها بالمستعمر الأجنبي، وتصبغ على تدخل الغزاة المستعمرين - في شؤون البلاد والعباد - الشرعية والقانونية، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ مع أطغى ديكتاتوريات الأرض، وتتحالف معهم ومع أنظمتهم القمعية الفاسدة، على حساب الشعوب المقهورة المظلومة، المرهوبة، والمغلوب على أمرها، من أجل مصالح وأطماع ذوي النفوذ، ورؤوس الأموال في العالم الديمقراطي الحر، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
عندما تأتي الديمقراطية - كما هو شأنها وشأن القائلين بها -؛ بعنف وشراسة، تزيد على عنف وشراسة ديكتاتوريات الأرض مجتمعة، كعقبة كأداء أمام أي مشروع إسلامي نهضوي - مهما كان هذا المشروع ممثلاً لرغبة وإرادة الأكثرية من الشعوب - يستهدف قيام دولة إسلامية راشدة، وأن يُعيد للأمة مجدها ودورها الريادي الحضاري الذي يليق بها، والتي فقدته منذ زمن، عندما تكون الديمقراطية كذلك، فهي لا شك أنها ديمقراطية قَذِرَةٌ كافرة، تأباها النفوس السوية المؤمنة.
هذه هي الديمقراطية، وهذه هي قذارتها، ونتنها، وعفنها، ومع ذلك - وللأسف - لا يزال من بني جلدتنا وديننا من يُحسِّن ويُزيِّن هذه القذارة، ويلوكها في فِيه، غير مستطعم لقذارتها ونتنها، مباهياً ومبهوراً بها، ثم بعد كل ذلك يحسب أنه ممن يُحسنون صنعاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
فإن قيل: عرفنا الديمقراطية وقذارتها، ولكن ما هو البديل؟!
أقول: قد قلت - وقال غيري من العلماء العاملين - مراراً، وتكراراً، البديل ليست الديكتاتورية، ولا حكم الفرد، ولا شيئاً من ذلك أبدا، وإنما هو حكم الإسلام وحسب، والإسلام لم يدع سؤالاً إلا وأجاب عنه، ولا مشكلة - أياً كان نوعها - إلا ووضع لها علاجاً ناجعاً، كما أنه لم يدع شيئاً نافعاً إلا ودلنا عليه، وأمرنا به، ولا شيئاً ضاراً إلا وبيَّنه لنا وحذرنا منه، كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]، وقال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]، وقال تعالى: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [غافر: 20]، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى} [البقرة: 120]، وما سواه فهو الباطل، والخراب، والضلال المبين.
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
12/1/1427 هـ