محب الشهادة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

محب الشهادة

محب الشهادة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشهادة في سبيل الله هي ((اكرم وسيلة لعبادة الله))


    التكفير حكم الله، فأين تذهبون؟!

    abou_mos3eb
    abou_mos3eb


    عدد المساهمات : 3
    نقاط : 9
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/05/2010

    التكفير حكم الله، فأين تذهبون؟! Empty التكفير حكم الله، فأين تذهبون؟!

    مُساهمة من طرف abou_mos3eb الخميس مايو 20, 2010 8:43 pm

    الكاتب : أبو بصير الطرطوسي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

    وبعد...

    فقد تنادى مشايخ الإرجاء والإرجاف في عمَّان - الحلبي، والهلالي، ونصر - الذين آثروا إلا أن يدخلوا في عبادة العِجل، ونصرته، وموالاته، والثناء عليه، والدعاء له؛ أن المشكلة الكبرى، ومشكلة المشاكل التي تواجه البلاد وحكامها، تكمن في ظاهرة التكفير والتكفيريين، وإذا أراد الحكام الخروج من هذه المشكلة الكبيرة، وأن يعيشوا في سلامة وهناء، لا بد من أن تجتمع كلمتهم على محاربة التكفير، ومبدأ التكفير، وكل من يحمل عقيدة التكفير، هذا التكفير الذي طالما قد جندوا أنفسهم وأقلامهم لمحاربته ومحاربة أهله - كما زعموا –

    وكأن الأمة خلت من المشاكل، وهي لا تعاني إلا من مشكلة التكفير، وهؤلاء التكفيريين!

    وبالفعل فقد لامس نداء بلاعِمَةِ عمَّان هؤلاء، هوى العجول من طواغيت الحكم، مما حمل الآخرين على أن يوصوا حكوماتهم بمحاربة ثقافة التكفير، ومبدأ وعقيدة التكفير، ويجعلوا ذلك من أولويات أعمالهم ومهامهم.

    وقد تمادى بعضهم بأن أوصى البلاعمة من أوليائهم؛ بأن يصدروا حكم الكفر في شباب التوحيد والجهاد، وكل من يحمل عقيدة التكفير، وأن يخرجوهم من ملة الإسلام!

    ولهؤلاء العجول من الطواغيت ومن دخل في موالاتهم ونصرتهم من البلاعمة، نقول:

    ثقافة التكفير، وعقيدة التكفير، عقيدة قرآنية نبوية، قد دلت عليها مئات النصوص من الكتاب والسنة.

    وقد تأملت كلمة "كفر" ومشتقاتها فوجدتها قد وردت في أكثر من ثلاثمائة موضع وآية من كتاب الله تعالى، فأين تذهبون بهذه الآيات، وما دلت عليه؟!

    فأنتم إذ تحاربون ثقافة وعقيدة التكفير؛ تحاربون الله ورسوله، وتحاربون الكتاب والسنة، وأنتم تعلمون!

    ونقول كذلك:

    علام تستسيغون أن يوصف من يقع في الزنى بأنه زانٍ، ومن يقع في السرقة بأنه سارق، ومن يقع في الربى بأنه مرابٍ، بينما من يقع في الكفر البواح الذي لا يحتمل صرفاً ولا تأويلاً، لا تريدون أن يُسمى كافراً؟!

    فإن كنتم صادقين في أنكم لا تريدون أن تَكفُروا، ولا أن يكفركم أحد، ولا يخوض فيكم الخائضون؛ فاعتزلوا الكفر، ولا تقترفوه، وتبرؤوا منه، وادخلوا في السلم كافّة، أمَّا أنكم تمارسون - وبكل وقاحة - جميع أنواع الكفر البواح، وتجاهرون العداء لله ولرسوله وللمؤمنين، وتنصرون أعداء الأمة على الأمة، وتشيعون الفواحش في الذين آمنوا لتفتنوهم عن دينهم، ثم مع ذلك لا تريدون من أحدٍ أن يكفركم، ولا أن يقترب منكم بسوء، فهذا غير ممكن شرعاً ولا عقلاً، والملام حينئذٍ أنتم لا الذين يكفرونكم ويحملون عليكم حكم الله الذي تستحقونه!

    ونقول كذلك:

    الحكم على الأشياء تحسيناً وتقبيحاً، مرده إلى الله تعالى وحده لا لأحدٍ سواه؛ فمن حكم الله تعالى عليه بالكفر لوصف وقع فيه، نحكم عليه بالكفر ولا بد، ومن حكم عليه بالفسوق والظلم - لوصف وقع فيه - نحكم عليه بما حكم الله عليه ولا نتجاوز، فالمسلم يدور مع حكم الله حيثما دار، وليس له غير ذلك.

    وبالتالي من يقع في الكفر البواح الذي لا يحتمل صرفاً ولا تأويلاً، لا بد من تكفيره عملاً بحكم الله تعالى، فمن أبى أن يكفره فقد رد حكم الله فيه، ووصف الكفر بالإيمان، والكافر بالمسلم المؤمن، وهذا بحد ذاته كفر كما نص على ذلك أهل العلم.

    فمن نواقض الإسلام المتفق عليها والتي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من جملة نواقض الإسلام العشرة: (من لم يكفر المشركين أو يشك في كفرهم، أو صحح مذهبهم كفَرَ إجماعاً).

    ونقول كذلك:

    عقيدة التكفير وعقيدة الولاء والبراء في الله عقيدتان متلازمتان كل منهما تؤدي للأخرى، وانتفاء إحداهما مؤداه ولا بد إلى انتفاء الأخرى؛ فمن لوازم العمل بعقيدة الولاء والبراء تكفير من يستحق التكفير؛ وإلا كيف تتبرأ من الكافر وكفره وأنت لا تعرف كفره ولا تحكم عليه بالكفر، وكيف تخص المؤمنين المسلمين بالموالاة، وأنت لا تميزهم عن غيرهم من الكافرين والمشركين.

    وكذلك من لا يكفر الكافرين المشركين لا يكون قد حقق البراء المطلوب شرعاً؛ إذ التكفير صورة من صور البراء، كما قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4]، وقال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ.لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [الكافرون: 1 - 2].

    وبالتالي فإن من يُحارب عقيدة التكفير في الأمة فهو لزاماً يُحارب فيها عقيدة الولاء والبراء، وعقيدة الجهاد، وأمة بلا ولاء ولا براء ولا جهاد، سهلة المنال والإذلال!

    ونقول كذلك:

    نهيتم عن التكفير الحق، ووقعتم في التكفير الباطل؛ نهيتم عن تكفير العجول من طواغيت الحكم والكفر والظلم، وكفرتم شباب التوحيد والجهاد تزلفاً للطواغيت.

    الأمثلة على ذلك أكثر من أن تُحصر، كان من آخرها ما قاله الحلبي - قرة عيون الطواغيت - في خطبته العصماء في مسجد الهاشمية، ونشرها في الأمصار فرحاً بما قال فيها، والتي عنون لها بعنوان "الخطبة السلفية في سحق التكفيرية"! حيث قال: (ولكون أولئك السفهاء المارقين جاهلين ظناَّنين شكَّاكين؛ القوا بسواد قلوبهم على أطراف ألسنتهم، فصاروا يرمون عموم الأمة بالضلال الكبير، وحكامها بالكفر والتكفير... وهذه والله كلمات لو عُكست على أولئك الجهلة ما وجدت لهم بدلاً) اهـ.

    فهو إذ غاظه تكفير العجول التي تُعبد من دون الله، فلا يتردد من تكفير أهل التوحيد الذين يصدعون بكفر الطواغيت الظالمين!

    يكفرون أهل التوحيد ودعاته، ويتركون... بل ويذودون عن الطواغيت والعجول التي تُعبد من دون الله!

    ما ظلمناهم لما قلنا عن بلاعمة العصر هؤلاء؛ مرجئة على الطواغيت، خوارج غلاة أشداء على الدعاة الموحدين!

    ويقول قرينه الهلالي في خطبة مماثلة منشورة معلومة: (نعم نبهنا وتنبهنا ولا زلنا ننبه على خطورة الفكر التكفيري، هؤلاء يكفرون المجتمع بقده وقديده، يكفرون الأمة حكاماً ومحكومين، دولاً وشعوباً يكفرونها، يأتون إلى آيات من كتاب الله نزلت في المشركين، ويطبقونها على المسلمين، وأخطر ما عندهم هذا الأمر، هؤلاء يأتون مثلاً على قول الله تبارك وتعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، فيقولون: إن حكام الدول الإسلامية يطبقون الدستور البريطاني، يطبقون الدستور الأمريكي فهم كفار، هكذا ضرب كلام دون فقه لهذه الآية ودون تدبر لمعناها، هذه الآية يا أخوة الإيمان نزلت في اليهود والنصارى؛ آيات المائدة الثلاث، هؤلاء الخوارج وأذنابهم وأتباعهم هم شر الخليقة... ولذلك لا زلنا نرد عليهم، ولا زلنا نناظرهم ونبين لهم أن مجرد الحكم بغير ما أنزل الله ليس كفراً ينقل من الملة وإنما يكون كفراً ينقل من الملة بالاستحلال، والاستحلال أمر قلبي لا يعلمه إلا الله...) اهـ.

    تأمل كيف حصر كفر الحاكم بغير ما أنزل الله بالاستحلال، والاستحلال - على قوله - أمر قلبي لا يعلمه إلا الله، وما دام الاستحلال أمر قلبي لا يعلمه إلا الله، فهذا معناه أنك لا تستطيع أن تكفر حاكماً على وجه الأرض مهما كان معرضاً عن حكم الله تعالى، مستحلاً للحكم بغير ما أنزل الله، ومحارباً له..؟!

    وبعد كل ذلك يأتي من المغفلين من يجادل عن هؤلاء البلاعمة؛ بأنهم ليسوا من المرجئة، وأنهم من الدعاة إلى السنة والسلفية!

    أما قوله عن دعاة وشباب التوحيد والجهاد؛ بأنهم يكفرون المجتمعات والشعوب!

    فهذا عين الكذب والظلم، وما حمله على إقحام هذا الافتراء والكذب إلا لكي يبرر دفاعه عن أوليائه من طواغيت الحكم والكفر والظلم، إذ لو اقتصر كلامه عن مخالفيه بأنهم يكفرون طواغيت الحكم وأنظمتهم الكافرة المرتدة وحسب، لما وجد لحديثه رواجاً ولا قبولاً لدى مستمعيه، ولوجد منهم معارضة وإنكاراً لا يقوى على مواجهته ولا رده!

    ونقول كذلك:

    الذي غاظهم ويُغيظهم من التكفير حديث عبادة بن الصامت المتفق عليه، قال: (دعانا النبيُّ صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فيما أخذ علينا... أن لا ننازع الأمرَ أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان).

    وعملاً بهذا الحديث - وغيره من النصوص الشرعية - أجمع أهل العلم أن الحاكم إذا طرأ عليه الكفر البواح، ووقع في الردة، وجب على الأمة إقالته والخروج عليه، ونزع الطاعة منه.

    فمشكلة العجول وبلاعمتهم في حقيقتها مع النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوجب على أمته الخروج على طواغيت الحكم إذا ما رُئي منهم الكفر البواح، وليس مع التكفير والتكفيريين، وقوم خصمهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّى لهم أن يُفلحوا!

    ونقول كذلك:

    ما تقدم ذكره لا يعني أننا نقر ونبارك الغلو في التكفير، فالغلو في التكفير شيء، والتكفير شيء آخر؛ فالتكفير حكم الله ومن شرع الله تعالى، بينما الغلو في التكفير خلق مذموم ومرفوض وهو أخو التفريط والتجهم والإرجاء!

    ونحن - بفضل الله تعالى وحده - حرب على الغلو والغلاة، كما أننا حرب على التجهم والإرجاء والتفريط وأهله، وكلاهما شر على الأمة، حذرنا - ولا نزال نحذر - منهما ومن مسالكهما، وطريقتهما الملتوية الخبيثة.

    فالحمد لله وحده الذي هدانا للمنهج الوسط من غير إفراط ولا تفريط، ومن غير غلو ولا جفاء، ولا إرجاء!


    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 12:08 pm