بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فإن أمريكا باعتقالها لمئات من المسلمين في جزيرة " غوانتناموا " الكوبية بصورة تعسفية وانتقامية، ولمدة قاربت السنتين.. ولا يزالون.. من غير محاكمة عادلة ولا حتى توجيه تهمة معتبرة - تمارس بحقهم صنوفاً من العذاب والقهر والإذلال - تضيف بذلك إلى جرائمها العديدة بحق الأمة جريمة سُتحفر في ذاكرة الأمة وتاريخها آلاف السنين.. وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها!
جريمة بحجم جريمة سجون " غوانتنامو " لا يمكن أن تُنسى.. ستظل محفورة في أذهان الأجيال يتوارثونها جيلاً بعد جيل.. يتلقونها كدليل وشاهد على الإجرام والطغيان الأمريكي الصليبي في قرننا المعاصر!
تتكلم أمريكا عن الأحقاد وضرورة إزالتها.. وهي تزرع بيدها حقولاً مليئة بالأحقاد والكراهية.. يصعب تفاديها.. أو تناسيها.. تترك آثارها المدمرة على مدى قرونٍ وأجيال عدة قادمة.. قد تضطر - تلك الأجيال - لدفع ضريبة تلك الأحقاد نيابة عن الحاكم الأمريكي " بوش " وزمرته الحاكمة الحاقدة!
كم هم الطغاة الظالمون - بسبب سياساتهم الإجرامية العدوانية - الذين يجبرون الأجيال القادمة من شعوبهم على الاعتذار ودفع الضريبة الباهظة نيابة عنهم على ما قد فعلوه من جرائم بحق الشعوب الأخرى.. ولا أرى الطاغية " بوش " ومن معه في الحكم وموقع المسؤولية إلا من هؤلاء الطغاة الظالمين الذين سيجبرون شعوبهم - يوماً ما - على الاعتذار ودفع الضرائب عن الإرث الضخم من الطغيان والعدوان والإجرام الذي خلفوه!
تتساءل أمريكا - متجاهلة وكأنها لا تدري - عن أسباب تفاقم كراهية الشعوب لها؟!
ونحن نقول لها: الأسباب عديدة.. منها سجون الظلم في " غوانتنامو " وأسرى المسلمين في " غوانتنامو "!
حديث أمريكا عن الديمقراطية.. والإنسانية.. وحقوق الإنسان.. والعدالة.. وغيرها من الشعارات البراقة والرنانة.. مهما علا صخبه.. وطبَّلت له وسائل إعلامهم الضخمة.. وصدقه المغفلون.. فإنه لا يمكن أن يخفي معالم الظلم والإجرام والإرهاب الذي تمارسه أمريكا بحق المسلمين في سجون الكفر والظلم في " غوانتنامو "!
والذي يزيد الطين بلةً والأمر استغراباً ودهشة.. هذا الصمت الرهيب المطبق من قبل المجتمع الأوربي والدولي على هذه الجريمة الشنعاء.. وكأن الذين في سجون " غوانتنامو " ليسوا من فصيلة البشر، تشملهم قوانين حقوق الإنسان؟!
هل لو كان هؤلاء المعتقلين في " غوانتنامو " يهوداً أو نصارى.. كانوا سيُعاملون بهذه المعاملة.. ويُقابلون - من المجتمع الأوربي والدولي - بهذا الصمت الرهيب.. أم أنهم كانوا سينتصرون لهم.. ويضجون.. ويُقيمون الأرض ولا يُقعدونها!
بل لو كان هؤلاء المعتقلين في " غوانتنامو " كلاباً وقططاً.. لوجدنا جمعيات الدفاع عن حقوق الحيوان تشرئب وتعترض وتدافع عنهم!
هذا الصمت الرهيب - نحو هذه الجريمة الشنعاء - من قبل المجتمع الأوربي والدولي لا يُمكن أن يُفسَّر إلا على أنه رضى بالجريمة.. وموافقة عليها.. والراضي بالشيء كفاعله.. وهو كذلك رسالة صليبية عالمية تدل على أن الضحية إن كان مسلماً.. فلا حرج ولا مانع حينئذٍ من انتهاك حرماته والاعتداء عليه.. مهما كان نوع وحجم هذه الضحية.. ونوع هذا الاعتداء.. فالمسلم - في قانونهم وأعرافهم - دمه رخيص.. لا حرمة له ولا حصانة.. ولا حقوق ولا بواكي!
والأغرب من هذا كله.. هذا التواطؤ المخيف، والصمت المطبق الرهيب من قبل الأنظمة العربية وغيرها من الدول التي تسمي نفسها زوراً بالإسلامية.. على هذه الجريمة النكراء.. وكأن الذين في سجون " غوانتنامو " ليسوا من تلك الأمصار ولا ينتمون إلى شعوب تلك البلدان!
بزعم محاربة الإرهاب.. وحتى لا يُصنَّفوا من جملة الدول الداعمة للإرهاب.. سكتوا على هذه الجريمة الشنعاء.. وتواطؤوا عليها.. ورضوا بها لمواطنيهم!
هذا التواطؤ والصمت من تلك الأنظمة هو دليل إضافي على عمالة وخيانة وخسة تلك الأنظمة.. وعلى انعدام الشعور بالمسؤولية نحو مواطنيهم وشعوبهم.. وأنهم لا يعرفون من شؤون الملك والحكم إلا مصالحهم الشخصية.. ومصالح عروشهم.. ولو كان ذلك على حساب جماجم الشعوب المقهورة برمتها!
كيف يطالبون أسيادهم الأمريكان بالإفراج عن مئات من الأسرى.. وهم يعتقلون في بلدانهم وسجونهم آلافاً من الأسرى الأبرياء.. ما من نظام من تلك الأنظمة العميلة إلا وعنده عشرات السجون مثل سجن غوانتنامو.. وفيه من السجناء أضعاف ما يوجد في غوانتنامو.. ففاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه.. كما لا يمكن أن يُطالب به الآخرين!
هذا الواقع المرير لا يسقط الواجب عن الشعوب الإسلامية التي تتعدى المليار؛ كما لا يبرر لها القعود والتقاعس عن نصرة إخوانهم المظلومين؛ حيث يجب على القادرين - فراداً وجماعات كل بحسب استطاعته وموقعه - أن يتحركوا ويعملوا، وينشطوا من أجل الإفراج عن أسرى المسلمين.. لا تُعدم الوسائل على أكثر من مليار مسلم - لو اتقوا الله حق تقاته - في الضغط على الظالمين من أجل الإفراج عن إخوانهم المظلومين.
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فكوا العاني - يعني الأسير - وأطعموا الجائع، وعودوا المريض).
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئٍ يخذلُ امرأً مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضه، ويُنتهك فيه من حُرمته، إلا خذله اللهُ تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرته، وما من أحدٍ ينصر مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضهِ، ويُنتهك فيه من حُرمته، إلا نصره اللهُ في موطنٍ يُحب فيه نصرتَهُ).
فلا بد من السعي الدؤوب - ومن غير نسيانٍ ولا كللٍ ولا ملل - في فك العاني بكل الوسائل المتاحة والمشروعة.. عسى الله تعالى أن يفرج عن أسرانا في " غوانتنامو " وفي غيره من سجون الطواغيت الظالمين.. اللهم آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
[عبد المنعم مصطفى حليمة : أبو بصير الطرطوسي | 29/7/1424هـ]
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فإن أمريكا باعتقالها لمئات من المسلمين في جزيرة " غوانتناموا " الكوبية بصورة تعسفية وانتقامية، ولمدة قاربت السنتين.. ولا يزالون.. من غير محاكمة عادلة ولا حتى توجيه تهمة معتبرة - تمارس بحقهم صنوفاً من العذاب والقهر والإذلال - تضيف بذلك إلى جرائمها العديدة بحق الأمة جريمة سُتحفر في ذاكرة الأمة وتاريخها آلاف السنين.. وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها!
جريمة بحجم جريمة سجون " غوانتنامو " لا يمكن أن تُنسى.. ستظل محفورة في أذهان الأجيال يتوارثونها جيلاً بعد جيل.. يتلقونها كدليل وشاهد على الإجرام والطغيان الأمريكي الصليبي في قرننا المعاصر!
تتكلم أمريكا عن الأحقاد وضرورة إزالتها.. وهي تزرع بيدها حقولاً مليئة بالأحقاد والكراهية.. يصعب تفاديها.. أو تناسيها.. تترك آثارها المدمرة على مدى قرونٍ وأجيال عدة قادمة.. قد تضطر - تلك الأجيال - لدفع ضريبة تلك الأحقاد نيابة عن الحاكم الأمريكي " بوش " وزمرته الحاكمة الحاقدة!
كم هم الطغاة الظالمون - بسبب سياساتهم الإجرامية العدوانية - الذين يجبرون الأجيال القادمة من شعوبهم على الاعتذار ودفع الضريبة الباهظة نيابة عنهم على ما قد فعلوه من جرائم بحق الشعوب الأخرى.. ولا أرى الطاغية " بوش " ومن معه في الحكم وموقع المسؤولية إلا من هؤلاء الطغاة الظالمين الذين سيجبرون شعوبهم - يوماً ما - على الاعتذار ودفع الضرائب عن الإرث الضخم من الطغيان والعدوان والإجرام الذي خلفوه!
تتساءل أمريكا - متجاهلة وكأنها لا تدري - عن أسباب تفاقم كراهية الشعوب لها؟!
ونحن نقول لها: الأسباب عديدة.. منها سجون الظلم في " غوانتنامو " وأسرى المسلمين في " غوانتنامو "!
حديث أمريكا عن الديمقراطية.. والإنسانية.. وحقوق الإنسان.. والعدالة.. وغيرها من الشعارات البراقة والرنانة.. مهما علا صخبه.. وطبَّلت له وسائل إعلامهم الضخمة.. وصدقه المغفلون.. فإنه لا يمكن أن يخفي معالم الظلم والإجرام والإرهاب الذي تمارسه أمريكا بحق المسلمين في سجون الكفر والظلم في " غوانتنامو "!
والذي يزيد الطين بلةً والأمر استغراباً ودهشة.. هذا الصمت الرهيب المطبق من قبل المجتمع الأوربي والدولي على هذه الجريمة الشنعاء.. وكأن الذين في سجون " غوانتنامو " ليسوا من فصيلة البشر، تشملهم قوانين حقوق الإنسان؟!
هل لو كان هؤلاء المعتقلين في " غوانتنامو " يهوداً أو نصارى.. كانوا سيُعاملون بهذه المعاملة.. ويُقابلون - من المجتمع الأوربي والدولي - بهذا الصمت الرهيب.. أم أنهم كانوا سينتصرون لهم.. ويضجون.. ويُقيمون الأرض ولا يُقعدونها!
بل لو كان هؤلاء المعتقلين في " غوانتنامو " كلاباً وقططاً.. لوجدنا جمعيات الدفاع عن حقوق الحيوان تشرئب وتعترض وتدافع عنهم!
هذا الصمت الرهيب - نحو هذه الجريمة الشنعاء - من قبل المجتمع الأوربي والدولي لا يُمكن أن يُفسَّر إلا على أنه رضى بالجريمة.. وموافقة عليها.. والراضي بالشيء كفاعله.. وهو كذلك رسالة صليبية عالمية تدل على أن الضحية إن كان مسلماً.. فلا حرج ولا مانع حينئذٍ من انتهاك حرماته والاعتداء عليه.. مهما كان نوع وحجم هذه الضحية.. ونوع هذا الاعتداء.. فالمسلم - في قانونهم وأعرافهم - دمه رخيص.. لا حرمة له ولا حصانة.. ولا حقوق ولا بواكي!
والأغرب من هذا كله.. هذا التواطؤ المخيف، والصمت المطبق الرهيب من قبل الأنظمة العربية وغيرها من الدول التي تسمي نفسها زوراً بالإسلامية.. على هذه الجريمة النكراء.. وكأن الذين في سجون " غوانتنامو " ليسوا من تلك الأمصار ولا ينتمون إلى شعوب تلك البلدان!
بزعم محاربة الإرهاب.. وحتى لا يُصنَّفوا من جملة الدول الداعمة للإرهاب.. سكتوا على هذه الجريمة الشنعاء.. وتواطؤوا عليها.. ورضوا بها لمواطنيهم!
هذا التواطؤ والصمت من تلك الأنظمة هو دليل إضافي على عمالة وخيانة وخسة تلك الأنظمة.. وعلى انعدام الشعور بالمسؤولية نحو مواطنيهم وشعوبهم.. وأنهم لا يعرفون من شؤون الملك والحكم إلا مصالحهم الشخصية.. ومصالح عروشهم.. ولو كان ذلك على حساب جماجم الشعوب المقهورة برمتها!
كيف يطالبون أسيادهم الأمريكان بالإفراج عن مئات من الأسرى.. وهم يعتقلون في بلدانهم وسجونهم آلافاً من الأسرى الأبرياء.. ما من نظام من تلك الأنظمة العميلة إلا وعنده عشرات السجون مثل سجن غوانتنامو.. وفيه من السجناء أضعاف ما يوجد في غوانتنامو.. ففاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه.. كما لا يمكن أن يُطالب به الآخرين!
هذا الواقع المرير لا يسقط الواجب عن الشعوب الإسلامية التي تتعدى المليار؛ كما لا يبرر لها القعود والتقاعس عن نصرة إخوانهم المظلومين؛ حيث يجب على القادرين - فراداً وجماعات كل بحسب استطاعته وموقعه - أن يتحركوا ويعملوا، وينشطوا من أجل الإفراج عن أسرى المسلمين.. لا تُعدم الوسائل على أكثر من مليار مسلم - لو اتقوا الله حق تقاته - في الضغط على الظالمين من أجل الإفراج عن إخوانهم المظلومين.
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فكوا العاني - يعني الأسير - وأطعموا الجائع، وعودوا المريض).
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئٍ يخذلُ امرأً مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضه، ويُنتهك فيه من حُرمته، إلا خذله اللهُ تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرته، وما من أحدٍ ينصر مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضهِ، ويُنتهك فيه من حُرمته، إلا نصره اللهُ في موطنٍ يُحب فيه نصرتَهُ).
فلا بد من السعي الدؤوب - ومن غير نسيانٍ ولا كللٍ ولا ملل - في فك العاني بكل الوسائل المتاحة والمشروعة.. عسى الله تعالى أن يفرج عن أسرانا في " غوانتنامو " وفي غيره من سجون الطواغيت الظالمين.. اللهم آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
[عبد المنعم مصطفى حليمة : أبو بصير الطرطوسي | 29/7/1424هـ]