بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد:
فقد سمعنا.. وسمع غيرنا.. عن المؤتمر الدولي لمحاربة الإرهاب - زعموا! - والذي انعقد - في هذه الأيام - في مدينة الرياض تحت إشراف ورعاية قادة النظام السعودي!
ونحن هنا لا نريد أن نشير إلى مقاصد وغايات المؤتمرين من وراء مؤتمرهم هذا وغيره من المؤتمرات.. فقد أضحى أطفال المسلمين وعامتهم - فضلاً عن خاصتهم - يعلمون أن غاية القوم من وراء هذه المؤتمرات هو محاربة الإسلام والمسلمين.. تحت مظلة وشعار محاربة الإرهاب.. لأن ضحايا هذه المؤتمرات المشبوهة لم تكن ولن تكون غير الإسلام والمسلمين!
ولكن نود أن نشير إلى معانٍ ودلالات أخرى يدل عليها ذلك المؤتمر المشبوه؛ المشار إليه أعلاه:
منها: أن هذا المؤتمر جاء ليكرس شرعية إرهاب طواغيت الحكم.. وأنظمتهم الفاسدة.. ضد الشعوب المقهورة المغلوب على أمرها في المنطقة!
جاء ليطلق للطواغيت الظالمين العنان في ارتكاب المزيد من الإرهاب.. والكبت.. والإذلال.. والقهر.. والخوف.. بحق الشعوب.. فهذا كله لا حرج ولا بأس به.. وهو عمل مبارك من قبل المجتمع الدولي.. ما دام يحصل باسم محاربة الإرهاب والإرهابيين.. زعموا!
ومنها: أن هذا المؤتمر لم يُشر من قريب ولا من بعيد إلى الإرهاب الأخطر الذي تمارسه الأنظمة الفاشية الفاسدة بحق الشعوب المقهورة.. مما يجعلنا نضع عشرات إشارات الاستفهام حول مقاصد وغايات.. ونزاهة.. هذا المؤتمر.. وأمثاله من المؤتمرات!
لماذا لا تُعقد المؤتمرات الدولية لمكافحة إرهاب الأنظمة الطاغية الفاسدة بحق الشعوب.. رغم بشاعة وفظاعة وفداحة الإرهاب الذي يمارسونه؟!
لماذا عندما تُحاول الضحية بأن ترفع السكين عن رقبتها.. أو أن تقول للجلاد الظالم توقف عن جلدي.. فقد أكثرت.. وأمعنت.. يُعد ذلك - في عرف الطواغيت والمجتمع الدولي - إرهاباً يستحق أن تُعقد لأجله المؤتمرات.. بينما عندما طواغيت الحكم يرتكبون المجازر الجماعية بحق شعوبهم.. ويزجون عشرات الآلاف من شباب الأمة في السجون والزنازين.. ليسومونهم الذل والهوان.. والعذاب.. والتنكيل.. لا يُعد ذلك إرهاباً.. ولا يستحق من المجتمع الدولي أن يعقد المؤتمرات لمكافحته.. بل ولا مجرد الاهتمام؟!
لماذا عندما تثور الشعوب لحقها.. وتريد أن تقتص لحقوقها وحرماتها المغتصبة من طاغوت من طواغيت الحكم والظلم.. تنعقد المؤتمرات الدولية لنجدة ذلك النظام الفاشي.. والدفاع عنه.. وعن سجونه.. وجلاديه.. بزعم مكافحة الإرهاب والإرهابيين.. بينما عندما يمارس نظام من تلك الأنظمة الفاشية الفاسدة جميع أنواع الإرهاب المذموم والممقوت بحق شعب من الشعوب.. لا تنعقد المؤتمرات والندوات من أجل مكافحة الإرهاب؟!
أم أن الإرهاب المنبعث عن الشعوب المقهورة المهانة في عيشها.. وكرامتها.. ودينها.. وجميع خصائص حياتها.. إرهاب مذموم ومرفوض.. بينما إرهاب طواغيت الحكم وأنظمتهم الفاشية الفاسدة.. إرهاب ممدوح ومشروع؟!
فاجأنا المفتي العام للنظام السعودي ببيانه الهام والعاجل - عن الإرهاب والإرهابيين - الذي تناولته بعض وكالات الإعلام بالترحيب والإعجاب.. والتي عد فيه جرائم الإرهابيين باثني عشرة جريمة - كما زعم! - بعض هذه الجرائم مكررة في أكثر من نقطة.. ولكن بعبارة مختلفة.. وما حمله على ذلك سوى الرغبة في تكثير جرائم الإرهابيين مرضاة لطواغيت الحكم والظلم!
وسؤالنا للشيخ الذي أظهر دراية فائقة في فقه الواقع: لماذا لم تتحفنا بعدِّ جرائم طواغيت الحكم في بلاد الحرمين الأسيرين.. رغم فداحتها وظهورها.. وما أكثرها.. أو غيرها من البلدان كما فعلت عندما عددت جرائم أبنائك وشعبك.. الذين سميتهم بالإرهابيين؟!
ومنها: أن النظام السعودي الراعي لهذا المؤتمر المشبوه.. أراد أن يقول بكل وضوح - من خلال احتضانه لهذا المؤتمر - لأمريكا، ولمن دخل في حلفها وحربها المعلنة على الإسلام والمسلمين.. أنا معكم في هذه الحرب.. وأنا منكم وأنتم مني.. همكم همي.. وما يُسيئكم يُسيئني.. ولكن لنجعلها ظاهراً بأنها حرب على الإرهاب والإرهابيين.. فهذا أدفع للحرج عني.. مقابل أن تُحافظوا على ملكي وعرشي ونظامي.. ومخصصات العائلة الحاكمة الفاسدة!!
ومنها: أن المؤتمرين كعادتهم.. لم يتفقوا.. ولن يتفقوا على معنى الإرهاب الذي ينبغي مواجهته ومكافحته.. وذلك لسببين:
1) حتى لا يدينوا أنفسهم بأنفسهم.. ويُجرِّموا أنفسهم بأنفسهم؛ لأنهم كيفما عرَّفوا الإرهاب.. سيجدون أنفسهم في معرض الاتهام.. وأنهم أول من يدخل تحت طائلة ومعنى هذا التعريف للإرهاب!
2) حتى يعطوا لأنفسهم المقدرة والفرصة والحرية على التحرك في كل الاتجاهات.. وممارسة جميع أصناف وأنواع الإرهاب المذموم بحق الشعوب.. باسم مكافحة الإرهاب.. ومن دون أن يُدانوا بتهمة الوقوع في الإرهاب!
وهم مع ذلك يُعطون لأنفسهم الفرصة في أن يدخلوا من شاءوا.. ومن لا يستحق.. في خانة الإرهاب المستهدف والمحارب.. ويُخرجوا من شاءوا.. ومن يستحق.. من خانة الإرهاب المذموم والمحارب!
ومنها: أن المؤتمرين في هذا المؤتمر.. وغيره من المؤتمرات التي عُقدت ذات العلاقة بموضوع الإرهاب.. كان طرحهم دائماً كيف يواجهون الإرهاب الذي يزعجهم ويقلقهم.. ومن دون أن يتجرؤوا على البحث أو التفكير في الأسباب المؤدية لحصول هذا الإرهاب.. لأنهم هم.. وأنظمتهم.. وسياستهم.. جزء من تلك الأسباب!
ومنها: أن ما من مؤتمر من تلك المؤتمرات.. إلا وينتهي بتوصيات ترتد على الشعوب المقهورة والمضطهدة بمزيد من الكبت، والحرمان، والظلم.. والخوف.. والفقر.. وكل ذلك يحصل باسم مكافحة الإرهاب.. زعموا!
لذا نعود فنقول: من حقنا كمراقبين.. وكشعوب مستضعفة ومضطهدة في جميع خصائص حياتها.. أن نضع عشرات إشارات الاستفهام حول مقاصد وغايات ومهام تلك المؤتمرات المشبوهة.. والجدوى منها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
[29/12/1425 هـ]
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد:
فقد سمعنا.. وسمع غيرنا.. عن المؤتمر الدولي لمحاربة الإرهاب - زعموا! - والذي انعقد - في هذه الأيام - في مدينة الرياض تحت إشراف ورعاية قادة النظام السعودي!
ونحن هنا لا نريد أن نشير إلى مقاصد وغايات المؤتمرين من وراء مؤتمرهم هذا وغيره من المؤتمرات.. فقد أضحى أطفال المسلمين وعامتهم - فضلاً عن خاصتهم - يعلمون أن غاية القوم من وراء هذه المؤتمرات هو محاربة الإسلام والمسلمين.. تحت مظلة وشعار محاربة الإرهاب.. لأن ضحايا هذه المؤتمرات المشبوهة لم تكن ولن تكون غير الإسلام والمسلمين!
ولكن نود أن نشير إلى معانٍ ودلالات أخرى يدل عليها ذلك المؤتمر المشبوه؛ المشار إليه أعلاه:
منها: أن هذا المؤتمر جاء ليكرس شرعية إرهاب طواغيت الحكم.. وأنظمتهم الفاسدة.. ضد الشعوب المقهورة المغلوب على أمرها في المنطقة!
جاء ليطلق للطواغيت الظالمين العنان في ارتكاب المزيد من الإرهاب.. والكبت.. والإذلال.. والقهر.. والخوف.. بحق الشعوب.. فهذا كله لا حرج ولا بأس به.. وهو عمل مبارك من قبل المجتمع الدولي.. ما دام يحصل باسم محاربة الإرهاب والإرهابيين.. زعموا!
ومنها: أن هذا المؤتمر لم يُشر من قريب ولا من بعيد إلى الإرهاب الأخطر الذي تمارسه الأنظمة الفاشية الفاسدة بحق الشعوب المقهورة.. مما يجعلنا نضع عشرات إشارات الاستفهام حول مقاصد وغايات.. ونزاهة.. هذا المؤتمر.. وأمثاله من المؤتمرات!
لماذا لا تُعقد المؤتمرات الدولية لمكافحة إرهاب الأنظمة الطاغية الفاسدة بحق الشعوب.. رغم بشاعة وفظاعة وفداحة الإرهاب الذي يمارسونه؟!
لماذا عندما تُحاول الضحية بأن ترفع السكين عن رقبتها.. أو أن تقول للجلاد الظالم توقف عن جلدي.. فقد أكثرت.. وأمعنت.. يُعد ذلك - في عرف الطواغيت والمجتمع الدولي - إرهاباً يستحق أن تُعقد لأجله المؤتمرات.. بينما عندما طواغيت الحكم يرتكبون المجازر الجماعية بحق شعوبهم.. ويزجون عشرات الآلاف من شباب الأمة في السجون والزنازين.. ليسومونهم الذل والهوان.. والعذاب.. والتنكيل.. لا يُعد ذلك إرهاباً.. ولا يستحق من المجتمع الدولي أن يعقد المؤتمرات لمكافحته.. بل ولا مجرد الاهتمام؟!
لماذا عندما تثور الشعوب لحقها.. وتريد أن تقتص لحقوقها وحرماتها المغتصبة من طاغوت من طواغيت الحكم والظلم.. تنعقد المؤتمرات الدولية لنجدة ذلك النظام الفاشي.. والدفاع عنه.. وعن سجونه.. وجلاديه.. بزعم مكافحة الإرهاب والإرهابيين.. بينما عندما يمارس نظام من تلك الأنظمة الفاشية الفاسدة جميع أنواع الإرهاب المذموم والممقوت بحق شعب من الشعوب.. لا تنعقد المؤتمرات والندوات من أجل مكافحة الإرهاب؟!
أم أن الإرهاب المنبعث عن الشعوب المقهورة المهانة في عيشها.. وكرامتها.. ودينها.. وجميع خصائص حياتها.. إرهاب مذموم ومرفوض.. بينما إرهاب طواغيت الحكم وأنظمتهم الفاشية الفاسدة.. إرهاب ممدوح ومشروع؟!
فاجأنا المفتي العام للنظام السعودي ببيانه الهام والعاجل - عن الإرهاب والإرهابيين - الذي تناولته بعض وكالات الإعلام بالترحيب والإعجاب.. والتي عد فيه جرائم الإرهابيين باثني عشرة جريمة - كما زعم! - بعض هذه الجرائم مكررة في أكثر من نقطة.. ولكن بعبارة مختلفة.. وما حمله على ذلك سوى الرغبة في تكثير جرائم الإرهابيين مرضاة لطواغيت الحكم والظلم!
وسؤالنا للشيخ الذي أظهر دراية فائقة في فقه الواقع: لماذا لم تتحفنا بعدِّ جرائم طواغيت الحكم في بلاد الحرمين الأسيرين.. رغم فداحتها وظهورها.. وما أكثرها.. أو غيرها من البلدان كما فعلت عندما عددت جرائم أبنائك وشعبك.. الذين سميتهم بالإرهابيين؟!
ومنها: أن النظام السعودي الراعي لهذا المؤتمر المشبوه.. أراد أن يقول بكل وضوح - من خلال احتضانه لهذا المؤتمر - لأمريكا، ولمن دخل في حلفها وحربها المعلنة على الإسلام والمسلمين.. أنا معكم في هذه الحرب.. وأنا منكم وأنتم مني.. همكم همي.. وما يُسيئكم يُسيئني.. ولكن لنجعلها ظاهراً بأنها حرب على الإرهاب والإرهابيين.. فهذا أدفع للحرج عني.. مقابل أن تُحافظوا على ملكي وعرشي ونظامي.. ومخصصات العائلة الحاكمة الفاسدة!!
ومنها: أن المؤتمرين كعادتهم.. لم يتفقوا.. ولن يتفقوا على معنى الإرهاب الذي ينبغي مواجهته ومكافحته.. وذلك لسببين:
1) حتى لا يدينوا أنفسهم بأنفسهم.. ويُجرِّموا أنفسهم بأنفسهم؛ لأنهم كيفما عرَّفوا الإرهاب.. سيجدون أنفسهم في معرض الاتهام.. وأنهم أول من يدخل تحت طائلة ومعنى هذا التعريف للإرهاب!
2) حتى يعطوا لأنفسهم المقدرة والفرصة والحرية على التحرك في كل الاتجاهات.. وممارسة جميع أصناف وأنواع الإرهاب المذموم بحق الشعوب.. باسم مكافحة الإرهاب.. ومن دون أن يُدانوا بتهمة الوقوع في الإرهاب!
وهم مع ذلك يُعطون لأنفسهم الفرصة في أن يدخلوا من شاءوا.. ومن لا يستحق.. في خانة الإرهاب المستهدف والمحارب.. ويُخرجوا من شاءوا.. ومن يستحق.. من خانة الإرهاب المذموم والمحارب!
ومنها: أن المؤتمرين في هذا المؤتمر.. وغيره من المؤتمرات التي عُقدت ذات العلاقة بموضوع الإرهاب.. كان طرحهم دائماً كيف يواجهون الإرهاب الذي يزعجهم ويقلقهم.. ومن دون أن يتجرؤوا على البحث أو التفكير في الأسباب المؤدية لحصول هذا الإرهاب.. لأنهم هم.. وأنظمتهم.. وسياستهم.. جزء من تلك الأسباب!
ومنها: أن ما من مؤتمر من تلك المؤتمرات.. إلا وينتهي بتوصيات ترتد على الشعوب المقهورة والمضطهدة بمزيد من الكبت، والحرمان، والظلم.. والخوف.. والفقر.. وكل ذلك يحصل باسم مكافحة الإرهاب.. زعموا!
لذا نعود فنقول: من حقنا كمراقبين.. وكشعوب مستضعفة ومضطهدة في جميع خصائص حياتها.. أن نضع عشرات إشارات الاستفهام حول مقاصد وغايات ومهام تلك المؤتمرات المشبوهة.. والجدوى منها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
[29/12/1425 هـ]