محب الشهادة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

محب الشهادة

محب الشهادة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشهادة في سبيل الله هي ((اكرم وسيلة لعبادة الله))


    النظام السوري والوطنية

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 942
    نقاط : 2884
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 22/03/2010
    العمر : 48
    الموقع : https://achahada-123.ahladalil.com

    النظام السوري والوطنية Empty النظام السوري والوطنية

    مُساهمة من طرف Admin السبت مايو 15, 2010 4:52 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

    وبعد...

    فإن الورقة الوحيدة المتبقية للنظام البعثي الطائقي السوري ليزاود عليها؛ هي الورقة الوطنية، التغني والتماجد بالوطنية، والتستر بالوطنية.

    أكثر المفردات تردداً على ألسنة مسؤولي هذا النظام ووسائل إعلامه، الوطن والوطنية، حتى بات - لكثرة تكرار هذه الكلمة - أن يصدق الناس أن النظام فعلاً يحب الوطن، وتهمه شؤون الوطن والمواطن، ويحرص على سلامة الوطن، وقوته، وتماسكه.

    فما هي الوطنية كما يفهمها ويمارسها النظام البعثي السوري، وكيف ينظر النظام للوطن والمواطنين؟!

    الوطنية تعني - في عرف هذا النظام المتخلف -؛ تمجيد الطاغوت الحاكم، والهتاف باسمه وحياته، وأيما نقد له ولسياسته ومواقفه، فهو خروج على الوطن، وإساءة للوطن والوطنية، وخيانة للوطن.

    الوطنية؛ تعني تمجيد النظام الحاكم، وتمجيد حزبه البعثي الطائفي، وأيما نقد لهذا النظام، ولسياساته، ولحزبه، فهو خروج على الوطن، وخيانة للوطن والوطنية.

    الوطنية؛ تعني حماية العصابة الطائفية الحاكمة - على قلة أفرادها - وحماية مكاسبها ونفوذها ومصالحها، ولو كان في ذلك دمار وخراب للوطن، وقتل لكرامة وعزة المواطنيين.

    الوطنية؛ تعني أن تسكت على ظلم وطغيان الطواغيت الظالمين، وأن تعيش حياتك صماً بكماً؛ من غير سمع ولا بصر، ولا عقل ولا إحساس، فبقدر ما تعطل وتُشِل حواسك هذه، وتسكت على الضيم، فبقدر ما تكون - في عرف هذا النظام الطاغي المتخلف - وطنياً، ومخلصاً للوطن، وقائد الوطن، وحزب الوطن، وبقدر ما تُعمل حواسك هذه، وتستفيد منها، وتسعى في تحصيل حقوقك وحقوق غيرك من الناس، وترد على الظالمين ظلمهم وطغيانهم، بقدر ما تكون غير وطني، وتُصنف كعدو للوطن، وضد الوطن.

    الوطنية؛ تعني الانتماء والولاء للطاغية الحاكم، ولحزبه، وعِصابته من المقربين، وخلاف ذلك فأنت غير وطني، وتُصنف كعدو للوطن، وخائن للوطن، وضد الوطن.

    فإن قيل: قد بالغت في الوصف، وكلامك هذا يعوزه الدليل والبرهان، فأين الدليل على ما تقوله؟

    أقول: قد مضى على حكم هذا النظام الفاشي البعثي لسورية الشام، أربعة عقود تقريباً، فتأملوا الحال والمآل الذي آلت إليه سورية - أرضاً وشعباً - على جميع مستويات الحياة الخاصة منها والعامة:

    على المستوى العسكري:

    الكل يعلم أنه نظام ضعيف متآكل المعنويات والعتاد سواء، لا يملك القدرة على استرداد ما قد ضيعه - بفعل الخيانة - من أراضي سورية وقعت تحت الاحتلال اليهودي الصهيوني منذ عام 1967م، كما أنه لا يملك القدرة على الدفاع عن نفسه وعن الوطن تجاه أي عدوانٍ أو خطر خارجي، لذا فهو نظام سريع الاستجابة للضغوط الخارجية، ولكل ابتزاز خارجي يتعرض له، لعلمه المسبق بأنه قد فقد الجبهة الداخلية التي تحميه، وفقد رصيده من الشعب السوري، فلا يقدر على الاحتماء به، وأن جيشه لم يُعَد لحماية البلاد والعباد ضد أي عدوانٍ أو تهديد خارجي، وإنما لحماية شخص الطاغوت الحاكم، وكرسيه، ونظامه الفاسد، وحزبه، وطائفته، والمقربين إليه من اللصوص والمجرمين، في مواجهة غضب الشعوب إذا ما نهضت ونفضت غبار الذل والخوف عنها يوماً، وأرادت أن تسترد حقوقها، وعزتها وكرامتها، وأن تقول للطاغوت؛ لا، كفى.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: أهكذا تكون الوطنية التي يتشدقون بها، ويكون حب الوطن، والوفاء للوطن، والحفاظ على مصلحة الوطن وقوته، والذود عن الوطن وحرماته، وكرامته؟!

    أما على المستوى الاقتصادي:

    فرغم غنى سوريا بمواردها الطبيعية، والبشرية العالية، إلا أنها من أكثر دول العصر تخلفاً وفقراً، فالثروة الاقتصادية واستثماراتها تنحصر - ظلماً وعدواناً - في جيوب أفراد قلة من الزمرة الحاكمة وحسب، بينما عامة الشعب بملايينه يشكون الفقر والجوع والحرمان، ولا أدل على ذلك مما صرح به خدَّام مؤخراً - وهو شاهد منهم! - بأن غالب الشعب السوري يعيش تحت حد مستوى الفقر، ويقتات من القمامة والنفايات التي يلقيها اللصوص المترفون.

    والسؤال الذي يطرح نفسه؛ أهكذا تكون الوطنية التي يتشدقون بها، ويكون حب الوطن، والوفاء للوطن، والحفاظ على مصلحة الوطن والمواطن، والذود عن الوطن وحرماته، وثرواته؟.

    أما على المستوى الإداري:

    الرشاوي، والابتزاز، والمحسوبيات، والسرقة والنهب، واستغلال النفوذ، والإهمال المتعمد، ووضع المرء في غير موضعه المناسب، وبما لا يتناسب مع الكفاءات المطلوبة، فحدث ولا حرج، فالأمور قد بلغت زروتها، وإلى حدٍّ لا يُطاق، يصعب معه الإصلاح، ولا أدل على ذلك مما صرح به خدام مؤخراً - وهو شاهد منهم - بأن شخصاً يعمل في مجال الأمن والمخابرات براتب لا يتعدى مائتي ليرة سورية، يتوفى عن ثروة تُقدر بأربع مليارات دولار.

    والسؤال الذي يطرح نفسه؛ أهكذا تكون الوطنية التي يتشدقون بها، ويكون حب الوطن، والوفاء للوطن، والحفاظ على مصلحة الوطن والمواطن، والذود عن الوطن وحرماته، وكرامته؟!

    أما على المستوى الاجتماعي والأخلاقي:

    شيوع البطالة، والفقر المدقع، والفواحش والزنى، ودور الخنا والدعارة، والخمور والمخدرات، وبيع الأعراض والشرف مقابل لقمة العيش، فحدث ولا حرج، فلم يعد الأمر سراً، فوسائل الإعلام في كل يوم تُطلعنا بما يجري حول ذلك ما يشيب له شعر الولدان، ويندى له الجبين.

    والسؤال الذي يطرح نفسه؛ أهكذا تكون الوطنية التي يتشدقون بها، ويكون حب الوطن، والوفاء للوطن، والحفاظ على مصلحة الوطن والمواطن، والذود عن الوطن وحرماته، وكرامته؟!

    ما قيمة الوطن بالنسبة للمواطن، إذا كان هذا المواطن الذي يعيش في هذا الوطن، مهدور الحقوق والحرمات، فلا حقوق ولا حرية، ولا عزة، ولا كرامة له، بل ولا لقمة عيش كريمة يتمتع بها؟!

    كيف ننشد إنساناً يحب وطنه، ويخلص في الانتماء إلى وطنه، ويخدم وطنه، ويدافع عن وطنه، وهو يشعر أنه غريب في وطنه، محارب في دينه وعقيدته، ومهان في كرامته وعزته وعِرضه، يعيش الفقر والخوف والإرهاب على مدار الوقت، مُداس بأحذية الجلادين الظالمين ممن يزعمون زوراً أنهم من حرَّاس وحماة الوطن، لا قيمة ولا اعتبار له إلا بقدر ما يقترب من الطاغوت، ويخدم الطاغوت؟!

    أهكذا تكون الوطنية، أيها الوطنيون؟!

    أما على المستوى السياسي:

    فالنظام لا هو اصطلح مع محيطه من الدول، وأحسن إدارة العلاقة والتعامل على المستوى العلاقات الخارجية، ولا هو اصطلح مع شعبه المرهوب والمقموع، المحروم من أدنى مستويات الحقوق التي تتمتع بها الشعوب الأخرى، فأوقع الوطن والمواطن في إقامة جبرية قسرية، وعزلة تامة، لا نزال نرتقب مزيداً من المضاعفات السيئة على الوطن والمواطن، نتيجة لهذه السياسة المتبعة.

    ولو أردنا أن نستطرد فقط في ذكر سياسة النظام السوري الطائفي في لبنان وتاريخه

    الحافل بالرعب والإجرام والنهب والفساد في ذلك البلد المجارو، وما جرَّته تلك السياسة من آثار سلبية على المجتمع السوري، والعلاقة المتبادلة بين الشعبين المتجاورين، لطال بنا المقام، وهي قصة كاملة تُسطر بعشرات من المجلدات.

    والسؤال الذي يطرح نفسه؛ أهكذا تكون الوطنية، ويكون الحرص على الوطن، وعلى سلامة وعزة الوطن والمواطن؟!

    يفعل النظام السوري جميع الموبقات، وعلى جميع المستويات، ولكن باسم الوطن، والوطنية، والحمية الوطنية، وهو كذوب.

    أيما نظام - أو جماعة أو فرد - يفقد الانتماء لعقيدة ودين الأمة، ويُعلن الحرب على دين الأمة وعقيدتها، فهو مباشرة يفقد الشعور بالانتماء لوطن وأرض الأمة، ويهون عليه التفريط بالأوطان وحقوقها وحرماتها، وما أكثر الأدلة الدالة على ذلك لو أردنا الاستدلال والتوسع، والنظام النصيري البعثي الحاكم في سورية هو من جملة هذه الأدلة الدالة على هذه الحقيقة المسلَّمة التي لا ينبغي الجدال حولها.

    الطائفة النصيرية المارقة على جميع الثوابت والمسَلَّمات - وحكام سورية منها - الخارجة على دين الأمة وعقيدتها، وعلى جماعة المسلمين، لا يمكن أن تكون يوماً من الأيام وطنية، أو يهمها شؤون الأوطان، أو حريصة على سلامة وقوة أوطان المسلمين.

    أصارح القرَّاء - وما عودتهم إلا على كامل المصارحة والمفاتحة - أنني ممن عايش وخالط النصيريين في جبالهم وسهولهم، وخبر خفاياهم وأسرارهم، وعقائدهم الباطنية الخطيرة، فالنصيري الباطني لا يمكن أن يكون يوماً من الأيام وطنياً يحب الأوطان ويحرص عليها وعلى قوتها، فوطن النصيري شهواته ونزواته وحسب، لا وطن له سوى ذلك، والوطنية عنده الحرص على إشباع شهواته ونزواته - وهي لا تشبع - ولو بالسطو والنهب والحرام، لا يعرف من الوطنية معنى غير ذلك، ولا أدل على ذلك من سيرتهم السيئة المخجلة في سورية ولبنان.

    فأحدهم يحرص على الوظيفة، لا لكي يخدم الناس والوطن، وإنما ليستغني بالظلم والحرام، وبكل وسيلة مخجلة محرمة، في أقرب وقت ممكن، لاعتقاده بأنها فرصته التي قد لا تتكرر، وحد استغنائه وشبعه ليس له حدود، فهو لو ملك مال الأرض كلها فلا يَشبع، ولا يُشبع بطنه إلا التراب.

    في سورية ولبنان - مكان نفوذهم - قد نهبوا البلاد والعباد، وعاثوا فيها فساداً وفجوراً، وسرقوا كل شيء، إلى أن أوصلوا البلدين وأهلهما إلى هذا الموصل السيء من الفقر والضعف والتخلف الاقتصادي والإداري، رغم غنى البلدين بالموارد الطبيعية والبشرية التي تجعل منهما في أوائل الدول المتقدمة والمزدهرة اقتصادياً لو وجدت اليد الأمينة العادلة المسؤولة.

    النصيريون كانوا دائماً عبر تاريخهم كله، حلفاء لأعداء الأمة على الأمة وأوطانها وأبنائها، ولما دخلت فرنسا سورية مستعمرة وجدت لها في هذه الطائفة اللعينة العين الساهرة التي تتجسس على عورات المسلمين من أبناء البلد، والحليف، والنصير، والمعين على الوطن، وعلى أبناء الوطن، ودين وعقيدة أهل هذا الوطن، ومكافأة لهم على صنيعهم الخائن هذا حاول الفرنسيون بأن يُقيموا للطائفة النصيرية دولة مستقلة تمتد حدودها من مدينة اللاذقية مروراً بجميع المدن الساحلية إلى أن تصل مدينة حمص، يُضاف إليها جبال النصيرية - المسماة زوراً بجبال العلويين! - المطلة على المدن الساحلية.

    وهذا مشروع لو فقد النصيريون حكمهم في دمشق وتفلتت منهم المدن الشمالية في حلب وغيرها، لا يُستبعد أن يُنشَّط، ويجد طريقه للوجود والتنفيذ من جديد، ويجد من يدعمه ويؤيده من قوى الاستعمار والاستكبار العالميين كأمريكا وغيرها من الدول الغربية، بذريعة حماية الأقليات، التي تقوم سياساتها في بلاد المسلمين على تقسيم الدولة إلى دويلات متعددة، متنافرة متناحرة، وعلى مبدأهم القديم الجديد؛ "فرِّق تسد"!

    وبالتالي على الذين يهتمون - من أبناء الأمة المخلصين - بالشأن السوري، سوريا الشام، ويهمهم الوطن والمواطن السوري، لا بد من أن تتعدى اهتماماتهم - منذ الساعة - مرحلة ما بعد سقوط الحكم النصيري في دمشق، لتشمل مرحلة قيام الدولة القرمطية النصيرية في الساحل السوري، وكيف يُوقفون هذا المشروع الخبيث الخطير الذي قد يشترك فيه الثالوث؛ القرامطة النصيريون، والصهاينة اليهود، والمستعمر الصليبي، وهذا مشروع أراه ماثلاً أمام عيني، إن لم ينهض من مخلصي هذه الأمة من يوقفه ويُعطله، كما نرى اليوم العراق تتقسم إلى دويلات عرقية وطائفية تحت مسميات مزيفة كلها تعني التقسيم، وتقطيع أوصال البلد الواحد إلى بلاد، بعد أن كان ذلك مستحيلاً في نظر المراقبين والمحللين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    5/12/1426 هـ

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 11:31 pm