محب الشهادة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

محب الشهادة

محب الشهادة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشهادة في سبيل الله هي ((اكرم وسيلة لعبادة الله))


    كيف يحكم النظام السوري؛ سورية

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 942
    نقاط : 2884
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 22/03/2010
    العمر : 48
    الموقع : https://achahada-123.ahladalil.com

    كيف يحكم النظام السوري؛ سورية Empty كيف يحكم النظام السوري؛ سورية

    مُساهمة من طرف Admin السبت مايو 15, 2010 4:56 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

    وبعد...

    فأنا هنا لا أريد أن أتكلم عن ديكتاتورية وطغيان النظام السوري، ولا عن بعثيته وطائفيته، ولا عن فساده وفساد قانونه، وفساد القائمين عليه، فهذا أمر بات معلوماً للقاصي والداني.

    وإنما أريد أن أسلط الضوء؛ على عقلية النظام ونفسيته التي بها يحكم سورية وشعب سورية الأسير، ليحسن الشعب السوري تفسير وفهم هذا الواقع المرير الذي آلوا إليه، وكيف ينبغي أن يتعاملوا مع هذا النظام الباطني الخبيث الذي آل بهم إلى هذا الواقع.

    أقول: من الأمور المعلومة والمسلَّم بها عند العقلاء؛ أن المرء كلما ابتعد بعقيدته وثقافته، وطقوسه، وعاداته، وقيمه، وهمومه، عن عقيدة الأمة، وثقافتها، وقيمها التي ينتمي إليها، كلما كان قليل الارتباط بالأمة وأرضها، وكلما هان عليه التفريط بها، وبأرضها، وحرماتها، ومصالحها، لصالح أعدائها، وكان الشيء الوحيد الذي يربطه بها، هو حب البقاء، وإشباع الشهوات والنزوات، والرغبات، بأي طريقة أو وسيلة كانت.

    وبالتالي فإن الطائفة النصيرية في سورية، التي تحكم وتقود النظام السوري الحالي، بحكم العقيدة والتصورات الباطنية الكافرة التي تنتمي إليها، وبحكم الطقوس والعادات الغريبة المستهجنة ـ عقلاً وشرعاً ـ التي يمارسها أبناؤها ويعيشوها في حياتهم، وبحكم القيم والأخلاقيات الهابطة التي ينتمون إليها، وبحكم الأحقاد والمؤامرات التي يتوارثونها جيلاً بعد جيل، فقد فقدوا شعور الانتماء للأمة الإسلامية، ولأرضها، وترابها، وقيمها، وعقيدتها، ودينها، وأهلها، وشعور الغيرة عليها، ولديهم شعور متوارث بأنهم جسم غريب خبيث في جسد الأمة، سرعان ما يُستأصل ويزول، ولو بعد حين.

    إذ أمة الإسلام - وبخاصة منها بلاد الشام - لا يمكن أن ترضخ الزمن الطويل لحكم الزنادقة الباطنيين، ففجر التحرر من هيمنة وكفر وفساد وظلم وجهل هذه الطائفة المارقة قادم بإذن الله لا محالة، والنصيرون الحاكمون للنظام السوري يعلمون ذلك علم اليقين، وهم يعدون الأيام لنهايتهم وزوال ملكهم وحكمهم عداً.

    هذا الشعور منهم هو الذي حملهم ـ على مدار تاريخهم ـ أن يلقوا بأنفسهم في أحضان الغزاة المستعمرين من أعداء الأمة، ليقفوا معهم ضد الأمة وأبنائها، ولا يزالون.

    لذا فهم يحكمون سورية وشعب سورية؛ بعقلية ونفسية من يحكم البلاد كفرصة أتيحت له سرعان ما تنقضي ولا تعود، فهو لا هم له سوى كيف يغتنم هذه الفرصة ـ التي لا تتكرر ـ في إشباع نزواته وشهواته وأطماعه الخاصة، وبأكبر قدر ممكن، ولو كان ذلك بالنهب، والسطو، والقتل، والاعتداء على حرمات العباد، والفساد في الأرض.

    يحكمون سورية وشعب سورية؛ بعقلية من حُكم عليه بالإعدام، ويعلم أنه لم يبق من حياته سوى أيامٍ معدودات، فهو لا يُبالي في هذه الأيام أن يحقق أي عمران أو منفعة أو تقدم أو خدمة للآخرين، وإنما همه الأكبر يكون كيف يغتنم ما تبقى من أيام عمره، فيما يشبع نزواته وشهواته، ورغباته، وبأكبر قدر ممكن، ولو كان ذلك على حساب البلاد والعباد.

    يحكمون سورية وشعب سورية؛ بعقلية ونفسية اللص، الذي يسطو على الشيء بغير وجه حق، ثم هو يخاف أن يتفلت منه هذا الشيء، ويأتي صاحبه يوماً من الأيام فيسترده منه، فيكون همه الأكبر كيف يُحافظ على ما سطا عليه، وكيف يستملك ما لا يملك، ويحوِّل أللا مشروع إلى مشروع وقانوني، ولو أدى به الأمر إلى ارتكاب المجازر والجرائم بحق البلاد والعباد.

    يحكمون سورية وشعب سورية؛ بعقلية ونفسية الجاهل الشحيح المعدوم الذي لا يملك شيئاً، ثم فجأة تصادفه كنوز البلاد المليئة بما غلا ثمنه وعظم شأنه، فهو يُهلكها ويتخبط بها تبذيراً وإسرافاً، وإفساداً في الأرض، من غير دراية ولا رحمة ولا شفقة، خشية أن يأتي بعده من يستفيد منها بعض الشيء.

    يحكمون سورية وشعب سورية؛ بعقلية ونفسية الإنسان الأناني الذي لا يعرف من الوجود إلا حظوظ نفسه، وشهواته ونزواته، ولو هلك الآخرون، كل الآخرين.

    يحكمون سورية وشعب سورية؛ بعقلية ونفسية الكفار الزنادقة الإباحيين، الذين لا يعرفون للأمة وأبنائها إلاًّ ولا ذمَّة، ولا حرمة لشيء.

    يحكمون سورية وشعب سورية؛ بعقلية ونفسية الحقود الموتور، الذي لا يعرف ولا يتقن أن يُمارس سوى دور الانتقام، والقتل، والغدر والإجرام، والتآمر.

    يحكمون سورية وشعب سورية؛ بعقلية ونفسية من يفقد مطلق القيم الدينية والأخلاقية الراقية، التي تُمكنه من حسن التعامل والتعايش مع الآخرين.

    ما هي القيم التي تَرد النصيري الحاكم في سورية إليها؟ أو التي يحتكم إليها ويلتزم بها عند مورد النزاع وحصول عدم التفاهم مع الآخرين؟ ما هي المرجعية الفكرية التي يؤمن ويلتزم بها؟

    هذه أسئلة أوجهها لجميع المراقبين والسياسيين والمثقفين ممن يهتمون بالشأن السوري، وبالفئة الحاكمة للنظام السوري تحديداً، عسى أن أجد عندهم جواباً عنها، ولا أظنهم بقادرين؟.

    هل هي قيم دينية معتبرة، تمكنك من أن تقول لهم هذا حلال وهذا حرام، هذا يجوز وهذا لا يجوز، اتقوا الله في عباد الله؟!

    هل هي قيم أخلاقية إنسانية عالمية قد تعارفت عليها وأقرتها جميع الشعوب والأمم، ثم هم يؤمنون ويلتزمون بها؟!

    ليس شيئاً من ذلك البتة، فالنصيرية الحاكمة في سورية مرجعيتها الوحيدة ـ إضافة إلى طقوسهم ونصوصهم ورموزهم الباطنية الغريبة الكافرة، التي يجهلها كثير من الخاصة فضلاً عن العامة ـ نداء الشهوات، شهوات البطن والفرج، وما تملي عليهم من إملاءات وإيحاءات، ومتطلبات.

    فإن قيل: مبادئ الطائفة النصيرية الحاكمة للنظام السوري، هي مبادئ حزب البعث، والقومية العربية، والعلمانية.

    أقول: مبادئ العلمانية، فنعم، لأنهم وجدوا فيها الغطاء والمبرر الذي يمكنهم من الإعلان عن إباحيتهم، وجحودهم لتعاليم الإسلام، وتحررهم من جميع القيود والقيم والأخلاق الدينية، وإذا ما سُئلوا عن ذلك ردوا مروقهم وفجورهم هذا إلى العلمانية، بدلاً من أن يردوا ذلك إلى عقائدهم الباطنية، فيثيروا الناس عليهم.

    أما مبادئ القومية العربية؛ فهم من أبعد الناس عنها، وإن كانوا يتشدقون بها ليلاً ونهاراً، وبرهان ذلك واقعهم الحالي، فهم ـ منذ نشأة دولتهم ـ عنصر توتر وتفريق وابتزاز في المنطقة، ومع الغزاة المستعمرين على الشعوب العربية ومصالحهم، لا تربطهم أي علاقة مميزة مع أي نظام عربي، فإن اصطلحوا يوماً مع نظام من الأنظمة العربية المعاصرة اختلفوا معه سَنة، بينما في المقابل فإن علاقة النظام النصيري السوري مع النظام الإيراني الرافضي الفارسي ـ ومنذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً ـ علاقة مميزة وفريدة في المنطقة، رغم اختلافهما في الانتماء القومي، وهي أقوى من مجرد اعتبارها علاقة مصالح كما يظن البعض، علماً أن هذه العلاقة تأتي في الغالب ضد العرب وضد مصالحهم وبلدانهم.

    من ذلك أنهم جعلوا من دمشق بوابة لتصدير مذهب التشيع والرفض بين المسلمين في سورية وخارجها، وبوابة لتصدير السياسة الإيرانية الفارسية في المنطقة، بينما في المقابل نراهم قد كمموا أفواه الدعاة المسلمين من أبناء السنة، وزجوا بهم في السجون، علماً أنهم يمثلون الغالبية العظمى من أبناء الشعب السوري.

    وما حملهم على هذه السياسة، وجمعهم مع النظام الفارسي الرافضي الإيراني هذا الاجتماع الحميم سوى البعد الطائفي لكلا النظامين؛ إذ النصيرية تُعد من غلاة فرق التشيع والرفض، وفرقة من فرق الشيعة الروافض الحاكمين في إيران، لذا نجد هذا التغازل والتناغم والتوافق والتزاوج بين النظامين: النصيري السوري والرافضي الإيراني.

    ونحن هنا ليس غرضنا مناقشة مبادئ القومية العربية، وإنما غرضنا أن نثبت أن النظام النصيري لا يلتزم بمبادئ وقيم القومية العربية، ولا بأية مبادئ أخرى سوى ما أشرنا إليه آنفاً من مبادئ وقيم الشهوات، هذا إذا كانت للشهوات مبادئ وقيم.

    فإذا علمنا ذلك...

    علمنا سبب هذا الفساد المستشري في سورية وعلى جميع المستويات.

    علمنا سبب هذا السطو والإجرام والنهب الواسع الانتشار في جميع ربوع البلاد.

    علمنا سبب هذا التحلل والفسوق والإباحية المستشرية في سورية وعلى جميع المستويات.

    علمنا سبب هذا الفقر والجوع والحرمان المستشري في سورية وعلى جميع المستويات، إلا مستوى الطائفة النصيرية الحاكمة المتنفذة.

    علمنا سبب هذا الخوف والرعب والإرهاب، والجهل والتخلف، الذي يعيشه الشعب السوري ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً.

    وعلمنا كذلك سبب فشل كل المفاوضات التي أجريت ولا تزال تُجرى مع هذا النظام الفاشي الباطني الغريب في تكوينه، ونظامه، وقانونه، وأخلاقه ومبادئه.

    وعلمنا كذلك سبب استعصاء هذا النظام الباطني على الإصلاح والتغيير نحو الأفضل، فهو نظام لو وجد قابلية للتغيير، فإنه يمكن أن يتغير نحو اتجاه واحد؛ نحو الاتجاه الأسوأ لا الأفضل، ولو حاول أن يتجه ـ ولو خطوة واحدة ـ نحو الاتجاه الأفضل، هذا يعني انه حكم على نفسه بالإعدام والزوال، ويعني فتق الجراح، وكشف أوراق اللصوص والمجرمين، ويعني فوات الامتيازات والخصائص، على لصوص الحكم المتنفذين، وهذا خيار لا أظنهم يتجرؤون على اختياره.

    النظام الذي يحكم سورية بالعقلية والنفسية الآنفة الذكر أعلاه، غير قابل للإصلاح والتغيير، كما لا يجوز أن يُرتجى منه خير للبلاد أو العباد، ففاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه للآخرين، والحل الوحيد المجدي معه هو الاستئصال الكلي ومن جذوره، كأي مرض خبيث مستعصٍ على العلاج والأطباء، لا تنفع معه المسكنات ولا العقاقير.

    هذا قولي، وهذه نصيحتي لكل من يفكر بإصلاح النظام والأوضاع في البلاد، ويتحرك في هذا المضمار.

    وفروا أوقاتكم، وأموالكم، وجهودكم، ومؤتمراتكم، من الضياع، ومن أن تهدر سُداً، لتصب في اتجاه واحد؛ ألا وهو استئصال الخبَث والمرض من جذوره، لا غير، عسى الله أن يفتح على البلاد والعباد عهداً جديداً من الحرية، والعزة، والكرامة، والأمن والأمان، والرخاء، وما ذلك ببعيد إن شاء الله.

    أعلَم أن خيار استئصال الخبَث من جذوره خيار صعب ومُكلِف، لكن عندما تنعدم الخيارات كلها، وتنحصر في خيار واحد لا بد منه، فحينئذٍ لا بد للشعوب من أن تترجل وتتحمل مسؤولياتها، هذا إذا أرادت أن تعيش حياة العزة والكرامة، والتقدم.

    {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

    10/9/1427 هـ

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 12:00 am