مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
كان الإخوة في القسم الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين - سابقاً - قد طلبوا قبل سنةٍ تقريباً من الشيخ أبي مصعب رحمه الله إجراء لقاء معه لأجل الوقوف على بعض الإجابات الملحة عن قسم من التساؤلات، ولكن الشيخ أبا مصعب قال لهم؛ بأنه سيستخير الله تعالى ثم يعطيهم رأيه بهذا الطلب.
وفعلا جاءهم الجواب بعد مدة؛ أن الشيخ وافق على طلبهم، وتم استدعاء مراسل القسم الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين آنذاك - الأخ أبي اليمان البغدادي رحمه الله - لإجراء لقاء "صحفي" مع الشيخ أبي مصعب.
وكانت المقابلة قد جرت على شكل حوار، حيث دخل الأخ أبو اليمان في نقاش مطول مع الشيخ أبي مصعب.
وإلى الإخوة الكرام تقدم "مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي"؛ هذه المقابلة التي حصلت عليها من إرشيف الإخوة في القسم الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
سائلين الباري جل ذكره التوفيق والسداد في أمرنا كله.
والله المستعان وعليه التكلان.
نص الحوار
أجرى الحوار القسم الإعلامي لـ "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"
* * *
أبو اليمان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا أبا مصعب.
الشيخ أبو مصعب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
س) من هو الشيخ أبو مصعب؟
ج) اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا ما شئت سهلا.
أخوكم في الله؛ العبد الفقير لعفو ربه، أحمد فضيل نزال الخلايلة، من عشائر بني حسن في الأردن.
س) متى كانت بداية توجهك إلى التدين؟
ج) كان ذلك في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وكانت بدايتي في مسجد "الحسين بن علي"، الكائن في مدينة الزرقاء، ثم بعد التزامي بستة أشهر ذهبت إلى أفغانستان حيث أرض الجهاد.
س) الجهة التي احتضنتك هل كانت ذا توجه معين أو ذات تدين عام؟
ج) الشباب الذين اهتديت على أيديهم كانوا من أصحاب التدين العام، وتعرف أن المرء قبل الالتزام لا يميز بين المناهج، لكن على العموم كان تديني تديناً عاماً.
س) هل كانت هناك شخصية معينة تأثرت بها قبل هدايتك؟
ج) لا، لم يكن هناك أي شخصية قد تأثرت بها قبل التزامي.
وكان الداعي الذي دفعني إلى التدين أني مررت بأكثر من حادثة تعرضت فيها للهلاك وشارفت معها على الموت، فشعرت أن الله عزّ وجل ينذرني، وبعدها اهتديت والتزمت طريق الإسلام.
س) الانتقال من التدين العام إلى ذروة الإسلام، وهو الجهاد، كيف تمّ ذلك؟
ج) خلال وجودي مع الإخوة في المسجد كنت - بفضل الله تعالى - محافظاً على صلاة الجماعة، وكان الإخوة يتذاكرون أخبار الجهاد في أفغانستان، وكانت تأتينا من هناك بعض الأشرطة للشيخ عبد الله عزام رحمه الله، الذي كان له تأثيراً كبيراً في توجّهي صوب الجهاد، وكانت تأتينا كذلك "مجلة الجهاد" وبعض الأفلام المرئية التي أثّرت فيّ كثيراً وجعلتني من بين الشباب الذين حرصوا على الذهاب إلى ساحات الجهاد في أفغانستان.
وعزمت على الهجرة تاركاً ورائي أهلي، حيث لم يكن مضى على زواجي إلا مدة قصيرة جداً، تقارب الشهرين، وكان عمري آنذاك ثلاث وعشرين سنة.
س) الرحلة إلى أفغانستان كيف تمت؟
ج) حصلت على "الفيزا" من السفارة الأردنية، لأن الأمر كان وقتها ميسراً من قبل هذه الأنظمة التي تأتمر بأمر أمريكا، فسهلت انتقال الشباب إلى أفغانستان من أجل القضاء على الاتحاد السوفيتي وإيقاف زحفه نحو المياه الدافئة، كما هو الحلم الروسي.
وتعلم أن العالم كان منقسماً تحت سلطة المعسكر الرأسمالي والمعسكر الاشتراكي الشيوعي، وكان كلاهما يتنافس على مناطق النفوذ، لا سيما في الشرق الأوسط، ولما كانت الدول العربية على الأغلب تابعة للإرادة الأمريكية فقد غضّت الطرف عن إعلان الجهاد على الإتحاد السوفيتي، ومن ثم يسّرت هذه الدول طرق الوصول إلى أفغانستان.
وقد كان وصولي إلى أفغانستان في سنة 1989م وبعد أن مكثتُ ثلاث سنوات هناك عدتُ إلى الأردن في عام 1992م.
س) ما هو سبب خروجك من أفغانستان؟
ج) كنا في أفغانستان، ولكن - سبحان الله - بدأت الأحزاب تتقاتل فيما بينها بعدما سقطت كابل، ورأينا بعض الأوضاع التي كانت بعيدة عن المنهج القويم، فارتأينا أن نخرج من أفغانستان لنحاول أن نفعل شيئاً في بلاد الشام، وعلى وجه الخصوص في فلسطين والأردن.
س) إذن كان رجوعكم طلباً لنقل تجربة الجهاد الأفغاني إلى أرض الشام، ولكن ما هو تقيمك للتجربة التي خضتموها في الأردن؟
ج) لما رجعنا إلى الأردن كانت عندنا نوعاً من الحماسة الزائدة، وهذا واضح، وكنا نشكو كذلك من قلة الخبرة وضعف التجربة، إذ لم نكن قد خضنا تجربة كافية.
س) هل لكون التجربة كانت عسكرية بحتة أو ماذا؟
ج) أجل، نوعاً ما كانت التجربة عسكرية، ويطغى عليها احتراف فنون القتال، ولم يكن هناك ثمة تأكيد على الجوانب التنظيمية أو على ما يجب مراعاته من بناء شرعي.
فكنا نريد أن نقيم الجهاد بما أمكن، وقد نكون تعجلنا في بعض المسائل، وكان هناك بعض الثغرات الأمنية، بسبب ضعف خبرتنا التنظيمية وقصور تجربتنا الجهادية آنذاك.
وهذا الذي أذكره خاص بتجربتي التي خضتها مع بعض الإخوة الذين قرّروا نقل التجربة إلى الأردن، فلم تكن ثلاث سنوات في أفغانستان لتكفي.
س) بماذا نفعكم الجهاد في أفغانستان وبماذا أضر؟
ج) على العكس، لقد نفعنا الجهاد في أفغانستان، وهذا أمر لا شكّ فيه.
أما القصور؛ فقد كان بسبب طبيعة الأوضاع في أفغانستان - آنذاك - حيث عشنا هناك حياة الجبهات، وكان جهاداً عاماً مع الكفار، وكنا نجلس الشهور الطويلة في الجبهات، ولم يكن هناك برنامج منظم بحيث إنك تكون وسط جماعة تبدأ تربيتك تربية جهادية، تشمل التربية الشرعية والتنظيمية ولم يكن هناك شيء من هذا، بل كانت هناك معسكرات تتدرب فيها ثم تنزل إلى الجبهات لترابط وتقاتل فحسب.
س) ما هي أوجه الشبه والفروق بين الحال الآن في العراق وبين ما جرى في أفغانستان أيام الجهاد الروسي؟
ج) هناك لم تتسن فرصة للتنظيم أو لبناء شخص منظم.
أما في العراق الآن؛ فإن التجربة من هذه الناحية أفضل، ولعل من أسباب ذلك أن المجاهدين في العراق استفادوا من تجارب السابقين.
وخلال المدة اللاحقة - أي بعد وصول طالبان إلى الحكم - نضجت التجربة، وقد كانت التجربة السابقة كفيلة في إنضاج وتوضيح الكثير من الأوضاع اللازمة للجهاد الصحيح، وهذا الأمر واضح، فمنذ خروجنا من أفغانستان سنة 1992م إلى اليوم فرق كبير.
س) كم بينك وبينهم؟
ج) 11 سنة، وهي كفيلة بأن تُنضج رؤيتنا للأمور وطريقة التعامل مع الأحداث.
س) هل هذا هو السبب الرئيس أو من أهم الأسباب؟
ج) إن الجهاد في أفغانستان له مقوماته، لكن لاشك أن الجهاد في العراق في مدة قصيرة استطاع أن ينكل - بفضل الله تعالى - بالكفار وأن يوقع بهم نكاية عظيمة.
مع ملاحظة أمر هام؛ وهو أن المعطيات الموجودة على الساحة العراقية غير موجودة في أفغانستان.
س) ما هي أهمية وضوح المنهج واستقامته مع الكتاب والسنة في سير الجهاد؟
ج) وضوح المنهج مهم لأي جماعة تجاهد في سبيل الله تعالى، ولابد للجماعة المجاهدة أن تحدد هدفها في بداية الطريق؛ لماذا تجاهد؟ وعلى أي أساس تجاهد؟
س) ما هي أهم الأخطاء التي شهدها الجهاد الأفغاني ضد الروس؟
ج) كان الناس يقاتلون لإسقاط الحكم الشيوعي وتحكيم شرع الله عزّ وجل، فالهدف من هذه الناحية كان واضحاً.
ولكن تبين لنا مع مرور الأيام؛ أن الكثير من الجماعات المقاتلة كانت على منهج معوج.
وهنا من الواجب علينا الاستثناء، لأن هناك بعض الفصائل كانت ذات منهج جيد، ولابد من التفريق ما بين حسن القصد وصحة المنهج، ولا نشكك في النيّات، فنقول: كان هناك قصور في الرؤية وهذا جعلهم يقبلون العلماني والشيوعي والقتال مع الوطني، وفاتهم التمييز منذ البداية، فواجهوا مشاكل جمّة في الأخير.
أغلب الرموز من القادة في أفغانستان كانوا "إخوان" أو علمانيين يزعمون الجهاد كـ "سياف" و "رباني" و "حكمتيار" و "أحمد شاه مسعود"، لهذا لم يكن منهجهم واضحاً على الرغم من زعمهم أنهم يريدون تطبيق الشريعة.
وسبب ذلك أن أفغانستان كان لها ميزة تختلف كثيراً عن دول العالم الإسلامي، وهي صفة الالتزام وحب تطبيق الشريعة، فطبيعة الشعب الأفغاني محافظ، وهذا ما أدى إلى أن يكون السمت العام لهم سمتاً إسلامياَ، لكن من ناحية المنهج فإنه لم يكن مطروقاً عندهم بوضوح، فماذا كانت النتيجة؟
لقد أظهرت القيادات - التي كانت ذا منهج معوج - خياناتهم فيما بعد كـ "سياف" و "رباني" و "أحمد شاه مسعود" وتحالفوا مع البوذيين الهنادكة ومع الأمريكان، وقبلوا بالأمريكان ولم يقبلوا بطالبان.
س) بماذا تختلف طالبان عن البقية؟
ج) طالبان تختلف عن قادة الجهاد الأول، والذين كانوا - معظمهم - ينتمون إلى "المدرسة الحركية الإخوانية"، بخلاف حركة طالبان، التي يغلب عليها طابع ما يعرف عندهم بـ "الملالي".
ولما كانت طالبان هي مدرسة من المدارس الدينية، أصحاب منهج المدرسة الديوبندية، وتختلف عن "مدرسة الإخوان"، فلهذا لم يقبل هؤلاء بها، ولذلك وجدتهم وقفوا في صف الأمريكان.
وللأسف الشديد، هذا إن دلَّ؛ دلّ على فساد المنهج عند هؤلاء القوم، لكن هذا الفساد لم يكن ليظهر في بداية الأمر للناس، ثم بعد مدة انكشفت الخبايا، وعند النوازل تنكشف الحقائق وتتميز الصفوف.
س) بالمقابل يطالبكم المنظرون قائلين؛ ما هو منهجكم؟ وما هو مشروعكم السياسي؟ وإلى ماذا تبتغون الوصول؟
ج) أما برنامجنا السياسي - كما يسميه البعض - فإنا نجده مجموعاً مفصلاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (بُعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبد الله وحده).
ومما ينبغي التنويه له؛ أننا لا نؤمن بالسياسة على الطريقة المعهودة عند بعض الجماعات ذات التوجه الحزبي والتي ترفع الإسلام شعاراً لها ثم تراها داخلة في البرلمانات وتشارك الطغاة في إشغال المناصب التي تحتكم لغير شرع الله.
كما أن المشاريع السياسية لبعض الجماعات؛ فيها متاهات مريرة ومخالفات كثيرة - نسأل الله تعالى السلامة منها - ولهم تطبيقات منحرفة بعيدة كل البعد عن الدين.
مشروعنا السياسي - كما أسلفت - قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده).
وكما يُلاحَظ؛ فإن الرسول عليه الصلاة والسلام بعث بالسيف حتى يعبد الله وحده وهذا ما يحدد مشروعنا السياسي؛ نقاتل في سبيل الله حتى يقام شرع الله، وأول ذلك؛ أن نطرد العدوّ ثم نقيم دولة الإسلام ثم ننطلق في فتح بلاد المسلمين لاستردادها، ثم بعد ذلك نقاتل الكفار حتى يقبلوا بإحدى ثلاث.
"بعثت بالسيف بين يدي الساعة"؛ هذا هو مشروعنا السياسي.
ووالله لولا لم يقاتلنا الأمريكان ولم يصولوا على ديارنا هم واليهود، كان الأولى بالمسلمين أن لا يجلسوا عن الجهاد في سبيل الله وأن يطلبوا العدوّ حتى يُحَكّم شرع الله عزّ وجل على هذه البسيطة ويُنشر الإسلام في كل مكان.
وهذا ما كان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام عندما خرج من مكة إلى المدينة، فبعد أن أقام دولة الإسلام، بدأ يتحرك بنشر الإسلام في الشرق والغرب وفي الشمال وفي الجنوب.
مشروعنا السياسي الآن؛ طرد العدوّ الصائل - هذا بداية - أما مشروعنا بعده؛ فهو إقامة شرع الله تعالى في الأرض، "بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده".
هذا برنامجنا السياسي؛ "بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده".
وفي الجملة؛ فإن هذا الحديث من بدايته إلى نهايته يحدد معالم طريقنا.
أما الذين يقصدون بالمشروع السياسي؛ المصطلح الحادث - الذي يخالف الشرع، كالسياسة التي فيها مداهنة وتنازل عن ثوابت العقيدة وتمييع مسائل البراءة من الكفار - فهذا من السياسة المنحرفة التي لا يصح وصفها بالشرعية، لأنها تخالف الشرع ولا يصح أن تنسب إليه.
س) لم يزد "جون أبي زيد" على القاعدة عندما قال: (إن القاعدة تسعى خلال مائة عام للسيطرة على الأرض)؟
ج) لا نذيع سراً إذا قلنا؛ إننا نعمل على نشر عدل الإسلام في الأرض كلها، ومحق ظلم الكفر وجور الأديان، ونرجو من الله عزّ وجل أن يجعلنا طليعة للأمة في القتال من أجل ذلك، وأن يمنّ علينا حتى نطرد هذا العدوّ الصائل، ثم نسترد حقوق المسلمين ونطهر ديارهم من رجس الكفر والشرك، ثم بعد ذلك ننشر دين الله عزّ وجل في الأرض.
ولا نجد غضاضة في التصريح بهذا الأمر، فهو أمر كتبه ربنا علينا وفرضه على عباده.
س) لماذا تؤكدون دائما على وجوب الجهاد في العراق؟
ج) الواجب على المسلم أن يلتزم بأوامر الله عزّ وجل كما أراد وكما أمر، وهو أن يسعى لتطبيق شرع الله عزّ وجل، كسعيه في أداء الصلاة والزكاة والحج، وكما أن هذه فروض وشعائر من شعائر الإسلام فرضت على العبد المسلم، فكذلك الجهاد في سبيل الله عزّ وجل فريضة من الفرائض.
والجهاد في حقه؛ فرض كفاية، ولكن يتعين في حالات ثلاث - ومنهم من قال؛ أربع - والمشهور أنها ثلاث؛ إذا دهم العدوّ ديار الإسلام يصبح الجهاد فرض عين، ويتعين كذلك إذا استنفر الإمام المسلمين، وإذا التقى الزحفان يتعين كذلك.
والحالة الأولى - أي دخول العدوّ ديار الإسلام أو صولته على المسلمين - هي أشد الحالات التي يتعين فيها الجهاد.
وهي التي قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولا يشترط له شرط).
ولا يُظن أن شيخ الإسلام يقصد بعدم اشتراط أي شرط لجهاد الدفع، أنه نقاتل تحت أي راية، ومن غير أي ضوابط، وإنما قصد عدم اشتراط ما هو معهود عند الفقهاء من الشروط، ففي جهاد الدفع يخرج المدين من غير إذن الدائن، والمرأة من دون إذن زوجها، والولد من دون إذن والديه، هذا هو المقصود من كلام شيخ الإسلام: (ولا يشترط له شرط).
وجهادنا في هذا الوقت هو جهاد لدفع الصائل.
والناظر لحال الأمة اليوم؛ يرى بوضوح أن ما تتعرض له من هجوم هو حملة صليبية شرسة، لن تنتهي باحتلال العراق، ولن تتوقف قبل ابتلاع ديار الإسلام كلها وتنصير أهلها أجمعين - كما يتمنون -
والمعلوم؛ أن الحملة الصليبية استهدفت العراق بقصد التمكين لليهود وتحقيق حلم اليهود بقيام "دولة إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات، وعقيدة الإدارة الأمريكية في هذا واضحة، فهي تؤمن؛ بأنه لا نزول للمسيح - مسيحهم الدجال - قبل قيام دولة إسرائيل الكبرى ووقوع "معركة هرمجدون".
وكان من أهدافهم كذلك - المتفرعة عن هدفهم الأول - هو السيطرة المباشرة على منابع النفط، للتحكم بأسعاره ومنع أي دولة من دخول حلبة المنافسة مع الأمريكان.
وكان من مخططهم؛ الانتقال إلى السيطرة المباشرة على جزيرة العرب والشام معاً.
ولهذا فإن الأمة - كل الأمة - مأمورة بدفع هذه الصولة الصليبية اليهودية عن ديار المسلمين والوقوف بوجه هذا المخطط، الذي إن نجح - لا قدر الله تعالى - فإن المسلمين سيكونون عند ذاك على خطر عظيم، يُهدد دينهم ووجودُهم بالزوال.
ولهذا نؤكد على أن الجهاد في العراق فرض عين على المسلمين، والواجب على المسلمين إعانة إخوتهم في بلاد الرافدين وإمدادهم بالمال وبالرجال وبكل ما يستطيعون من قوة.
والجهاد في العراق - كما قلت - هو جهاد لدفع الصائل، ومن هنا قلنا: إنه لا يشترط له شرط، وهو فرض عين على كل مسلم قادر، وهذه واحدة.
والثانية؛ أن النفير لنصرة مسلمي بلاد الرافدين واجبٌ على المسلمين كافة، والله يقول: {استنصروكم}.
س) هناك من يعترض على قدوم الإخوة المهاجرين العرب وغيرهم لنصرة إخوانهم ومحاربة الصليبيين، فماذا تقولون لمثل هؤلاء؟
ج) هؤلاء صنفان، فهم إما جهّال لا يفقهون طبيعة هذا الدِّيْن، وإما إنهم مغرضون يريدون أن يصدوا المهاجرين عن اللحاق بإخوانهم الأنصار للقتال في سبيل الله تعالى، حتى لا يُأخذ بقتالهم بصفة عامة إنه جهاد عالمي.
والذي يمنع نصرة المسلمين بعضهم لبعض، إما إنه جاهل؛ فيُعلم، وإنما إنه مغرض؛ فنسأل الله السلامة من سوئه وزغل قلبه.
ولا بد من التسليم؛ بأن من الواجب على المسلمين أن ينفروا لنصرة بعضهم بعضاً، ومن الضروري أن نتفق؛ بأن ديار المسلمين هي دار واحدة.
أما ما حدده الأعداء - الأمم الكافرة - من حدود ورسموها وقسموا بموجبها بلاد المسلمين إلى دويلات، فإنا لا نؤمن بها، ولا تُلزمنا حدود "سايكس بيكو".
نحن المسلمون أمة واحدة، وأراضي الإسلام أرض واحدة، نقاتل لأجل "لا إله إلا الله"، لا نقاتل لأجل أرض فحسب، لأننا مأمورون بالدفاع عن أهل الإسلام والنفير لأجل حفظ بيضة المسلمين ونصرة جميع إخوتنا في الدِّيْن.
هذا هو الأصل؛ أن ينصر المسلم أخاه المسلم.
أما هذه الفرضيات التي وضعوها؛ فإنها مما لم ينزل الله بها من سلطان، فالعراق ليس لـ "العراقيين" وحدهم، بل هي أرض الصحابة، هذه الأرض سبق أن فتحها أجدادنا ورويت بدماء أهل الإسلام.
جاء الصحابة من مكة والمدينة ومن غيرها ومن اليمن ففتحوا هذه البلاد، ومنها انطلقوا لنشر الإسلام، وعلى هذا؛ فإن الأصل الذي نحتكم إليه في مثل هذه القضية: أن بلاد الإسلام - سواء العراق أو غيره - هي أرض إسلامية يحكمها أهل الإسلام ويدافع عنها المسلمون، على اختلاف ألوانهم وتنوع أعراقهم.
أما إسباغ صفة العرقية أو الوطنية على جهاد يحددونه بحدود "سايكس وبيكو"؛ فهذا ما لا يلزمنا ولن نحتكم إليه ما حيينا، وسيسعى المجاهدون لتحطيم هذه الأصنام وهذه الطواغيت وهذه الحدود لأنها - أصلاً - من مخططات الصليبيين ومن وضعهم، فهم من وضع هذه الحدود المصطنعة.
نحن نقول لهم؛ نحن أمة واحدة نقاتل لأجل "لا إله إلا الله"، لا نلتزم بحدودكم، وأرض العراق هي لكل المسلمين، وأرض مصر هي لكل المسلمين، وهكذا بقية أراضي المسلمين.
س) لماذا ترون أن الجهاد في العراق إذا ما انتهى، ستصاب الأمة بانتكاسة - كما صرّحتم في أكثر من مرّة -؟
ج) العدوّ عندما صال على العراق كان في مخططه مواصلة الحملة الصليبية للسيطرة على الشام وعلى جزيرة العرب، وكما أسلفت؛ التمكين لدولة إسرائيل الكبرى، فكان يظن أن هذا المخطط - بعد سقوط النظام العراقي والجيش العراقي الذي تبخر في لحظات - سيكون سهلا ميسورا، وأنه سيسير على ما وفق ما يرجون، لكن عندما قام المجاهدون وجاهدوا هذا العدوّ - بفضل الله عزّ وجل - استطاعوا أن يقفوا في وجه هذا العدوّ الصائل ويبدّدوا أحلامه.
هنا بدأ العدوّ يسعى بحيل أخرى حتى يحاول أن يصل إلى ما يبتغيه.
وقوف المجاهدين كان فيه نعمة كبيرة وخير عظيم، ولو لم يقف المجاهدون لنفّذ المخطط، والله أعلم بأحوال الشام وأحوال الجزيرة العربية.
ونحن نعتقد؛ بأن هؤلاء كان عندهم برنامج للسيطرة على العراق وغير العراق، وهجومهم على العراق كان لذاته ولغيره، لذلك وجب على الأمة أن تساند المجاهدين وتقف إلى جانبهم في مقاتلة هذا العدو.
أنظر ماذا يفعل العدوّ بالمسلمين؟ كيف يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم وينتهك أعراضهم ويأخذ أموالهم؟
هو يفعل هذه الجرائم مع وجود المجاهدين، فما بالك لو لم يكن هنالك مجاهدون؟
فوجود المجاهدين صمّام أمان وخط دفاع عن الأمة أفشل - أو كاد أن يفشل - بفضل الله تعالى هذه المخططات، وإن لم يستطيعوا؛ ففي أقل تقدير أخّروا هذا العدوّ حتى تقف الأمة على أقدامها وتمتشق سلاحها وتنفض غبار الذّلِّ عنها وتجاهد في سبيل الله عزّ وجل.
ولهذا فإن سقوط المجاهدين أو انتهاء الجهاد في العراق سيترتب عليه نتائج وخيمة على الأمة.
نحن نعتقد؛ أن المجاهدين في بلاد الرافدين هم خط الدفاع الأول عن هذه الأمة، وأن الله سبحانه وتعالى منَّ على المجاهدين في هذا الجهاد بأن أثخنوا في العدوّ وأصابوا منه أكثر من مقتل وأوقعوا فيه الجراحات، ولهذا فإن المجاهدين صمام الأمان لهذه الأمة وسياجها المتين أمام هذه الغزوة الحملة الصليبية الرافضية.
فنحن نقاتل في العراق لذاته ولغيره، نقاتل في العراق وعيوننا على بيت المقدس، نقاتل في العراق وعيوننا على مكة والمدينة.
فنحن بفضل الله تعالى نقاتِلُ في العراق، ونسأل الله أن يمنّ علينا لندفع هذا العدوّ الصائل عن الأمّة جميعاً.
كما أنّ الجهاد في العراق من ناحية إستراتجية؛ هو جهاد كبير الأهمية ويشكل خطراً عظيماً على أعداء الله عزّ وجل، وبالذات هذه الأنظمة الطاغوتية ومن ورائها إسرائيل، فنحن بيننا وبين فلسطين مرمى حجر، وهذا الجهاد مهم لأنه يقع في أخطر منطقة.
إن هذا العدوّ لو تمكن من بسط السيطرة على العراق لفعل بالأمة الأفاعيل ولهذا كان العدوّ يحث الخطى لبسط سيطرته حتى يكمل مشواره الذي جاء من أجله، وقد منّ الله تعالى على المسلمين فتصدى المجاهدون له واستطاعوا أن يضعوا العصا في العجلة فيبطئوها.
نعتقد؛ أنه كلما طال أمد الجهاد في العراق كلما استيقظت الأمة من سباتها، فليس من مصلحة الأمة أن ينتهي الجهاد في العراق، فكلما طال أمد الجهاد في العراق كلما انتفض شباب الأمة وأحيي الجهاد في نفوسهم.
والأمة ترى بفضل الله عزّ وجل كيف أن أبناءها يصولون على العدوّ ويطعنونه من هنا وهناك ويوقعون فيه الخسائر ويثخنونه بالجراحات بفضل الله عزّ وجل.
وبقدر تقدم المجاهدين على الأرض يُرفع الذل عن الأمة، وكلما تقدم المجاهدون خطوة يرفع الذل عن الأمة خطوات، وكذا كلما تأخر المجاهدون أُطبق الذل على الأمة وتأخرت سنوات.
لذلك من مصلحة الأمة أن يبقى الجهاد في العراق، ومن الواجب عليها أن تمد هؤلاء المجاهدين وقوداً يديم المعركة.
وعلى الأمة أن تقدم من أبنائها وفلذات أكبادها حتى يستمر هذا الجهاد ويأذن الله تعالى بوقوفها على أقدامها وتمتشق سيفها، بعدها لن يستطع أحد أن يقضي على هذه الأمة بإذن الله.
هذا الجهاد مهم لأن أمريكا - والكفر من ورائها بفضل الله - بدأت خطوات سقوطهم.
الآن، الكفر - بفضل الله عزّ وجل - في انحدار وفي سقوط، والإسلام - بفضل الله عزّ وجل - في ارتفاع وفي صعود، وهذا الصعود قد يصاحبه أحياناً بعض الابتلاءات وقد يكون هناك بعض البطء في قسمٍ من المراحل، وهذه ملازمة حتمية للمعارك والصراع، لاسيّما مع القوة العسكرية الضخمة والآلة الإعلامية الكبيرة التي يملكها العدوّ، ومن هنا قد يكون هناك نوع من التشويش والتضليل والتغييب للحقائق الحقيقية، ولكن في نهاية الأمر سيظهر عوار العدوّ بإذن الله عزّ وجل.
س) هل هناك فرق بين أن يحكم الأمة صليبي أو طاغوت عربي؟ وهناك من يقول؛ أنتم تقاتلون الصليبيين اليوم وسيأتيكم العلماني غداً مكانه؟
ج) لاشك أن هؤلاء المرتدين الذين يحكمون بلاد المسلمين هم نوابٌ للصليبيين وصنيعتهم، ولاشك أن الصليبيين هم من نصبهم على بلاد المسلمين، ولاشك أن هؤلاء الحكام أشد كفراً من اليهود والنصارى.
س) ما الفرق إذن؟
ج) في السابق كانوا يحكموننا بشكل مباشر، ثم تركونا بعد عجزهم عن مواجهة الثورات آنذاك ولتغيرات عالمية، نتج عنها أفول قوى ما يُسمى بـ "الاستعمار"، وخلفوا وراءهم حكومات علمانية أكملت مهمة تغييب الشريعة ونحر الإسلام بدلا عن الأجنبي الذي لا يُطاق، ولما رأوا فشل هؤلاء الحكام في القضاء على الإسلام نزلوا إلى الساحة بأنفسهم.
وأُذكّر بأنا لا نُفرق بين طاغوت عربي وآخر أجنبي.
لكني أقول لك؛ أيام صدام - مثلاً - تعرفون كيف عاش الناس تحت حكمه؟
استلمنا من آبائنا ونحن في المهد ولأكثر من ثلاثين سنة وهو يحكمنا وقد كان مسيطراً، والناس راضخون لسلطته والأوضاع مستقرة له والناس مُلبسٌ عليهم، كون القائمين على الدولة هم أبناء جلدتنا، وقد كان هؤلاء في الحقيقة أشد على الإسلام من الكافر الأصلي، فالكافر الأصلي مبغوض وتكرهه النفوس وهذا ما يشترك فيه جميع البشر، ومثال ذلك ما جرى بين الفيتناميين وبين الأمريكان، لكن المرتد الذي حكمنا قد درجت عليه النفوس وحكمنا بالسلاح واستطاع بالنار والحديد أن يلجم الناس، فكنّا مستضعفين معه والوضع مستتب والنظام باسط سيطرته.
نعم، الأصل أن نسعى، ولكن السعي قد يكون ضعيفا لقلة الإمكانيات ولكون النظام قد أحكم سيطرته على الأمور فلا أستطيع أن أقاتله، وإلا فالأصل أن نقاتله وأن نمتشق السلاح لمواجهته، لأنه أظهر الكفر البواح، وهذا ما عليه الإجماع؛ أن الإمام إذا ما أظهر الكفر خلع، وهذا طبعاً تبعاً للاستطاعة.
أما الآن، فالنظام قد سقط وحُطمت منظومة النار والحديد التي كان يمتلكها، وجاءني عدوٌ صائل، والنفوس مهيأة لقتاله والسلاح موجود والإمكانيات متوافرة، والسعة أن أقف وأقاتل هذا العدو، وعندها وجب على الأمة القتال.
أنا عندما أقاتل هذا العدو لا أقاتله لأمَكّن لليهود وغيرهم، أو ليأتي المرتدون ليحكموا، أو يأتي "علاوي" ليحكم أو غيره، ولن نُسْلِمَ له الأمور بإذن الله، اللهم إلا في حالة واحدة هي أن نكون تحت الأرض.
أنا الواجبُ عليّ - فريضةً عينيةً - أن أدفع العدوّ الصائل، وأما الثمرة؛ فليست علي والنتائج ليست موكولة لي، الأمر في ذلك كلّه لله.
قد يقول قائل: أنت تقاتل اليوم ويأتي العلمانيون غداً مكانكم؟ هذا رجمٌ بالغيب، أنا أمرت أن أقاتل هذا العدو، وما دمت مسلماً فعليك أن ترفع هذه الشعيرة.
ووفقاً لهذه النظرية الساقطة - عفواً - كونها شبه ساقطة أصلاً، وإلا متى كان المجاهدون يملكون القوة وعندهم العدد والعدة الكافيين حتى يظهروا على العدو؟
"لا تقاتلوا لأنكم إذا قاتلتم خسرتم كوادركم ومكنتم العدو"! هذا كلام غير شرعي أصلاً، لأن الأصل أن نقاتل العدوّ ونستعين بالله، فإن أظهرنا الله تعالى ومكنّ لنا وظهرنا على عدونا وحكمنا بشرع الله تعالى؛ فهذه نعمة من الله تعالى ويشف صدور قوم مؤمنين ويومئذٍ يفرح المؤمنين، وإن لم يُمكن لي؛ فهذه مسألة علمها عند ربي، فأنا متعبد أن أطيع ربي فيما أمر.
الواجب علينا النفير في سبيل نصرة الدِّيْن ورد الصائلين، وهذا ما تعبدنا به ربنا، ولم يجعل نجاتنا متوقفة على نجاحنا أو فشلنا في رد الكفار، المطلوب منا بالتحديد؛ هو الثبات وعدم التنازل عن شيء من عقيدتنا، ثم يقدر الله تعالى لنا ولدينه ما يريد.
وحيث دخل العدوّ الصائل على بلاد المسلمين؛ فقد وجب علي أن أدفعه بكل ما أستطيع.
وأما أولئك الذين يداهنون على حساب دينهم، ظناً منهم أنهم بفعلهم هذا سينصرون الدين؛ فهؤلاء يجهلون المطلوب منهم، وهم بفعلهم هذا قد أساءوا الظن بالله تعالى وبوعده، إذ إن فعلهم هذا يشير إلى سوء اعتقادهم بالله تعالى، وكأن الله تعالى بحاجة إلى أساليبهم الملتوية لنصرة الدين، والسؤال؛ هل هم أكثر حباً لنصر الدِّيْن وظهور التوحيد من رب العزة سبحانه؟!
س) ما هي أبعاد المخطط الأمريكي؟ وما هي الأسباب الخطر الكامنة في هذا المخطط ليكون اندفاعكم نحو ردّه بهذه القوّة؟
ج) كما قلت لك سابقاً؛ حملتهم هذه هي حرب صليبية، وهي امتداد عميق لزمنٍ غابر، وهي ليست وليدة اليوم، بل هي حرب متواصلة متصلة ذات مراحل متعددة لن تتوقف حتى تجعل من المسلمين تبعاً لهم في الملة.
ونعرف أن لهؤلاء مخططاتٍ وأهدافاً كثيرة، والمسلّم به عند الجميع أن اليهود هم رأس الأفعى وهم سبب كل شر وأصل كل سوء، ولما كانت إسرائيل مسيطرة على الإدارة الأمريكية ولها اليد الطولى في القرارات السياسية لأمريكا وبعض الدول الكبرى، فإن اليهود قد استخدموهم لتحقيق حلمهم بقيام دولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات، مع السيطرة في الوقت ذاته على جزيرة العرب وثروات المسلمين والتحكم بهم كما تريد.
وهذه الإدارة الأمريكية هي الوجه الآخر لليهودية، بل هي إدارة صهيونية متعصبة أكثر من اليهود أنفسهم، وتسعى سعياً حثيثاً للإسراع بتهيئة الأرضية الملائمة لنزول مسيحهم المزعوم، وهؤلاء يُعرفون اليوم بـ "الإنجيلين"، ويصطلح عليهم السياسيون بـ "اليمين المتطرف" أو بـ "المحافظين الجدد" وعلى رأسهم "بوش" ونائبه "دكشيني" و "رايس"، وهؤلاء يعتقدون بوجوب التمكين لدولة إسرائيل في الشرق الأوسط وإقامة الدولة العبرية الكبرى وشهود معركة "هرمجدون"، لاستعجال واستدعاء مسيحهم المنتظر.
وإذاً فهي حرب عقائدية في أصل وجودها وحقيقتها.
س) بالنسبة للرافضة، كان الاعتقاد السائد أن بينهم وبين الغرب الصليبي عداءً وخصومة دائمة - هذا في أقل تقدير ما كان يعتقده كثيرٌ من الناس - ولكن يبدو اليوم أن هذه النظرية قد تهاوت، ولكن لا زال بعض الناس يظن أن أمريكا ستغدر بهم قريباً وإنها لن تثق بهم وأنها تستخدمهم بشكل مؤقت، فما مدى صحة هذه النظرية وهل بات الأمريكان على حلفٍ دائم مع الرافضة؟
ج) من المعلوم أن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، ولهذا لابد أن نعرف أولاً من هم الرافضة؟
الرافضة طائفة خبيثة خرجت عن الإسلام وعليه، وأُسست لمحاربة أهل السنة والجماعة، فهم يعتقدون أن أهل السنة هم من اغتصب الخلافة من أهل البيت، بدءً من الخلفاء الثلاثة ومروراً ببني أُمية - الذين هم أهل السنة عند أهل الرافضة - وبالتالي فلا عدو للرافضة غير أهل السنة، وهم العدوّ الحقيقي والوحيد لهم.
س) إذاً هذا هو أصل تأسيس المذهب الرافضي؟
ج) نعم، هذا في أصل تأسيسه فإذا عرفنا هذا علمنا من هو عدوهم الوحيد.
ثم لو رجعنا إلى مؤسسه لوجدناه يهودياً، وعندها نعرف علاقتهم بأسلاف اليهود وأحفادهم المعاصرين.
وعلى مر التاريخ لم يعادِ الرافضة إلا أهل الإسلام، ولم يقاتلوا اليهود ولا النصارى، وكيف يعادونهم ومؤسس مذهبهم يهودي.
قد تكون هنالك بعض الصفقات و "المسرحيات" التي قد تظهر للناس أن بين اليهود والرافضة عداءٌ ما، وذلك من باب التبشير بالمذهب الرافضي وطلب القبول له في أوساط أهل السنة والجماعة، ليتسنى لهم بعد ذلك ضرب الإسلام وطعنه من الخلف.
وكون الرافضة طائفة جبانة، فهم لا يظهرون ما يعتقدون إلا إذا كانوا ذا قوة ومنعة، وقبل ذلك لا يظهرون شيئاً من عقيدتهم، فدينهم وسيرتهم قائمتان على التقية، وهذا ما فرضه عليهم دينهم الفاسد.
ولأجل هذا فهم على الحقيقة ليسوا أعداء لليهود والنصارى، وإنما أظهروا ذلك لخداع أهل السنة والتماس القبول عندهم، أما ما يشيعونه عن أنفسهم؛ أنهم أعداء لليهود وقضية "الشيطان الأكبر"، فكل هذا من باب اللعب على الذقون وخديعة لا تمر إلا على ضعاف العقول.
بل لم يكن لليهود والنصارى من أعوان غير هؤلاء الروافض الباطنيين، ولو تركنا تاريخهم المخزي جانباً وانتقلنا معهم إلى زماننا فإن خير دليل على تقرير حقيقة الرافضة ما كان منهم من مناصرة وتأييد مطلقين لليهود والنصارى.
وقد أمر شيطانهم "السيستاني" أتباعه من الروافض؛ أن لا يقاتلوا الأمريكان، ثم أصبحوا بعد ذلك عيوناً للغاصب اليهودي وعوناً للمجرم الصليبي، فمنهم الجيوش والشرطة والجواسيس، بل وحتى الخدم في القواعد الأمريكية، فكانوا بذلك حائط صدٍ يقي الكفار بأس المجاهدين، وأثناء ذلك أثخنوا بأهل السنة وشرعوا في تصفيتهم، تقتيلاً وتهجيراً واغتصاباً للمساجد، قبل أن يطلق عليهم أهل السنة رصاصة واحدة.
والذين دخلوا مع الأمريكان لم يكن لهم من هدف غير القضاء على أهل السنة.
وكان شعار "فيلق غدر": (الثار، الثار، من تكريت والأنبار).
كم قتلوا من كوادر علمية ومشايخ من أهل السنة؟ وكم اغتصبوا من النساء؟ وكم هجّروا من العوائل؟
فهل يعلم إخوتنا من أهل السنة في باقي البلدان ما حل بإخوتهم هنا في أرض الرافدين؟
لقد كان إثخان الرافضة في أهل السنة فضيعاً، وما حصل من مجازر على يد هؤلاء الروافض بحق أهل السنة يفوق ما نزل بالمسلمين على يد "محاكم التفتيش" في الأندلس.
وهذه المجازر لم يُسلط عليها الإعلام وغُيّبت - بتعمد - عن الإعلام، ولهذا فإن الكثير من المسلمين يجهلون حقيقة ما يجرى على أرض الرافدين من مجازر رهيبة اقترفت - ولا تزال تقترف - بحق أهل السنة.
ونحن بدورنا حاولنا ونحاول أن نبين للمسلمين حقيقة هؤلاء الروافض ونجلي لهم صورة ما وقع من المجازر المستمرة بحق أهل السنة، ولكن للأسف تغاضي البعض عن تبيين هذه الوقائع وسكوت الإعلام عن تجلية حقيقة ما يجري وإظهاره للمجرم بهيئة المظلوم؛ قد أخفى معالم أكبر جريمة ارتكبت في هذا العصر.
والذي لا إله إلا هو لو اطلعت الأمة على حقيقة مجازر الرافضة بحق أهل السنة لهالها ما رأت ولبكت العيون دماً لا دمعاً.
فيا أخي، إن ما يجري الآن وما جرى من عهد قريب لهو أمرٌ غير طبيعي، وإنه لإثخان مريع وإن صحت التسمية، "تطهير عرقي" بمعنى الكلمة، مئات من العوائل لا يعرف عنها خبر، وآلاف الشباب والشيوخ قتلوا، وكثير من النساء اغتصبن، وبيوتٌ عديدة حرِّقت، وآلاف الأسر هُجّرت قسراً، ولجأوا إلى الأنبار فراراً من بطش الرافضة، وقد جرت هذه الجرائم على مرأى ومسمع الأمريكان وبإعانة مباشرة منهم في بعض الأحيان.
و "لكن حمزة لا بواكي له"، حيث لم يذكر الإعلام شيئاً من هذا، لكن لو أن المجاهدين استهدفوا الأمريكان أو "الحرس الوثني" وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، تجد الإعلام قد هرع إلى نقل صورة مغايرة لحقيقة ما حدث ويأتيك بالصورة الأخرى: (سيارة انفجرت على الأمريكان والحرس، ولكن القتلى من النساء والأطفال)!
إن المقابر الجماعية التي اقترفها صدام وعموم جرائمه خلال ثلاثة عقود لا تعدل عشر ما فعله الرافضة خلال السنوات الثلاث الفائتات.
وللأسف فإن الكثير من الحركات الإسلامية تعرف هذا، وكذلك كثيرٌ من الشخصيات المشهورة تعرف ما فعله الرافضة بأهل السنة، ولكنهم ساكتون ولا أحد يوضح حقيقة ما يلاقيه أهل السنة - بالذات في الجنوب وفي المناطق ذات الأغلبية الرافضية والمناطق المتاخمة للوجود الرافضي - من مجازر تقشعر منها الجلود وتتقرح منها الأكباد، وللأسف فإن من يقف بوجه هؤلاء هم قلة.
وحيال هذا انبرى المجاهدون للدفاع عن أنفسهم وعن أعراض المسلمات وعن عامة أهل السنة لدفع الخطر الرافضي الداهم.
ولأجل كلّ ما سبق، فإن الرافضة عندنا أخطر من الأمريكان، فهم أكثر حقداً وأكثر تلبيساً على الناس، وقد أتوا بمخطط رافضي صفوي لا غاية له غير جزر أهل السنة والقضاء على موروث الصحابة وعلى كل شيء يمت للسنة بصلة.
لذا فإنّنا نقول؛ إن الرافضة لو تمكنوا في العراق وتمت لهم السيطرة الكاملة على هذا البلد وبدون أن يقوم هناك جهاد، لكان حال أهل السنة أسوء مما هو عليه الآن.
ومن هنا قد يلومنا الكثيرون لأجل قتالنا للرافضة، ويتساءل آخرون لماذا تقاتلون الرافضة؟
نحن وضّحنا ولأكثر من مرة، أننا لا نقاتل الرافضة لأنهم رافضة - هذا مع إننا نعتقد أنهم شر من تحت أديم السماء - لكن كنا في غنىً عن قتالهم، كما إننا في غنىً عن قتال غيرهم من المرتدين من الذين لم يشاركوا الأمريكان في حربهم للإسلام، ونحن كنا نتمنى أن نقاتل العدوّ الصائل.
وقد يظن ظان أن قتالنا للرافضة قتال شهوة أو قتال نزهة وسياحة، وأنا ارتأينا أن نقاتلهم فقاتلناهم، فأبعدنا بذلك النجعة وحرفنا الحراب عن نحر عدونا الأصلي، وبدأنا بأناس لم يكن هناك موجب لاستعجال قتالهم!
وهذا ليس صحيحاً، فنحن لم نقاتلهم ابتداءً، بل هم من بدأ بقتال أهل السنة.
وهؤلاء الذين جاءوا على الدبابات الأمريكية هم والأمريكان في صفٍ واحد، وهم من بادر إلى تصويب البنادق إلى صدور المجاهدين، وهم الذين أثخنوا بالمسلمين في العراق، وهم الذين استباحوا مساجد المسلمين في العراق، وقد بلغ عددها أكثر من ثلاثين مسجداً، وهذا في أول دخولهم لبغداد، وكثير من المساجد أُخذت في البصرة وفي العمارة وفي السماوة وفي الناصرية، أما رافضة الحلة فلم يتركوا لأهل السنة مسجداً.
علما أنهم لم يأخذوا كنيسة واحدة ولم يتعرضوا لخمّارة واحدة، وهناك معابد يهودية في العراق لم يتعرضوا لها، فهؤلاء القوم ما عندهم عداء إلا لأهل السنة.
ونقول للناس؛ هل يعقل شرعاً وعقلاً وواقعاً أن من كانت هذه صفته وهذا حاله، أن أغض الطرف عن جرائمه حتى لا أُتهم بإثارة الطائفية أو بحرف وجهة الصراع؟!
نحن يدنا - كما يقال - "في النار"، ونحن الذين ندرك واقعنا ونلاقي أذى الرافضة.
ولذلك فإن الأصل في الأمة؛ أن تثق بأبنائها وتأخذ برأيهم وتشد من أزرهم، فأبناؤها الذين ضحوا بأنفسهم وبذلوا أرواحهم أحق بالثقة وأجدر بالمساندة، فهم أدرى الناس بهؤلاء الرافضة وهم من اكتوى بلظى غدرهم وخيانتهم.
أما الذي خلف البحار أو ذاك البعيد عن هذه الساحة ويتابع الأحداث عن بعد وهو مرتاح البال - يأمن على عرضه وعلى أولاده ونسائه - فلن يكون حكمه على الأوضاع هنا كحكم الذي يعرف ويشعر ويلاقي ما يلاقيه أهل السنة من هؤلاء الروافض.
إن خيانات الروافض معروفة ومواقفهم المخزية مشهورة، وهذه ليست المرة الأولى التي يدخلون فيها بغداد مع العدوّ الغازي، بل قبل ذلك ابن العلقمي هيأ للتتار الدخول إلى بغداد بعد أن سرح الكثير من الجيش وأضعف جيش الخليفة وأثقله بالديون، فوطّأ للتتار، وحصل ما حصل لأهل السنة، وكانت المجازر - كما ذكر المؤرخون - تفوق المليوني قتيلا في بغداد، جراء خيانة الوزير ابن العلقمي.
هذا حالهم على مر التاريخ، ونحن نرى بأعيننا ماذا فعلوا بالمسلمين وما حلّ بهم من ويلات جراء هؤلاء، ولهذا لا نستطيع أن نبقى ساكتين عنهم، ولا مجال لتركهم يخوضوا بدماء أهل السنة، وفي قتالهم فضلٌ عظيم وخير عميم، والله يعلم أنه لولا قتال المجاهدين لهؤلاء الخونة لما بقي لأهل السنة في العراق وجود.
الرافضة عندما دخلوا جاءوا بخطة خبيثة، نعم عندما دخل "فيلق بدر" أعلن العداء، ولكن عدو الله "السيستاني" قال: لا نريد أن نثير الطائفية، لأنه يعلم أن أهل السنة إذا قاموا قومة رجل فلن يقف لهم شيء.
فماذا فعلوا؟
وضعوا أيديهم بيد أحفاد مؤسسهم، فسيطروا على مفاصل الدولة الرئيسة، كالجيش والشرطة وزارة الدفاع والنفط - وأنت تعرف أن مقومات أي دولة هو العسكر والمال - ثم بعد ذلك باسم الجيش والشرطة وباسم الحفاظ على الوطن والمواطن والعراق بدأوا يثخنوا بأهل السنة، مع ضخ إعلامي رهيب يغير الحقائق، كما هو الآن حاصل فيما يبثوه من إعلام خبيث، سواء كانت الصحف أو القنوات - كالعراقية والفيحاء والفرات وأخواتها العربية -
كان المخطط أنهم تحت لائحة الحفاظ على الوطن والمواطن والعراق وتطهير العراق من البعثيين ومن "فدائيي صدام" ومن الإرهابيين؛ يبدأوا يثخنوا إثخانا فضيعا بأهل السنة.
إستباحوا الأعراض وقتلوا الرجال واغتصبوا النساء وشردوا العوائل، تحت هذا المسمى، مع ضخ إعلامي رهيب، وقد انطلى هذا على كثير من الناس، سواء أكان داخل العراق أو في خارجه، وكان من المؤمل عندهم أن يتم هذا المخطط بشكل كامل خلال خمس سنوات، حيث يكون أكثر العراق عندها بأيدي الرافضة.
وأكبر دليل على ذلك؛ إن أغلب الناس يجهل المجازر، فمنذ سنتين ونصف وأهل السنة يتعرضون لمجازر غير مسبوقة على يد هؤلاء، فأين هو الإعلام؟ لا إعلام.
إذا قتل بعض الروافض يأتي الإعلام ينشر، وأن أهل السنة والوهابية يثخنون في هؤلاء.
لكن منذ سنتين يقتل أهل السنة ولم يُسمع لهم صوت خافت، والأصوات الأخيرة التي خرجت؛ اتهمت بعض الفصائل من الرافضة، وللأسف أنه هذا الأمر مؤداه ليست غضبة لأهل السنة ولا غضبة لله ولرسوله، لأن أهل السنة يتعرضون لمجازر منذ سنتين ونصف، ولم نسمع هؤلاء تكلموا ولا وضحوا الحقيقة من بداية الأمر، ولكن عندما بدأ الحبل يقترب منهم وعندما طفق هؤلاء المجرمون يثخنون فيهم، راحوا يصرخون: "أن هناك نفس طائفي" أو "أن هناك مجازر ترتكب".
لماذا دماء أهل السنة رخيصة - عند هؤلاء القوم - بهذه الصورة؟!
لم تبينوا الحق، ودائماً تحذرون من الطائفية، أيُّ طائفية؟!
هل كفّ الرافضة أسلحتهم عن المسلمين لنُطالب بالكف عنهم؟!
أنتم تعلمون علم اليقين أن الإثخان في أهل السنة فضيع.
كيف نسكت؟ كيف لا نرد الصاع صاعين؟
ثم هنالك من يقول لك: أن بعض الروافض أبرياء.
وهذا غير صحيح - من الناحية الشرعية - لأن هؤلاء الروافض هم طوائف ممتنعة بشوكة، وكلما قام الإخوة بتصفية عدد من "فيلق غدر" والجيش الرافضي المدعوم رسميا، يأتي "السيستاني" - مباشرة - ويرسل لنا من مناطق الرافضة متطوعين جدداً، وهكذا.
فهذا "الحرس الوثني" وهذه الشرطة الذين ترونهم و "لواء الذئب" والألوية الأخرى، كلها رافضية، وهؤلاء مادة الحكومة ومقومات هذا النظام الخبيث، فهي حكومة رافضية بحتة، وأعظم الشواهد على حقدهم الرافضي أنهم عندما دخلوا الفلوجة فعلوا بأهل السنة الأفاعيل.
أما ما نسمعه من أن رموز الرافضة يقولون: "والله لا نريد أن نجر إلى حرب طائفية"، فهذا من الكذب لخداع أهل السنة، فالحرب الطائفية قائمة، وهم ينكلون بأهل السنة، وهم من يبارك لهؤلاء الجنود ويبشرهم بالجنة ويبشرهم بالأجر العظيم.
ومن يقاتل أهل السنة غير "النجفي" وغير "السيستاني"، ثم يظهر على أنه من الحريصين على العراق ومن أبعد الناس عن الطائفية.
قبل مدة صرح كبيرهم "السيستاني": (أنه لو أُبيد نصف الشيعة فلن نجر إلى حربٍ طائفية)!
على من تكذب أيها العلقمي؟ أنت الذي قضيت على الآلاف من أهل السنة بفتاواك وتوجيهاتك.
الكلام الظاهري شيء، والواقع شيء آخر، والله يعلم أن هؤلاء الروافض لا يتحركون إلا بإشارة من رموزهم.
هؤلاء يضحكون على أهل السنة ويخادعونهم بكلام معسول، خوفاً من ثوران أهل السنة.
أي طائفية، ونساء أهل السنة مغتصبة عند هؤلاء؟!
أنا لا أكلمك الآن عن الأسرى والأسيرات في سجون الأمريكان، أنا أكلمك عن الأسرى والأسيرات في سجون هؤلاء الذين يقولون؛ لا للطائفية.
والله يعلم أين نساؤنا الآن؟ في سجون مدينة الكوت الرافضية التي تحكمها إيران، وفي سجون الحلة التي يحكمها العميد "قيس" الرافضي وفي سجن "براثة"، هذا السجن معتقل "فيلق بدر" وهناك أقبية وسجون تحت الأرض لا يعلم عنها شيء.
والآلاف من أهل السنة لا يُعلم أين هم.
لكن من يجرؤ من الرموز فيقوم برجولة وبصدق ليدافع عن أهل السنة ويوضح هذه الحقائق؟!
واللهِ لو يعلم الناس حال أهل السنة في العراق وماذا نزل بهم، لما تلذذوا بالفراش ولما تلذذوا بالطعام ولما تلذذوا بالشراب، إن كان عندهم غيرة، ثم بعد ذلك يأتي بعد ذلك من يحاسبنا، ويقول وهو متكأ على أريكته: لماذا تقاتلون الرافضة؟!
يا أمة محمد؛ نحن حالنا مع الرافضة حال رجل في بيته أفعى، ولا تعرف أين موجودة بالضبط، أهي في الخزانة أو هي تحت الفراش؟ أنت تعلم أن هذه الأفعى في هذا البيت وأنها ستخرج في أي لحظة.
الواجب عليك الآن أن تخرج وتبحث عن الأفعى ثم تقطع رأسها وتنتهي من شرها، أنت تنام الليل الطويل وهي في بيتك، هذا حالنا مع الرافضة.
بل أزيد أكثر من ذلك، الرافضة في ذاك الزمان يأخذون بالتقية، أما الآن فإنهم يأخذون بالعزيمة، وبدأوا يظهرون حقدهم لأنهم أصبحوا هم أصحاب الشوكة، وهو استحقاق خياني، وهذا نتيجة خيانتهم.
وحيث تُكشفت حقيقة الرافضة، فإن على الأمة أن تقف بوجههم.
وليتذكر أهل السنة أن الكفار إذا استفردوا بالمجاهدين فلن يقف بوجه الرافضة عندها أحد، وعند ذاك لن ينفعهم أسف ولن يغني عنهم ندم، ولعل أنسب ما يوصف به حال أهل السنة مع المجاهدين وخصومهم، المثلُ القائل؛ أُكلت يوم أكل الثور الأبيض.
المجاهدون هم الذين يحفظون أهل السنة، لا يحفظ أهل السنة البيانات، ولا يحفظ أهل السنة أصحاب القنوات الفضائية الذين يجلسون بعيدا عن المعامع ويُنَظّرون للأمة ويلقون الخطب المنمقة، هذا لن يثأر لعرض امرأة اُنتهك، ولن يثأر لدماء أهل السنة التي سفكت، ولن ينفعنا غير السلاح لمواجهة هؤلاء الجبناء ولن يردعهم إلا القوة.
إن جعل ديار الإٍسلام تدين بدين الرافضة مطلب أمريكي ومبتغى يهودي، كما هو معروف من تصريحات دهاقنة قم، ومن خلال التغلغل الإيراني في العراق والمسكوت عنه من قبل الأمريكان.
وفي العراق يمكن توضيح جزء من هذا المخطط من داخل بغداد، حيث منطقة الحرية ومنطقة الشعب ومنطقة حي أور والمدائن وأبو غريب والمناطق التي يكثر فيها الرافضة الآن، لقد أثخنوا بأهل السنة، وهناك برنامج لإخراجهم من هذه المناطق، حتى يسيطروا على حزام بغداد، وهو من مناطق أهل السنة، وهنالك اتفاق بين الرافضة والأمريكان لإفراغ هذه المناطق من أهل السنة.
والأمريكان عندما جاءوا مع "الحرس الوثني" الرافضي إلى الدورة قالوا لأهلها؛ سنخرجكم من بيوتكم.
والآن حتى المناهج الدراسية غُيرت لصالح الرافضة، انظروا إليها مناهج خبيثة هدامة، من الآن بدأت بذور التشيع تظهر بين الأطفال، فماذا سيكون الحال بعد خمس أو عشر سنوات عندما يمسكون بالوضع الاقتصادي والوضع العسكري؟
الناس مربوطة في بطونها ولا يريدون أن يضحوا لأجل هذا الدِّيْن وما يعلمون أن العراق مع الوقت سيتشيع.
هذه القبائل التي في الجنوب؛ قبل مائة أو مائتي سنة كانت سُنية ثم صُيرت رافضية.
قد تستبعدون تشيع الأنبار، وأنا أقول: إن ذلك غير مستبعد إن استمر السكوت وبقي الناس متفرجين.
في بداية دخول الأمريكان لبغداد كان أهل السنة في خوف شديد مما سيحل بهم من قبل الرافضة وكانت نفوسهم مهيأة للذلة - إلا من ر
بسم الله الرحمن الرحيم
كان الإخوة في القسم الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين - سابقاً - قد طلبوا قبل سنةٍ تقريباً من الشيخ أبي مصعب رحمه الله إجراء لقاء معه لأجل الوقوف على بعض الإجابات الملحة عن قسم من التساؤلات، ولكن الشيخ أبا مصعب قال لهم؛ بأنه سيستخير الله تعالى ثم يعطيهم رأيه بهذا الطلب.
وفعلا جاءهم الجواب بعد مدة؛ أن الشيخ وافق على طلبهم، وتم استدعاء مراسل القسم الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين آنذاك - الأخ أبي اليمان البغدادي رحمه الله - لإجراء لقاء "صحفي" مع الشيخ أبي مصعب.
وكانت المقابلة قد جرت على شكل حوار، حيث دخل الأخ أبو اليمان في نقاش مطول مع الشيخ أبي مصعب.
وإلى الإخوة الكرام تقدم "مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي"؛ هذه المقابلة التي حصلت عليها من إرشيف الإخوة في القسم الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
سائلين الباري جل ذكره التوفيق والسداد في أمرنا كله.
والله المستعان وعليه التكلان.
نص الحوار
أجرى الحوار القسم الإعلامي لـ "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"
* * *
أبو اليمان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا أبا مصعب.
الشيخ أبو مصعب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
س) من هو الشيخ أبو مصعب؟
ج) اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا ما شئت سهلا.
أخوكم في الله؛ العبد الفقير لعفو ربه، أحمد فضيل نزال الخلايلة، من عشائر بني حسن في الأردن.
س) متى كانت بداية توجهك إلى التدين؟
ج) كان ذلك في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وكانت بدايتي في مسجد "الحسين بن علي"، الكائن في مدينة الزرقاء، ثم بعد التزامي بستة أشهر ذهبت إلى أفغانستان حيث أرض الجهاد.
س) الجهة التي احتضنتك هل كانت ذا توجه معين أو ذات تدين عام؟
ج) الشباب الذين اهتديت على أيديهم كانوا من أصحاب التدين العام، وتعرف أن المرء قبل الالتزام لا يميز بين المناهج، لكن على العموم كان تديني تديناً عاماً.
س) هل كانت هناك شخصية معينة تأثرت بها قبل هدايتك؟
ج) لا، لم يكن هناك أي شخصية قد تأثرت بها قبل التزامي.
وكان الداعي الذي دفعني إلى التدين أني مررت بأكثر من حادثة تعرضت فيها للهلاك وشارفت معها على الموت، فشعرت أن الله عزّ وجل ينذرني، وبعدها اهتديت والتزمت طريق الإسلام.
س) الانتقال من التدين العام إلى ذروة الإسلام، وهو الجهاد، كيف تمّ ذلك؟
ج) خلال وجودي مع الإخوة في المسجد كنت - بفضل الله تعالى - محافظاً على صلاة الجماعة، وكان الإخوة يتذاكرون أخبار الجهاد في أفغانستان، وكانت تأتينا من هناك بعض الأشرطة للشيخ عبد الله عزام رحمه الله، الذي كان له تأثيراً كبيراً في توجّهي صوب الجهاد، وكانت تأتينا كذلك "مجلة الجهاد" وبعض الأفلام المرئية التي أثّرت فيّ كثيراً وجعلتني من بين الشباب الذين حرصوا على الذهاب إلى ساحات الجهاد في أفغانستان.
وعزمت على الهجرة تاركاً ورائي أهلي، حيث لم يكن مضى على زواجي إلا مدة قصيرة جداً، تقارب الشهرين، وكان عمري آنذاك ثلاث وعشرين سنة.
س) الرحلة إلى أفغانستان كيف تمت؟
ج) حصلت على "الفيزا" من السفارة الأردنية، لأن الأمر كان وقتها ميسراً من قبل هذه الأنظمة التي تأتمر بأمر أمريكا، فسهلت انتقال الشباب إلى أفغانستان من أجل القضاء على الاتحاد السوفيتي وإيقاف زحفه نحو المياه الدافئة، كما هو الحلم الروسي.
وتعلم أن العالم كان منقسماً تحت سلطة المعسكر الرأسمالي والمعسكر الاشتراكي الشيوعي، وكان كلاهما يتنافس على مناطق النفوذ، لا سيما في الشرق الأوسط، ولما كانت الدول العربية على الأغلب تابعة للإرادة الأمريكية فقد غضّت الطرف عن إعلان الجهاد على الإتحاد السوفيتي، ومن ثم يسّرت هذه الدول طرق الوصول إلى أفغانستان.
وقد كان وصولي إلى أفغانستان في سنة 1989م وبعد أن مكثتُ ثلاث سنوات هناك عدتُ إلى الأردن في عام 1992م.
س) ما هو سبب خروجك من أفغانستان؟
ج) كنا في أفغانستان، ولكن - سبحان الله - بدأت الأحزاب تتقاتل فيما بينها بعدما سقطت كابل، ورأينا بعض الأوضاع التي كانت بعيدة عن المنهج القويم، فارتأينا أن نخرج من أفغانستان لنحاول أن نفعل شيئاً في بلاد الشام، وعلى وجه الخصوص في فلسطين والأردن.
س) إذن كان رجوعكم طلباً لنقل تجربة الجهاد الأفغاني إلى أرض الشام، ولكن ما هو تقيمك للتجربة التي خضتموها في الأردن؟
ج) لما رجعنا إلى الأردن كانت عندنا نوعاً من الحماسة الزائدة، وهذا واضح، وكنا نشكو كذلك من قلة الخبرة وضعف التجربة، إذ لم نكن قد خضنا تجربة كافية.
س) هل لكون التجربة كانت عسكرية بحتة أو ماذا؟
ج) أجل، نوعاً ما كانت التجربة عسكرية، ويطغى عليها احتراف فنون القتال، ولم يكن هناك ثمة تأكيد على الجوانب التنظيمية أو على ما يجب مراعاته من بناء شرعي.
فكنا نريد أن نقيم الجهاد بما أمكن، وقد نكون تعجلنا في بعض المسائل، وكان هناك بعض الثغرات الأمنية، بسبب ضعف خبرتنا التنظيمية وقصور تجربتنا الجهادية آنذاك.
وهذا الذي أذكره خاص بتجربتي التي خضتها مع بعض الإخوة الذين قرّروا نقل التجربة إلى الأردن، فلم تكن ثلاث سنوات في أفغانستان لتكفي.
س) بماذا نفعكم الجهاد في أفغانستان وبماذا أضر؟
ج) على العكس، لقد نفعنا الجهاد في أفغانستان، وهذا أمر لا شكّ فيه.
أما القصور؛ فقد كان بسبب طبيعة الأوضاع في أفغانستان - آنذاك - حيث عشنا هناك حياة الجبهات، وكان جهاداً عاماً مع الكفار، وكنا نجلس الشهور الطويلة في الجبهات، ولم يكن هناك برنامج منظم بحيث إنك تكون وسط جماعة تبدأ تربيتك تربية جهادية، تشمل التربية الشرعية والتنظيمية ولم يكن هناك شيء من هذا، بل كانت هناك معسكرات تتدرب فيها ثم تنزل إلى الجبهات لترابط وتقاتل فحسب.
س) ما هي أوجه الشبه والفروق بين الحال الآن في العراق وبين ما جرى في أفغانستان أيام الجهاد الروسي؟
ج) هناك لم تتسن فرصة للتنظيم أو لبناء شخص منظم.
أما في العراق الآن؛ فإن التجربة من هذه الناحية أفضل، ولعل من أسباب ذلك أن المجاهدين في العراق استفادوا من تجارب السابقين.
وخلال المدة اللاحقة - أي بعد وصول طالبان إلى الحكم - نضجت التجربة، وقد كانت التجربة السابقة كفيلة في إنضاج وتوضيح الكثير من الأوضاع اللازمة للجهاد الصحيح، وهذا الأمر واضح، فمنذ خروجنا من أفغانستان سنة 1992م إلى اليوم فرق كبير.
س) كم بينك وبينهم؟
ج) 11 سنة، وهي كفيلة بأن تُنضج رؤيتنا للأمور وطريقة التعامل مع الأحداث.
س) هل هذا هو السبب الرئيس أو من أهم الأسباب؟
ج) إن الجهاد في أفغانستان له مقوماته، لكن لاشك أن الجهاد في العراق في مدة قصيرة استطاع أن ينكل - بفضل الله تعالى - بالكفار وأن يوقع بهم نكاية عظيمة.
مع ملاحظة أمر هام؛ وهو أن المعطيات الموجودة على الساحة العراقية غير موجودة في أفغانستان.
س) ما هي أهمية وضوح المنهج واستقامته مع الكتاب والسنة في سير الجهاد؟
ج) وضوح المنهج مهم لأي جماعة تجاهد في سبيل الله تعالى، ولابد للجماعة المجاهدة أن تحدد هدفها في بداية الطريق؛ لماذا تجاهد؟ وعلى أي أساس تجاهد؟
س) ما هي أهم الأخطاء التي شهدها الجهاد الأفغاني ضد الروس؟
ج) كان الناس يقاتلون لإسقاط الحكم الشيوعي وتحكيم شرع الله عزّ وجل، فالهدف من هذه الناحية كان واضحاً.
ولكن تبين لنا مع مرور الأيام؛ أن الكثير من الجماعات المقاتلة كانت على منهج معوج.
وهنا من الواجب علينا الاستثناء، لأن هناك بعض الفصائل كانت ذات منهج جيد، ولابد من التفريق ما بين حسن القصد وصحة المنهج، ولا نشكك في النيّات، فنقول: كان هناك قصور في الرؤية وهذا جعلهم يقبلون العلماني والشيوعي والقتال مع الوطني، وفاتهم التمييز منذ البداية، فواجهوا مشاكل جمّة في الأخير.
أغلب الرموز من القادة في أفغانستان كانوا "إخوان" أو علمانيين يزعمون الجهاد كـ "سياف" و "رباني" و "حكمتيار" و "أحمد شاه مسعود"، لهذا لم يكن منهجهم واضحاً على الرغم من زعمهم أنهم يريدون تطبيق الشريعة.
وسبب ذلك أن أفغانستان كان لها ميزة تختلف كثيراً عن دول العالم الإسلامي، وهي صفة الالتزام وحب تطبيق الشريعة، فطبيعة الشعب الأفغاني محافظ، وهذا ما أدى إلى أن يكون السمت العام لهم سمتاً إسلامياَ، لكن من ناحية المنهج فإنه لم يكن مطروقاً عندهم بوضوح، فماذا كانت النتيجة؟
لقد أظهرت القيادات - التي كانت ذا منهج معوج - خياناتهم فيما بعد كـ "سياف" و "رباني" و "أحمد شاه مسعود" وتحالفوا مع البوذيين الهنادكة ومع الأمريكان، وقبلوا بالأمريكان ولم يقبلوا بطالبان.
س) بماذا تختلف طالبان عن البقية؟
ج) طالبان تختلف عن قادة الجهاد الأول، والذين كانوا - معظمهم - ينتمون إلى "المدرسة الحركية الإخوانية"، بخلاف حركة طالبان، التي يغلب عليها طابع ما يعرف عندهم بـ "الملالي".
ولما كانت طالبان هي مدرسة من المدارس الدينية، أصحاب منهج المدرسة الديوبندية، وتختلف عن "مدرسة الإخوان"، فلهذا لم يقبل هؤلاء بها، ولذلك وجدتهم وقفوا في صف الأمريكان.
وللأسف الشديد، هذا إن دلَّ؛ دلّ على فساد المنهج عند هؤلاء القوم، لكن هذا الفساد لم يكن ليظهر في بداية الأمر للناس، ثم بعد مدة انكشفت الخبايا، وعند النوازل تنكشف الحقائق وتتميز الصفوف.
س) بالمقابل يطالبكم المنظرون قائلين؛ ما هو منهجكم؟ وما هو مشروعكم السياسي؟ وإلى ماذا تبتغون الوصول؟
ج) أما برنامجنا السياسي - كما يسميه البعض - فإنا نجده مجموعاً مفصلاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (بُعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبد الله وحده).
ومما ينبغي التنويه له؛ أننا لا نؤمن بالسياسة على الطريقة المعهودة عند بعض الجماعات ذات التوجه الحزبي والتي ترفع الإسلام شعاراً لها ثم تراها داخلة في البرلمانات وتشارك الطغاة في إشغال المناصب التي تحتكم لغير شرع الله.
كما أن المشاريع السياسية لبعض الجماعات؛ فيها متاهات مريرة ومخالفات كثيرة - نسأل الله تعالى السلامة منها - ولهم تطبيقات منحرفة بعيدة كل البعد عن الدين.
مشروعنا السياسي - كما أسلفت - قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده).
وكما يُلاحَظ؛ فإن الرسول عليه الصلاة والسلام بعث بالسيف حتى يعبد الله وحده وهذا ما يحدد مشروعنا السياسي؛ نقاتل في سبيل الله حتى يقام شرع الله، وأول ذلك؛ أن نطرد العدوّ ثم نقيم دولة الإسلام ثم ننطلق في فتح بلاد المسلمين لاستردادها، ثم بعد ذلك نقاتل الكفار حتى يقبلوا بإحدى ثلاث.
"بعثت بالسيف بين يدي الساعة"؛ هذا هو مشروعنا السياسي.
ووالله لولا لم يقاتلنا الأمريكان ولم يصولوا على ديارنا هم واليهود، كان الأولى بالمسلمين أن لا يجلسوا عن الجهاد في سبيل الله وأن يطلبوا العدوّ حتى يُحَكّم شرع الله عزّ وجل على هذه البسيطة ويُنشر الإسلام في كل مكان.
وهذا ما كان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام عندما خرج من مكة إلى المدينة، فبعد أن أقام دولة الإسلام، بدأ يتحرك بنشر الإسلام في الشرق والغرب وفي الشمال وفي الجنوب.
مشروعنا السياسي الآن؛ طرد العدوّ الصائل - هذا بداية - أما مشروعنا بعده؛ فهو إقامة شرع الله تعالى في الأرض، "بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده".
هذا برنامجنا السياسي؛ "بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده".
وفي الجملة؛ فإن هذا الحديث من بدايته إلى نهايته يحدد معالم طريقنا.
أما الذين يقصدون بالمشروع السياسي؛ المصطلح الحادث - الذي يخالف الشرع، كالسياسة التي فيها مداهنة وتنازل عن ثوابت العقيدة وتمييع مسائل البراءة من الكفار - فهذا من السياسة المنحرفة التي لا يصح وصفها بالشرعية، لأنها تخالف الشرع ولا يصح أن تنسب إليه.
س) لم يزد "جون أبي زيد" على القاعدة عندما قال: (إن القاعدة تسعى خلال مائة عام للسيطرة على الأرض)؟
ج) لا نذيع سراً إذا قلنا؛ إننا نعمل على نشر عدل الإسلام في الأرض كلها، ومحق ظلم الكفر وجور الأديان، ونرجو من الله عزّ وجل أن يجعلنا طليعة للأمة في القتال من أجل ذلك، وأن يمنّ علينا حتى نطرد هذا العدوّ الصائل، ثم نسترد حقوق المسلمين ونطهر ديارهم من رجس الكفر والشرك، ثم بعد ذلك ننشر دين الله عزّ وجل في الأرض.
ولا نجد غضاضة في التصريح بهذا الأمر، فهو أمر كتبه ربنا علينا وفرضه على عباده.
س) لماذا تؤكدون دائما على وجوب الجهاد في العراق؟
ج) الواجب على المسلم أن يلتزم بأوامر الله عزّ وجل كما أراد وكما أمر، وهو أن يسعى لتطبيق شرع الله عزّ وجل، كسعيه في أداء الصلاة والزكاة والحج، وكما أن هذه فروض وشعائر من شعائر الإسلام فرضت على العبد المسلم، فكذلك الجهاد في سبيل الله عزّ وجل فريضة من الفرائض.
والجهاد في حقه؛ فرض كفاية، ولكن يتعين في حالات ثلاث - ومنهم من قال؛ أربع - والمشهور أنها ثلاث؛ إذا دهم العدوّ ديار الإسلام يصبح الجهاد فرض عين، ويتعين كذلك إذا استنفر الإمام المسلمين، وإذا التقى الزحفان يتعين كذلك.
والحالة الأولى - أي دخول العدوّ ديار الإسلام أو صولته على المسلمين - هي أشد الحالات التي يتعين فيها الجهاد.
وهي التي قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولا يشترط له شرط).
ولا يُظن أن شيخ الإسلام يقصد بعدم اشتراط أي شرط لجهاد الدفع، أنه نقاتل تحت أي راية، ومن غير أي ضوابط، وإنما قصد عدم اشتراط ما هو معهود عند الفقهاء من الشروط، ففي جهاد الدفع يخرج المدين من غير إذن الدائن، والمرأة من دون إذن زوجها، والولد من دون إذن والديه، هذا هو المقصود من كلام شيخ الإسلام: (ولا يشترط له شرط).
وجهادنا في هذا الوقت هو جهاد لدفع الصائل.
والناظر لحال الأمة اليوم؛ يرى بوضوح أن ما تتعرض له من هجوم هو حملة صليبية شرسة، لن تنتهي باحتلال العراق، ولن تتوقف قبل ابتلاع ديار الإسلام كلها وتنصير أهلها أجمعين - كما يتمنون -
والمعلوم؛ أن الحملة الصليبية استهدفت العراق بقصد التمكين لليهود وتحقيق حلم اليهود بقيام "دولة إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات، وعقيدة الإدارة الأمريكية في هذا واضحة، فهي تؤمن؛ بأنه لا نزول للمسيح - مسيحهم الدجال - قبل قيام دولة إسرائيل الكبرى ووقوع "معركة هرمجدون".
وكان من أهدافهم كذلك - المتفرعة عن هدفهم الأول - هو السيطرة المباشرة على منابع النفط، للتحكم بأسعاره ومنع أي دولة من دخول حلبة المنافسة مع الأمريكان.
وكان من مخططهم؛ الانتقال إلى السيطرة المباشرة على جزيرة العرب والشام معاً.
ولهذا فإن الأمة - كل الأمة - مأمورة بدفع هذه الصولة الصليبية اليهودية عن ديار المسلمين والوقوف بوجه هذا المخطط، الذي إن نجح - لا قدر الله تعالى - فإن المسلمين سيكونون عند ذاك على خطر عظيم، يُهدد دينهم ووجودُهم بالزوال.
ولهذا نؤكد على أن الجهاد في العراق فرض عين على المسلمين، والواجب على المسلمين إعانة إخوتهم في بلاد الرافدين وإمدادهم بالمال وبالرجال وبكل ما يستطيعون من قوة.
والجهاد في العراق - كما قلت - هو جهاد لدفع الصائل، ومن هنا قلنا: إنه لا يشترط له شرط، وهو فرض عين على كل مسلم قادر، وهذه واحدة.
والثانية؛ أن النفير لنصرة مسلمي بلاد الرافدين واجبٌ على المسلمين كافة، والله يقول: {استنصروكم}.
س) هناك من يعترض على قدوم الإخوة المهاجرين العرب وغيرهم لنصرة إخوانهم ومحاربة الصليبيين، فماذا تقولون لمثل هؤلاء؟
ج) هؤلاء صنفان، فهم إما جهّال لا يفقهون طبيعة هذا الدِّيْن، وإما إنهم مغرضون يريدون أن يصدوا المهاجرين عن اللحاق بإخوانهم الأنصار للقتال في سبيل الله تعالى، حتى لا يُأخذ بقتالهم بصفة عامة إنه جهاد عالمي.
والذي يمنع نصرة المسلمين بعضهم لبعض، إما إنه جاهل؛ فيُعلم، وإنما إنه مغرض؛ فنسأل الله السلامة من سوئه وزغل قلبه.
ولا بد من التسليم؛ بأن من الواجب على المسلمين أن ينفروا لنصرة بعضهم بعضاً، ومن الضروري أن نتفق؛ بأن ديار المسلمين هي دار واحدة.
أما ما حدده الأعداء - الأمم الكافرة - من حدود ورسموها وقسموا بموجبها بلاد المسلمين إلى دويلات، فإنا لا نؤمن بها، ولا تُلزمنا حدود "سايكس بيكو".
نحن المسلمون أمة واحدة، وأراضي الإسلام أرض واحدة، نقاتل لأجل "لا إله إلا الله"، لا نقاتل لأجل أرض فحسب، لأننا مأمورون بالدفاع عن أهل الإسلام والنفير لأجل حفظ بيضة المسلمين ونصرة جميع إخوتنا في الدِّيْن.
هذا هو الأصل؛ أن ينصر المسلم أخاه المسلم.
أما هذه الفرضيات التي وضعوها؛ فإنها مما لم ينزل الله بها من سلطان، فالعراق ليس لـ "العراقيين" وحدهم، بل هي أرض الصحابة، هذه الأرض سبق أن فتحها أجدادنا ورويت بدماء أهل الإسلام.
جاء الصحابة من مكة والمدينة ومن غيرها ومن اليمن ففتحوا هذه البلاد، ومنها انطلقوا لنشر الإسلام، وعلى هذا؛ فإن الأصل الذي نحتكم إليه في مثل هذه القضية: أن بلاد الإسلام - سواء العراق أو غيره - هي أرض إسلامية يحكمها أهل الإسلام ويدافع عنها المسلمون، على اختلاف ألوانهم وتنوع أعراقهم.
أما إسباغ صفة العرقية أو الوطنية على جهاد يحددونه بحدود "سايكس وبيكو"؛ فهذا ما لا يلزمنا ولن نحتكم إليه ما حيينا، وسيسعى المجاهدون لتحطيم هذه الأصنام وهذه الطواغيت وهذه الحدود لأنها - أصلاً - من مخططات الصليبيين ومن وضعهم، فهم من وضع هذه الحدود المصطنعة.
نحن نقول لهم؛ نحن أمة واحدة نقاتل لأجل "لا إله إلا الله"، لا نلتزم بحدودكم، وأرض العراق هي لكل المسلمين، وأرض مصر هي لكل المسلمين، وهكذا بقية أراضي المسلمين.
س) لماذا ترون أن الجهاد في العراق إذا ما انتهى، ستصاب الأمة بانتكاسة - كما صرّحتم في أكثر من مرّة -؟
ج) العدوّ عندما صال على العراق كان في مخططه مواصلة الحملة الصليبية للسيطرة على الشام وعلى جزيرة العرب، وكما أسلفت؛ التمكين لدولة إسرائيل الكبرى، فكان يظن أن هذا المخطط - بعد سقوط النظام العراقي والجيش العراقي الذي تبخر في لحظات - سيكون سهلا ميسورا، وأنه سيسير على ما وفق ما يرجون، لكن عندما قام المجاهدون وجاهدوا هذا العدوّ - بفضل الله عزّ وجل - استطاعوا أن يقفوا في وجه هذا العدوّ الصائل ويبدّدوا أحلامه.
هنا بدأ العدوّ يسعى بحيل أخرى حتى يحاول أن يصل إلى ما يبتغيه.
وقوف المجاهدين كان فيه نعمة كبيرة وخير عظيم، ولو لم يقف المجاهدون لنفّذ المخطط، والله أعلم بأحوال الشام وأحوال الجزيرة العربية.
ونحن نعتقد؛ بأن هؤلاء كان عندهم برنامج للسيطرة على العراق وغير العراق، وهجومهم على العراق كان لذاته ولغيره، لذلك وجب على الأمة أن تساند المجاهدين وتقف إلى جانبهم في مقاتلة هذا العدو.
أنظر ماذا يفعل العدوّ بالمسلمين؟ كيف يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم وينتهك أعراضهم ويأخذ أموالهم؟
هو يفعل هذه الجرائم مع وجود المجاهدين، فما بالك لو لم يكن هنالك مجاهدون؟
فوجود المجاهدين صمّام أمان وخط دفاع عن الأمة أفشل - أو كاد أن يفشل - بفضل الله تعالى هذه المخططات، وإن لم يستطيعوا؛ ففي أقل تقدير أخّروا هذا العدوّ حتى تقف الأمة على أقدامها وتمتشق سلاحها وتنفض غبار الذّلِّ عنها وتجاهد في سبيل الله عزّ وجل.
ولهذا فإن سقوط المجاهدين أو انتهاء الجهاد في العراق سيترتب عليه نتائج وخيمة على الأمة.
نحن نعتقد؛ أن المجاهدين في بلاد الرافدين هم خط الدفاع الأول عن هذه الأمة، وأن الله سبحانه وتعالى منَّ على المجاهدين في هذا الجهاد بأن أثخنوا في العدوّ وأصابوا منه أكثر من مقتل وأوقعوا فيه الجراحات، ولهذا فإن المجاهدين صمام الأمان لهذه الأمة وسياجها المتين أمام هذه الغزوة الحملة الصليبية الرافضية.
فنحن نقاتل في العراق لذاته ولغيره، نقاتل في العراق وعيوننا على بيت المقدس، نقاتل في العراق وعيوننا على مكة والمدينة.
فنحن بفضل الله تعالى نقاتِلُ في العراق، ونسأل الله أن يمنّ علينا لندفع هذا العدوّ الصائل عن الأمّة جميعاً.
كما أنّ الجهاد في العراق من ناحية إستراتجية؛ هو جهاد كبير الأهمية ويشكل خطراً عظيماً على أعداء الله عزّ وجل، وبالذات هذه الأنظمة الطاغوتية ومن ورائها إسرائيل، فنحن بيننا وبين فلسطين مرمى حجر، وهذا الجهاد مهم لأنه يقع في أخطر منطقة.
إن هذا العدوّ لو تمكن من بسط السيطرة على العراق لفعل بالأمة الأفاعيل ولهذا كان العدوّ يحث الخطى لبسط سيطرته حتى يكمل مشواره الذي جاء من أجله، وقد منّ الله تعالى على المسلمين فتصدى المجاهدون له واستطاعوا أن يضعوا العصا في العجلة فيبطئوها.
نعتقد؛ أنه كلما طال أمد الجهاد في العراق كلما استيقظت الأمة من سباتها، فليس من مصلحة الأمة أن ينتهي الجهاد في العراق، فكلما طال أمد الجهاد في العراق كلما انتفض شباب الأمة وأحيي الجهاد في نفوسهم.
والأمة ترى بفضل الله عزّ وجل كيف أن أبناءها يصولون على العدوّ ويطعنونه من هنا وهناك ويوقعون فيه الخسائر ويثخنونه بالجراحات بفضل الله عزّ وجل.
وبقدر تقدم المجاهدين على الأرض يُرفع الذل عن الأمة، وكلما تقدم المجاهدون خطوة يرفع الذل عن الأمة خطوات، وكذا كلما تأخر المجاهدون أُطبق الذل على الأمة وتأخرت سنوات.
لذلك من مصلحة الأمة أن يبقى الجهاد في العراق، ومن الواجب عليها أن تمد هؤلاء المجاهدين وقوداً يديم المعركة.
وعلى الأمة أن تقدم من أبنائها وفلذات أكبادها حتى يستمر هذا الجهاد ويأذن الله تعالى بوقوفها على أقدامها وتمتشق سيفها، بعدها لن يستطع أحد أن يقضي على هذه الأمة بإذن الله.
هذا الجهاد مهم لأن أمريكا - والكفر من ورائها بفضل الله - بدأت خطوات سقوطهم.
الآن، الكفر - بفضل الله عزّ وجل - في انحدار وفي سقوط، والإسلام - بفضل الله عزّ وجل - في ارتفاع وفي صعود، وهذا الصعود قد يصاحبه أحياناً بعض الابتلاءات وقد يكون هناك بعض البطء في قسمٍ من المراحل، وهذه ملازمة حتمية للمعارك والصراع، لاسيّما مع القوة العسكرية الضخمة والآلة الإعلامية الكبيرة التي يملكها العدوّ، ومن هنا قد يكون هناك نوع من التشويش والتضليل والتغييب للحقائق الحقيقية، ولكن في نهاية الأمر سيظهر عوار العدوّ بإذن الله عزّ وجل.
س) هل هناك فرق بين أن يحكم الأمة صليبي أو طاغوت عربي؟ وهناك من يقول؛ أنتم تقاتلون الصليبيين اليوم وسيأتيكم العلماني غداً مكانه؟
ج) لاشك أن هؤلاء المرتدين الذين يحكمون بلاد المسلمين هم نوابٌ للصليبيين وصنيعتهم، ولاشك أن الصليبيين هم من نصبهم على بلاد المسلمين، ولاشك أن هؤلاء الحكام أشد كفراً من اليهود والنصارى.
س) ما الفرق إذن؟
ج) في السابق كانوا يحكموننا بشكل مباشر، ثم تركونا بعد عجزهم عن مواجهة الثورات آنذاك ولتغيرات عالمية، نتج عنها أفول قوى ما يُسمى بـ "الاستعمار"، وخلفوا وراءهم حكومات علمانية أكملت مهمة تغييب الشريعة ونحر الإسلام بدلا عن الأجنبي الذي لا يُطاق، ولما رأوا فشل هؤلاء الحكام في القضاء على الإسلام نزلوا إلى الساحة بأنفسهم.
وأُذكّر بأنا لا نُفرق بين طاغوت عربي وآخر أجنبي.
لكني أقول لك؛ أيام صدام - مثلاً - تعرفون كيف عاش الناس تحت حكمه؟
استلمنا من آبائنا ونحن في المهد ولأكثر من ثلاثين سنة وهو يحكمنا وقد كان مسيطراً، والناس راضخون لسلطته والأوضاع مستقرة له والناس مُلبسٌ عليهم، كون القائمين على الدولة هم أبناء جلدتنا، وقد كان هؤلاء في الحقيقة أشد على الإسلام من الكافر الأصلي، فالكافر الأصلي مبغوض وتكرهه النفوس وهذا ما يشترك فيه جميع البشر، ومثال ذلك ما جرى بين الفيتناميين وبين الأمريكان، لكن المرتد الذي حكمنا قد درجت عليه النفوس وحكمنا بالسلاح واستطاع بالنار والحديد أن يلجم الناس، فكنّا مستضعفين معه والوضع مستتب والنظام باسط سيطرته.
نعم، الأصل أن نسعى، ولكن السعي قد يكون ضعيفا لقلة الإمكانيات ولكون النظام قد أحكم سيطرته على الأمور فلا أستطيع أن أقاتله، وإلا فالأصل أن نقاتله وأن نمتشق السلاح لمواجهته، لأنه أظهر الكفر البواح، وهذا ما عليه الإجماع؛ أن الإمام إذا ما أظهر الكفر خلع، وهذا طبعاً تبعاً للاستطاعة.
أما الآن، فالنظام قد سقط وحُطمت منظومة النار والحديد التي كان يمتلكها، وجاءني عدوٌ صائل، والنفوس مهيأة لقتاله والسلاح موجود والإمكانيات متوافرة، والسعة أن أقف وأقاتل هذا العدو، وعندها وجب على الأمة القتال.
أنا عندما أقاتل هذا العدو لا أقاتله لأمَكّن لليهود وغيرهم، أو ليأتي المرتدون ليحكموا، أو يأتي "علاوي" ليحكم أو غيره، ولن نُسْلِمَ له الأمور بإذن الله، اللهم إلا في حالة واحدة هي أن نكون تحت الأرض.
أنا الواجبُ عليّ - فريضةً عينيةً - أن أدفع العدوّ الصائل، وأما الثمرة؛ فليست علي والنتائج ليست موكولة لي، الأمر في ذلك كلّه لله.
قد يقول قائل: أنت تقاتل اليوم ويأتي العلمانيون غداً مكانكم؟ هذا رجمٌ بالغيب، أنا أمرت أن أقاتل هذا العدو، وما دمت مسلماً فعليك أن ترفع هذه الشعيرة.
ووفقاً لهذه النظرية الساقطة - عفواً - كونها شبه ساقطة أصلاً، وإلا متى كان المجاهدون يملكون القوة وعندهم العدد والعدة الكافيين حتى يظهروا على العدو؟
"لا تقاتلوا لأنكم إذا قاتلتم خسرتم كوادركم ومكنتم العدو"! هذا كلام غير شرعي أصلاً، لأن الأصل أن نقاتل العدوّ ونستعين بالله، فإن أظهرنا الله تعالى ومكنّ لنا وظهرنا على عدونا وحكمنا بشرع الله تعالى؛ فهذه نعمة من الله تعالى ويشف صدور قوم مؤمنين ويومئذٍ يفرح المؤمنين، وإن لم يُمكن لي؛ فهذه مسألة علمها عند ربي، فأنا متعبد أن أطيع ربي فيما أمر.
الواجب علينا النفير في سبيل نصرة الدِّيْن ورد الصائلين، وهذا ما تعبدنا به ربنا، ولم يجعل نجاتنا متوقفة على نجاحنا أو فشلنا في رد الكفار، المطلوب منا بالتحديد؛ هو الثبات وعدم التنازل عن شيء من عقيدتنا، ثم يقدر الله تعالى لنا ولدينه ما يريد.
وحيث دخل العدوّ الصائل على بلاد المسلمين؛ فقد وجب علي أن أدفعه بكل ما أستطيع.
وأما أولئك الذين يداهنون على حساب دينهم، ظناً منهم أنهم بفعلهم هذا سينصرون الدين؛ فهؤلاء يجهلون المطلوب منهم، وهم بفعلهم هذا قد أساءوا الظن بالله تعالى وبوعده، إذ إن فعلهم هذا يشير إلى سوء اعتقادهم بالله تعالى، وكأن الله تعالى بحاجة إلى أساليبهم الملتوية لنصرة الدين، والسؤال؛ هل هم أكثر حباً لنصر الدِّيْن وظهور التوحيد من رب العزة سبحانه؟!
س) ما هي أبعاد المخطط الأمريكي؟ وما هي الأسباب الخطر الكامنة في هذا المخطط ليكون اندفاعكم نحو ردّه بهذه القوّة؟
ج) كما قلت لك سابقاً؛ حملتهم هذه هي حرب صليبية، وهي امتداد عميق لزمنٍ غابر، وهي ليست وليدة اليوم، بل هي حرب متواصلة متصلة ذات مراحل متعددة لن تتوقف حتى تجعل من المسلمين تبعاً لهم في الملة.
ونعرف أن لهؤلاء مخططاتٍ وأهدافاً كثيرة، والمسلّم به عند الجميع أن اليهود هم رأس الأفعى وهم سبب كل شر وأصل كل سوء، ولما كانت إسرائيل مسيطرة على الإدارة الأمريكية ولها اليد الطولى في القرارات السياسية لأمريكا وبعض الدول الكبرى، فإن اليهود قد استخدموهم لتحقيق حلمهم بقيام دولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات، مع السيطرة في الوقت ذاته على جزيرة العرب وثروات المسلمين والتحكم بهم كما تريد.
وهذه الإدارة الأمريكية هي الوجه الآخر لليهودية، بل هي إدارة صهيونية متعصبة أكثر من اليهود أنفسهم، وتسعى سعياً حثيثاً للإسراع بتهيئة الأرضية الملائمة لنزول مسيحهم المزعوم، وهؤلاء يُعرفون اليوم بـ "الإنجيلين"، ويصطلح عليهم السياسيون بـ "اليمين المتطرف" أو بـ "المحافظين الجدد" وعلى رأسهم "بوش" ونائبه "دكشيني" و "رايس"، وهؤلاء يعتقدون بوجوب التمكين لدولة إسرائيل في الشرق الأوسط وإقامة الدولة العبرية الكبرى وشهود معركة "هرمجدون"، لاستعجال واستدعاء مسيحهم المنتظر.
وإذاً فهي حرب عقائدية في أصل وجودها وحقيقتها.
س) بالنسبة للرافضة، كان الاعتقاد السائد أن بينهم وبين الغرب الصليبي عداءً وخصومة دائمة - هذا في أقل تقدير ما كان يعتقده كثيرٌ من الناس - ولكن يبدو اليوم أن هذه النظرية قد تهاوت، ولكن لا زال بعض الناس يظن أن أمريكا ستغدر بهم قريباً وإنها لن تثق بهم وأنها تستخدمهم بشكل مؤقت، فما مدى صحة هذه النظرية وهل بات الأمريكان على حلفٍ دائم مع الرافضة؟
ج) من المعلوم أن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، ولهذا لابد أن نعرف أولاً من هم الرافضة؟
الرافضة طائفة خبيثة خرجت عن الإسلام وعليه، وأُسست لمحاربة أهل السنة والجماعة، فهم يعتقدون أن أهل السنة هم من اغتصب الخلافة من أهل البيت، بدءً من الخلفاء الثلاثة ومروراً ببني أُمية - الذين هم أهل السنة عند أهل الرافضة - وبالتالي فلا عدو للرافضة غير أهل السنة، وهم العدوّ الحقيقي والوحيد لهم.
س) إذاً هذا هو أصل تأسيس المذهب الرافضي؟
ج) نعم، هذا في أصل تأسيسه فإذا عرفنا هذا علمنا من هو عدوهم الوحيد.
ثم لو رجعنا إلى مؤسسه لوجدناه يهودياً، وعندها نعرف علاقتهم بأسلاف اليهود وأحفادهم المعاصرين.
وعلى مر التاريخ لم يعادِ الرافضة إلا أهل الإسلام، ولم يقاتلوا اليهود ولا النصارى، وكيف يعادونهم ومؤسس مذهبهم يهودي.
قد تكون هنالك بعض الصفقات و "المسرحيات" التي قد تظهر للناس أن بين اليهود والرافضة عداءٌ ما، وذلك من باب التبشير بالمذهب الرافضي وطلب القبول له في أوساط أهل السنة والجماعة، ليتسنى لهم بعد ذلك ضرب الإسلام وطعنه من الخلف.
وكون الرافضة طائفة جبانة، فهم لا يظهرون ما يعتقدون إلا إذا كانوا ذا قوة ومنعة، وقبل ذلك لا يظهرون شيئاً من عقيدتهم، فدينهم وسيرتهم قائمتان على التقية، وهذا ما فرضه عليهم دينهم الفاسد.
ولأجل هذا فهم على الحقيقة ليسوا أعداء لليهود والنصارى، وإنما أظهروا ذلك لخداع أهل السنة والتماس القبول عندهم، أما ما يشيعونه عن أنفسهم؛ أنهم أعداء لليهود وقضية "الشيطان الأكبر"، فكل هذا من باب اللعب على الذقون وخديعة لا تمر إلا على ضعاف العقول.
بل لم يكن لليهود والنصارى من أعوان غير هؤلاء الروافض الباطنيين، ولو تركنا تاريخهم المخزي جانباً وانتقلنا معهم إلى زماننا فإن خير دليل على تقرير حقيقة الرافضة ما كان منهم من مناصرة وتأييد مطلقين لليهود والنصارى.
وقد أمر شيطانهم "السيستاني" أتباعه من الروافض؛ أن لا يقاتلوا الأمريكان، ثم أصبحوا بعد ذلك عيوناً للغاصب اليهودي وعوناً للمجرم الصليبي، فمنهم الجيوش والشرطة والجواسيس، بل وحتى الخدم في القواعد الأمريكية، فكانوا بذلك حائط صدٍ يقي الكفار بأس المجاهدين، وأثناء ذلك أثخنوا بأهل السنة وشرعوا في تصفيتهم، تقتيلاً وتهجيراً واغتصاباً للمساجد، قبل أن يطلق عليهم أهل السنة رصاصة واحدة.
والذين دخلوا مع الأمريكان لم يكن لهم من هدف غير القضاء على أهل السنة.
وكان شعار "فيلق غدر": (الثار، الثار، من تكريت والأنبار).
كم قتلوا من كوادر علمية ومشايخ من أهل السنة؟ وكم اغتصبوا من النساء؟ وكم هجّروا من العوائل؟
فهل يعلم إخوتنا من أهل السنة في باقي البلدان ما حل بإخوتهم هنا في أرض الرافدين؟
لقد كان إثخان الرافضة في أهل السنة فضيعاً، وما حصل من مجازر على يد هؤلاء الروافض بحق أهل السنة يفوق ما نزل بالمسلمين على يد "محاكم التفتيش" في الأندلس.
وهذه المجازر لم يُسلط عليها الإعلام وغُيّبت - بتعمد - عن الإعلام، ولهذا فإن الكثير من المسلمين يجهلون حقيقة ما يجرى على أرض الرافدين من مجازر رهيبة اقترفت - ولا تزال تقترف - بحق أهل السنة.
ونحن بدورنا حاولنا ونحاول أن نبين للمسلمين حقيقة هؤلاء الروافض ونجلي لهم صورة ما وقع من المجازر المستمرة بحق أهل السنة، ولكن للأسف تغاضي البعض عن تبيين هذه الوقائع وسكوت الإعلام عن تجلية حقيقة ما يجري وإظهاره للمجرم بهيئة المظلوم؛ قد أخفى معالم أكبر جريمة ارتكبت في هذا العصر.
والذي لا إله إلا هو لو اطلعت الأمة على حقيقة مجازر الرافضة بحق أهل السنة لهالها ما رأت ولبكت العيون دماً لا دمعاً.
فيا أخي، إن ما يجري الآن وما جرى من عهد قريب لهو أمرٌ غير طبيعي، وإنه لإثخان مريع وإن صحت التسمية، "تطهير عرقي" بمعنى الكلمة، مئات من العوائل لا يعرف عنها خبر، وآلاف الشباب والشيوخ قتلوا، وكثير من النساء اغتصبن، وبيوتٌ عديدة حرِّقت، وآلاف الأسر هُجّرت قسراً، ولجأوا إلى الأنبار فراراً من بطش الرافضة، وقد جرت هذه الجرائم على مرأى ومسمع الأمريكان وبإعانة مباشرة منهم في بعض الأحيان.
و "لكن حمزة لا بواكي له"، حيث لم يذكر الإعلام شيئاً من هذا، لكن لو أن المجاهدين استهدفوا الأمريكان أو "الحرس الوثني" وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، تجد الإعلام قد هرع إلى نقل صورة مغايرة لحقيقة ما حدث ويأتيك بالصورة الأخرى: (سيارة انفجرت على الأمريكان والحرس، ولكن القتلى من النساء والأطفال)!
إن المقابر الجماعية التي اقترفها صدام وعموم جرائمه خلال ثلاثة عقود لا تعدل عشر ما فعله الرافضة خلال السنوات الثلاث الفائتات.
وللأسف فإن الكثير من الحركات الإسلامية تعرف هذا، وكذلك كثيرٌ من الشخصيات المشهورة تعرف ما فعله الرافضة بأهل السنة، ولكنهم ساكتون ولا أحد يوضح حقيقة ما يلاقيه أهل السنة - بالذات في الجنوب وفي المناطق ذات الأغلبية الرافضية والمناطق المتاخمة للوجود الرافضي - من مجازر تقشعر منها الجلود وتتقرح منها الأكباد، وللأسف فإن من يقف بوجه هؤلاء هم قلة.
وحيال هذا انبرى المجاهدون للدفاع عن أنفسهم وعن أعراض المسلمات وعن عامة أهل السنة لدفع الخطر الرافضي الداهم.
ولأجل كلّ ما سبق، فإن الرافضة عندنا أخطر من الأمريكان، فهم أكثر حقداً وأكثر تلبيساً على الناس، وقد أتوا بمخطط رافضي صفوي لا غاية له غير جزر أهل السنة والقضاء على موروث الصحابة وعلى كل شيء يمت للسنة بصلة.
لذا فإنّنا نقول؛ إن الرافضة لو تمكنوا في العراق وتمت لهم السيطرة الكاملة على هذا البلد وبدون أن يقوم هناك جهاد، لكان حال أهل السنة أسوء مما هو عليه الآن.
ومن هنا قد يلومنا الكثيرون لأجل قتالنا للرافضة، ويتساءل آخرون لماذا تقاتلون الرافضة؟
نحن وضّحنا ولأكثر من مرة، أننا لا نقاتل الرافضة لأنهم رافضة - هذا مع إننا نعتقد أنهم شر من تحت أديم السماء - لكن كنا في غنىً عن قتالهم، كما إننا في غنىً عن قتال غيرهم من المرتدين من الذين لم يشاركوا الأمريكان في حربهم للإسلام، ونحن كنا نتمنى أن نقاتل العدوّ الصائل.
وقد يظن ظان أن قتالنا للرافضة قتال شهوة أو قتال نزهة وسياحة، وأنا ارتأينا أن نقاتلهم فقاتلناهم، فأبعدنا بذلك النجعة وحرفنا الحراب عن نحر عدونا الأصلي، وبدأنا بأناس لم يكن هناك موجب لاستعجال قتالهم!
وهذا ليس صحيحاً، فنحن لم نقاتلهم ابتداءً، بل هم من بدأ بقتال أهل السنة.
وهؤلاء الذين جاءوا على الدبابات الأمريكية هم والأمريكان في صفٍ واحد، وهم من بادر إلى تصويب البنادق إلى صدور المجاهدين، وهم الذين أثخنوا بالمسلمين في العراق، وهم الذين استباحوا مساجد المسلمين في العراق، وقد بلغ عددها أكثر من ثلاثين مسجداً، وهذا في أول دخولهم لبغداد، وكثير من المساجد أُخذت في البصرة وفي العمارة وفي السماوة وفي الناصرية، أما رافضة الحلة فلم يتركوا لأهل السنة مسجداً.
علما أنهم لم يأخذوا كنيسة واحدة ولم يتعرضوا لخمّارة واحدة، وهناك معابد يهودية في العراق لم يتعرضوا لها، فهؤلاء القوم ما عندهم عداء إلا لأهل السنة.
ونقول للناس؛ هل يعقل شرعاً وعقلاً وواقعاً أن من كانت هذه صفته وهذا حاله، أن أغض الطرف عن جرائمه حتى لا أُتهم بإثارة الطائفية أو بحرف وجهة الصراع؟!
نحن يدنا - كما يقال - "في النار"، ونحن الذين ندرك واقعنا ونلاقي أذى الرافضة.
ولذلك فإن الأصل في الأمة؛ أن تثق بأبنائها وتأخذ برأيهم وتشد من أزرهم، فأبناؤها الذين ضحوا بأنفسهم وبذلوا أرواحهم أحق بالثقة وأجدر بالمساندة، فهم أدرى الناس بهؤلاء الرافضة وهم من اكتوى بلظى غدرهم وخيانتهم.
أما الذي خلف البحار أو ذاك البعيد عن هذه الساحة ويتابع الأحداث عن بعد وهو مرتاح البال - يأمن على عرضه وعلى أولاده ونسائه - فلن يكون حكمه على الأوضاع هنا كحكم الذي يعرف ويشعر ويلاقي ما يلاقيه أهل السنة من هؤلاء الروافض.
إن خيانات الروافض معروفة ومواقفهم المخزية مشهورة، وهذه ليست المرة الأولى التي يدخلون فيها بغداد مع العدوّ الغازي، بل قبل ذلك ابن العلقمي هيأ للتتار الدخول إلى بغداد بعد أن سرح الكثير من الجيش وأضعف جيش الخليفة وأثقله بالديون، فوطّأ للتتار، وحصل ما حصل لأهل السنة، وكانت المجازر - كما ذكر المؤرخون - تفوق المليوني قتيلا في بغداد، جراء خيانة الوزير ابن العلقمي.
هذا حالهم على مر التاريخ، ونحن نرى بأعيننا ماذا فعلوا بالمسلمين وما حلّ بهم من ويلات جراء هؤلاء، ولهذا لا نستطيع أن نبقى ساكتين عنهم، ولا مجال لتركهم يخوضوا بدماء أهل السنة، وفي قتالهم فضلٌ عظيم وخير عميم، والله يعلم أنه لولا قتال المجاهدين لهؤلاء الخونة لما بقي لأهل السنة في العراق وجود.
الرافضة عندما دخلوا جاءوا بخطة خبيثة، نعم عندما دخل "فيلق بدر" أعلن العداء، ولكن عدو الله "السيستاني" قال: لا نريد أن نثير الطائفية، لأنه يعلم أن أهل السنة إذا قاموا قومة رجل فلن يقف لهم شيء.
فماذا فعلوا؟
وضعوا أيديهم بيد أحفاد مؤسسهم، فسيطروا على مفاصل الدولة الرئيسة، كالجيش والشرطة وزارة الدفاع والنفط - وأنت تعرف أن مقومات أي دولة هو العسكر والمال - ثم بعد ذلك باسم الجيش والشرطة وباسم الحفاظ على الوطن والمواطن والعراق بدأوا يثخنوا بأهل السنة، مع ضخ إعلامي رهيب يغير الحقائق، كما هو الآن حاصل فيما يبثوه من إعلام خبيث، سواء كانت الصحف أو القنوات - كالعراقية والفيحاء والفرات وأخواتها العربية -
كان المخطط أنهم تحت لائحة الحفاظ على الوطن والمواطن والعراق وتطهير العراق من البعثيين ومن "فدائيي صدام" ومن الإرهابيين؛ يبدأوا يثخنوا إثخانا فضيعا بأهل السنة.
إستباحوا الأعراض وقتلوا الرجال واغتصبوا النساء وشردوا العوائل، تحت هذا المسمى، مع ضخ إعلامي رهيب، وقد انطلى هذا على كثير من الناس، سواء أكان داخل العراق أو في خارجه، وكان من المؤمل عندهم أن يتم هذا المخطط بشكل كامل خلال خمس سنوات، حيث يكون أكثر العراق عندها بأيدي الرافضة.
وأكبر دليل على ذلك؛ إن أغلب الناس يجهل المجازر، فمنذ سنتين ونصف وأهل السنة يتعرضون لمجازر غير مسبوقة على يد هؤلاء، فأين هو الإعلام؟ لا إعلام.
إذا قتل بعض الروافض يأتي الإعلام ينشر، وأن أهل السنة والوهابية يثخنون في هؤلاء.
لكن منذ سنتين يقتل أهل السنة ولم يُسمع لهم صوت خافت، والأصوات الأخيرة التي خرجت؛ اتهمت بعض الفصائل من الرافضة، وللأسف أنه هذا الأمر مؤداه ليست غضبة لأهل السنة ولا غضبة لله ولرسوله، لأن أهل السنة يتعرضون لمجازر منذ سنتين ونصف، ولم نسمع هؤلاء تكلموا ولا وضحوا الحقيقة من بداية الأمر، ولكن عندما بدأ الحبل يقترب منهم وعندما طفق هؤلاء المجرمون يثخنون فيهم، راحوا يصرخون: "أن هناك نفس طائفي" أو "أن هناك مجازر ترتكب".
لماذا دماء أهل السنة رخيصة - عند هؤلاء القوم - بهذه الصورة؟!
لم تبينوا الحق، ودائماً تحذرون من الطائفية، أيُّ طائفية؟!
هل كفّ الرافضة أسلحتهم عن المسلمين لنُطالب بالكف عنهم؟!
أنتم تعلمون علم اليقين أن الإثخان في أهل السنة فضيع.
كيف نسكت؟ كيف لا نرد الصاع صاعين؟
ثم هنالك من يقول لك: أن بعض الروافض أبرياء.
وهذا غير صحيح - من الناحية الشرعية - لأن هؤلاء الروافض هم طوائف ممتنعة بشوكة، وكلما قام الإخوة بتصفية عدد من "فيلق غدر" والجيش الرافضي المدعوم رسميا، يأتي "السيستاني" - مباشرة - ويرسل لنا من مناطق الرافضة متطوعين جدداً، وهكذا.
فهذا "الحرس الوثني" وهذه الشرطة الذين ترونهم و "لواء الذئب" والألوية الأخرى، كلها رافضية، وهؤلاء مادة الحكومة ومقومات هذا النظام الخبيث، فهي حكومة رافضية بحتة، وأعظم الشواهد على حقدهم الرافضي أنهم عندما دخلوا الفلوجة فعلوا بأهل السنة الأفاعيل.
أما ما نسمعه من أن رموز الرافضة يقولون: "والله لا نريد أن نجر إلى حرب طائفية"، فهذا من الكذب لخداع أهل السنة، فالحرب الطائفية قائمة، وهم ينكلون بأهل السنة، وهم من يبارك لهؤلاء الجنود ويبشرهم بالجنة ويبشرهم بالأجر العظيم.
ومن يقاتل أهل السنة غير "النجفي" وغير "السيستاني"، ثم يظهر على أنه من الحريصين على العراق ومن أبعد الناس عن الطائفية.
قبل مدة صرح كبيرهم "السيستاني": (أنه لو أُبيد نصف الشيعة فلن نجر إلى حربٍ طائفية)!
على من تكذب أيها العلقمي؟ أنت الذي قضيت على الآلاف من أهل السنة بفتاواك وتوجيهاتك.
الكلام الظاهري شيء، والواقع شيء آخر، والله يعلم أن هؤلاء الروافض لا يتحركون إلا بإشارة من رموزهم.
هؤلاء يضحكون على أهل السنة ويخادعونهم بكلام معسول، خوفاً من ثوران أهل السنة.
أي طائفية، ونساء أهل السنة مغتصبة عند هؤلاء؟!
أنا لا أكلمك الآن عن الأسرى والأسيرات في سجون الأمريكان، أنا أكلمك عن الأسرى والأسيرات في سجون هؤلاء الذين يقولون؛ لا للطائفية.
والله يعلم أين نساؤنا الآن؟ في سجون مدينة الكوت الرافضية التي تحكمها إيران، وفي سجون الحلة التي يحكمها العميد "قيس" الرافضي وفي سجن "براثة"، هذا السجن معتقل "فيلق بدر" وهناك أقبية وسجون تحت الأرض لا يعلم عنها شيء.
والآلاف من أهل السنة لا يُعلم أين هم.
لكن من يجرؤ من الرموز فيقوم برجولة وبصدق ليدافع عن أهل السنة ويوضح هذه الحقائق؟!
واللهِ لو يعلم الناس حال أهل السنة في العراق وماذا نزل بهم، لما تلذذوا بالفراش ولما تلذذوا بالطعام ولما تلذذوا بالشراب، إن كان عندهم غيرة، ثم بعد ذلك يأتي بعد ذلك من يحاسبنا، ويقول وهو متكأ على أريكته: لماذا تقاتلون الرافضة؟!
يا أمة محمد؛ نحن حالنا مع الرافضة حال رجل في بيته أفعى، ولا تعرف أين موجودة بالضبط، أهي في الخزانة أو هي تحت الفراش؟ أنت تعلم أن هذه الأفعى في هذا البيت وأنها ستخرج في أي لحظة.
الواجب عليك الآن أن تخرج وتبحث عن الأفعى ثم تقطع رأسها وتنتهي من شرها، أنت تنام الليل الطويل وهي في بيتك، هذا حالنا مع الرافضة.
بل أزيد أكثر من ذلك، الرافضة في ذاك الزمان يأخذون بالتقية، أما الآن فإنهم يأخذون بالعزيمة، وبدأوا يظهرون حقدهم لأنهم أصبحوا هم أصحاب الشوكة، وهو استحقاق خياني، وهذا نتيجة خيانتهم.
وحيث تُكشفت حقيقة الرافضة، فإن على الأمة أن تقف بوجههم.
وليتذكر أهل السنة أن الكفار إذا استفردوا بالمجاهدين فلن يقف بوجه الرافضة عندها أحد، وعند ذاك لن ينفعهم أسف ولن يغني عنهم ندم، ولعل أنسب ما يوصف به حال أهل السنة مع المجاهدين وخصومهم، المثلُ القائل؛ أُكلت يوم أكل الثور الأبيض.
المجاهدون هم الذين يحفظون أهل السنة، لا يحفظ أهل السنة البيانات، ولا يحفظ أهل السنة أصحاب القنوات الفضائية الذين يجلسون بعيدا عن المعامع ويُنَظّرون للأمة ويلقون الخطب المنمقة، هذا لن يثأر لعرض امرأة اُنتهك، ولن يثأر لدماء أهل السنة التي سفكت، ولن ينفعنا غير السلاح لمواجهة هؤلاء الجبناء ولن يردعهم إلا القوة.
إن جعل ديار الإٍسلام تدين بدين الرافضة مطلب أمريكي ومبتغى يهودي، كما هو معروف من تصريحات دهاقنة قم، ومن خلال التغلغل الإيراني في العراق والمسكوت عنه من قبل الأمريكان.
وفي العراق يمكن توضيح جزء من هذا المخطط من داخل بغداد، حيث منطقة الحرية ومنطقة الشعب ومنطقة حي أور والمدائن وأبو غريب والمناطق التي يكثر فيها الرافضة الآن، لقد أثخنوا بأهل السنة، وهناك برنامج لإخراجهم من هذه المناطق، حتى يسيطروا على حزام بغداد، وهو من مناطق أهل السنة، وهنالك اتفاق بين الرافضة والأمريكان لإفراغ هذه المناطق من أهل السنة.
والأمريكان عندما جاءوا مع "الحرس الوثني" الرافضي إلى الدورة قالوا لأهلها؛ سنخرجكم من بيوتكم.
والآن حتى المناهج الدراسية غُيرت لصالح الرافضة، انظروا إليها مناهج خبيثة هدامة، من الآن بدأت بذور التشيع تظهر بين الأطفال، فماذا سيكون الحال بعد خمس أو عشر سنوات عندما يمسكون بالوضع الاقتصادي والوضع العسكري؟
الناس مربوطة في بطونها ولا يريدون أن يضحوا لأجل هذا الدِّيْن وما يعلمون أن العراق مع الوقت سيتشيع.
هذه القبائل التي في الجنوب؛ قبل مائة أو مائتي سنة كانت سُنية ثم صُيرت رافضية.
قد تستبعدون تشيع الأنبار، وأنا أقول: إن ذلك غير مستبعد إن استمر السكوت وبقي الناس متفرجين.
في بداية دخول الأمريكان لبغداد كان أهل السنة في خوف شديد مما سيحل بهم من قبل الرافضة وكانت نفوسهم مهيأة للذلة - إلا من ر