محب الشهادة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

محب الشهادة

محب الشهادة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشهادة في سبيل الله هي ((اكرم وسيلة لعبادة الله))


    حوار مع الشيخ أبي مصعب الزرقاوي - 1427 هـ -(الجزء الثاني)

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 942
    نقاط : 2884
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 22/03/2010
    العمر : 48
    الموقع : https://achahada-123.ahladalil.com

    حوار مع الشيخ أبي مصعب الزرقاوي - 1427 هـ -(الجزء الثاني) Empty حوار مع الشيخ أبي مصعب الزرقاوي - 1427 هـ -(الجزء الثاني)

    مُساهمة من طرف Admin الأحد مايو 16, 2010 4:48 pm


    إلا من رحم الله - لكن عندما قام المجاهدون في العراق وامتشقوا السلاح ووقفوا بوجه هؤلاء؛ عادت الثقة إلى نفوس أهل السنة، غير إن تقاعس الرموز وتخليهم عن ثُلة الجهاد وطائفة النُصرة؛ أوقع أهل السنة في الحرج، وأي سُني الآن في بغداد أو خارجها لا ينام في بيته وهو آمن على عرضه، كل ليلة مداهمات واعتقالات وقتل وتغييب في السجون، وفي كل ليلة انتهاك للأعراض وسرقة للأموال.

    هذا حال أهل السنة في العراق، ثم بعد ذلك يأتي اللائمون قائلين: لماذا نقاتل الرافضة؟!

    بل إن من أوجب الواجبات قتال هؤلاء، ونرى أنها نعمة عظيمة أن يسّر الله تعالى قتالهم.

    وما رأيتموه في تلعفر أقرب شاهد على ذلك، لقد كان هناك اغتصاب للنساء وتهديم للبيوت وقتل الأطفال.

    ولهذا أعلنا الحرب الشاملة على الرافضة، وقد كنا نبتغي ردعهم.

    س) طيب ما قصة الاستثناء؟
    ج) لكي نفهم ذلك لابد لنا في بادئ ذي بدء أن نوضح القاعدة الشرعية لذلك.

    نحن عندما قاتلنا الرافضة، أو أعلنا الحرب عليهم - بعد وقعة تلعفر -؛ ما كانت القضية عندنا نابعة من الهوى، فنحن ندرك دور الرافضة الآن وأنهم هم مادة الجيش والشرطة، وبدأ الأمريكان يعتمدون عليهم بشكل كامل.

    وعندما أعلنا قتالهم كنا نروم من ذلك ردعهم، فإن لم يرتدعوا عاملناهم بالمثل، لأن هؤلاء الروافض عندما يأتوننا من الجنوب يأتون آمنين مطمئنين على أهلهم وبيوتهم في البصرة أو في الناصرية أو في العمارة.

    تهديم تلعفر وضربها بالكيماوي واغتصاب النساء وسرقة الأموال وقتل الرجال والأطفال جاء بعد تصريح "سعدون الدليمي"، هذا الذي يحسب نفسه على السنة وهو من أعداء الله أصلاً، أُمه رافضية أثرت فيه وزوجته رافضية، ولم يؤثر فيه نسبه السني، وأثناء الهجوم على تلعفر صرح بكل تبجح: (نحن قادمون).

    يهدد أهل السنة؛ أنه سيتحرك إلى راوة وإلى القائم وإلى حديثة وإلى سامراء ليفعل نفس الأفاعيل بها.

    ألا يحل بعد هذا أن نتخذ خطوات تكون رادعة لهذا الأرعن عدو الله؟!

    لم يأتِ وزير الدفاع بجنود من الهند أو من ألمانيا! لا، إنهم يأتون بهم من مناطق الرافضة، ونحن عندما نقاتلهم نعاملهم بالمثل، كما تقتلون رجالنا نقتل رجالكم، كما تقتلون نساءنا نقتل نساءكم، كما تقتلون أطفالنا نقتل أطفالكم، نعاملكم بالمثل، فلما يعلم أن بيته ليس آمناً، وأهله ليسوا آمنين؛ يحسب ألف حساب قبل أن يقدم على مهاجمة مناطق أهل السنة.

    وإن هذه العوائل لاشك إنها تضغط على أبنائها وتقف أمام هذه الحكومة قبل أن تفكر في قتل أهل السنة.

    ونقولها كلمة صريحة للرافضة...

    تهدمون بيوتنا نهدم بيوتكم، تقتلون عوامنا نقتل عوامكم، المثل بالمثل.

    أما قضية العراق الواحد وحقن دماء العراقيين؛ فهي دعوة منحرفة تنتزع المسلم من هويته، وتترك الضعيف مقتولا من غير أن توفر له حماية أو أن تحفظ له كرامة.

    الشرع أباح للمسلم أن يقتل المسلم الصائل عليه ليأخذ ماله أو ينتهك عرضه، فجاز له أن يقتله وهو مسلم، فما بالك بعدو مرتد وهو يعتقد أنه لابد من قتلك وتصفيتك؟!

    والآن نأتي على ذكر الاستثناء...

    فأقول: لقد جاء الاستثناء بناءً على أن هناك من الرافضة من يخشى عواقب الدخول في حرب مع أهل السنة، ومن هنا كان لا بد من الاستثناء، لنقول للرافضة؛ إن كنتم تريدون السلامة فكفوا عن أهلنا واتركوا مناصرة الأمريكان وخلوا بيننا وبين الصليبيين.

    س) هناك من يقول؛ إن هذا التعميم ليس صحيحا، لأن من الرافضة من يعادي اليهود، كـ "حزب الله" مثلاً؟

    ج) اتفق أهل العلم على أن الرافضة من أكذب الخلق.

    قال ابن تيمية: (اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد، على إن الرافضة أكذب الطوائف والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب).

    وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والرافضة من أعظم الناس إظهاراً لمودة أهل السنة ولا يظهر أحدهم دينه، حتى إنهم يحفظون من فضائل الصحابة والعقائد في مدحهم وهجاء الرافضة ما يتوددون فيه إلى أهل السنة).

    هذا كلام شيخ الإسلام في منهاج السنة فهذا دينهم، دين الكذب، لذلك من الخير، بل من الواجب على أهل السنة أن يعلموا حالهم، ويعرفوا أن الرافضة هم أعدى أعداء الإسلام، سواءً في العراق أو في غيره، ونحن نعلم أن هؤلاء عندهم مخططات خبيثة ويتعاملون بالتقية.

    ومما ينبغي التنبيه إليه مسرحيات القتال ضد اليهود من قبل "حسن نصر الله"، وأنا اعتقد أن "حزب الله" أو "حزب الشيطان" هذا من أعدى أعداء الإسلام، وأنه من أخبث الطوائف الرافضية، وهو يقدم دورا خبيثا، ومن عشرين سنة يخادع الأمة بدور مقاتلة اليهود.

    نقول أن "حماس" - قبل مدة - عندما عملت عرضا عسكرياً في غزة؛ قام الطيران الإسرائيلي مباشرة بقصف مواقعهم وقتل الكثير من كوادرهم، وقتل أحمد ياسين عندما خرج من المسجد وهو رجل مقعد.

    و "حسن نصر الله" يعمل استعراضات عسكرية في ميدان واسع في بيروت ويكون بثه مباشرا وتنقله الإذاعات ويجلس على المنصة وحوله حاشيته وتمر أمامه الكتائب والسرايا العسكرية لـ "حزب الله" ويستمر ذلك لساعات، و "حسن نصر الله" يصرح ليل ونهار؛ أن "حزب الله" هذا هو الذي ركّع إسرائيل وجعلها تنسحب من الجنوب ومن مزارع شبعا، وأن هذا الجيش هو جيش لقتال العدوّ الصهيوني، وليلاً نهاراً شعاراته واضحة في عداء اليهود والصهيونية، فهل يعقل أن يسكت "شارون" ومن ورائه إسرائيل عن هذا الخطر الداهم والملاصق لها ويهدد حدودها؟! أيسكت عنهم وهو بهذه الخطورة في الوقت الذي لم يسكتوا عن أحمد ياسين وهو رجل مقعد؟!

    القضية برمتها مسرحية واضحة، فإسرائيل لا يمكن أن تسكت عن أي خطر يهددها مهما كان نوع هذا الخطر، ولهذا لم تسكت عن المفاعل النووي العراقي وضربته على الرغم من خبث النظام آنذاك وعلمانيته الواضحة.

    وبطبيعة الحال، فإن أكثر ما يفزعها هو المد الإسلامي وطليعته الجهادية، أما "حسن نصر الله" وحزبه الرافضي فقد تركته وغضت الطرف عنه، وبالتالي فإن إعلان "حزب الله" الحرب على إسرائيل ما هي إلا خديعة واضحة يرومون من خلالها الترويج لمذهبه الرافضي والتغطية على حقيقة الدور العلقمي الذي تكفل به "حزب حسن نصر الله" الرافضي، وهو حماية حدود إسرائيل وليس العكس، وذلك بمنع مجاهدي أهل السنة من الوصول إلى إسرائيل.

    ووالله إن "جيش حسن نصر الله" لم يقوّ ولم يدعم ولم يهيأ إلا على أعين الصهيونية العالمية، ووالله هذا الجيش لا يُعد إلا لقتال أهل السنة مستقبلاً.

    نحذر الأمة من هؤلاء.

    وإذا ما قلنا مثل هذا، قالوا: الرجل يريد إثارة الحرب الطائفية!

    ولكن غداً ستعلم الأمة حقيقة هؤلاء.

    هذه إيران ما قامت ثورتها إلا على إعلان الحرب على "الشيطان الأكبر"، ولما حان وقت محاربة "الشيطان الأكبر" تحالفت معه، وجعلت من نفسها مداساً لغزو أفغانستان وتثبيت أركان "الشيطان الأكبر" في العراق.

    وهم إلى اليوم يضحكون على الناس بالتمسح بقضية فلسطين، فأين هم من قضية فلسطين إذا كانوا في حلفٍ ووئام مع "الشيطان الأكبر"؟!

    وإلى متى تبقى الأمة مستغفلة؟! وإلى متى يُلبّس عليها؟

    "حسن نصر الله" يجلس ساعات في إدارة عرض عسكري وينقل مباشرة لمدة ساعات عديدة ولا يستطيع الطيران الإسرائيلي قصفه؟! على من يضحكون؟!

    إنّا نعتقد أن هؤلاء الروافض خونة، وأنهم هم الحربة التي سيطعن بها اليهود ظهر أمة الإسلام، ولهذا نحذر الأمة منهم ومن مخططاتهم الخبيثة، وندعو الأمة أن تأخذ حذرها وتعد العدة كاملة، وإن خصمها هذا خبيث وماكر فلا يخدعونك بعسل القول، فهم أعدى أعداء الأمة، فدينهم التقية والكذب.

    ارجعوا إلى كتبهم واقرأوا مراجعهم المعتمدة عندهم: "لا دين لمن لا تقية له"! وكما يروون عن جعفر - وكذبوا عليه -: (التقية ديني ودين آبائي)، أتريدون أدلة أكثر من هذا؟!

    وبعد ذلك يأكل قلبك الأسى والحزن حين ترى كثيراً من كتّاب المسلمين وترى كثير من الجماعات الإسلامية تُخدع بـ "حسن نصر الله" وبغيره، وتُخدع بهؤلاء الروافض وأن "حسن نصر الله"؛ "رمز المقاومة"!

    رمز المقاومة؟! إلى متى تبقى الأمة مستغفلة؟!

    والله إن "شارون" يعلم أن الحدود التي يحميها "حسن نصر الله" آمنة أكثر من أن يحميها جنوده، بل هل يستطيع إنسان أن يتسلل لتنفيذ عملية من المناطق التي يسيطر عليها "حزب الله"؟!

    هؤلاء الروافض من شر الناس، يسبون أمنا عائشة ويطعنون في عرض النبي صلى الله عليه وسلم ويشتمون الصحابة.

    فنقول لمن يخدع بهم؛ إن هؤلاء الروافض يسبون أمنا عائشة ويتهمونها بالزنى وهي زوج النبي عليه الصلاة والسلام.

    أقول لمن يداهنهم أو يسكت على شرهم أو يراهم إخوان له؛ لو أن واحدا من الناس شتم زوجة هذا الرجل واتهمه في عرضه ورمى أهله بالفاحشة ماذا سيكون ردّه؟

    أقل ما سيصدر منه الامتعاض، وإن لم يستطع أن يأخذ حقه بيده ففي الأقل سيصرف وجهه عنه وسيبغضه وسيغلظ عليه بالقول.

    ومع أن عرض عائشة أحب إلى المسلمين من كل شيء، إلا إن هؤلاء يسكتون على جرائم الرافضة وعن طعنهم في عرض عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف جوزوا لأنفسهم ذلك؟! وكيف يجدون حلاوة الإيمان في صدورهم وهم يداهنون هؤلاء؟!

    س) هل الصلح ممكن مع هؤلاء الروافض؟

    ج) إنهم أهل تقية وكَذَبة، وإن سكتَّ عنهم لا يسكتون عنك، وإن صالحتهم لا يصالحونك، وإن صالحوك ظاهراً صالحوك تقية حتى يتمكنوا منك.

    وكما هو مشاهد من عوام الرافضة؛ أن أحدهم قد يدعوك إلى بيته من باب التقية ويطعمك من طعامه وشرابه ويكرمك، وعندما تخرج يحطم الأواني مفضلا ذلك على غسلها، لأن الماء لا يطهرها من نجس السنة - كما يعتقدون - وحتى الفراش يحرقه كثير منهم.

    فإذا كان هذا حال العوام منهم فكيف حال "آياتهم"؟!

    س) هل هناك فرق بين الرافضة والشيعة؟

    ج) انتبه إلى أن الشيعة اليوم كلهم روافض، بل حتى المذهب الزيدي درس وانقرض وفي اليمن أصبحوا روافض اثني عشرية.

    أما إذا أتيتني بأناس لا يسبون أبا بكر وعمر ولا يتهمون عائشة بالزنى، فإن الحكم عليهم سيكون مختلفا.

    لكن حتى هذا لا يعفيهم من الرد على تعديهم، لأن الطائفة الممتنعة بشوكة تُقاتل ولو كانت ذا بدعة ليست بناقضة للإيمان.

    س) حتى لا يُلبس على الناس، هم يزعمون أنهم أنصار أهل البيت ويسموننا بـ "النواصب" ويدّعون أنا نبغض أهل البيت؟

    ج) هذا غير صحيح.

    نحن أنصار أهل البيت، من كان على عقيدة وطريقة أهل البيت؛ هم خيار الصحابة، وأهل البيت هم برءآء مما يقول هؤلاء، أهل البيت لم يخرجوا عن هدي الكتاب والسنة.

    أهل البيت ممن يعظمون عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الذين لا يشركون مع الله أحداً، ولا يلجأون إلى غيره سبحانه، وأهل البيت لا يدّعون العصمة.

    أهل البيت هم أهل السنة، وأهل البيت هم من أحب الناس لقلوبنا، فهم عترة النبي صلى الله عليه وسلم.

    أما هؤلاء الروافض فهم يزعمون محبة أهل البيت، وهم في الحقيقة أعدى أعداء أهل البيت، بل هم على التحقيق يبغضون علياً رضي الله عنه، وقد جاء في أمهات أصولهم؛ أن جميع الصحاب ارتدوا إلا سلمان الفارسي.

    وهذا تاريخهم يشهد على كذبهم في ادعاء حب أهل البيت، فمن خذل علياً رضي الله عنه؟!

    الحسن بن علي رضي الله عنهما عندما صالح معاوية ما السبب؟! لقد خذله هؤلاء الذين تظاهروا بمحبة أهل البيت وقد علم أنهم ليسوا له بناصرين، واختار الصلح، وكان صلحاً عظيماً وحسبك بشارة النبي صل الله عليه وسلم للأمة بذاك الصلح العظيم الذي جمع بين فئتين من المسلمين.

    ومن خدع عقيلاً وأسلمه؟! ومن الذي قتل الحسين؟! ألم يكن ذلك كله بسبب خذلان الرافضة لهم؟!

    فهؤلاء إذن هم أعداء أهل البيت، وإن الفرق ما بين الرافضة وأهل البيت كالفرق بين المشرق والمغرب.

    أما أهل السنة فهم أنصار أهل البيت ومحبوهم، وعلى طريقهم ساروا، ولمحبتهم أخلصوا.

    س) نأتي الآن على ذكر اتهام الجماعة وعلى لسان أميرها بأنها هدّدت أهل السنة، فما تقولون في ذلك؟

    ج) والله للأسف الشديد لقد زور الخطاب بتعمد من قبل البعض، فهل يعقل أن نهدد أهل السنة، ونحن - والله يعلم - ما خرجنا من ديارنا إلا لنصرة المسلمين والذب عن أهل السنة بالذات، وإن امرءً من أهل السنة عندنا أحبُّ إلينا من أنفسنا.

    وهؤلاء المهاجرون الذين خرجوا من ديارهم هم آمنون على أعراضهم، وقد تركوا الديار وفارقوا الأهل للدفاع عن المسلمين والمسلمات وعن دينهم.

    كيف يعقل أن نقاتل أهل السنة؟!

    هذا الكلام للأسف زُوّر، وأنت تعرف الإعلام.

    وهناك كثيرون حملوا الخطاب على غير وجهه، مع أن كلامنا كان واضحاً.

    ونقول للإخوة - والله يعلم السر وأخفى -؛ والله ما خرجنا إلا دفاعاً عن أهل السنة.

    هنالك أكثر من ثلاثة آلاف من الشهداء من المهاجرين إلى الآن، هؤلاء لأجل من قتلوا؟! ألأجل الدنيا؟!

    الله يعلم إنهم ما قتلوا إلا من أجل نصرة الدِّيْن والدفاع عن أهل السنة في هذه الأرض التي اغتصبها الصليبيون وتكالب معهم الرافضة على قتالهم، فكيف يصح بعد ذلك أننا نقاتل أهل السنة؟

    نحن قلنا في الخطاب؛ أن أهل السنة لديهم أيادٍ بيضاء في نصرة الجهاد فقوام تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بني على أكتاف أهل السنة في العراق، حيث يبلغ نسبة أهل السنة العراقيين ما يقارب 99% و 1% من المهاجرين.

    فمن أبناء عشائر أهل السنة استمد التنظيم وجوده، حيث فُتحت له الأبواب واحتضنه الإخوة هنا بالإيواء والنصرة والمناصرة والبيعة والتعاون وغير ذلك من أبواب التناصر بين المسلمين.

    وكنا قد حذرنا، ونحن نعلم أن هناك بعض البطون – الأفخاذ - قد تعاونت مع الصليبين وتآمروا على المجاهدين بالسر واتصلوا بالحكومة المرتدة وعرضوا عليها التعاون من أجل القضاء على المجاهدين، واتصل بعضهم بـ "سعدون الدليمي" ليرتب معه على تنفيذ مخططهم الأثيم في إسكات الجهاد في رض الرباط - أرض الأنبار المجاهدة -

    هذا الأمر ليس جديداً على المنافقين، فقد خانوا الله ورسوله من قبل واتصلوا سراً بأعداء الدِّيْن، وهذا الأمر لا زال يتجدد إلى اليوم، وكان تحذيرنا موجهاً لهؤلاء، وقلنا لهم؛ من تآمر علينا عاملناه معاملة الأمريكان، وهذا أمر واضح، وكلامنا في ذلك صريح ولا زلنا نكرره، وإلا فماذا ينتظر الناس منا غير ذلك أنسكت عن هؤلاء حتى يتمكن الأمريكان؟!

    فأيُّ إنسان ثبت تورطه في شيء من ذلك فالقصاص جزاؤه، وإن قدرنا الله عليه فلن نرحمه، وهذه قضية جهاد وقضية أمة، وليس من العقل فضلاً عن الدِّيْن أن نسكت عن مثل هؤلاء.

    أما أهل السنة - إخوتنا وأهلنا -؛ فمعاذ الله أن نستهدفهم أو أن نمتهن حرمتهم.

    نحن لا نفرق في أحكام الردة بين من انتسب إلى أهل السنة أو غير أهل السنة، فالمسلمون على العموم - سنيهم وبدعيهم - تجمعنا وإياهم أخوة التوحيد، وقد نفترق مع من تلبس ببدعة، لكننا لا نرفع عليه السيف لمجرد كونه مبتدعاً.

    أما من انتسب إلى السنة وزعم التقيد بأحكامها، وراح من جهة أخرى يوالي الكفار ويظاهرهم على المسلمين؛ فهو مرتد يستحق القتل، والمسلم المبتدع يساوي ملأ الأرض من هذا المنتسب إلى السنة الذي تلبس بجريرة موالاة أعداء الله.

    وبهذا فإن من تواطأ مع أعدائنا الصليبيين فحكمه حكمهم، وهذا هو حكم الله فيه: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة المائدة: 51].

    فالحكم واضح، والقضية بينة.

    س) نوجّه السؤال الآن باتجاه آخر، بعض الأشخاص يقولون؛ إذا كانت هذه سيرة القاعدة في الأخذ بالعزيمة والدعوة إلى الأخذ بأسباب القوة، فلعلهم غداً إن تمكنوا قاتلوا لأجل مسائل خلافية ورفعوا السيف على كل من عارضهم أو اختلف معهم في رأي؟

    ج) سبحان الله!

    هذا بسبب غياب الناس لمدة طويلة عن منهج أهل السنة والجماعة، وعندما قام المجاهدون في العراق ورفعوا راية الجهاد وأقاموا الدعوة للتوحيد وقاتلوا الأمريكان والمرتدين - بدءً من الجيش والشرطة والجواسيس وهؤلاء الروافض الخونة - رأينا أن الكثير من الناس قد استغرب ذلك، وبدا عليه الاندهاش مما يفعله المجاهدون، فهم لم يعهدوا شيئاً من هذه السيرة قبل هذا الوقت.

    وهذا الشيء الذي يظنه الناس جديداً أو حادثاً؛ هو ما كان عليه سلف الأمة، ولكن لجهل الناس بالدين ولبعدهم عن العزة ولتسلط الطواغيت لسنوات طويلة على المسلمين، فقد دُرست هذه المعالم، وإلا فإن هذه هي السنة، وهذا هو الصواب من شرع الله تعالى.

    وأما الشدة التي توصف بها "القاعدة"؛ فهي في الحقيقة تمسكٌ بالحق، وإذا ما سماها البعض شدة فهي شدة في مكانها، وهذا هو دين الصحابة والتابعين، وهو ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم من قبل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [سورة التوبة: 73].

    أما أهل السنة على الخصوص والمسلمون على العموم؛ فلا نتعامل معهم إلا بالحسنى، وقد كنا في أيام الفلوجة نتعامل مع ناس يخالفوننا في كثير من المسائل - ومثال ذلك "مجلس شورى المجاهدين" في الفلوجة كان يضم بين أعضائه أفراداً من الصوفية - ولا يمنعنا ذلك من التعامل معهم والقتال إلى جانبهم ضد الصليبيين.

    س) هناك أيضاً من يأخذ عليكم هذا الأسلوب من التعامل مع المبتدعة؟

    ج) أي طائفة أو جماعة تنتسب إلى الإسلام وتدين الله تعالى بالجهاد ومحاربة أعداء الدِّيْن من الصليبيين والمرتدين؛ فنحن معهم.

    وما داموا مسلمين فنحن نناصرهم ونتولاهم ولا نبرأ منهم، وإن تلبسوا ببعض البدع، ولا يمنعنا ذلك من التبرء من بدعتهم.

    س) كيف تتعامل معهم؟

    ج) نناصرهم ونتولاهم، وفي الوقت ذاته؛ نصرح لهم بأنهم على خطأ، ونعرض عليهم حجج السلف في ذلك، ولا نداهنهم على حساب السنة.

    فالتناصر وقت الحرب وصد العدوّ الصائل شيء، والتناصر وقت النقاش والمجادلة بالتي هي أحسن ومحاولة إرجاعهم إلى جادة السنة شيء آخر.

    نناصحهم ونناصرهم، وشتان ما بين إنسان مسلم متلبس بشيء من البدعة يحمل صفة الجهاد، يقاتل معي أعداء الدِّيْن، وبين شخص يصد عن الجهاد ويعطله ويطعن بالمجاهدين.

    وحتى هذا الصنف لا نقاتله، وذلك عملاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أن يقال أن محمدا يقتّل أصحابه).

    س) أيهما أفضل مسلم تلبس ببدعة، أم مسلم صافي العقيدة لكنه لا يجاهد؟

    ج) أما الذي يدعي أنه مسلم صافي العقيدة وهو تارك للجهاد؛ فهو فاسق

    و أما المسلم الذي يجاهد في سبيل الله؛ فهو أفضل من القاعد عن الجهاد، وإن كان متلبساً ببدعة.

    وأُقرب لك الأمر؛ ها هم الطالبان مثلاً المعروف عنهم أنهم ماتُريدية خريجو المدرسة الديوبندية، وهؤلاء من المعروف عنهم أنهم لا يقبلون إلا بتحكيم شرع الله، وقاتلوا في سبيل الله ووقفوا بوجه طغيان أمريكا.

    وعندهم بعض الأخطاء، ونعلم بهذا، ولكن هم عندي خير من أصحاب العقيدة الصحيحة من "علماء الجزيرة"، الذين بايعوا الطاغوت "عبد الله بن عبد العزيز"، بل أي عقيدة صحيحة يحملون ومن هو الأفضل عند الله تعالى؟ ملا محمد عمر أم هؤلاء؟! بل ملا محمد عمر خير من ملئ الأرض من أمثال هؤلاء.

    ماذا نفعتنا العقيدة النظرية التي يعتقدونها؟! وماذا نفعتهم عقيدة ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب؟! وهي محشورة في عقولهم محبوسة في صدورهم، لا تخرج للعلن ولا يرى لها تأثير على الطواغيت، بل إنهم يصدون عن سبيل الله بمبايعتهم للطاغوت وبتعطيلهم للجهاد وبدعوتهم لقتل المجاهدين ووصفهم بـ "الفئة الضالة"، فبئس ما يحملون من "عقيدة" إن لم يتبعها عمل وينتج عنها ثمر صالح، {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} [سورة البقرة: 93].

    فالطالبان خير من هؤلاء مئات المرات، بل لا مقياس ولا تشابه.

    ومثال آخر الشيخ "عبد الله الجنابي"؛ هو صوفي نخالفه ولا نتفق معه، ومع هذا كان الشيخ أبو أنس الشامي رحمه الله يقبل رأسه، وكنا نرجو فيه خيراً، ونطمع أن نجلبه إلى طريق السلف، وقد أهدى له الشيخ أبو أنس إحدى مؤلفات الشيخ ابن تيمية، فماذا نريد من الرجل إذا كان رافعاً لراية الجهاد داعياً لقتال أعداء المسلمين، فهو عندنا - والله - خير من المثبطين القاعدين عن الجهاد.

    ورغم هذا لم نكن نداهنه، كنا نناقشه، وفي وقت الحرب والمنازلة كنّا نشهر - معه - أسلحتنا بوجه العدوّ الصليبي الصائل.

    فيا أخي...

    ائتني بصوفي يحمل بدعة يجاهد في سبيل الله؛ أقبّل قدمه، وهو عندي خير من القاعد وإن كان يزعم أنه يحمل عقيدة صحيحة، فالمرء ما دام مسلماً مجاهداً هو على خير، وهو أفضل من القاعد على أي وجه كان، على أن لا يمنعني جهاده من التبرؤ من بدعته، ولا يحملني هذا على ترك مناصرته.

    فمن المعروف أن الأئمة قاتلوا مع يزيد الخارجي عندما قاتل الفاطميين على الرغم من إنه من الطائفة الموصوفة بأنها "كلاب أهل النار".

    نعم أقاتل مع المبتدع إلا إذا تلبس بناقض، وهذا أمرٌ آخر.

    وأما ذاك الذي تلبس بناقض؛ فإني لا أقاتل معه ولا تحت رايته، ولكن هذا لا يمنعني من دعوته بالحسنى وأن أطمع بإسلامه وهدايته إلى طريق السنة، وفي الوقت ذاته لا أرفع عليه السيف مادام يقاتل ذات العدوّ الذي أقاتله.

    ومحصلة الأمر عندنا أن من تلبس بناقض وقاتل الكفار؛ نناصحه وندعوه ونطمع بإسلامه، ولكن لا نستعين به ولا نقاتله ما دام رافعاً للسيف بوجه عدونا، معرضاً عن مقاتلتنا.

    وأما المبتدع؛ فنصبر عليه وندعوه ونقاتل معه، ولا نقره على خطئه ولا نداهنه ونستمر بدعوته حتى يعود إلى السنة.

    هذا هو دين الله تعالى؛ نصبر عليه وندعوه بالحسنى ونناصره لما معه من الإسلام، ولا أقول له؛ أنت محسن ببدعتك هذه ولا بأس عليك، بل أصارحه بخطورتها وبتلطف وبالحسنى، وأبقى أذكره بحقوق أخوة الإسلام التي تجمعنا.

    وإن كان قد ورد عن بعض السلف طرد المبتدع من الثغور، فإن هذا كان أيام التمكين، أما اليوم فأنا أواجه عدواً صائلاً يروم استئصال الإسلام والقضاء على الدِّيْن بالكلية، ولهذا فمن الواجب أن نقاتل مع كل مسلم دون اشتراط براءته من البدع.

    وهذا ما فعله شيخ الإسلام ابن تيمية عندما قاتل التتار، فإنه قاتل مع الصوفية ومع الأشاعرة وتحت راية المماليك، الذين كانوا يجمعون ما بين التصوف وعقيدة الأشاعرة والتعصب للمذهبية.

    والواقع أنه لم يكن هنالك جيل أو جيش بعد جيل الصحابة والتابعين صافياً.

    ونقر اليوم بأن هناك أخطاء، وهنالك من المجاهدين من معه بعض البدع، ولكن هذا لا يمنع من القتال معهم ضد عدونا الصائل.

    أما جماعتنا؛ فشرط الانتساب إليها إتباع السنة وترك البدع وهجر الكبائر، وهذا ما نلزم به أنفسنا ومن تبعنا، أما من لم يقدر على هذا ولم يستطع بلوغه؛ فإن منعنا لانتسابه لنا لا يعني إلغاءنا له وإغفالنا لحقه علينا في التناصر بالسيف - قتالاً معه – وباللسان - نصحاً له -

    وأعتقد أن هذا هو المنهج الذي ينبغي أن تكون عليه الجماعة التي تريد إرجاع خلافة النبوة وإقامة الشرع، إذ لا بد وضوح المنهج واستقامة المعتقد، لكي لا تنحرف الراية.

    س) لماذا تقاتلون الجيش والشرطة؟

    ج) لقد كان هؤلاء الجيش والشرطة عيوناً ووجاءً ووقاية للصليبيين من ضربات المجاهدين، وكانوا هم المنفذين لمخططاتهم.

    وقد يقول قائل؛ إن حكم هؤلاء كحكم الأمريكان بل هم أشدّ جرماً وكفراً من الأمريكان.

    وقد يقول قائل؛ إن كثيراً من هؤلاء يقاتل من أجل المال، ليس إلا، فعلام يُقتلون؟!

    ونحن نقول: إن هؤلاء من أكفر خلق الله، ولا نجد لهم عذراً أبداً، وقد تكون لهؤلاء شبهة في البلدان الأخرى - ومع إننا لا نعذرهم - ولكن قد تكون الشبهة في حقهم أقوى في حق الجيش العراقي.

    س) كيف؟

    ج) البلاد سقطت بأيدي اليهود والصليبيين، والعدو هنا أجنبي، وجاهر بأنها حرب صليبية، وإنه جاءنا لتأمين الحماية لإسرائيل، وراح من اللحظة الأولى ينكل بأهل السنة ويظهر عداءه للدين وخلف وراءه دماراً هائلاً في طول البلاد وعرضها منذ الأيام الأولى لدخوله، ثم نكّل بالمسلمين تقتيلاً لرجالهم، وتهديماً لبيوتهم، وسبياً لنسائهم، وكل الناس يعلمون ما فعله الأمريكان، وإهانة المساجد وتدنيس المصاحف وغيرها كثير.

    ثم يأتي بعد هذه الجرائم كلها ويدخل في طاعة هؤلاء المجرمين، ويقاتل معه عبادَ الله الموحدين ويحمي أعداءنا من اليهود والصليبيين! أفيعقل أن نقول عن مثل هؤلاء أنهم مسلمون؟!

    ثم إن راية الجهاد بيّنة، وصف المسلم واضح، فكيف يعقل عن رجل يحمل ذرة من دين أو بقية من غيرة يترك راية الجهاد الواضحة ولا ينحاز لأمته، بل ويقاتل مع أعدائها من اليهود والصليبيين، فأي إسلام يحمله هذا؟! وبأي عذر يمكن أن يعتذر عنه؟!

    إذا قيل أن هذا الرجل أغراه المال وساقه الفقر، قلنا: إن هذا الرجل في عقيدته خلل من جهتين:

    1) الرضا بموالاة الكفار على المسلمين.

    2) عنده خلل في باب الربوبية، حيث نسى أن الله هو الرازق وليس الأمريكان.

    فكيف يُعتذر لمن قاتل المسلمين من أجل الرزق؟!

    ولذلك لا يدخل في سلك هؤلاء المرتدين إلا من كان فاقداً للدين وفاقداً للغيرة والمروءة ووصلت به الخسة وبلغ به الانحطاط إلى أسفل السافلين.

    الذي يرى أخواته المسلمات في "أبي غريب" وما يفعل بهن، ثم يوالي من فعل هذه الجرائم، كيف نلتمس له العذر؟! هذا والله لا عذر له، وهو والله أعدى أعداء الأمة، بل وقتله أولى وأجدر وآجر من قتل الأمريكان.

    س) ما هي الصعوبات التي تواجه الجهاد في العراق؟

    ج) نحن نخوض في العراق معركة غير متكافئة أبداً، وليس هناك مجال للتماثل والمقارنة بيننا وبين العدو.

    من ناحية العدد؛ هنالك المئات من الإخوة يقاتلون مئات الآلاف من الأعداء، ومن ناحية العدة؛ لا يخفى على أيِّ إنسان أن العدوّ يملك من الإمكانيات العسكرية - سواء كانت الجوية أو البرية أو البحرية - الشيء الكبير ولا مقياس مع ما يملكه المجاهدون.

    الإخوة يملكون السلاح الفردي وبعض مدافع الهاونات وبعض قذائف [R. B. G] مقابل الدبابات والدروع والطائرات.

    أرض الجهاد في العراق تختلف عن أخواتها في أفغانستان وفي الشيشان، فالإخوة في هذين البلدين يملكون مقومات قد لا توجد في العراق، فهناك الغابات والجبال الشاهقات التي يستطيعون أن يتخفوا فيها عن العدوّ ولا يستطيع أن يصل لهم.

    أما أرض العراق؛ فهي كالكف، لا يوجد فيها جبال ولا يوجد فيها وديان ولا يوجد فيها غابات.

    وهنالك مشكلة أخرى؛ وهي أن جبهة المواجهة مع العدوّ مشتركة، ومن هنا فإن الإخوة يخوضون معركة هي من أشرس المعارك في تاريخ البشرية.

    الإخوة يسيرون في حقل من الألغام، ولا يعلمون متى ينفجر عليهم هذا اللغم أو ذاك.

    الإخوة يخوضون معركة شرسة، وكثير من المعطيات ليست معهم، لا عمق استراتيجي ولا منطقة ممتنعة، العدوّ من أمامهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم، الجواسيس حولهم، وفي كل مكان "الحرس الوثني" والشرطة والأمريكان.

    ومع ذلك - بفضل الله عزّ وجل - ننازعهم الأرض التي يقفون عليها.

    هنالك الأمريكان بقضهم وقضيضهم وحدهم وحديدهم وجموعهم، وهنالك الجيش والشرط، وهنالك الرافضة بجواسيسهم ومليشياتهم المسلحة، نسأل الله السلامة، فهي حرب استخباراتية عسكرية شرسة وضروس.

    الحرب في العراق لها من الصعوبة ما الله بها عليم، ومع ذلك يصاول الإخوةُ العدوّ ويقارعونه ويبادلونه الضربة بالضربة.

    س) أي الأسلحة كانت أكثر فتكاً بالعدو؟

    ج) كان السلاح الأمضى بيد الإخوة - بعد التوكل على الله والدعاء - هو العمليات الإستشهادية التي نكلت بالعدو، وهي سلاح الإخوة الذي لا يرد ولا يستطيع العدوّ أن يجد له علاجاً، ولا يستطيع أن يجد له ما يمنعه.

    العدوّ - كما قلنا - يتواجد مع الناس وبين الناس وبين السكان ويضع قواعده بين البيوت، وهذا من مكره ليحول بينه وبين المجاهدين، ومن ثم فإن هذه العمليات الاستشهادية - بفضل الله - كان لها الدور الكبير في إضعاف العدوّ ووصوله إلى هذه الدرجة من اليأس ومن التخبط ومن الروح الانهزامية والانهيار النفسي الكبير، وهذا ما صرح به كبراؤهم وما يثبته الواقع بفضل الله عزّ وجل.

    انكسار العدوّ لم يكن بالعبوة والعبوتين ولا بغيرهما، العبوة التي توضع على الطريق أو القصف بالهاون وغيره؛ هذا مما يحدث النكاية بالعدو لكن ليس هو بالسلاح الذي يستطيع أن يحسم المعركة، لكن العمليات الاستشهادية هي التي كان لها الدور الأعظم في الإثخان بالعدو.

    فالعدو لم يثخنه أو يحطم جبروته ويمرغ أنفه بالتراب ويدعوه لئن يفكر بالانسحاب، بالعبوات فقط، بل كان بكتائب الإستشهاديين الذين نفروا من ديارهم - سواء كان من مهاجرين أو أنصار - ليذودوا عن هذا الدين.

    هنالك قرابة 800 استشهاديا من المهاجرين والأنصار نفذوا عمليات على الأرتال أمريكية والمعسكرات الثابتة وسيطرات الحرس الوثني وغيرها، وهذا لو تحسبه بالورقة والقلم تدرك حجم الخسائر التي حلّت بالأمريكان، وهذا بفضل الله عزّ وجل الذي أرغم الأمريكان على التفكير بالانسحاب وعلى إظهار هزيمته أمام المجاهدين.

    واستخدم الإخوة كذلك عمليات الاقتحام والهجوم على المعسكرات المحصنة واستعانوا على تنفيذ ذلك بعمليات الكرِّ والفر.

    كثير من العمليات النوعية كالاقتحامات وضرب الأوكار التي يحسبونها آمنة، كانت السيف الحاسم والصارم القاطع في هذه المعركة وكانت الرقم الصعب في هذه المنازلة.

    وبفضل الله ثم بفضل إخواننا الأنصار والمهاجرين الذين جاءوا يذودون عن دين الله عزّ وجل وأثخنوا في العدوّ وقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله تبارك وتعالى؛ وقعت أعظم نكاية بالأمريكان، فخلخلت صفوفهم وشتت شملهم ومزق جمعهم، ولذلك فإن ما ترونه من تخبط على العدوّ الآن ومن فزع إلى الشرق والغرب لم يكن نتيجة بيان استنكار ولم يكن بسبب مظاهرة، بل كان بدماء وصبر وعرق وجهد وابتلاءات وامتحانات وسجون وهموم وجوع وصبر وخوف.

    فنحن بفضل الله عزّ وجل عازمون على المضي قدماً في هذا الطريق ولن ندخر - بإذن الله - جهداً في سبيل الإثخان في هذا العدوّ وكسر شوكته حتى يأذن الله تعالى بنزول النصر المبين ورفع راية الدِّيْن، ونحن على هذا ماضون وبه متمسكون، وليس كما يدعي العدوّ ويروج في وسائل إعلامه.

    وهذا يدل على هزيمته وانهزامه وعلى إنه لم يستطع الوقوف في الميدان وما عاد يملك زمام المبادرة على أرض المعركة، ولهذا راح يستخدم بعض الأساليب الرخيصة، كبث الإشاعات والترويج للأكاذيب، وكل هذا يدخل في إطار الحرب النفسية للضغط على المجاهدين وإيهام أهل السنة في بلاد الرافدين عموم المسلمين؛ بان المجاهدين بدأوا يشعرون بالضعف.

    وآخر هذه الأراجيف؛ أن المجاهدين سينقلون المعركة إلى خارج العراق بسبب تزايد التضييق عليهم - كما يزعمون - ونبشرهم بأنا لن نخرج بإذن الله تعالى حتى يأذن الله بالنصر أو نهلك دونه.

    ونقول لهم؛ معركتنا معكم متوقفة على مبدأ؛ "إما نحن وإما أنتم"، ولن تروا منا إلا ما يسوؤكم، وهذا الجهاد له رب يحميه ورب يحفظه، والذي أحياه وأنشأه وأبقاه طوال السنتين والنصف الفائتتين قادر على أن يحفظه وأن يستعملنا في طاعته حتى نتمكن من قطف ثماره وتحقيق غاياته، فابشروا بالسوء يا أعداء الله، فإنا لن نتزحزح عن مرادنا هذا، وسترون منا بإذن ربنا رداً قاسياً على تجرؤكم في أذى المسلمين.

    ولأبناء أمتنا الغالية نقول...

    ندعوكم إلى مؤازرة المجاهدين والوقوف معهم وقفةً ثابتة حازمة، لأن هذا الجهاد يمر بمراحله شبه الأخيرة ومرحلة كسر العظم بدأت بالاقتراب، فلا بد للأمة أن تقف وقفة صادقة ولا تترك أبناءها في هذا الوقت الحاسم وتتخلى عنهم.

    فهؤلاء ما نفروا وما ضحوا بدمائهم وأنفسهم وهاجروا أوطانهم إلا لأجل رفعة هذه الأمة واستنقاذها من براثن هؤلاء الكفرة وفك قيدها من هذا الأسر الذي طال أمده، لذلك ندعو الأمة أن تقف وقفة صادقة، وأن لا تظن على هؤلاء المجاهدين بأبنائها ولا بفلذات أكبادها ولا بدعائها ولا حتى بأموالها، فهذه المعارك بفضل الله عزّ وجل لها ما بعدها ومن الله ربنا نرجو الخير الكثير.

    طبعاً نحن نخوض معركة في العراق معركة شرسة ونواجه أعتى جيش في العالم، وهذا الجيش لا يمكن دفعه إلا بالصبر ولا يمكن دحره إلا بالدماء والأشلاء.

    نحن عندنا في كل يوم نازلة، وفي كل يوم نفقد أحد الأحبة، وبين الفينة والأخرى يقع بعض الإخوة أسرى، فالابتلاءات والجراحات مستمرة، وهذه طبيعة المعركة.

    ثم إننا لسنا جيشا نظاميا، وهنالك إخوة قاموا يجاهدون في سبيل الله تعالى بأقل الإمكانيات نفروا للقتال وهم يعلمون أنهم يواجهون أعتى قوة في العالم، ولكنهم على علم أن الأصل في ديننا أن ينفر الناس إلى القتال، ولهذا لم يأبهوا لقوة الباطل ولا لإمكانياتهم، وقد مكنهم الله تعالى من عدوهم وأعانهم على مداومة قتاله.

    العدو يصيب منا ونصيب منه، نقتل منه ويقتل منا، وهذه هي طبيعة المعركة، يديل علينا ونديل عليه بفضل الله عزّ وجل، نصيبه يوماً ويصب منا يوماً آخر، نصيبه في موطن ويصيبنا في موطن.

    قادتنا وكبار الإخوة هم في بداية الصفوف، ولهذا فنحن معرضون لفقد الكوادر، والذي نزل في تنظيم القاعدة الله يعلم أنه لو نزل بجيش نظامي لانتهى هذا الجيش.

    كيف تريد منا أن نكسر الجيش الأمريكي وهو أعظم جيش في العالم ولا نقدم تضحيات؟! إن التضحية أمر لابد منه ولا يمكن أن يكون هناك جهاد من غير آلام وجراحات.

    إن الجهاد بالعبوات الناسفة فقط لا يمكن أن يكتب نصراً كاملاً على العدوّ ولا يمكن أن يحسم معركة.

    وبما أن العدوّ قد حل بديارنا؛ فإن المعركة الحقيقية هي أن تواجه العدوّ ويواجهك، وينال منك وتنال منه.

    وحقيقة مؤسفة واجهت الجهاد في العراق، وهي أن الأمة للأسف تخاذلت عن هذه المعركة، ولم يأتِ العلماء ولم يأتِ القادة ولم يأتِ أصحاب الخبرة حتى يقودوا هذا الجهاد ويصونوه ويحافظوا عليه، ولم تأتنا الكوادر، ولم يأتنا أبناء الحركات الإسلامية أو يأتنا غيرهم ممن تربى في السعة، ولما لم يأتِ هؤلاء قام الشباب الذين يغارون على دينهم، وبعضهم ليس عنده من العلم ما يكفي.

    إن هؤلاء الشباب الذين نفروا ينصرون هذا الجهاد؛ آلمّهم حال أمتهم ورأوا أخواتهم تنتهك أعراضهن، ورأوا الديار كيف تستباح والدماء كيف تسفك، فما كان منهم إلا أن يهبوا ليذودوا عن هذا الدين.

    وخلال هذه المعامع رأينا الرايات الوطنية والرايات الموهومة التي كانت تخدع الأمة بصبغات إسلامية؛ قد تخلت عن الأمة، تخلت عن الساحة، ولم يبقَ إلا المجاهدون الصادقون أصحاب المنهج الصافي، الذين يقاتلون لأجل "لا إله إلا الله"، هؤلاء في هذا الوقت هم الذين يقفون بوجه العدوّ، وما البركة التي نراها إلا في قتالهم إلا إنهم قلة، بل أقل من القليل.

    س) ألا ترى أن تحقيق مبتغاكم صعب جداً مع وجود هذه المعوقات؟

    ج) نعم.

    قد يقول بعض الناس: أنتم تعيشون في الأحلام وترجون أن تقام دولة الإسلام أو أن تثخنوا بالعدو وتعيدوا الخلافة! أنتم تصادمون الواقع وأنتم تعيشون في الأوهام وفي بروج عاجية!

    نقول لهؤلاء؛ إن الله سبحانه وتعالى بيده مقاليد كل شيء وبيده ملكوت السموات والأرض والأمر أمره، ونحن عباده ونواصينا ونواصي أعدائنا بيديه، فإذا جئنا نحسبها على الأرض بالورقة والقلم حساباً مادياً؛ فلاشك أنه سيصاب كثير من المسلمين باليأس، ولكننا نحسب أن الله عزّ وجل هو الناصر وهو الحافظ وهو الذي يتولى جنده وهو الذي ينصر عباده.

    النبي عليه الصلاة والسلام يوم الأحزاب، عندما تحزبت الأحزاب عليه من كل حدب وصوب وأحاطوا به إحاطة الهالة بالقمر وإحاطة السور بالمعصم، تهيب الصحابة وظهر الخوف عليهم، بل إن القرآن وصفهم بأعظم وصف إذ قال تعالى: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}.

    حدثني الشيخ أبو عزام رحمه الله تعالى وتقبله في الشهداء في معركة الفلوجة الثانية؛ أنه من شدة الخوف والبلاء الذي نزل على المجاهدين كان نبض أبي عزام - وأشار بيده إلى عنقه - وقال: (والله إني كنت أشعر بأن قلبي ارتفع إلى حنجرتي)، وهذا مصداق قوله عزّ وجل: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}، لقد رأينا الآية على حقيقتها.

    ما واجهه النبي صلى الله عليه وسلم صعب للغاية، حيث نقض اليهود العهد وتحزبت الأعراب مع مشركي قريش وعزموا على استئصال شأفة المسلمين، فرفع النبي عليه الصلاة والسلام الذرية والنساء إلى أعالي المدينة، وكان هناك خوف شديد، حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام قال للصحابة: (من يأتني بخبر القوم جعله الله رفيقي في الجنة؟)، فلا يقوم أحد، ثم يكرر الأمر ثانية فلا يجيب أحد، ثم ثالثة فلا يجيب أحد، فقال لحذيفة: (قم يا حذيفة)، علماً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومها: "من يأتيني بخبر القوم جعله الله وهو رفيقي في الجنة، وأضمن له أن يعود".

    سبحان الله! تخيل معي؛ النبي عليه الصلاة والسلام الصادق المصدوق الموحى إليه يقول: "أضمن له أن يعود"، ومع هذا لم يقم أحد من الصحابة.

    وعندما استنفذ الصحابة الوسع في طاعة الله تعالى والثبات في المواجهة وأكثروا من الدعاء، وعندما علم الله تعالى أنهم قد استفرغوا الوسع، أرسل جندياً من جنوده، وهي الريح، فقلبت القدور وخلعت الخيام، وبفضل الله عزّ وجل فرقت القوم ثم انفض الجمع وعادوا خائبين، {وردّ الله الذين كفروا بغيضهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال}.

    لاحظ قبل هذه اللحظات كيف كان حال الصحابة؟

    خوف وريح شديدة وعدو متحزب، ثم بعد ذلك بلحظات يرسل الله تعالى جنوده فيشتت شمل العدوّ ويرجعهم خاسئين، وعندها قال النبي عليه الصلاة والسلام: (الآن نغزوهم ولا يغزوننا).

    سبحان الله! في لحظة كان الصحابة كانوا يتمنون أن ينفض عنهم الجمع فحسب، ولكن بسبب صيرهم وثباتهم فإن الله عزّ وجل أكرمهم ببشارة النبي عليه الصلاة والسلام بعد ذلك: (الآن نغزوهم ولا يغزوننا)، فكان بفضل الله عزّ وجل فتحا ونصرا مبينا.

    وفي تلك الشدة والظروف الحالكة كان النبي عليه الصلاة والسلام يعد أصحابه بكنوز قيصر وكسرى، وهنا برز النفاق وأطل برأسه قائلاً: (محمد يعدنا بكنوز قيصر وكسرى وأحدنا لا يستطيع أن يذهب إلى الخلاء؟!).

    أما أهل الإيمان الراسخون في الإيمان الثابتون على هذا المنهج فقد قالوا: {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً}.

    وإنا لنعتقد جازمين أن الله عزّ وجل منجز وعده للمؤمنين، ولكن أهل الزيغ والمنافقين لا يعلمون، فالمنافقون - وكذا أسلافهم أيام الأحزاب - تغرهم قوة الباطل ويشككون بقوة رب العزة الذي بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيءٍ قدير.

    إن الله عزّ وجل لن يخذل عباده المجاهدين وقد وعدهم بالنصر، {ومن أحسن من الله حديثا}؟! {ومن أصدق من الله قيلاً}؟!

    والله تعالى حين ضمن لعباده المجاهدين النصر لم يطلب منهم غير الثبات على الحق والتمسك بهدي الكتاب والسنة فقال جل ذكره - وهو أصدق القائلين - : {إن ينصركم الله فلا غالب لكم}.

    وكلمة "غالب" جاءت نكرة في سياق الإثبات، والمعنى؛ لو اجتمع أهل الأرض عليكم فلن يغلبوكم إن أراد الله تعالى نصركم.

    نصرة الله تعالى لك متوقفة على التمسك بالحق والأخذ بأسباب القوة من العدة بعد التوكل على الله وهجر المعاصي.

    والإتيان بالأسباب يكون على قدر الإستطاعة وما كلفنا الله تعالى بتحقيق جميع الأسباب للشروع في الجهاد، فأمر الأسباب واكتمال العدة ما توفر للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه الكرام رضي الله عنهم.

    فنحن نعتقد أن الله عزّ وجل ناصر جنده بإذن الله، فوالله لا يهمنا أن يتكاثر العدوّ أو تكثر عدته، بل ما يهمنا هو أمر واحد هو أن يأتي بأسباب النصر، نحن لا يهمنا كثرة العدوّ ولو تضاعف العدوّ تضاعف الأمريكان، تضاعف الروافض، لا يهمنا، ولو قلّت عدتنا، ولكن ما نرجوه وما نسعى إليه أن نأتي من الأسباب التي ينزل بها النصر، ونحن نبحث عن أسباب يأتي بها النصر من حسن التوكل على الله واللجوء إلى الله وتفويض الأمر إلى الله عزّ وجل والبعد عن معاصيه هذا ما [...] فإذا أتينا بأسباب النصر، والله لو تضاعفوا أضعافاً مضاعفة فلن يضرونا شيئاً، ولا ننظر إلى العدوّ بكثرته، فنحن لا نخشى العدوّ بل نخشى أنفسنا.

    الأمة اليوم مدعوة لأن تقف وقفة وصادقة، فالأمة حقيقة خذلت الجهاد في العراق طوال هذه الشهور، فمدعوة أن تراجع نفسها وتستدرك ما فاتها في سابق الأيام، تنفر حق النفير لتدفع عن نفسها عادية هؤلاء الصليبيين، وإلا كل إنسان محاسب عليه، وهذا السوق سينفض، سيربح فيه من يربح ويخسر فيه من يخسر، والسعيد من اتعظ بغيره [...].

    س) ما هو وصفكم لمعركة الفلوجة؟

    ج) معركة الفلوجة الأولى كانت آية من آيات الله الباهرة، وكانت عبرة لكل المسلمين وحجة على القاعدين.

    لم يكن الإخوة قد خططوا لتلك المعركة وما توقعوا أبداً وقوعها أصلاً، ولو عرضت علينا خطة هذه المعركة - كما جرت - قبل وقوعها ما كنا لنقبل بها.

    قد يرى البعض أن خوض غمارها ضرباً من الجنون ونوعاً من التسرع، فالإخوة كانوا بالعشرات وعدتهم قليلة، ويقطنون مدينة صغيرة مكشوفة للعين المجردة، فضلاً عن أجهزة العدوّ المتطورة.

    س) كيف أُديرت المعركة؟

    ج) اتفقنا مع الإخوة على أن يكون هناك مفارز في النهار توزع على طول خط المواجهة، وفي الليل تُصنع الكمائن لاصطياد ما أمكن اصطياده من أرتالهم من خلال العبوات الناسفة أو المواجهات المباشرة التي تستغل غطاء الليل وتضرب العدوّ من حيث لا يحتسب.

    ومن المعروف أن سبب الغزوة الصليبية للفلوجة كان مقتل المقاولين الأربعة، وهم في الحقيقة ليسوا مقاولين، بل كانوا ضباط مخابرات كبار، وقد وجد الإخوة بحوزة هؤلاء الضباط بعض الخرائط التي تشرح خطة اقتحام المدينة، وكان هؤلاء الضباط يتجولون في أحياء الفلوجة لمسح المنطقة ووضع اللمسات الأخيرة على خطة مهاجمة الفلوجة، ولما تمكن الإخوة من قتلهم؛ تذرعت أمريكا بتلك الحادثة لمهاجمة المدينة.

    وإلا فإن التهديد كان قائماً قبل ذلك ومعداً له قبل مدة ليست بالقصيرة، وقد أراد الصليبيون كسر شوكة المجاهدين من خلال البطش بهذه المدينة العصية على جبروتهم.

    حاصر الصليبيون مدينة الفلوجة تسعةً وعشرين ليلة - كما هي عدة ليالي غزوة الأحزاب - وبعد مرور تلك الليالي العصيبة على الإخوة المحاصرين؛ كسر الله تعالى شوكة العدوّ وأسقط هيبتهم على يد ثلة قليلة لا تمتلك غير السلاح الفردي الخفيف، وليس لها من ملاجئ تقيها بأس القصف العنيف الذي وجهته طائرات العدوّ ومدافعهم الثقيلة غير حفظ الله تعالى.

    لقد أجرى الله تعالى كرامات كثيرة على يد هؤلاء الفتية الصابرين، الذين اختاروا الجهاد طريقاً والعزة مقصداً ورفع راية الدِّيْن هدفاً.

    إنّ أعظم الكرامات التي رأيناها؛ أن الإخوة المقاتلين دفاعاً عن المدينة كانوا بالعشرات وما بلغوا المئات، وفي نهاية المعركة بدأت الذخيرة تنفذ، وكان بعض الإخوة يترك ثغره ويأتي إلى الإخوة في وسط المدينة فيأخذ رصاصة من هذا ورصاصة من ذاك ثم يرجع إلى مكمنه عند ثغور المدينة، هكذا واجه الإخوة آلة الأمريكان وعدتهم.

    لكن لما علم الله تعالى أن الإخوة قد استنفذوا الوسع واجتهدوا في إرضاء ربهم - عند ذلك - أذن الله تعالى بانكشاف الغمة وألقى الرعب في قلوب الأمريكان وأخذ بنواصيهم بعيداً عن أطراف المدينة، وأرجع جيشهم الجرار ذليلاً خائباً ليطلبوا الهدنة فلا يحصلوا عليها، ويتوسل بعض أطراف النفاق للحصول على الأمان لجيشه ساعة انسحابه، انسحب جيش الصليب مخذولاً مطارداً تتخطفه سرايا الإخوة قتلاً وأسراً وغنيمةً.

    هذه المعركة كان فيها عبر عظيمة، فقوة بهذا العدد وبهذه العدة والطائرات ودبابات ومدراعات وجميع الأسلحة وقرابة ثلاثين ألف جنديا لا يستطيعون أن يقتحموا المدينة، هذا إن دلّ دل على أن النصر من عند الله، وإن الأمة هذا مثال صغير في مدينة صغيرة لا تزيد عن خمس كيلومتر مربع تستطيع أن تثخن بهذا العدوّ، وبفضل الله عزّ وجل هذا مثال للأمة إنها تستطيع أن تفعل ما فعله هؤلاء.

    أي أن الله عزّ وجل أراد أن يضرب مثلاً للأمة؛ أنه يا أمة محمد هؤلاء شعث غبر عشرات لا يملكون شيء وقفوا أمام أكبر ترسانة في العالم، وردوها بفضل الله عزّ وجل عندما تمسكوا بأمر الله وأتوا أسباب التي أوجبت دفع الله عنهم، فتستطيع الأمة بإذن الله تعالى أن تنهض وترد بمحاربة الصليبيين وتنفض غبار الذل وتستعيد عزتها بإذن الله تعالى، فقط عندما تسير على منهج الله وتبذل أرواح أبناءها رخيصة في سبيل لله عزّ وجل، وهذا أمرٌ هين، بل الإنسان يعطي على الذل ما لا يعطيه على العزة وعلى العزيمة وهذا أمرٌ مجرب.

    نعم، فكانت هذه المعركة بفضل الله كانت من المعارك الخالدة - والله - في تاريخ الإسلام والمسلمين ويفتخر بها كل مسلم.

    س) يقال أن هنالك تآمر يحاك ضد الجهاد، ما هي وجوهه؟ وما هي الرسالة التي توجهها لأصحابه؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 1:59 am