محب الشهادة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

محب الشهادة

محب الشهادة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشهادة في سبيل الله هي ((اكرم وسيلة لعبادة الله))


    المقالة رقم: 17

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 942
    نقاط : 2884
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 22/03/2010
    العمر : 48
    الموقع : https://achahada-123.ahladalil.com

    المقالة رقم: 17 Empty المقالة رقم: 17

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء أبريل 07, 2010 1:27 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    روى الإمام أحمد بسند حسن عن عبادة بن الصّامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منّا من لم يجلّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقّه)). فقد أمر النّبي صلى الله عليه وسلم بتقدير العلماء واحترامهم، وعدم منعهم حقّهم من التّوقير، والسّتر ودفع الأذى عنهم، وكان علماء المسلمين على الدّوام هم حماة الدّين، وحفظة نصوصه ومفاهيمه، دفع الله بهم المحاولات المتكرّرة لتزوير معالمه، وطمس هديه، وهؤلاء العلماء لم يدّخروا وسعا في القيام بحقّ الله عليهم، وحقّ العلم كذلك، وحتى لا نبتعد كثيراً في إصدار العمومات التي ما عادت تشفي غليلاً، ولا تطبّ عليلاً، فإنّا سنسير معك أخي في الله في اكتشاف معالم الهدي الحقّة، وصفات العلم والعالم في كلام الله تعالى وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي كلام السّلف الصّالح، لأنّ أدعياء العلم قد كثروا، وتغيّرت موازين النّاس في الحكم والقضاء، وصار إطلاق لفظ العالم ألعوبة لا ضابط له، وكذلك سلب صفة العالم من أهله ومستحقّيه، وقبل أن نبيّن صفة أهل العلم والعلماء فإنّا سنمرّ على مزالق أهل الجهل وموازينهم في هذا الباب، وهي مزالق قلّما خلا منها فئة من النّاس إلاّ من رحم الله تعالى، فمن أشهر هذه الموازين الخاطئة في تقييم النّاس والحكم عليهم بالعلم والفقه هي:

    (أولاً) إن مما طمّ وعمّ أنّ أغلب النّاس - إلا من رحم الله تعالى - لم يعد يميّز بين الخطيب المفوّه، صاحب الصّوت الجهوري، وبين العالم، ولأن النّاس على الأغلب لا يترددون إلى مساجدنا إلاّ يوم الجمعة، وأيّام الدعوة إلى النّدوات الّتي تسمّى بالنّدوات الفكريّة، ولأنّهم كذلك ما عادت تشغلهم أحكام الدّين وشرائعه بمقدار انشغالهم بسماع التّحليلات السّياسية، أو الأخبار والحكايات، وصار فرحهم يشتدّ، وغبطتهم تظهر بمقدار ما يرون ويسمعون من صوت عال، أو شتم لفلان وعلان، وهذا جرّ على النّاس خراب أمزجتهم ورداءة أحكامهم على الأشياء والأفعال، فأعرض النّاس عن الدّراسات الهادئة، والأبحاث العلميّة، والتّقريرات الشّرعيّة، وأقبلوا على هؤلاء القوم الّذين يتقنون فنّ الصّخب الهادر، و الأصوات المرتفعة، وأعرضوا عمّن يحملهم إلى العمل ويحضّهم على الشّريعة، ويبيّن أحكام الدين والفقه.

    وعلى هذا صار أهل المنابر قسمان:

    1 - أصحاب الطحن بلا طحين، والكلام الكثير بلا علم ولا فقه، بل هو بدل أن يدفع النّاس إلى الكتاب، والسّنّة، وبدل أن يزيّن خطبته بالعلم الحقّ - الكتاب والسّنة - صار جريدة جديدة تسمّى (جريدة المنبر)، فقبل أن يصعد المنبر يختار هذا الخطيب لنفسه خبراً صحفيّاً ويعلّق عليه، وتروج تجارته، وتنفق بضاعته حين تنزل بالمسلمين نازلة، أو يكتشف مؤامرة وهميّة سرّبت إليه، فحينئذٍ هذا أسبوع الفرح لأنّه وجد لنفسه مادّة دسمة لخطبته، وبها يستطيع أن يشدّ الآذان إليه، ومنها ينطلق إلى عالم النّجوميّة والشّهرة، هؤلاء على الجملة من أكثر النّاس حذراً في إطلاق الأحكام الشّرعيّة المحددة، بل كلامهم دائماً في العمومات، التي لا يستطيع النّاس بها أن يلزموهم بموقفٍ يؤخذ عليهم، فهؤلاء القوم هم أهل العلم عند بعضهم.

    2 - لمّا رأى بعض طلبة العلم فساد أمزجة النّاس بسبب القسم الأول من الخطباء، ثمّ إعراض النّاس عن الفقه والعلم، ورأوا أن الحديث في المنابر صار على صورة جريدة أسبوعية، هالهم هذا الأمر ودفعهم إلى موقف مضادّ، ومختلف مع الأول في كلّ شيء، هذا الموقف هو: عدم الكلام إلاّ فيما يخصّ الفرد المسلم، أي: فيما يجهل من أحكام الدّين والفقه العامّة، فهو يأبى أن يتحدّث إلاّ في برّ الوالدين، وآداب الزّيارة الشّرعيّة، أو أحكام العقيقة وبدعة صوم النّصف من شعبان، وقد يتقدّم قليلاّ فيحدّث النّاس عن الأوائل وفتوحات الآباء، وزمن العزّة، وهكذا.

    ولم يعد المسلم العاديّ إلاّ ألعوبة بين هذا وهذا، وعامّة الخطباء يتجنّبون البحث والكلام في الأحكام الشّرعيّة التي تلزِم المسلم بموقف محددٍ من أحداثٍ معاصرة عمّ بلاؤها الصّغير والكبير، وربي عليها المسلمون حتّى صارت جزءاً من حياتهم، فمن القليل النادر أن تجد الخطيب الّذي يقدّم للنّاس الأحكام الشّرعيّة التي تلزمهم بموقفٍ محدّد من نوازل الحياة العامّة، أو التي تدفعهم إلى حركة شرعيّة منضبطة، فأين الحديث عن حكم المبدّلين لشرع الله؟ وأين الحديث عن وجوب جهادهم قبل جهاد الكفّار الأصليين؟ وأين الحديث عن عدم جواز الدخول في وظائف طائفة الردّة كالدخول في البرلمانات أو الشّرطة؟.

    نعم يوجد ممن ملأ الدنيا جعجعة بوجوب تحكيم الإسلام، أنّه هو الحلّ، نعم يوجد الآلاف من هؤلاء، لكنّا كنّا نتمنّى ألا يتكلّم هؤلاء المخادعون لأنّهم تحدّثوا عن وجوب تحكيم الشّريعة، وصرخوا بملء أفواههم بذلك أمام النّاس، لكنّهم دخلوا في وزارات الحكم بغير ما انزل الله من بابٍ آخر، وقالوا للنّاس عن وجوب الشّورى وتحدّثوا عنها حتّى بحّت أصواتهم، لكنّهم صاروا عمدا في المجالس الشّركيّة، فاهتزّت هذه المفاهيم في أذهان النّاس وعقولهم، وإلاّ فكيف نستطيع أن نقنع المسلم العامّي أنّ الحكم بغير ما أنزل الله وأنّ استبدال شريعة الرّحمن بشريعة كفريّة هو كفرٌ بالله العظيم، وموالاة أهلها كفرٌ وردّة، وهم يرون الّذين يتحدّثون أمام النّاس ويثيرون عواطفهم لتأييدهم هم الّذين يظهرون في التّلفزيون ويتحدّثون أمام هؤلاء الحكّام وبطانتهم بالأدب والتّوقير، ويقولون لهم: نحن معكم في كلّ كلمة قلتموها.

    على المنابر تعريض وقدحٌ وذمّ وفي الخلفِ تأييد ونصر وموالاة.

    هذه الصّور وأمثالها أسقطت من حسّ النّاس قيمة هؤلاء الخطباء، واهتزّت الثّقة بهم مع أنّ الطّامّة الكبرى وهي الأهمّ: ضياع مفاهيم الإسلام وأحكامه الواضحة من أذهان النّاس وعقولهم.

    لكنّ علينا أن لا ننسى أنّ قوماً من الخطباء ما زالوا يعيشون خارج واقعهم ويفكّرون بالمعارك الفائتة، ويتصوّرون أنفسهم في زمن فتنة خلق القرآن، أو في زمن الخصومة بين الأشاعرة والحنابلة، فهذا خطيب من خطباء المسجد المكّي وقت أزمة الخليج حين سلّط الله حبيب الكويت على أهل الكويت، وجاءت قوات الصّليب لتردّ قوات المرتدّين، وانقسم النّاس بطريقة غثائيّة إلى مواقف ما أنزل الله بها من سلطان، وكان أهل الشّام على الجملة، وخاصّة غثاء أهل الأردن وفلسطين، قد شايعوا صدام وحلموا به أنّه المنقذ وشبّهوه بأنّه صلاح الدّين، ودارت بهم سماديرهم حتّى رأوا صورته في القمر، وصارت المساجد بخطبائها موقد فتنة، ومصدر شرّ، وكان في الجهة المقابلة لهم أهل الخليج والجزيرة، حين حلفوا برأس بوش تأليهاً له وتقديساً، وأعلن الشّيخ الإمام أبوبكر الجزائري قائلاً: “جزى الله أمريكا خيراً”، وصار الأمريكيّ والإنجليزيّ الكافر أحبّ إليهم من بني جلدتهم المسلم في تلك الفتنة العمياء، يقوم خطيب المسجد المكّي ليفسّر للنّاس واقع المعركة فيقول: “ماذا ينقم علينا أهل الشّام، أينقمون علينا أنّنا أهل توحيد؟ وأنّنا أصحاب العقيدة الصّحيحة؟”. ا. هـ. فأهل الشّام ومعهم أهل العراق في ذهن الخطيب الإمام، هم أهل البدع، لأنّهم صوفيّة أشاعرة، وأهل الجزيرة موحّدون حنابلة، ولذلك لم يقم صدّام بغزو الكويت ولا التّحضير لغزو الجزيرة إلاّ للقضاء على المذهب الوهّابي!! ونشر الطّرق الصّوفيّة والعقيدة الأشعرية!.

    وفي جلسة لي مع أحد هؤلاء قال لي: “أنا لا أخاف من صدّام لكونه بعثيّ ولا لكونه يهوديّ ولا لكونه مخرّب ومفسد في الأرض ولكنّي أخاف منه بأنّه إذا دخل الجزيرة يعيد القباب ويشيد القبور ويطلق يد أهل البدع من الصّوفيّة والأشاعرة في بلادنا.

    أرأيتم أيّها الاخوة عمق الفهم، ودقّة الدّراسة، ووضوح الحياة عند هؤلاء القوم، وبعد ذلك يأتي من يسأل تائهاً: ما هو سبب انحطاطنا؟ وما هو سبب تأخرّنا؟.

    وللتّذكير فإنّ بلد التّوحيد المزعوم هو الّذي حارب دعاة التّوحيد وقتلهم شرّ قتلة، حين توجّه (إخوان من أطاع الله) إلى الكويت لقتال أهلها الّذين فسقوا عن دين الله تعالى، وانتشرت في قصور أمرائهم وخاصّة أميرهم عميل الإنجليز يوم ذاك حاكم الكويت مبارك الصّباح، الفواحش والمنكرات، فإنّ مؤسّس الحكومة السّعودية “عبد العزيز آل سعود” قد نشأ في قصر الخبيث مبارك الصّباح عشر سنوات من (1309-1319)هـ، وتعلّم منه فنّ الفاحشة، فلمّا قامت حركة الإخوان (وهي حركة أهل التّوحيد في نجد) بشنّ معارك الجهاد ضدّ حاكم الكويت، تصدّى لها الخبيث السّعودي بل وقاتلهم حتّى أباد منهم الآلاف. فمبارك الصّباح جدّ هؤلاء الخبثاء من آل الصّباح ذكر عنه مؤرّخ الكويت عبد العزيز الرّشيد: أنّه “جهر في آخر أيّامه بترك الشّعائر الدّينيّة، والتّساهل بالصلاة والصّيام، ومال إلى اللهو والقصف والتّهتّك والخلاعة، فاستقدم الرّاقصات من مصر وسوريا، وأقام لهنّ المسارح في قصوره الشّاهقة وانغمس في هذا الأمر انغماساً عظيماً”. ا. هـ.

    هذا هو أستاذ مؤسّس دولة التّوحيد الصّافي والعقيدة الصّحيحة.

    ولئلاّ ننسى فإنّ أهل العلم والدّين، وخاصّة آل الشّيخ محمّد بن عبد الوهاب قد وقفوا في بداية الأمر ضدّ الخبيث عبد العزيز آل سعود عندما توجّه لغزو الرّياض سنة (1901)م، وكان سبب هذا العداء أنّه ربيب الخبيث مبارك الصّباح حاكم الكويت، لكنه استطاع بعد ذلك بالخداع والمكر (على الطّريقة الإنجليزيّة) أن يدفعهم إلى صفّه وجيشه.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 10:19 pm