جرائمهم وخياناتهم الأخلاقية، زواج المتعة
وأما فيما يتعلق بجرائمهم وخياناتهم الأخلاقية:
فحدث ولا حرج...
فهاهي مجتمعاتهم تغص بالرذيلة والخنا والفجور, وتنتشر فيهم الفواحش ظاهراً وباطنا, ولا تجد مجتمعاً ملوثاً بهذه الرزايا إلا والرافضة قد فاقه فحشاً وفجوراً... كل ذلك يتم من خلال شريعة الرافضة ودينهم وبفتوىً من مرجعياتهم وآياتهم! فكيف ذاك؟
أولاً؛ زواج المتعة:
الذي أباحه الشرع فترةً من الزمن, وللضرورة مع غير المسلمات قبل تقسيم ملك اليمين والأخذ به, حيث كان الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يغزون بلاداً بعيدةً, وتطول بهم مدة السفر ذهاباً وإياباً وإقامةً, فرفع عنهم الحرج والمشقة, في نكاح التمتع لإبعادهم عن مظنة الوقوع في المحظور, ولما تغير الحال, وزالت الضرورة بانتشار الإسلام وتفرق المسلمين في البلاد نسخ حكم المتعة نظراً لما يحويه من مفاسد أكبر من مصالحه, ولكونه ينافي مقاصد الزواج الذي أحله الله تعالى, والذي منها استدامة الزواج وبناء الأسرة المسلمة, وإنجاب الولد والقيام على تربيته, فإن الرافضة يتعلقون بهذا الزواج الذي هو مفتاح للزنا ولكل شر... وهم لا يقولون بإباحته وجوازه فحسب؛ بل إنهم يعتبرون من لا يتمتع ومن يرى حرمة هذا الزواج بأنه كافر بناءً على روايات مكذوبة نسبوها إلى الأئمة من آل البيت كما جاء في كتاب "من لا يحضره الفقيه": (روى الصدوق عن الصادق عليه السلام قال: إن المتعة ديني ودين آبائي، فمن عمل بها عمل بديننا, ومن أنكرها أنكر ديننا واعتقد بغير ديننا).
بل يتوسعون فيه ليشمل التمتع حتى بالرضيعة.
وفي ذلك يقول "الخميني" في كتابه "تحرير الوسيلة": (لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضما وتفخيذًا وتقبيلاً).
ويذكر لنا صاحب كتاب "لله ثم للتاريخ" حادثةً وقعت أمام ناظريه حين كان "الخميني" مقيمًا في العراق, وكان في زيارة لشخص إيراني يدعى "سيد صاحب", فيقول: (فرح سيد صاحب بمجيئنا وكان وصولنا إليه عند الظهر، فصنع لنا غداءً فاخراً، واتصل ببعض أقاربه فحضروا، وازدحم منزله احتفاءً بنا، وطلب "سيد صاحب" إلينا المبيت عنده تلك الليلة، فوافق الإمام، ثم لما كان العشاء، أتونا بالعشاء، وكان الحاضرون يقبلون يد الإمام ويسألونه ويجيب عن أسئلتهم، ولما حان وقت النوم، وكان الحاضرون قد انصرفوا إلا أهل الدار، أبصر "الإمام الخميني" صبيةً بعمر أربع سنوات أو خمس ولكنها جميلة جداً، فطلب الإمام من أبيها "سيد صاحب" إحضارها للتمتع بها، فوافق أبوها بفرح بالغ، فبات "الإمام الخميني" والصبية في حضنه ونحن نسمع بكاءها وصريخها, المهم أنه أمضى تلك الليلة, فلما أصبح الصباح وجلسنا لتناول الإفطار، نظر إلي فوجد علامات الإنكار واضحةً في وجهي، إذ كيف يتمتع بهذه الطفلة الصغيرة وفي الدار شابات بالغات راشدات.كان بإمكانه التمتع بإحداهن فلم يفعل، فقال لي: سيد حسين ما تقول في التمتع بالطفلة؟ فقلت له: سيد القول قولك والصواب فعلك وأنت إمام مجتهد، ولا يمكن لمثلي أن يرى أو يقول إلا ما تراه أنت أو تقوله، ومعلوم أني لا يمكنني الاعتراض وقت ذاك، فقال: (سيد حسين، إن التمتع بها جائز ولكن بالمداعبة والتقبيل والتفخيذ أما الجماع فإنها لا تقوى عليه) اهـ.
وتتوسع دائرة التمتع عند الشيعة لتشمل حتى التمتع بالنساء المتزوجات وهذا ما تحرمه جميع الشرائع السماوية, بل ولا تقره حتى غيرة العقلاء من الكفار... فالرافضة يجيزون التمتع بالمرأة المحصنة زوجة الغير دون علم زوجها ودون رضاه, علماً بأن بعض فقهاء الشيعة يقرون بتحريم نكاح المتعة.
كما جاء في "وسائل الشيعة", وفي "التهذيب" وفي "الاستبصار": (قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله يوم خيبر لحوم الحمر الأهلية ونكاح المتعة).
وجاء في "التهذيب": (وسئل أبو عبد الله عليه السلام: كان المسلمون على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله يتزوجون بغير بينة؟ قال: لا).
ويقول "السيد حسين الموسوي" معلقاً: (لا شك أن هذين النصين حجة قاطعة في نسخ حكم المتعة وإبطاله).
وجاء في "وسائل الشيعة": (وعن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لي ولسليمان بن خالد: قد حرمت عليكما المتعة).
وقد نقل الدكتور "ناصر القفاري" في كتابه "أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية" عن الآلوسي قوله: (من نظر إلى أحوال الرافضة في المتعة في هذا الزمان لا يحتاج في حكمه عليهم بالزنا إلى برهان، فإن المرأة الواحدة تزني بعشرين رجلاً في يوم وليلة، وتقول إنها متمتعة، وقد هيئت عندهم أسواق عديدة للمتعة توقف فيها النساء ولهن قوادون يأتون بالرجال إلى النساء وبالنساء إلى الرجال، فيختارون ما يرضون ويعينون أجرة الزنا ويأخذون بأيديهن إلى لعنة الله تعالى وغضبه) اهـ.
فماذا نتج عن زواج المتعة, وما هي آثاره على المجتمع الرافضي؟
فمن آثاره؛ اختلاط الأنساب, والذي بسببه حرم الله الزنا, وذلك من خلال التمتع بزوجات الغير, ودون علم أزواجهن, فتحمل المرأة, ولا تدري هذا الولد من يكون والده, ومن ذلك كثر بسببه الزواج من المحارم, فمن كثرة ما يتمتعون صار الرجل يتمتع بالمرأة, وقد تكون ابنته من زوجة سابقة كان قد تمتع بها, أو تكون زوجة ابنه الذي سبق أن تمتع بها, أو زوجة أبيه.
وفي ذلك يقول "السيد حسين الموسوي": (جاءتني امرأة تستفسر مني عن حادثة حصلت معها، إذ أخبرتني أن أحد السادة وهو السيد "حسين الصدر" كان قد تمتع بها قبل أكثر من عشرين سنةً، فحملت منه، فلما أشبع رغبته منها فارقها، وبعد مدة رزقت ببنت، وأقسمت أنها حملت منه هو, إذ لم يتمتع بها وقتذاك أحد غيره، وبعد أن كبرت البنت وصارت شابةً جميلةً متأهلةً للزواج، اكتشفت الأم أن ابنتها حبلى، فلما سألتها عن سبب حملها؛ أخبرتها البنت أن السيد المذكور استمتع بها فحملت منه، فدهشت الأم وفقدت صوابها، إذ أخبرت ابنتها أن هذا السيد هو أبوها، وأخبرتها القصة، فكيف يتمتع بالأم، واليوم يأتي ليتمتع بابنتها التي هي ابنته هو؟).
ومن آثاره؛ استغلال أرباب الهوى والفساد المتعة في إشباع الغرائز لدرجة وصلت حد الجنوح إلى الفجور, وإلصاق ذلك بالدين من خلال المتعة.
ومن آثاره أيضًا؛ أن السادة والمرجعيات الذين يبيحون هذا الزواج ليتم لهم من خلاله التمتع ببنات الناس, يمنعون بناتهم وأخواتهم وقريباتهم من التمتع لأنهم يستقذرونه لهم, ويرونه كالزنا على ما يشعرون هم به من خلال تمتعهم ببنات الغير.
وعن ذلك يروي لنا "السيد حسين الموسوي" روايةً وقعت معه هو، حيث يقول: (فدخل علينا شابان يبدوا أنهما اختلفا في مسألة فاتفقا على سؤال الإمام الخوئي ليدلهما على الجواب، فسأله أحدهما قائلاً: سيد؛ ما تقول في المتعة أحلال هي أم حرام؟ نظر إليه الإمام الخوئي وقد أوجس من سؤاله أمراً ثم قال له: أين تسكن؟ قال الشاب السائل: أسكن الموصل وأقيم هنا في النجف منذ شهرين تقريباً، قال له الإمام: أنت سني إذن؟ قال الشاب: نعم، قال الإمام: المتعة عندنا حلال وعندكم حرام، فقال له الشاب: أنا هنا منذ شهرين تقريباً غريب في هذه الديار فهلا زوجتني ابنتك لأتمتع بها ريثما أعود إلى أهلي؟ فحملق فيه الإمام هنيهةً ثم قال له: أنا سيد, وهذا حرام على السادة وحلال عند عوام الشيعة، ونظر الشاب إلى السيد الخوئي وهو مبتسم ونظرته توحي أنه علم أن الخوئي قد عمل بالتقية، ثم قاما فانصرفا، فاستأذنت الإمام الخوئي في الخروج، فلحقت بالشابين، فعلمت أن السائل سني وصاحبه شيعي؛ اختلفا في المتعة أحلال أم حرام فاتفقا على سؤال المرجع الديني الإمام الخوئي، فلما حادثت الشابين انفجر الشاب الشيعي قائلاً: يا مجرمين تبيحون لأنفسكم التمتع ببناتنا وتخبروننا بأنه حلال وأنكم تتقربون بذلك إلى الله، وتحرمون علينا التمتع ببناتكم؟! وراح يسب ويشتم، وأقسم أن سيتحول إلى مذهب أهل السنة، فأخذت أهدئ به، ثم أقسمت له أن المتعة حرام، وبينت له الأدلة على ذلك).
ومن آثاره أيضًا؛ قطيعة الأرحام، والوشائج, وذلك لأن كثيرًا من الرافضة لا يعرفون أنسابهم، ولا آباءهم, ولهذا قد يكون للرجل إخوة وأخوات ومحارم لا يعرفهم, لأنه أصلًا لا يعرف من يكون والده.
ومن الآثار الأخرى الخطيرة؛ لزواج المتعة الذي يحله الرافضة، ويتسامح معهم ويتغاضى عن الاختلاف معهم فيه كثير من دعاة التقارب اليوم، أنه ومن خلال إباحة المتعة استطاع كثير من دعاتهم بث دعوتهم ونشر مذهب الرفض بين كثير من قبائل أهل السنة، وما ذلك إلا من خلال إغرائهم بهذا الزواج, ومداعبة أهوائهم بالقول بإباحته.
فقد نشرت مجلة "المنار" في المجلد السادس عشر رسالةً للشيخ محمد كامل الرافعي كان قد أرسلها من بغداد لصديقه الشيخ رشيد رضا في سنة ألف وثلاث مائة وست وعشرين للهجرة 1326 هـ, كشف له أثناء سياحته في تلك الديار ما يقوم به علماء الرافضة من دعوة الأعراب إلى الدخول في دين الرفض، واستعانتهم في ذلك بإحلال متعة النكاح لمشايخ قبائلهم الذين يرغبون الاستمتاع بكثير من النساء في كل وقت.
وذكر لنا د. ناصر القفاري, في كتابه "أصول مذهب الشيعة الإمامية" عن الحيدري بيانًا خطيرًا بالقبائل السنية التي ترفضت بجهود الروافض، وخداعهم في كتابه: "عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد", فيقول: (وأما العشائر العظام في العراق الذين ترفضوا من قريب فكثيرون, منهم ربيعة؛ ترفضوا منذ سبعين سنة, وتميم؛ وهي عشيرة عظيمة ترفضوا في نواح العراق منذ ستين سنة بسبب تردد شياطين الرافضة إليهم, والخزاعل؛ ترفضوا منذ أكثر من ستين سنة بتردد الرافضة إليهم وعدم العلماء عندهم، ومن العشائر المترفضة: بنو عمير؛ وهم بطن من تميم, والخزرج؛ وهم بطن من الأزد, وشمر؛ وهي كثيرة, وغيرها، ومن المترفضة أيضًا عشائر العمارة آل محمد؛ وهي لكثرتها لا تحصى, وترفضوا من قريب، وعشيرة بني لام؛ وهي كثيرة العدد, وعشائر الديوانية؛ وهي خمس عشائر؛ آل أقرع, وآل بدير, وعفج، والجبور, وجليحة.
إعارة الفروج
ثانيًا؛ إعارة الفروج:
وما أدراك ما إعارة الفروج, فإنه وإن كان هو الزنا بعينه من حيث الحكم الشرعي, إلا أنه من حيث طريقة مباشرته؛ فهو أفظع وأقبح, حيث أن الزناة يتسترون ويستشعرون الخطيئة والذنب الذي يرتكبونه، أما في إعارة الفروج، فإن الرجل إذا أراد السفر يأتي بزوجته عند صديقه أو جاره أو قريبه أو من شاء فيبقيها عنده ويبيح له أن يصنع بها ما شاء طيلة فترة سفره, ويأذن له التمتع بها لكي يطمئن على زوجته من الوقوع في الزنا.
وهناك حالة أخرى يعيرون فيها الفروج؛ وهي إذا حل الرجل ضيفًا فإن من دواع إكرام هذا الضيف أن يقدم زوجته للضيف، ويروون في ذلك روايات مكذوبة، ينسبونها إلى الإمام الصادق, وإلى أبيه أبي جعفر عليهم السلام.
روى "الطوسي" في "الاستبصار" عن محمد عن أبي جعفر عليه السلام قال: (قلت له: الرجل يحل لأخيه فرج جاريته؟ قال: نعم، لا بأس له ما أحل له منها).
وروى الكليني في "فروع الكافي" عن أبي عبد الله قال: (يا محمد, خذ هذه الجارية تخدمك، وتصيب منها, فإذا خرجت فارددها إلينا).
وهذا الأمر أفتى به علماء الرافضة في إيران والعراق, وهو منتشر بناءً على فتاوٍ كثيرة من سادات ومرجعيات الرافضة.
يقول "السيد حسين الموسوي": (زرنا الحوزة القائمية في إيران، فوجدنا السادة هناك يبيحون إعارة الفروج، وممن أفتى بإباحة ذلك السيد لطف الله الصنافي وغيره، ولذا فإن موضوع إعارة الفرج منتشر في عموم إيران، واستمر العمل به حتى بعد الإطاحة بالشاه محمد الرضا بهلوى ومجيء "آية الله العظمى الإمام الخميني الموسوي"، وبعد رحيل "الإمام الخميني" استمر العمل عليه).
وقال: (ومما يؤسف له أن السادة هنا - يعني العراق - أفتوا بجواز إعارة الفرج، وهناك كثير من العوائل في جنوب العراق وفي بغداد، وفي منطقة الثورة ممن يمارس هذا الفعل بناءً على فتاوى كثير من السادة، منهم السيستاني والصدر والشيرازي والطبطبائي وغيرهم، وكثير منهم إذا حل ضيفاً عند أحد منهم استعار منه امرأته إذا رآها جميلةً، وتبقى مستعارةً عنده حتى مغادرته) اهـ.
إتيان النساء في أدبارهن
ثالثاً؛ إتيان النساء في أدبارهن:
والذي لا يخفى على عاقل مدى الأضرار الجسيمة التي تلحق بالمجتمع عامةً جراء الوطء في الدبر، عدى انتكاسة الفطرة - والعياذ بالله -
وهناك الأحاديث الصًحيحة والصريحة في لعن فاعلها وتحريم إتيان النساء في أدبارهن, والله تعالى يقول: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذًى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}، فهذه الآية حجة على من يحل إتيان المرأة في دبرها، إذ لوكان جائزًا لما كان لأمر الله تعالى في اعتزال النساء في المحيض معنًى, فليس الحيض في الدبر وإنما في القبل, والأمر باعتزالها يدل على أمر اعتزال وطئها في القبل.
والرافضة - رفضهم الله - يحلون ذلك, ويأتون بروايات يزعمون زورًا وكذبًًا نسبتها إلى أئمة آل البيت، كما يتأولون آيات القرآن بالباطل من بعد ما جاءتهم البينات بغيًا بينهم.
ومما جاء عندهم في ذلك ما ذكر في "الاستبصار", ما رواه "الطوسي" عن عبد الله بن أبي اليعفور: (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يأتي المرأة من دبرها؟ قال: لا بأس إذا رضيت، قلت: فأين قول الله تعالى: {فأتوهن من حيث أمركم الله}؟ فقال: هذا في طلب الولد، فاطلبوا الولد من حيث أمركم الله، إن الله تعالى يقول: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}).
وروى "الطوسي" أيضًا عن موسى بن عبد الملك عن رجل قال: (سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن إتيان الرجل المرأة من خلفها في دبرها؟ فقال: أحلتها آية من كتاب الله تعالى، قول لوط عليه السلام: {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم}، فقد علم أنهم لا يريدون الفرج) اهـ.
والعياذ بالله.
فانظر كيف يتأولون كلام الله بالباطل ليحلوا ما حرم الله, فإن الله تعالى لا يحل الخبائث وإتيان الدبر من الخبائث التي حرمها الله بالجملة.
وقد أورد "السيد حسين الموسوي" ردا شافيًا على تأولهم هذا بقوله: (إن تفسير الآية قول الله تعالى: {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم}، قد ورد في آية أخرى في قوله تعالى: {ولوطًا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل}، وقطع السبيل لا يعني ما يفعله قطاع الطرق وحدهم، لا... وإنما معناه أيضًًا قطع النسل بالإتيان في غير موضع طلب الولد أي في الأدبار، فلو استمر الناس في إتيان الأدبار - أدبار الرجال والنساء - وتركوا أيضًا طلب الولد لانقرضت البشرية وانقطع النسل، فالآية الكريمة تعطي هذا المعنى أيضًاً وبخاصة إذا لاحظنا سياق الآية مما قبلها، ولا مرية أن هذا لا يخفى على الإمام الرضا عليه السلام, فثبت بذلك كذب نسبة تلك الرواية إليه) اهـ.
الأمر الذي أوصلهم إلى هذا الحد من الفساد
ولقد تفكرت في حال هؤلاء طويلاً, وما الذي أوصلهم إلى هذا الحد المريع من الفساد, إذ هم في الظاهر يدعون الإسلام, وبالتالي يدعون العفة والطهارة، وهم من قبائل عاشت بين أهل الإسلام, وتزيت بزي الاحتشام, فقد وصل بهم الفساد إلى حد لم تصل إليه أمة من الأمم، فلو نظرنا إلى أكثر المناطق إباحية في أوروبا وأمريكا وغيرها, وجدنا هؤلاء الروافض قد سبقوهم سبقًا بعيدا، بل ونجد أن كثيرا من القوانين التي تحكم هؤلاء؛ تستقذر وتستنكر كثيرًا من هذه الأفعال المخزية والمخجلة وإن فعلتها شعوبهم!
فمثلاً؛ نكاح المحارم ممنوع في تلك القوانين, وكذلك الخيانة الزوجية، فضلًا عن الشذوذ الجنسي وغيره, وإن مارسوه، فإنهم يمارسونه شهوةً لا ديناً.
أما هؤلاء الراوفض الملاعين؛ فكل شيء مباح باسم الدين، فتجد في البيت الواحد في كثير من الأحيان عدداً من الأبناء, وكل واحد منهم من أب مختلف، نتيجة المتعة التي أباحوها باسم الدين.
ولذلك تلحظ أن قطيعة الرحم ظاهرة في هذه الطائفة، بل إنهم من أغلظ الناس قلوبًا فيما بينهم! كيف لا! وقد اختلطت مياه الأنساب بينهم... فما كان وما سيكون في أمة من الأمم السابقة واللاحقة من الفساد الأخلاقي؛ ففي الرافضة أضعاف أضعافه! بل إن البهائم العجماوات تستقبح وترفض فطرتها أن تفعل مثل ما يفعل هؤلاء.
وقد حدثني أحد إخواني الثقات بحادثة رآها بأم عينيه، فيقول: (رأيت في مقتبل حياتي حادثةً لم أر مثلها قط في غيرة ثور قتل نفسه، بعد أن عصبت عيناه ليطأ أمه, فجاءت به جدتي تجره إلى والدته، وهو لا يعلم أنها أمه، لأنه معصوب العينين، وبعد عملية التلقيح كشفت عينه, وأيقن بأنه أتى أمه... فما كان من ذلك الثور إلا أن قام هائجاً وثائراً يناطح الجدار برأسه حتى سالت منه الدماء الغزيرة وهو يتحرك بجنون وهيجان, ثم اتجه إلى نهر دجلة والدم يقطر من جسده, وألقى بنفسه في النهر حتى غرق ومات من جراء ذلك! لأن الغيرة أخذته على أمه, وهو دابة قد استبيح لها ذلك؛ فطرةً وجبلةً، فقلت في نفسي آن ذاك: البهائم تأنف الزنا بالمحارم، وتغار على حريمها؛ فكيف بالبشر لا يعقل ذلك؟!).
وقد أخرج البخاري عن ميمون بن مهران؛ أنه رأى في الجاهلية قردةً زنت فاجتمع عليها القردة فرجموها.
وروى مسلم مثله عن أبي رجاء العطاردي.
فنعوذ بالله؛ من أمة البهائم العجماوات التي لا تعقل فطرتها أصفى وأنقى منها.
وعلم الله؛ أنني تفكرت في حال هؤلاء طويلاً, وما الذي أوصلهم إلى هذا الحد - كما أسلفت - فتبين لي أن الذي أوصل هؤلاء إلى هذا المستنقع الآسن؛ هو ان الجزاء من جنس العمل, ومثلما تدين تدان, فعندما تجرأ هؤلاء على الطعن في خير بيت وجد على وجه الأرض, ألا وهو بيت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ تجرؤوا على ذات النبي صلى الله عليه وسلم.
إذ قالوا كما نقل "السيد حسين الموسوي" عن "علي الغروي", أحد أكبر العلماء في الحوزة: (إن النبي صلى الله عليه وآله، لابد أن يدخل فرجه النار لأنه وطئ بعض المشركات)! يريد بذلك زواجه من عائشة وحفصة.
وهذا كما هو معلوم به إساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وسوء ظن به وبالله سبحانه الذي أرسله, وكل ذلك كفر وضلال لم يتجرأ على قوله كافر سواهم.
كما اتهموا أمهات المؤمنين, وعلى رأسهن أمنا المبرأة المطهرة الصافية النقية الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها, ولم يراعوا حرمة النبي صلى الله عليه وسلم في عرضه وبيته.
فلما فعلوا ذلك؛ مزق الله أعراضهم شر تمزيق, فليس هناك أمة من الأمم ابتليت بعرضها كما هم الروافض، ولذلك ترى أن عرض الرافضي لا يساوي عنده شيئًا, وإن أظهر خلاف ذلك.
ولا يفوتنا أن نثبت هنا؛ أن من يذب ويدافع عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم - ونخص منهم أمهات المؤمنين - فسيذب الله عنه وعن عرضه, ويحفظه له بإذن الله، لدفاعه هذا.
فكما هو معروف شرعًا؛ الجزاء من جنس العمل.
ولا ننسى هنا أن نذكر كلام الإمام الشوكاني حول مشاهداته الشخصية وتجاربه من خلال معايشته لرافضة اليمن, فكشف لنا أموراً عجيبةً وخطيرةً في كتابه "طلب العلم وطبقات المتعلمين", نقلاً عن د. "القفاري" من كتابه "أصول مذهب الشيعة الإمامية", فقال: (لا أمانة لرافضي قط على من يخالفه في مذهبه ويدين بغير الرفض، بل يستحل ماله ودمه عند أدنى فرصة تلوح له، لأنه عنده مباح الدم والمال، وكل ما يظهره من المودة فهو تقية يذهب أثره بمجرد إمكان الفرصة).
ويقول: (وقد جربنا هذا تجريباً كثيراً، فلم نجد رافضياً يخلص المودة لغير رافضي، وإن آثره بجميع ما يملكه، وتودد إليه بكل ممكن، ولم نجد في مذهب من المذاهب المبتدعة ولا غيرها ما نجده عند هؤلاء من العداوة لمن خالفهم، ثم لا نجد عند أحد ما نجد عندهم من التجرئ على شتم الأعراض المحترمة، فإنه يلعن أقبح اللعن، ويسب أفظع السب كل من تجري بينه وبينه أدنى خصومة وأحقر جدال وأقل اختلاف، ولعل سبب هذا - والله أعلم - أنهم لما تجرؤا على سب السلف الصالح؛ هان عليهم سب من عداهم، ولا جرم، فكل شديد ذنب يهون ما دونه).
وقد أشار الشوكاني رحمه الله إلى أنهم لا يتورعون من اقتراف أي جريمة في المجتمع الإسلامي، ولا يتنزهون عن فعل أي محرم، فقال: (وقد جربنا وجرب من قبلنا؛ فلم يجدوا رجلاً رافضياً يتنزه عن محرمات الدين، كائناً من كان، ولا تغتر بالظواهر، فإن الرجل قد يترك المعصية في الملأ ويكون أعف الناس عنها في الظاهر، وهو إذا أمكنته فرصة انتهزها انتهاز من لا يخاف ناراً ولا يرجو جنةً) اهـ.
فلا تكاد تجد بيتاً رافضيا إلا وقد عاقب الله أهله في أعراضهم, والجزاء من جنس العمل.
سيرة أمير المؤمنين علي وأئمة آل البيت في الرافضة
فلا بد - بعد هذا الاستعراض التاريخي لجملة من فضائح وخيانات الرافضة - أن ننوه لأمر مهم جدا, ألا وهو أننا حين نذكر طرفًا من خيانات وجرائم الرافضة ونذكر بأصل عقيدتهم الفاسدة, وأن المؤسس لهذا الدين هو اليهودي الحاقد ابن سبأ, وحين نربط فروعهم الحالية بأصولهم الماضية, وحين نقوم إزاء هذه الجرائم بما نقوم به من تحكيم لدين الله تعالى فيهم قتلاً وتنكيلاً؛ فإننا والحالة هذه, لسنا - والله - بدعاً من المجاهدين, وإنما نحن نطبق عليهم حكم الله كما طبقه فيهم خيرة أسلافنا.
فهاهو أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لم يجامل, ولم يهادن في دين الله, ولم يبحث عن أنصاف الحلول إزاء من ادعوا محبته ومشايعته, بل إنه حرق الغالية منهم الذين يدعون فيه الألوهية, أو جزءاً منها.
وها هو يحكم بجلد من يسب صاحبي الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
وها هو الحسن بن علي رضي الله عنه ينبذهم كما نبذوا عهودهم, يتبرأ منهم ويتنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه, فيبايعه حقنًا لدماء المسلمين, ومخالفةً لأهوائهم وشهواتهم, حيث طالبوه بمقاتلته.
وهذا الحسين يدعو عليهم - ومن مصادرهم - بعد أن خذلوه وتخلوا عنه قبل مقتله فيقول: (اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقًا, واجعلهم طرائق قدداً, ولا ترض الولاة عنهم أبدًا؛ فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا).
وهذا الخليفة "المهدي" العباسي؛ عرف بشدته على مبتدعيهم وزنادقتهم, حيث انتشرت في العهد العباسي بدعهم وراجت سوقهم، حتى إنه كلف الجدليين من المتكلمين بتأليف الكتب في الرد عليهم ودحض شبههم, ولم يكتف بذلك، بل أنشأ هيئةً متخصصةً في ملاحقة الزنادقة, وجعل لها رئيساً أطلق عليه اسم "صاحب الزنادقة" يلاحقهم ويقتل كل من داهن عن الدين أو ألحد فيه.
وفوق ذلك, كلف ابنه "الهادي" بتتبع الزنادقة والبطش بهم.
قال "المسعودي" في "المهدي": (إنه أمعن في قتل الملحدين والمداهنين عن الدين لظهورهم في أيامه وإعلانهم عن معتقداتهم في خلافته, لما انتشر من كتب "ماني" و "ابن ذي صانا" و "مرقيون" مما نقله "عبد الله بن المقفع" وغيره وترجمه من الفارسية والفهلوية إلى العربية، وما صنف في ذلك "ابن أبي العوجاء" و "حماد" و "يحيى بن زياد" و "مطيع بن إياس" من تأييد المذاهب "المانوية" و "الديصانية" و "المرقونية", فكثر بذلك الزنادقة, وظهرت آراؤهم في الناس, وكان "المهدي" أول من أمر الجدليين من أهل البحث من المتكلمين بتصنيف الكتب في الرد على الملحدين ممن ذكرنا من الجاحدين وغيرهم, وأقاموا البراهين على المعاندين, وأزالوا شبه الملحدين فأوضحوا الحق للشاكين) اهـ.
مواقف السلاجقة الحاسمة من الرافضة
وأما السلاجقة الأتراك من أهل السنة:
فقد كان لهم كذلك مواقف حاسمة من الرافضة الباطنية وقتالهم.
ومن ذلك ما كان من السلطان "ملك شاه" من إرسال أحد علمائه لمناظرة "الحسن بن صالح الصباح" المؤسس الحقيقي للمزارية الإسماعيلية ورئيسها الفعلي, بعد استيلائه على قلعة "ألموت" عام 483 هـ, وبعد أن نشر جيشه من الفدائية الذين كانوا يعيثون في الأرض فسادًا؛ يغتالون الآمنين, وينهبون أموالهم.
فأرسل إليه أولاً من يناظره فكريا لرده إلى جادة الصواب لوكان مريد حق وصاحب شبهة، ولما تبين له أنه صاحب هوىً وشهوة ورأى امتناعه؛ قرر السلطان "ملك شاه" ردعه بالقتال، فأرسل له جيشاً عام 485 هـ فحاصر قلعته "ألموت", فاستنجد "الصباح" في قزوين "بدهدار أبي علي"، الذي بدوره هب لنجدته مما ألحق الهزيمة بجيش "ملك شاه", ومع ذلك لم يتوقف "ملك شاه" من مواصلة جهاده ضد هذا الباطني... بل راح يجهز حملات أخرى للقضاء على الباطنية, إلا أن الموت حال دونه ودون إكمال هذه الحرب.
وبعد موت "ملك شاه"؛ تولى ابنه السلطان "بارتيار" السلطة, فكان من أهم أعماله أن طهر جيشه من هؤلاء الذين كانوا يندسون بين صفوف الجنود وهم يحملون الفكر والحقد الباطني، فقتل كل من ثبت عليه تهمة الانتساب للباطنية, أو حتى من حامت حوله الشبه, ثم هاجم الباطنية في كل مكان فأُخذوا من خيامهم ومنازلهم, وقتلوا في ميدان عام, ولم يفلت منهم إلا من لم يُعرف, وبلغ عدد القتلى منهم ثلاثمائة ونيفاً.
ولم يكتف بذلك؛ بل إنه أذن للناس أن يقتلوهم أينما ثقفوهم، فأخذ الناس يتتبعون الباطنية ويقتلونهم.
حتى أن أحد فقهاء الشافعية, واسمه "أبي القاسم مسعود بن محمد الخجندي" كان يحفر الأخاديد, ويوقد فيها النيران ويحرق الباطنية فيها، فرادى وجماعات.
حتى أنه أوعز لعماله وأمرائه في الأقاليم التابعة له؛ بتتبع الباطنية والفتك بهم، ففتك بهم الأمير "جاولي" ما يقارب الثلاثمائة، وذلك بحيلة دبرها مع أصحابه من داخل صفوف الباطنية، حتى استطاع أن يظفر بهم ويقتلهم.
ثم إنه أرسل إلى الخليفة العباسي في بغداد يشير عليه بأن يتتبع الباطنية في بلاده, فأمر بالقبض على كل من يظن فيهم ذلك.
وفي ذلك يقول ابن الجوزي في "المنتظم": (ولم يتجاسر أحد أن يشفع في أحد لئلا يظن ميله إلى ذلك المذهب).
وتعاون مع أخيه السلطان "سنجر" في محاربة الباطنية والقضاء عليهم.
وفي عام 521 هـ؛ أغار السلطان "سنجر" على الباطنية في قلعة "ألموت"؛ فقتل منهم ما يقارب الإثني عشر ألفاً.
وفي عام 456 هـ؛ أرسل السلطان "سنجر" أحد أمرائه, الأمير "قجق" على رأس جيش كبير إلى قلعة "طريثيث"، فأغار عليها وأحرق مساكنها وسبى ما وقع عليه يديه, وفعل بهم الأفاعيل العظيمة, ثم عاد سالماً.
وأما في عهد السلطان "محمد السلجوقي"؛ والذي عرف بغيرته الدينية وجهاده في سبيل الله, وتفانيه في نشر المذهب السني, والقضاء على دين الرافضة والفكر الباطني, فقد أدرك منذ توليه السلطة أنه لا يمكن أن تسلم بلاد المسلمين ويعلوها دين الله إلا بالقضاء أولاً على الباطنية وهدم معاقلهم, وأن من أهم الأعمال التي يجب عليه القيام بها هو القضاء عليهم, فكان من أهم أعماله التي قام بها؛ إرساله حملةً عسكريةً بقيادة الأمير "آق سنقر" لمحاصرة "قلعة تكريت" الباطنية, ثم قام بالقبض على وزيره "أبي المحاسن الآبي" لتواطئه مع الباطنية وتقديمه العون والدعم لهم, الأمر الذي تسبب في تأخير سقوط "قلعة أصبهان"، فعاقبه وأربعةً من أعوانه، فقتلهم ثم صلبهم على باب أصبهان.
وقام بمحاصرة "قلعة أصبهان" بنفسه؛ حيث سار إليها على رأس جيش كبير بعد أن كثر بها أذى الباطنية, حتى أن داعيهم زعيم الباطنية "أحمد بن عطاش" الذي كان يرسل أتباعه منها لقطع الطريق على الناس فيقتل الأبرياء, وينهب الأموال، مستحلين تلك النفوس والأموال بدينهم, حتى أنهم جعلوا على القرى المجاورة له وأملاك الناس الضرائب التي تجبى مقابل أن يكفوا بأسهم عنها.
فحاصرهم "السلطان محمد" في هذه القلعة لمدة أربعة أشهر, وأثناء الحصار؛ لجئوا إلى حيلة خبيثة يرومون من خلالها إثارة البلبلة والشبه حول موقف "السلطان محمد" من قتالهم - تمامًا كما هو حالهم اليوم من المجاهدين, وتمامًا كما هو موقف من يدعون العلم من مشايخ الفضائيات - فأرسلوا لفقهاء المسلمين يستفتونهم بطريقة ملتوية في قوم يؤمنون بالله وكتابه ورسوله واليوم الآخر, ولكن يخالفون في الإمام؛ هل يجوز للسلطان مهادنتهم وموادعتهم, وأن يقبل طاعتهم, ويحرسهم من كل أذى؟
وكادت هذه الحيلة بالفعل أن تفرق كلمة المسلمين, وتغير الموقف لصالح الباطنية حين أجابهم أكثر الفقهاء بجواز ذلك... لكن البعض توقف.
ولكن السلطان محمداً بحكمته وفقهه وحنكته؛ جمع الفقهاء ودعاهم للمناظرة، فانتصر رأي الفقيه الشافعي "أبي الحسن علي بن عبد الرحمن السمنقاني" الذي أفتى بوجوب قتالهم وسفك دمائهم, وأنهم لا ينفعهم التلفظ بالشهادتين، لرأيهم في الإمام الذي يستطيع أن يحرم عليهم ما أحل الله, ويحل لهم ما حرم الله, وتكون طاعته لهم في هذه الحالة حسب اعتقادهم فيه واجبةً، فتباح دماؤهم بهذا السبب بالإجماع.
وحاول بعد ذلك "السلطان محمد" أن يسقط قلعة "ألموت", ويقاتل "الحسن بن الصباح" الذي كان متحصناً فيها أكثر من مرة, إلا أن المنية وافته عام 511 هـ أثناء حصار جيشه بقيادة "أنشتكين"، والتي دام مدة حصارها ما يقارب الست سنوات، فاضطر القائد "أنشتكين", وبعد ضغط جنده إلى الانسحاب.
وبعد وفاة "السلطان محمد"؛ تسلم السلطة من بعده ابنه "محمود", والذي واصل سياسة والده, وكان يحمل نفس الهم والمنهج في ملاحقة وقتال الرافضة الباطنيين والرغبة في تطهير البلاد من رجسهم وأذاهم، فحاصر قلعة "ألموت" حتى سقطت في يده عام 524 هـ, ولكنهم استطاعوا أن يسترجعوها بعد وفاته عام 525 هـ.
وكان من حكام الولايات آنذاك "الأمير عباس" صاحب "الري", وكان من غلمان "السلطان محمود", وكان من المجاهدين المخلصين، فاستطاع أن يفتك بالباطنية الذين عنده، فقتل منهم خلقًا كثيرًا، حتى أنه بنى منارةً من رؤوسهم بالري, كما أنه حاصر مجددًا قلعة "ألموت", واستطاع أن يدخل قريةً من قراهم, فقذفها بالنار وأحرق كل من فيها من الرجال والنساء والصبيان.
وأما فيما يتعلق بجرائمهم وخياناتهم الأخلاقية:
فحدث ولا حرج...
فهاهي مجتمعاتهم تغص بالرذيلة والخنا والفجور, وتنتشر فيهم الفواحش ظاهراً وباطنا, ولا تجد مجتمعاً ملوثاً بهذه الرزايا إلا والرافضة قد فاقه فحشاً وفجوراً... كل ذلك يتم من خلال شريعة الرافضة ودينهم وبفتوىً من مرجعياتهم وآياتهم! فكيف ذاك؟
أولاً؛ زواج المتعة:
الذي أباحه الشرع فترةً من الزمن, وللضرورة مع غير المسلمات قبل تقسيم ملك اليمين والأخذ به, حيث كان الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يغزون بلاداً بعيدةً, وتطول بهم مدة السفر ذهاباً وإياباً وإقامةً, فرفع عنهم الحرج والمشقة, في نكاح التمتع لإبعادهم عن مظنة الوقوع في المحظور, ولما تغير الحال, وزالت الضرورة بانتشار الإسلام وتفرق المسلمين في البلاد نسخ حكم المتعة نظراً لما يحويه من مفاسد أكبر من مصالحه, ولكونه ينافي مقاصد الزواج الذي أحله الله تعالى, والذي منها استدامة الزواج وبناء الأسرة المسلمة, وإنجاب الولد والقيام على تربيته, فإن الرافضة يتعلقون بهذا الزواج الذي هو مفتاح للزنا ولكل شر... وهم لا يقولون بإباحته وجوازه فحسب؛ بل إنهم يعتبرون من لا يتمتع ومن يرى حرمة هذا الزواج بأنه كافر بناءً على روايات مكذوبة نسبوها إلى الأئمة من آل البيت كما جاء في كتاب "من لا يحضره الفقيه": (روى الصدوق عن الصادق عليه السلام قال: إن المتعة ديني ودين آبائي، فمن عمل بها عمل بديننا, ومن أنكرها أنكر ديننا واعتقد بغير ديننا).
بل يتوسعون فيه ليشمل التمتع حتى بالرضيعة.
وفي ذلك يقول "الخميني" في كتابه "تحرير الوسيلة": (لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضما وتفخيذًا وتقبيلاً).
ويذكر لنا صاحب كتاب "لله ثم للتاريخ" حادثةً وقعت أمام ناظريه حين كان "الخميني" مقيمًا في العراق, وكان في زيارة لشخص إيراني يدعى "سيد صاحب", فيقول: (فرح سيد صاحب بمجيئنا وكان وصولنا إليه عند الظهر، فصنع لنا غداءً فاخراً، واتصل ببعض أقاربه فحضروا، وازدحم منزله احتفاءً بنا، وطلب "سيد صاحب" إلينا المبيت عنده تلك الليلة، فوافق الإمام، ثم لما كان العشاء، أتونا بالعشاء، وكان الحاضرون يقبلون يد الإمام ويسألونه ويجيب عن أسئلتهم، ولما حان وقت النوم، وكان الحاضرون قد انصرفوا إلا أهل الدار، أبصر "الإمام الخميني" صبيةً بعمر أربع سنوات أو خمس ولكنها جميلة جداً، فطلب الإمام من أبيها "سيد صاحب" إحضارها للتمتع بها، فوافق أبوها بفرح بالغ، فبات "الإمام الخميني" والصبية في حضنه ونحن نسمع بكاءها وصريخها, المهم أنه أمضى تلك الليلة, فلما أصبح الصباح وجلسنا لتناول الإفطار، نظر إلي فوجد علامات الإنكار واضحةً في وجهي، إذ كيف يتمتع بهذه الطفلة الصغيرة وفي الدار شابات بالغات راشدات.كان بإمكانه التمتع بإحداهن فلم يفعل، فقال لي: سيد حسين ما تقول في التمتع بالطفلة؟ فقلت له: سيد القول قولك والصواب فعلك وأنت إمام مجتهد، ولا يمكن لمثلي أن يرى أو يقول إلا ما تراه أنت أو تقوله، ومعلوم أني لا يمكنني الاعتراض وقت ذاك، فقال: (سيد حسين، إن التمتع بها جائز ولكن بالمداعبة والتقبيل والتفخيذ أما الجماع فإنها لا تقوى عليه) اهـ.
وتتوسع دائرة التمتع عند الشيعة لتشمل حتى التمتع بالنساء المتزوجات وهذا ما تحرمه جميع الشرائع السماوية, بل ولا تقره حتى غيرة العقلاء من الكفار... فالرافضة يجيزون التمتع بالمرأة المحصنة زوجة الغير دون علم زوجها ودون رضاه, علماً بأن بعض فقهاء الشيعة يقرون بتحريم نكاح المتعة.
كما جاء في "وسائل الشيعة", وفي "التهذيب" وفي "الاستبصار": (قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله يوم خيبر لحوم الحمر الأهلية ونكاح المتعة).
وجاء في "التهذيب": (وسئل أبو عبد الله عليه السلام: كان المسلمون على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله يتزوجون بغير بينة؟ قال: لا).
ويقول "السيد حسين الموسوي" معلقاً: (لا شك أن هذين النصين حجة قاطعة في نسخ حكم المتعة وإبطاله).
وجاء في "وسائل الشيعة": (وعن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لي ولسليمان بن خالد: قد حرمت عليكما المتعة).
وقد نقل الدكتور "ناصر القفاري" في كتابه "أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية" عن الآلوسي قوله: (من نظر إلى أحوال الرافضة في المتعة في هذا الزمان لا يحتاج في حكمه عليهم بالزنا إلى برهان، فإن المرأة الواحدة تزني بعشرين رجلاً في يوم وليلة، وتقول إنها متمتعة، وقد هيئت عندهم أسواق عديدة للمتعة توقف فيها النساء ولهن قوادون يأتون بالرجال إلى النساء وبالنساء إلى الرجال، فيختارون ما يرضون ويعينون أجرة الزنا ويأخذون بأيديهن إلى لعنة الله تعالى وغضبه) اهـ.
فماذا نتج عن زواج المتعة, وما هي آثاره على المجتمع الرافضي؟
فمن آثاره؛ اختلاط الأنساب, والذي بسببه حرم الله الزنا, وذلك من خلال التمتع بزوجات الغير, ودون علم أزواجهن, فتحمل المرأة, ولا تدري هذا الولد من يكون والده, ومن ذلك كثر بسببه الزواج من المحارم, فمن كثرة ما يتمتعون صار الرجل يتمتع بالمرأة, وقد تكون ابنته من زوجة سابقة كان قد تمتع بها, أو تكون زوجة ابنه الذي سبق أن تمتع بها, أو زوجة أبيه.
وفي ذلك يقول "السيد حسين الموسوي": (جاءتني امرأة تستفسر مني عن حادثة حصلت معها، إذ أخبرتني أن أحد السادة وهو السيد "حسين الصدر" كان قد تمتع بها قبل أكثر من عشرين سنةً، فحملت منه، فلما أشبع رغبته منها فارقها، وبعد مدة رزقت ببنت، وأقسمت أنها حملت منه هو, إذ لم يتمتع بها وقتذاك أحد غيره، وبعد أن كبرت البنت وصارت شابةً جميلةً متأهلةً للزواج، اكتشفت الأم أن ابنتها حبلى، فلما سألتها عن سبب حملها؛ أخبرتها البنت أن السيد المذكور استمتع بها فحملت منه، فدهشت الأم وفقدت صوابها، إذ أخبرت ابنتها أن هذا السيد هو أبوها، وأخبرتها القصة، فكيف يتمتع بالأم، واليوم يأتي ليتمتع بابنتها التي هي ابنته هو؟).
ومن آثاره؛ استغلال أرباب الهوى والفساد المتعة في إشباع الغرائز لدرجة وصلت حد الجنوح إلى الفجور, وإلصاق ذلك بالدين من خلال المتعة.
ومن آثاره أيضًا؛ أن السادة والمرجعيات الذين يبيحون هذا الزواج ليتم لهم من خلاله التمتع ببنات الناس, يمنعون بناتهم وأخواتهم وقريباتهم من التمتع لأنهم يستقذرونه لهم, ويرونه كالزنا على ما يشعرون هم به من خلال تمتعهم ببنات الغير.
وعن ذلك يروي لنا "السيد حسين الموسوي" روايةً وقعت معه هو، حيث يقول: (فدخل علينا شابان يبدوا أنهما اختلفا في مسألة فاتفقا على سؤال الإمام الخوئي ليدلهما على الجواب، فسأله أحدهما قائلاً: سيد؛ ما تقول في المتعة أحلال هي أم حرام؟ نظر إليه الإمام الخوئي وقد أوجس من سؤاله أمراً ثم قال له: أين تسكن؟ قال الشاب السائل: أسكن الموصل وأقيم هنا في النجف منذ شهرين تقريباً، قال له الإمام: أنت سني إذن؟ قال الشاب: نعم، قال الإمام: المتعة عندنا حلال وعندكم حرام، فقال له الشاب: أنا هنا منذ شهرين تقريباً غريب في هذه الديار فهلا زوجتني ابنتك لأتمتع بها ريثما أعود إلى أهلي؟ فحملق فيه الإمام هنيهةً ثم قال له: أنا سيد, وهذا حرام على السادة وحلال عند عوام الشيعة، ونظر الشاب إلى السيد الخوئي وهو مبتسم ونظرته توحي أنه علم أن الخوئي قد عمل بالتقية، ثم قاما فانصرفا، فاستأذنت الإمام الخوئي في الخروج، فلحقت بالشابين، فعلمت أن السائل سني وصاحبه شيعي؛ اختلفا في المتعة أحلال أم حرام فاتفقا على سؤال المرجع الديني الإمام الخوئي، فلما حادثت الشابين انفجر الشاب الشيعي قائلاً: يا مجرمين تبيحون لأنفسكم التمتع ببناتنا وتخبروننا بأنه حلال وأنكم تتقربون بذلك إلى الله، وتحرمون علينا التمتع ببناتكم؟! وراح يسب ويشتم، وأقسم أن سيتحول إلى مذهب أهل السنة، فأخذت أهدئ به، ثم أقسمت له أن المتعة حرام، وبينت له الأدلة على ذلك).
ومن آثاره أيضًا؛ قطيعة الأرحام، والوشائج, وذلك لأن كثيرًا من الرافضة لا يعرفون أنسابهم، ولا آباءهم, ولهذا قد يكون للرجل إخوة وأخوات ومحارم لا يعرفهم, لأنه أصلًا لا يعرف من يكون والده.
ومن الآثار الأخرى الخطيرة؛ لزواج المتعة الذي يحله الرافضة، ويتسامح معهم ويتغاضى عن الاختلاف معهم فيه كثير من دعاة التقارب اليوم، أنه ومن خلال إباحة المتعة استطاع كثير من دعاتهم بث دعوتهم ونشر مذهب الرفض بين كثير من قبائل أهل السنة، وما ذلك إلا من خلال إغرائهم بهذا الزواج, ومداعبة أهوائهم بالقول بإباحته.
فقد نشرت مجلة "المنار" في المجلد السادس عشر رسالةً للشيخ محمد كامل الرافعي كان قد أرسلها من بغداد لصديقه الشيخ رشيد رضا في سنة ألف وثلاث مائة وست وعشرين للهجرة 1326 هـ, كشف له أثناء سياحته في تلك الديار ما يقوم به علماء الرافضة من دعوة الأعراب إلى الدخول في دين الرفض، واستعانتهم في ذلك بإحلال متعة النكاح لمشايخ قبائلهم الذين يرغبون الاستمتاع بكثير من النساء في كل وقت.
وذكر لنا د. ناصر القفاري, في كتابه "أصول مذهب الشيعة الإمامية" عن الحيدري بيانًا خطيرًا بالقبائل السنية التي ترفضت بجهود الروافض، وخداعهم في كتابه: "عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد", فيقول: (وأما العشائر العظام في العراق الذين ترفضوا من قريب فكثيرون, منهم ربيعة؛ ترفضوا منذ سبعين سنة, وتميم؛ وهي عشيرة عظيمة ترفضوا في نواح العراق منذ ستين سنة بسبب تردد شياطين الرافضة إليهم, والخزاعل؛ ترفضوا منذ أكثر من ستين سنة بتردد الرافضة إليهم وعدم العلماء عندهم، ومن العشائر المترفضة: بنو عمير؛ وهم بطن من تميم, والخزرج؛ وهم بطن من الأزد, وشمر؛ وهي كثيرة, وغيرها، ومن المترفضة أيضًا عشائر العمارة آل محمد؛ وهي لكثرتها لا تحصى, وترفضوا من قريب، وعشيرة بني لام؛ وهي كثيرة العدد, وعشائر الديوانية؛ وهي خمس عشائر؛ آل أقرع, وآل بدير, وعفج، والجبور, وجليحة.
إعارة الفروج
ثانيًا؛ إعارة الفروج:
وما أدراك ما إعارة الفروج, فإنه وإن كان هو الزنا بعينه من حيث الحكم الشرعي, إلا أنه من حيث طريقة مباشرته؛ فهو أفظع وأقبح, حيث أن الزناة يتسترون ويستشعرون الخطيئة والذنب الذي يرتكبونه، أما في إعارة الفروج، فإن الرجل إذا أراد السفر يأتي بزوجته عند صديقه أو جاره أو قريبه أو من شاء فيبقيها عنده ويبيح له أن يصنع بها ما شاء طيلة فترة سفره, ويأذن له التمتع بها لكي يطمئن على زوجته من الوقوع في الزنا.
وهناك حالة أخرى يعيرون فيها الفروج؛ وهي إذا حل الرجل ضيفًا فإن من دواع إكرام هذا الضيف أن يقدم زوجته للضيف، ويروون في ذلك روايات مكذوبة، ينسبونها إلى الإمام الصادق, وإلى أبيه أبي جعفر عليهم السلام.
روى "الطوسي" في "الاستبصار" عن محمد عن أبي جعفر عليه السلام قال: (قلت له: الرجل يحل لأخيه فرج جاريته؟ قال: نعم، لا بأس له ما أحل له منها).
وروى الكليني في "فروع الكافي" عن أبي عبد الله قال: (يا محمد, خذ هذه الجارية تخدمك، وتصيب منها, فإذا خرجت فارددها إلينا).
وهذا الأمر أفتى به علماء الرافضة في إيران والعراق, وهو منتشر بناءً على فتاوٍ كثيرة من سادات ومرجعيات الرافضة.
يقول "السيد حسين الموسوي": (زرنا الحوزة القائمية في إيران، فوجدنا السادة هناك يبيحون إعارة الفروج، وممن أفتى بإباحة ذلك السيد لطف الله الصنافي وغيره، ولذا فإن موضوع إعارة الفرج منتشر في عموم إيران، واستمر العمل به حتى بعد الإطاحة بالشاه محمد الرضا بهلوى ومجيء "آية الله العظمى الإمام الخميني الموسوي"، وبعد رحيل "الإمام الخميني" استمر العمل عليه).
وقال: (ومما يؤسف له أن السادة هنا - يعني العراق - أفتوا بجواز إعارة الفرج، وهناك كثير من العوائل في جنوب العراق وفي بغداد، وفي منطقة الثورة ممن يمارس هذا الفعل بناءً على فتاوى كثير من السادة، منهم السيستاني والصدر والشيرازي والطبطبائي وغيرهم، وكثير منهم إذا حل ضيفاً عند أحد منهم استعار منه امرأته إذا رآها جميلةً، وتبقى مستعارةً عنده حتى مغادرته) اهـ.
إتيان النساء في أدبارهن
ثالثاً؛ إتيان النساء في أدبارهن:
والذي لا يخفى على عاقل مدى الأضرار الجسيمة التي تلحق بالمجتمع عامةً جراء الوطء في الدبر، عدى انتكاسة الفطرة - والعياذ بالله -
وهناك الأحاديث الصًحيحة والصريحة في لعن فاعلها وتحريم إتيان النساء في أدبارهن, والله تعالى يقول: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذًى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}، فهذه الآية حجة على من يحل إتيان المرأة في دبرها، إذ لوكان جائزًا لما كان لأمر الله تعالى في اعتزال النساء في المحيض معنًى, فليس الحيض في الدبر وإنما في القبل, والأمر باعتزالها يدل على أمر اعتزال وطئها في القبل.
والرافضة - رفضهم الله - يحلون ذلك, ويأتون بروايات يزعمون زورًا وكذبًًا نسبتها إلى أئمة آل البيت، كما يتأولون آيات القرآن بالباطل من بعد ما جاءتهم البينات بغيًا بينهم.
ومما جاء عندهم في ذلك ما ذكر في "الاستبصار", ما رواه "الطوسي" عن عبد الله بن أبي اليعفور: (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يأتي المرأة من دبرها؟ قال: لا بأس إذا رضيت، قلت: فأين قول الله تعالى: {فأتوهن من حيث أمركم الله}؟ فقال: هذا في طلب الولد، فاطلبوا الولد من حيث أمركم الله، إن الله تعالى يقول: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}).
وروى "الطوسي" أيضًا عن موسى بن عبد الملك عن رجل قال: (سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن إتيان الرجل المرأة من خلفها في دبرها؟ فقال: أحلتها آية من كتاب الله تعالى، قول لوط عليه السلام: {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم}، فقد علم أنهم لا يريدون الفرج) اهـ.
والعياذ بالله.
فانظر كيف يتأولون كلام الله بالباطل ليحلوا ما حرم الله, فإن الله تعالى لا يحل الخبائث وإتيان الدبر من الخبائث التي حرمها الله بالجملة.
وقد أورد "السيد حسين الموسوي" ردا شافيًا على تأولهم هذا بقوله: (إن تفسير الآية قول الله تعالى: {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم}، قد ورد في آية أخرى في قوله تعالى: {ولوطًا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل}، وقطع السبيل لا يعني ما يفعله قطاع الطرق وحدهم، لا... وإنما معناه أيضًًا قطع النسل بالإتيان في غير موضع طلب الولد أي في الأدبار، فلو استمر الناس في إتيان الأدبار - أدبار الرجال والنساء - وتركوا أيضًا طلب الولد لانقرضت البشرية وانقطع النسل، فالآية الكريمة تعطي هذا المعنى أيضًاً وبخاصة إذا لاحظنا سياق الآية مما قبلها، ولا مرية أن هذا لا يخفى على الإمام الرضا عليه السلام, فثبت بذلك كذب نسبة تلك الرواية إليه) اهـ.
الأمر الذي أوصلهم إلى هذا الحد من الفساد
ولقد تفكرت في حال هؤلاء طويلاً, وما الذي أوصلهم إلى هذا الحد المريع من الفساد, إذ هم في الظاهر يدعون الإسلام, وبالتالي يدعون العفة والطهارة، وهم من قبائل عاشت بين أهل الإسلام, وتزيت بزي الاحتشام, فقد وصل بهم الفساد إلى حد لم تصل إليه أمة من الأمم، فلو نظرنا إلى أكثر المناطق إباحية في أوروبا وأمريكا وغيرها, وجدنا هؤلاء الروافض قد سبقوهم سبقًا بعيدا، بل ونجد أن كثيرا من القوانين التي تحكم هؤلاء؛ تستقذر وتستنكر كثيرًا من هذه الأفعال المخزية والمخجلة وإن فعلتها شعوبهم!
فمثلاً؛ نكاح المحارم ممنوع في تلك القوانين, وكذلك الخيانة الزوجية، فضلًا عن الشذوذ الجنسي وغيره, وإن مارسوه، فإنهم يمارسونه شهوةً لا ديناً.
أما هؤلاء الراوفض الملاعين؛ فكل شيء مباح باسم الدين، فتجد في البيت الواحد في كثير من الأحيان عدداً من الأبناء, وكل واحد منهم من أب مختلف، نتيجة المتعة التي أباحوها باسم الدين.
ولذلك تلحظ أن قطيعة الرحم ظاهرة في هذه الطائفة، بل إنهم من أغلظ الناس قلوبًا فيما بينهم! كيف لا! وقد اختلطت مياه الأنساب بينهم... فما كان وما سيكون في أمة من الأمم السابقة واللاحقة من الفساد الأخلاقي؛ ففي الرافضة أضعاف أضعافه! بل إن البهائم العجماوات تستقبح وترفض فطرتها أن تفعل مثل ما يفعل هؤلاء.
وقد حدثني أحد إخواني الثقات بحادثة رآها بأم عينيه، فيقول: (رأيت في مقتبل حياتي حادثةً لم أر مثلها قط في غيرة ثور قتل نفسه، بعد أن عصبت عيناه ليطأ أمه, فجاءت به جدتي تجره إلى والدته، وهو لا يعلم أنها أمه، لأنه معصوب العينين، وبعد عملية التلقيح كشفت عينه, وأيقن بأنه أتى أمه... فما كان من ذلك الثور إلا أن قام هائجاً وثائراً يناطح الجدار برأسه حتى سالت منه الدماء الغزيرة وهو يتحرك بجنون وهيجان, ثم اتجه إلى نهر دجلة والدم يقطر من جسده, وألقى بنفسه في النهر حتى غرق ومات من جراء ذلك! لأن الغيرة أخذته على أمه, وهو دابة قد استبيح لها ذلك؛ فطرةً وجبلةً، فقلت في نفسي آن ذاك: البهائم تأنف الزنا بالمحارم، وتغار على حريمها؛ فكيف بالبشر لا يعقل ذلك؟!).
وقد أخرج البخاري عن ميمون بن مهران؛ أنه رأى في الجاهلية قردةً زنت فاجتمع عليها القردة فرجموها.
وروى مسلم مثله عن أبي رجاء العطاردي.
فنعوذ بالله؛ من أمة البهائم العجماوات التي لا تعقل فطرتها أصفى وأنقى منها.
وعلم الله؛ أنني تفكرت في حال هؤلاء طويلاً, وما الذي أوصلهم إلى هذا الحد - كما أسلفت - فتبين لي أن الذي أوصل هؤلاء إلى هذا المستنقع الآسن؛ هو ان الجزاء من جنس العمل, ومثلما تدين تدان, فعندما تجرأ هؤلاء على الطعن في خير بيت وجد على وجه الأرض, ألا وهو بيت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ تجرؤوا على ذات النبي صلى الله عليه وسلم.
إذ قالوا كما نقل "السيد حسين الموسوي" عن "علي الغروي", أحد أكبر العلماء في الحوزة: (إن النبي صلى الله عليه وآله، لابد أن يدخل فرجه النار لأنه وطئ بعض المشركات)! يريد بذلك زواجه من عائشة وحفصة.
وهذا كما هو معلوم به إساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وسوء ظن به وبالله سبحانه الذي أرسله, وكل ذلك كفر وضلال لم يتجرأ على قوله كافر سواهم.
كما اتهموا أمهات المؤمنين, وعلى رأسهن أمنا المبرأة المطهرة الصافية النقية الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها, ولم يراعوا حرمة النبي صلى الله عليه وسلم في عرضه وبيته.
فلما فعلوا ذلك؛ مزق الله أعراضهم شر تمزيق, فليس هناك أمة من الأمم ابتليت بعرضها كما هم الروافض، ولذلك ترى أن عرض الرافضي لا يساوي عنده شيئًا, وإن أظهر خلاف ذلك.
ولا يفوتنا أن نثبت هنا؛ أن من يذب ويدافع عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم - ونخص منهم أمهات المؤمنين - فسيذب الله عنه وعن عرضه, ويحفظه له بإذن الله، لدفاعه هذا.
فكما هو معروف شرعًا؛ الجزاء من جنس العمل.
ولا ننسى هنا أن نذكر كلام الإمام الشوكاني حول مشاهداته الشخصية وتجاربه من خلال معايشته لرافضة اليمن, فكشف لنا أموراً عجيبةً وخطيرةً في كتابه "طلب العلم وطبقات المتعلمين", نقلاً عن د. "القفاري" من كتابه "أصول مذهب الشيعة الإمامية", فقال: (لا أمانة لرافضي قط على من يخالفه في مذهبه ويدين بغير الرفض، بل يستحل ماله ودمه عند أدنى فرصة تلوح له، لأنه عنده مباح الدم والمال، وكل ما يظهره من المودة فهو تقية يذهب أثره بمجرد إمكان الفرصة).
ويقول: (وقد جربنا هذا تجريباً كثيراً، فلم نجد رافضياً يخلص المودة لغير رافضي، وإن آثره بجميع ما يملكه، وتودد إليه بكل ممكن، ولم نجد في مذهب من المذاهب المبتدعة ولا غيرها ما نجده عند هؤلاء من العداوة لمن خالفهم، ثم لا نجد عند أحد ما نجد عندهم من التجرئ على شتم الأعراض المحترمة، فإنه يلعن أقبح اللعن، ويسب أفظع السب كل من تجري بينه وبينه أدنى خصومة وأحقر جدال وأقل اختلاف، ولعل سبب هذا - والله أعلم - أنهم لما تجرؤا على سب السلف الصالح؛ هان عليهم سب من عداهم، ولا جرم، فكل شديد ذنب يهون ما دونه).
وقد أشار الشوكاني رحمه الله إلى أنهم لا يتورعون من اقتراف أي جريمة في المجتمع الإسلامي، ولا يتنزهون عن فعل أي محرم، فقال: (وقد جربنا وجرب من قبلنا؛ فلم يجدوا رجلاً رافضياً يتنزه عن محرمات الدين، كائناً من كان، ولا تغتر بالظواهر، فإن الرجل قد يترك المعصية في الملأ ويكون أعف الناس عنها في الظاهر، وهو إذا أمكنته فرصة انتهزها انتهاز من لا يخاف ناراً ولا يرجو جنةً) اهـ.
فلا تكاد تجد بيتاً رافضيا إلا وقد عاقب الله أهله في أعراضهم, والجزاء من جنس العمل.
سيرة أمير المؤمنين علي وأئمة آل البيت في الرافضة
فلا بد - بعد هذا الاستعراض التاريخي لجملة من فضائح وخيانات الرافضة - أن ننوه لأمر مهم جدا, ألا وهو أننا حين نذكر طرفًا من خيانات وجرائم الرافضة ونذكر بأصل عقيدتهم الفاسدة, وأن المؤسس لهذا الدين هو اليهودي الحاقد ابن سبأ, وحين نربط فروعهم الحالية بأصولهم الماضية, وحين نقوم إزاء هذه الجرائم بما نقوم به من تحكيم لدين الله تعالى فيهم قتلاً وتنكيلاً؛ فإننا والحالة هذه, لسنا - والله - بدعاً من المجاهدين, وإنما نحن نطبق عليهم حكم الله كما طبقه فيهم خيرة أسلافنا.
فهاهو أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لم يجامل, ولم يهادن في دين الله, ولم يبحث عن أنصاف الحلول إزاء من ادعوا محبته ومشايعته, بل إنه حرق الغالية منهم الذين يدعون فيه الألوهية, أو جزءاً منها.
وها هو يحكم بجلد من يسب صاحبي الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
وها هو الحسن بن علي رضي الله عنه ينبذهم كما نبذوا عهودهم, يتبرأ منهم ويتنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه, فيبايعه حقنًا لدماء المسلمين, ومخالفةً لأهوائهم وشهواتهم, حيث طالبوه بمقاتلته.
وهذا الحسين يدعو عليهم - ومن مصادرهم - بعد أن خذلوه وتخلوا عنه قبل مقتله فيقول: (اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقًا, واجعلهم طرائق قدداً, ولا ترض الولاة عنهم أبدًا؛ فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا).
وهذا الخليفة "المهدي" العباسي؛ عرف بشدته على مبتدعيهم وزنادقتهم, حيث انتشرت في العهد العباسي بدعهم وراجت سوقهم، حتى إنه كلف الجدليين من المتكلمين بتأليف الكتب في الرد عليهم ودحض شبههم, ولم يكتف بذلك، بل أنشأ هيئةً متخصصةً في ملاحقة الزنادقة, وجعل لها رئيساً أطلق عليه اسم "صاحب الزنادقة" يلاحقهم ويقتل كل من داهن عن الدين أو ألحد فيه.
وفوق ذلك, كلف ابنه "الهادي" بتتبع الزنادقة والبطش بهم.
قال "المسعودي" في "المهدي": (إنه أمعن في قتل الملحدين والمداهنين عن الدين لظهورهم في أيامه وإعلانهم عن معتقداتهم في خلافته, لما انتشر من كتب "ماني" و "ابن ذي صانا" و "مرقيون" مما نقله "عبد الله بن المقفع" وغيره وترجمه من الفارسية والفهلوية إلى العربية، وما صنف في ذلك "ابن أبي العوجاء" و "حماد" و "يحيى بن زياد" و "مطيع بن إياس" من تأييد المذاهب "المانوية" و "الديصانية" و "المرقونية", فكثر بذلك الزنادقة, وظهرت آراؤهم في الناس, وكان "المهدي" أول من أمر الجدليين من أهل البحث من المتكلمين بتصنيف الكتب في الرد على الملحدين ممن ذكرنا من الجاحدين وغيرهم, وأقاموا البراهين على المعاندين, وأزالوا شبه الملحدين فأوضحوا الحق للشاكين) اهـ.
مواقف السلاجقة الحاسمة من الرافضة
وأما السلاجقة الأتراك من أهل السنة:
فقد كان لهم كذلك مواقف حاسمة من الرافضة الباطنية وقتالهم.
ومن ذلك ما كان من السلطان "ملك شاه" من إرسال أحد علمائه لمناظرة "الحسن بن صالح الصباح" المؤسس الحقيقي للمزارية الإسماعيلية ورئيسها الفعلي, بعد استيلائه على قلعة "ألموت" عام 483 هـ, وبعد أن نشر جيشه من الفدائية الذين كانوا يعيثون في الأرض فسادًا؛ يغتالون الآمنين, وينهبون أموالهم.
فأرسل إليه أولاً من يناظره فكريا لرده إلى جادة الصواب لوكان مريد حق وصاحب شبهة، ولما تبين له أنه صاحب هوىً وشهوة ورأى امتناعه؛ قرر السلطان "ملك شاه" ردعه بالقتال، فأرسل له جيشاً عام 485 هـ فحاصر قلعته "ألموت", فاستنجد "الصباح" في قزوين "بدهدار أبي علي"، الذي بدوره هب لنجدته مما ألحق الهزيمة بجيش "ملك شاه", ومع ذلك لم يتوقف "ملك شاه" من مواصلة جهاده ضد هذا الباطني... بل راح يجهز حملات أخرى للقضاء على الباطنية, إلا أن الموت حال دونه ودون إكمال هذه الحرب.
وبعد موت "ملك شاه"؛ تولى ابنه السلطان "بارتيار" السلطة, فكان من أهم أعماله أن طهر جيشه من هؤلاء الذين كانوا يندسون بين صفوف الجنود وهم يحملون الفكر والحقد الباطني، فقتل كل من ثبت عليه تهمة الانتساب للباطنية, أو حتى من حامت حوله الشبه, ثم هاجم الباطنية في كل مكان فأُخذوا من خيامهم ومنازلهم, وقتلوا في ميدان عام, ولم يفلت منهم إلا من لم يُعرف, وبلغ عدد القتلى منهم ثلاثمائة ونيفاً.
ولم يكتف بذلك؛ بل إنه أذن للناس أن يقتلوهم أينما ثقفوهم، فأخذ الناس يتتبعون الباطنية ويقتلونهم.
حتى أن أحد فقهاء الشافعية, واسمه "أبي القاسم مسعود بن محمد الخجندي" كان يحفر الأخاديد, ويوقد فيها النيران ويحرق الباطنية فيها، فرادى وجماعات.
حتى أنه أوعز لعماله وأمرائه في الأقاليم التابعة له؛ بتتبع الباطنية والفتك بهم، ففتك بهم الأمير "جاولي" ما يقارب الثلاثمائة، وذلك بحيلة دبرها مع أصحابه من داخل صفوف الباطنية، حتى استطاع أن يظفر بهم ويقتلهم.
ثم إنه أرسل إلى الخليفة العباسي في بغداد يشير عليه بأن يتتبع الباطنية في بلاده, فأمر بالقبض على كل من يظن فيهم ذلك.
وفي ذلك يقول ابن الجوزي في "المنتظم": (ولم يتجاسر أحد أن يشفع في أحد لئلا يظن ميله إلى ذلك المذهب).
وتعاون مع أخيه السلطان "سنجر" في محاربة الباطنية والقضاء عليهم.
وفي عام 521 هـ؛ أغار السلطان "سنجر" على الباطنية في قلعة "ألموت"؛ فقتل منهم ما يقارب الإثني عشر ألفاً.
وفي عام 456 هـ؛ أرسل السلطان "سنجر" أحد أمرائه, الأمير "قجق" على رأس جيش كبير إلى قلعة "طريثيث"، فأغار عليها وأحرق مساكنها وسبى ما وقع عليه يديه, وفعل بهم الأفاعيل العظيمة, ثم عاد سالماً.
وأما في عهد السلطان "محمد السلجوقي"؛ والذي عرف بغيرته الدينية وجهاده في سبيل الله, وتفانيه في نشر المذهب السني, والقضاء على دين الرافضة والفكر الباطني, فقد أدرك منذ توليه السلطة أنه لا يمكن أن تسلم بلاد المسلمين ويعلوها دين الله إلا بالقضاء أولاً على الباطنية وهدم معاقلهم, وأن من أهم الأعمال التي يجب عليه القيام بها هو القضاء عليهم, فكان من أهم أعماله التي قام بها؛ إرساله حملةً عسكريةً بقيادة الأمير "آق سنقر" لمحاصرة "قلعة تكريت" الباطنية, ثم قام بالقبض على وزيره "أبي المحاسن الآبي" لتواطئه مع الباطنية وتقديمه العون والدعم لهم, الأمر الذي تسبب في تأخير سقوط "قلعة أصبهان"، فعاقبه وأربعةً من أعوانه، فقتلهم ثم صلبهم على باب أصبهان.
وقام بمحاصرة "قلعة أصبهان" بنفسه؛ حيث سار إليها على رأس جيش كبير بعد أن كثر بها أذى الباطنية, حتى أن داعيهم زعيم الباطنية "أحمد بن عطاش" الذي كان يرسل أتباعه منها لقطع الطريق على الناس فيقتل الأبرياء, وينهب الأموال، مستحلين تلك النفوس والأموال بدينهم, حتى أنهم جعلوا على القرى المجاورة له وأملاك الناس الضرائب التي تجبى مقابل أن يكفوا بأسهم عنها.
فحاصرهم "السلطان محمد" في هذه القلعة لمدة أربعة أشهر, وأثناء الحصار؛ لجئوا إلى حيلة خبيثة يرومون من خلالها إثارة البلبلة والشبه حول موقف "السلطان محمد" من قتالهم - تمامًا كما هو حالهم اليوم من المجاهدين, وتمامًا كما هو موقف من يدعون العلم من مشايخ الفضائيات - فأرسلوا لفقهاء المسلمين يستفتونهم بطريقة ملتوية في قوم يؤمنون بالله وكتابه ورسوله واليوم الآخر, ولكن يخالفون في الإمام؛ هل يجوز للسلطان مهادنتهم وموادعتهم, وأن يقبل طاعتهم, ويحرسهم من كل أذى؟
وكادت هذه الحيلة بالفعل أن تفرق كلمة المسلمين, وتغير الموقف لصالح الباطنية حين أجابهم أكثر الفقهاء بجواز ذلك... لكن البعض توقف.
ولكن السلطان محمداً بحكمته وفقهه وحنكته؛ جمع الفقهاء ودعاهم للمناظرة، فانتصر رأي الفقيه الشافعي "أبي الحسن علي بن عبد الرحمن السمنقاني" الذي أفتى بوجوب قتالهم وسفك دمائهم, وأنهم لا ينفعهم التلفظ بالشهادتين، لرأيهم في الإمام الذي يستطيع أن يحرم عليهم ما أحل الله, ويحل لهم ما حرم الله, وتكون طاعته لهم في هذه الحالة حسب اعتقادهم فيه واجبةً، فتباح دماؤهم بهذا السبب بالإجماع.
وحاول بعد ذلك "السلطان محمد" أن يسقط قلعة "ألموت", ويقاتل "الحسن بن الصباح" الذي كان متحصناً فيها أكثر من مرة, إلا أن المنية وافته عام 511 هـ أثناء حصار جيشه بقيادة "أنشتكين"، والتي دام مدة حصارها ما يقارب الست سنوات، فاضطر القائد "أنشتكين", وبعد ضغط جنده إلى الانسحاب.
وبعد وفاة "السلطان محمد"؛ تسلم السلطة من بعده ابنه "محمود", والذي واصل سياسة والده, وكان يحمل نفس الهم والمنهج في ملاحقة وقتال الرافضة الباطنيين والرغبة في تطهير البلاد من رجسهم وأذاهم، فحاصر قلعة "ألموت" حتى سقطت في يده عام 524 هـ, ولكنهم استطاعوا أن يسترجعوها بعد وفاته عام 525 هـ.
وكان من حكام الولايات آنذاك "الأمير عباس" صاحب "الري", وكان من غلمان "السلطان محمود", وكان من المجاهدين المخلصين، فاستطاع أن يفتك بالباطنية الذين عنده، فقتل منهم خلقًا كثيرًا، حتى أنه بنى منارةً من رؤوسهم بالري, كما أنه حاصر مجددًا قلعة "ألموت", واستطاع أن يدخل قريةً من قراهم, فقذفها بالنار وأحرق كل من فيها من الرجال والنساء والصبيان.