موقف الدولة "الغورية" منهم
وكان للدولة "الغورية"؛ كذلك موقف حازم تجاه الرافضة الباطنية, ومن ذلك ما حصل في عام 597 هـ حين سار "شهاب الدين الغوري" إلى "قهستان" لمحاصرتها ومن فيها من الباطنية, وحين مر في طريقه بقرية ذكر له بأن أهلها إسماعيلية باطنية؛ أمر بقتل المقاتلة وسبي النساء, ونهب الأموال غنيمةً, وخرب القرية وجعلها خاويةً على عروشها, وواصل سيره إلى "كنباد" - وهي من مدن الباطنية - فنزل عليها وحاصرها.
وحين أرسل إليه صاحب "قهستان" الباطني إلى ملك "غور" يشكو إليه أخاه "شهاب الدين" ويقول: (بيننا عهد فما الذي بدا منا حتى تحاصر بلدي؟)، ومع ذلك شدد "شهاب الدين" الحصار على المدينة، فلما اشتد خوفهم طلبوا الأمان ليخرجوا, فأمنهم وأخرجهم من المدينة, واستولى عليها وأقام فيها الصلاة وشعائر الإسلام.
موقف الدولة "الخوارزمية" منهم
وكذلك كان للدولة "الخوارزمية"؛ موقف حازم تجاه الباطنية.
ومن ذلك ما حصل في عام 624 هـ, حين عظم شر الباطنية وتعدى ضررهم, حتى أنهم قتلوا أميرًا من أمراء "جلال الدين" ابن "خوارزم شاه", فسار بعسكره من بلادهم من حدود "ألموت" إلى "كرديكوك" بخراسان, فخربها جميعًا، فقتل أهلها وغنم أموالهم وسبى الحريم, واسترق الأولاد, وقتل الرجال، وعمل بهم الأعمال العظيمة.
موقف صلاح الدين الأيوبي منهم
وأما موقف "صلاح الدين الأيوبي" من الرافضة:
فكان من أشد المواقف وأقساها عليهم, حيث أسقط دولتهم المنيعة, والتي عمرت طويلاً من قبل, مع أن القادة قبله والأمراء من السلاجقة وغيرهم كان لهم صولات معهم وجولات, وكانت هناك مواجهات وحروب وقتل وسبي, ولكن الضربات التي تلقوها من "صلاح الدين" كانت أشد على نفوسهم، حيث فرق جمعهم, وهدم صرحهم الكبير, وقضى على كل أحلامهم بامتلاك دولة مستقلة ذات سيادة, ونشر مذهب السنة بعد أن كان دين الرفض هو السائد, ولذلك حاولوا مرارًا قتله واغتياله, ولكنهم بفضل الله وحده فشلوا في كل محاولاتهم.
وكان مما قام به "صلاح الدين" تجاه الرافضة على ما ذكرنا سابقًا, وبعد محاولات اغتياله العديدة؛ اعتقل المتآمرين عليه في مصر, والذين حاولوا الاتصال بالإفرنج لإسقاط مصر, فقررهم واحدًا واحدًا, وبعد أن استفتى الفقهاء في أمرهم؛ قتل رؤوسهم وأعيانهم دون أتباعهم وغلمانهم, وحاصر قلعة "مصياف" الرافضية بعد محاولتهم اغتياله حين كان محاصرًا لحلب, فقصد قلعتهم عام 572 هـ, وحاصرها ونصب عليها المنجنيقات فأحرقها وخربها, وأوسع أهلها قتلاً وأسراً, وغنم أموالهم ودوابهم, ولم يتركهم إلا بعد أن أدبهم ولقنهم درساً قاسيًا.
ولما ثار عليه الرافضة من جند السودان الممتعضين لموت مؤتمن الخلافة, غضبًا لمقتله؛ أرسل لمحلتهم المعروفة بالمنصورة فأحرقها على أموالهم وأولادهم وحرمهم, فلما علموا بذلك ولوا مدبرين، فأجرى عليهم السيف, وظل فيهم القتل حتى قضى أخو "صلاح الدين" "توران شاه" على آخرهم في منطقة "الجيزة".
موقف شيخ الإسلام "ابن تيمية" وجهاده للرافضة
وأما موقف شيخ الإسلام "ابن تيمية" وجهاده للرافضة، فقد كان واضحًا في موقفين:
الموقف الأول: برز في جانب التأليف العلمي للرد على بدعهم وكفرياتهم, وكشف حقيقة الروافض وبيان أحوالهم وحكم الشرع فيهم, ككتاب "منهاج السنة النبوية" وغيره.
والموقف الثاني: برز في قتاله العملي لهم، حين فرغ من قتاله للتتار، تأديبًا لهم لمشاركتهم وتحالفهم مع التتار ضد المسلمين.
موقف "الملك المظفر قطز" منهم
وأما "الملك المظفر قطز"؛
فقاتلهم في الشام بعد انتصار المسلمين على التتار في وقعة "عين جالوت", فقد كان لهم أيضًا دور كبير في محاربة ومعاقبة الرافضة, حيث قرروا الانتقام من الخونة من النصارى والرافضة الذين مالؤوا التتار وصانعوهم على أموال المسلمين وقتل العامة.
عقائد الرافضة
إذن - وبعد هذا الاستعراض التاريخي المجمل... والمجمل جدا, لجرائم وخيانات الرافضة - نستطيع أن نخلص إلى عدة أمور مهمة وكما يأتي:
أولاً:
الناظر والباحث في عقائد الرافضة يجد أنهم قد أشركوا وأساؤوا إلى مقام الله تعالى الواحد الأحد، ومن ذلك وصفهم الله تعالى بصفات الحوادث والنقص، كحلوله تعالى - حاشاه - ببعض أجساد الأئمة ورجالاتهم, والذين عبدوهم من دون الله.
وكذا شركوا الإله الواحد بالعبادة المستحقة لله تعالى وحده غيره, من نذر ودعاء وتقرب بالعبادة للأئمة الذين اعتبروهم مقدسين ومعصومين.
ولم يقف الأمر إلى هذا الحد، بل نسبوا الصفات التي يتصف بها الله تعالى, كالرزق والعلم بالغيب ونحو ذلك لهؤلاء الأئمة, فلم يكتفوا بالإساءة لمقام الله تعالى بالربوبية والألوهية فحسب.
بل تعدى ذلك نسبتهم النقيصة لأنبياء الله تعالى، وخاصةً حينما جعلوهم في مقام التفضيل والمقارنة لأئمتهم المعصومين, فنسبوا أوصافًا ومناقب لأئمتهم تفوق مناقب ومزايا هؤلاء الأنبياء والمرسلين, حتى أنهم ادعوا أن هؤلاء المرسلين كانوا مما بعثوا به؛ عقيدة الولاية للأئمة الذين يزعمون أنهم معصومون.
ومع غيابات هذه الظلمات؛ أضافوا لمعتقداتهم الرذيلة: قولهم بتحريف القرآن - سواءً أكان باللفظ أم بالمعنى والشرح - وهم على هذا لم يجعلوا المرجعية الحقة للكتاب والسنة, لأنهم طعنوا بالكتاب على أساس أنهم لم يجدوا فيه نصا صريحًا لعقائدهم, فلم يكتفوا بما هو موجود منه اليوم.
وكذا طعنوا بالسنة النبوية من خلال طعنهم بأئمة أهل السنة من روايات الحديث, أو أخذهم مرويات وضعوها كذبًا على أئمة أهل البيت, برواة زنادقة أصحاب عقائد منحرفة وباطلة لا تؤهلهم لقبول رواياتهم ناهيك عن ضعفهم وجهالتهم.
الرافضة هم من قتل الحسين
ثانياً:
إن الرافضة مدعي محبة آل البيت ونصرة عترته، والمتباكين على الحسين نياحةً ولطماً, والذين يتهمون أهل السنة بأنهم نواصب، ناصبوا أهل البيت العداء؛ هم من قام بقتل الحسين، من بعد أن كادوا يقتلون الحسن ويسلموه لمعاوية رضي الله عنهما, وذلك ثابت في أصول مراجعهم وأمهات كتبهم.
فقد جاء في كتاب "الإرشاد" للـ "مفيد"؛ قول الإمام الحسين عليه السلام في دعائه على شيعته الذي ذكرناه آنفًا, وجاء في كتاب"الاحتجاج": (لكنكم أسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدباء، وتهافتم كتهافت الفراش، ثم نقضتموها، سفهاً وبعداً وسحقاً لطواغيت هذه الأمة، وبقية الأحزاب، ونبذة الكتاب، ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا، وتقتلوننا، ألا لعنة الله على الظالمين).
ويعلق "السيد حسين الموسوي" بعد هاتين الروايتين بقوله: (وهذه النصوص تبين لنا من هم قتلة الحسين الحقيقيون، إنهم شيعة أهل الكوفة، أي: أجدادنا، فلماذا نحمل أهل السنة مسؤولية مقتل الحسين؟!).
ويقول السيد "محسن الأمين" في كتاب "أعيان الشيعة": (بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً، غدروا به، وخرجوا عليه، وبيعته في أعناقهم، وقتلوه).
وجاء في كتاب "الاحتجاج": قال الإمام "زين العابدين" عليه السلام, لأهل الكوفة: (هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ثم قاتلتموه وخذلتموه، بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله, وهو يقول لكم: قاتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي, فلستم من أمتي).
وقال أيضًا عنهم: (إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم؟!).
وجاء في كتاب "الاحتجاج" أيضًا عن "فاطمة الصغرى" عليها السلام في خطبة لها في أهل الكوفة: (يا أهل الكوفة، يا أهل الغدر والمكر والخيلاء، إنا أهل البيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا؛ فجعل بلاءنا حسنًا، فكفرتمونا وكذبتمونا ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهبًا، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت، تبًا لكم فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم، ويذيق بعضكم بأس بعض, وتخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين، تباً لكم يا أهل الكوفة، كم قرأتم لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب وجدي، وبنيه وعترته الطيبين).
فرد عليها أحد أهل الكوفة مفتخراً, فقال:
(نحن قتلنا علياً وابن علي بسيوف هندية ورماح
وسبينا نساءهم سبي ترك ونطحناهم فأي نطاح).
كلما تواجه المسلمون ضد الكفار، وقف الرافضة مع معسكر الكفر
ثالثاً:
ينبغي على المسلم الامتثال لأمر الله تعالى الآمر بالتفكر والإتعاض بأحوال الأمم والعصور السالفة, فنأخذ منها الدروس والعبر... {ولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرةً أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون}.
وورد في الأثر: (لا يلدغ المؤمن في جحر مرتين).
وقد مرت بنا نتائج وأضرار هذا التقريب مع الرافضة، حيث تجلت لنا خيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين, فوالوا الكفار وأعداء الدين, وطغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد, فأوجبت موالاتهم هذه؛ ردتهم عن الدين ومروقهم عن أمر رب العالمين, وناهيك بفساد طعنهم بأمهات المؤمنين, وبخاصة من برأها وزكاها الله تبرئةً قطعيةً في كتابه العزيز.
ولما تقدم أقول منبهًا:
إنه كلما تواجه المسلمون ضد الكفار من اليهود والنصارى, وفي كل حرب على مر التاريخ, وحتى في عصرنا الحاضر؛ نجد الرافضة يتسللون لواذًا إلى معسكر الكفر, ويمدونهم بجميع أنواع الإمدادات المتوفرة إليهم عسكريا ومعلوماتياً, ويفضلون الموت أو انتصار الكفر على أن ينتصر المسلمون وتكون لهم اليد العليا, وهم لا يقاتلون أعداء الإسلام من الكفار الأصليين, وأنه حتى في الحالات التي كانوا يظهرون أنهم يقاتلونهم؛ إما أن يكونوا تحت قيادة سنية هي التي تحركهم, ومن باب التقية يتحركون، وذلك في حالات نادرة، أو في حالة غدر واستهتار الكفار بهم, وبأراضيهم ومصالحهم.
كما حصل مع الوزير "الأفضل"؛ حين استنجد بالدماشقة السنيين لما رأى استهتار الصليبيين به وبمصالحه, بعد أن قدم لهم كل التنازلات الممكنة, وطلب من عسكره فيما بعد الانضواء تحت قيادة "طغتكينا أتابك".
وكما حصل مع الخليفة العبيدي "العاضد"؛ لما رأى اجتياح الفرنج لبلاده وخشي على قصره ونسائه فأرسل إلى "نور الدين" يستنجد به, ويستغيث لدرجة أنه أرسل شعور نسائه قائلاً: (هذه شعور نسائي من قصري يستغثن بك لتنقذهن من الفرنج).
لا يمكن أن يكون للمسلمين نصر على اليهود والنصارى إلا بعد القضاء على العملاء المرتدين
رابعاً:
إنه لا يمكن أن يكون للمسلمين نصر ولا غلبة على المحاربين الكفار من اليهود والنصارى إلا بعد القضاء على من دونهم من العملاء المرتدين, وعلى رأسهم الرافضة تماماً.
كما رصد لنا التاريخ كيف أن بيت المقدس الذي سقط بيد الصليبيين بمعاونة الرافضة العبيدين لم يستعد إلا على يد "صلاح الدين", مع أن "نور الدين محموداً" كان أشد على الصليبيين من "صلاح الدين", ولكن قدر الله تعالى أن يكون النصر وتحرير بيت المقدس على يد "صلاح الدين", ولكن متى؟ بعد أن حارب الرافضة العبيدين لعدة سنوات, وقضى على دولتهم تمامًا وأسقطها, ثم بعد ذلك تفرغ للصليبيين حتى تم له النصر عليهم, واستعاد بيت المقدس الذي ظل سنوات تحت قبضتهم بسبب أهل الخيانة الروافض.
فهذا درس مهم جداً يقدمه لنا التاريخ، لا يجب التغافل عنه أبدًا.
لن يكون لنا نصر قط على الكفار الأصليين، إلا بعد قتال الكفار المرتدين مع الكفار الأصليين, وما الفتوحات الإسلامية التي تمت في عهد الراشدين إلا بعد تطهير جزيرة العرب من المرتدين.
ولذلك أبغض ما يبغضه الرافضة هو "صلاح الدين", فهم يطيقون الموت ولا يطيقونه!
لا يمكن أن يكون هناك تقارب بين أهل السنة والرافضة
خامساً:
معلوم لذوي الفطرة السليمة أن أساس النجاة للناس في الآخرة متعلق بعقيدة صحيحة سليمة من الشرك والبدع, فكيف يمكن التقريب بين عقيدة الحق وعقيدة الرافضة التي ذكرناها آنفًا؟!
فبالله عليكم كيف يتقرب منهم عمليا بعقيدة لو أخذنا ببعض ما امتازت به ضلالاتهم وكفرياتهم لكنا في الهلاك والخسران الديني؟! فالدين جاء لنجاة العباد بما أراد رب العباد, فكيف تحصل النجاة الأخروية بدون مقدمات مبنية على عقيدة صحيحة سليمة؟!
فكما يقال: صحة المقدمات تستلزم صحة نتائجها, وفسادها يؤدي لفساد نتائجها.
ولو ادعى مدع أنهم موافقون لنا في أصل الاعتقاد المنجي من عذاب الله فهذا عندهم حينئذ إما؛ من باب عقيدة التقية التي يدينون بها حال استضعافهم مع أهل السنة, أو يكونون بهذا الاتفاق العقدي معنا على مذهب الحق والصراط المستقيم، فيخرجوا حينئذ من وصف الرافضة وضلالاتهم, وعلى هذا فلا يسمى مثل هذا تقاربًا, بل ترجيعًا وعودةً وإنابةً منهم للحق المبين.
ولما تقدم أقول:
إنه لا يمكن أن يكون هناك أدنى تقارب عقدي وفكري بين أهل السنة وبين الروافض, وقد رأينا نتيجة التقارب مع الرافضة عبر التاريخ من خلال تقريب الخلفاء العباسيين للرافضة وجعلهم لهم وزراء وقادةً - كابن العلقمي ونصير الدين الطوسي, ومن خلال مصاهرتهم كما ذكرنا مع مراجل أم المأمون - فما كان من هذا التقارب إلا أن عاد بالهلكة للأمة, وكان سبب سقوط دولة اسلامية, وقيام دويلات رافضية على أشلائها.
كما تسبب هذا التقارب في افساد العقيدة, بإلزام الناس بالقول بمحدثات الأمور وبدعها وبث الشبه بين المسلمين, حتى زعزعت عقائدهم وشابها كثير من الانحرافات، كما هو القول بخلق القرآن وغير ذلك من الأفكار والعقائد التي اكتسبها أبناء الخلفاء العباسيين من أمهاتهم الفارسيات.
وما أجدر بنا في هذا المقام أن نذكر أقوال كثير من العلماء والمثقفين الذين كانوا يدعون - جهلاً بالواقع القريب والبعيد - إلى التقارب مع الرافضة, ثم لما تبين لهم الحق عادوا إليه كرسالة وعظ وتذكير وتنبيه لدعاة التقارب اليوم الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون.
قال الدكتور "مصطفى السباعي" في كتابه "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي": (فتحت دارًا للتقريب بين السنة والشيعة بالقاهرة منذ أربعة عقود لكنهم رفضوا أن تفتح دور مماثلة في مراكزهم العلمية كالنجف وقم وغيرها, لأنهم إنما يريدون تقريبنا إلى دينهم).
ويقول الدكتور "علي أحمد السالوس" - أستاذ الفقه وأصوله -: (بدأت دراستي بالدعوة إلى التقريب بين السنة والشيعة بتوجيه من أستاذي الجليل الشيخ "محمد المدني"، على أن التشيع مذهب خامس بعد أربعة أهل السنة؛ غير أنني بعدما بدأت البحث واطلعت على مراجعهم الأصلية وجدت الأمر يختلف تمامًا عما سمعت... فدراستي إذن بدأت بتوجيه من الشيخ "المدني" من أجل التقريب، ولكن الدراسة العلمية لها طابعها الذي لا يخضع للأهواء والرغبات) اهـ.
فإذن؛ بعد معرفة حكم الله فيهم, ومعرفة أن دين الرافضة لا يلتقي مع دين الإسلام لا بفرع ولا بأصل, وأنه أنشئ أساساً, وأقيم لهدم الدين.
نقول: إنه لا يدافع عن هؤلاء القوم وينادي ببراءتهم, ويدعوا جهارًا نهارًا للتقارب معهم ويستجدي وصالهم, ويعتذر لهم ويبرر جرائمهم:
إلا من هو جاهل غافل لا يعلم ما يقول.
أو هو أجرم وأظلم وأخون للأمة منهم, وحكمه حكمهم, بل إنه يصدق فيه قول الله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}.
وبعد ما تقدم, نقول: إن دعاة التقريب بين السنة والشيعة هم أحد رجلين:
رجل علم الحق فخان دينه وأمته, وباعها بعرض من الدنيا يسير.
وآخر جهل هؤلاء, فهو جاهل يعلم.
فكيف يا من تدعون إلى التقريب بين السنة والرافضة؛ وهم على ما هو عليه من الشرك الصراح, والكفر البواح والطعن في عرض نبينا صلى الله عليه وسلم, وسب الصحابة الكرام الذين مات عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهم؟!
فوالله لوإن أهل أحد من هؤلاء طعن في عرضه, ورمي في زوجته؛ لأقام الدنيا وأقعدها, ولما استطاع أن ينظر في وجه من رماه! فما باله يرضى ذلك على عرض نبيه صلى الله عليه وسلم؟!
اللهم إنا نشهدك أن عرض نبيك صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من أعراضنا, ونشهدك أن شعرةً في رأس عائشة رضي الله عنها أحب إلينا من أنفسنا وأهلينا والناس أجمعين.
ولا يفوتنا القول:
إنه كلما أطلق الرافضة شعارات العداء, وعبارات الموت والهلاك من الكفار واليهود والنصارى وغيرهم؛ كلما عرفنا أن ذلك إنما هو من باب التقية التي يدينون بها ويعتبرونها ركناً ركيناً في دينهم, وبقدر ما تكون الشعارات مدويةً أكثر؛ بقدر ما يكون كذبهم وادعاؤهم في هذه الشعارات.
وأقرب مثال لذلك في الوقت الحالي ما يقوم به الرئيس الإيراني الجديد "أحمدي نجاد", حين ملأ الدنيا بصياحه بضرورة محو إسرائيل من الخارطة... إي والله, من الخارطة فقط!
دين الرافضة يقوم على هدم الضروريات
سادساً:
إن دين الرافضة يقوم على هدم الضروريات - كل الضروريات - التي جاء الدين الإسلامي... بل وكل الأديان؛ بحفظها والمحافظة عليها.
فهم يهدمون الدين؛ بتحريفه, والقول بالزيادة في القرآن ونقصه، ورفضهم للأحاديث الصحيحة, وتكذيبه وتشنيعهم على الصحابة, وبثهم للشبه للتشكيك في دين الله الحق, وإظهارهم للبدع الباطلة, والإلحاد في دين الله والزندقة.
ويهدمون النفس والمال؛ باستحلال دماء أهل السنة وأموالهم بغير حق, ويهدمون النسب وكل خلق وأدب سليم؛ بقولهم بجواز المتعة وإتيان الدبر وإعارة الفروج ونكاح الذكران - العياذ بالله -
ويهدمون العقل؛ حين يجيزون استخدام الحشائش والمخدرات من أجل استخدامها للتأثير بها على أتباعهم من الفدائية قديماً, وعوامهم أصحاب اللطم حديثاً، وحين يضحك آياتهم على عقول العوام والجهال بدعوى انتسابهم لآل البيت, ومن ثم ادعاء العصمة, ومن ثم يبثون فيهم ضلالاتهم المغرضة وفق مصالحهم وأهوائهم الشخصية.
لا فرق بين رافضة إيران وبين رافضة العرب
سابعاً:
إنه لا فرق عندنا بين رافضة إيران الصفوية, وبين غيرهم من رافضة العرب - كرافضة العراق ولبنان والشام -
فدين الرافضة واحد، وأصولهم وإن تفرعت واحدة, ومركزهم ومرجعياتهم واحدة, وعداؤهم لأهل السنة هو نفس العداء.
أصول الرافضة وأصول اليهود؛ واحدة
ثامناً:
إن أصول الرافضة وأصول اليهود واحدة، ولذلك فإن تعاليم الرافضة تشابه كثيراً من تعاليم اليهود, واجتماعاتهم ومؤتمراتهم السرية، واستخدامهم للتقية التي يظهرون بها ما لا يبطنون للمسلمين, كل ذلك يتعاطاه إخوانهم اليهود.
وإن المطلع على ما جاء في بروتوكولات اليهود وتعاليم التلمود نحو الأممين غير اليهود؛ يجده متطابقاً تماماً مع فتاوى آيات وأسياد الرافضة نحو المسلمين خاصة.
ومن ذلك؛ فإن تعاليم اليهود تحرم على اليهودي أن يتعامل بالربا والغش مع اليهودي, وتوجبه مع غير اليهودي, وكذلك في دين الرافضة يحرمون التعامل بالربا والغش فيما بينهم, ويعتبرون أموالهم بينهم حرام, ويحلون ويوجبون استحلال أموال أهل السنة.
ومن تعاليم اليهود؛ أنه يحرم على اليهودي أن يساعد أو ينقذ غير اليهودي إن رآه في حالة غرق أو موشك على السقوط... بل يجب هدم الحائط عليه إن استطاع، وكذلك الرافضة يفتون لعوامهم مثل ذلك.
ومن ذلك ما جاء في كتاب "الأنوار النعمانية" لعالمهم المعروف بـ "نعمة الله الجزائري", وكتاب "نصب النواصب" لـ "محسن المعلم" ما نصه: (وفي الروايات؛ أن علي بن يقطين, وهو وزير الرشيد, قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين, وكان من خواص الشيعة, فأمر غلمانه وهدوا سقف الحبس على المحبوسين؛ فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريباً، فأرادوا الخلاص من تبعات دمائهم؛ فأرسل إلى الإمام مولانا الكاظم, فكتب عليه السلام إلى جواب كتابه: بأنك لو كنت تقدمت إلي قبل مقتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم، وحيث أنك لم تتقدم إلي؛ فكفر عن كل رجل قتلته منهم بتيس، والتيس خير منه).
وهذا الأمر يطبق حتى في أيامنا هذه، فهناك طبيب من "تلعفر" يدعى؛ "عباس قلندر", تابع للـ "مجلس الأعلى للثورة" الرافضية، الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم, وكان هذا الطبيب مرشحاً لأن يكون قائمقام "تلعفر", كان قد أعطى لطفل, وهذا العلاج كان يضاعف من الآثار الجانبية للمرض متعمداً ذلك لسبب بسيط هوإن الطفل اسمه: (عمر)!
وكان هناك طبيب آخر في "بعقوبة"؛ مركز محافظة "ديالى" يرفض أن يعالج أي مريض اسمه "عمر", أو أية مريضة اسمها "عائشة".
وقد قام المجاهدون بفضل الله بمحاولة اغتيال هذا الرافضي الخبيث، فأطلقوا عليه النار داخل عيادته، فأصيب إصابةً بالغةً في رقبته واستطاع بعدها الفرار إلى "إيران".
جرائم الرافضة ليست فردية ولا عشوائية
تاسعاً:
إنه لا بد من التنبيه على أن الجرائم السياسية في مجال الغدر والاغتيالات عند الرافضة ليست جرائم فرديةً ولا عشوائية, وإنما هي جرائم معدة من قبل علمائهم ورموزهم ورؤسائهم, وتقوم على أساس عقدي سياسي, وهي مرتبة ترتيباً عسكرياً منظماً, وأفراده يعتبرون من أهم فصائل وأجنحة الرافضة, كيف لا؟ ودولتهم وحكمهم ودعوتهم لا تقول إلا على عاتقهم.
ولذلك فإن أفراد هذه الفرق - فرق الاغتيالات - منتقون بعناية فائقة, وينفق على إعدادهم المبالغ الطائلة, وهم حريصون على أن تكون ثقافتهم عالية, وأن تكون لديهم معرفة بلغات متعددة, ولهم مخصصات ورواتب عالية, بالإضافة إلى التأثيرات الدينية والإيحاءات النفسية الدافعة لتثبيتهم على ما يقومون به من جرائم، حتى يعمد إلى تخديرهم من خلال إسقائهم الحشيش الأفيون - كما كانت قديماً جماعة الفدائيين عند القرامطة الإسماعيلية -
وحديثاً يمثل هذه الفرق فروع متعددة تنتمي جميعها من حيث استقاؤها وتلقيها للمهمات السرية الخطيرة لمركز واحد, ألا وهو مركز الإمام أو نوابه, كل في قطره مباشرة.
ومن ذلك أفراد "الحرس الثوري الإيراني", و "قوات التعبئة العامة بالباسيج", والحركات المسلحة؛ كـ "حركة أمل", وفرق الاغتيالات في "حزب الله"، وغيره.
وحتى إن كانت هناك جرائم اغتيالات ونهب فردية, فذلك أيضاً يرجع إلى فتاوى علمائهم وتحريضهم على قتل أهل السنة واعتبارهم مستباحي الدم والمال.
فقد جاء في كتابي "وسائل الشيعة",و بحار الأنوار": عن داوود بن فرقد قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب؟ فقال: حلال الدم، ولكن اتقي عليك, فإن قدرت أن تقلب عليه حائط أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد عليك فافعل).
وعلق "الإمام الخميني" على هذا بقوله: (فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه وابعث إلينا بالخمس)!
يقول صاحب كتاب "لله ثم للتاريخ": (لما انتهى حكم "آل بهلوي" في إيران على أثر قيام الثورة الإسلامية وتسلم "الإمام الخميني" زمام الأمور فيها، توجب على علماء الشيعة زيارة وتهنئة الإمام بهذا النصر العظيم لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء، وكان واجب التهنئة يقع علي شخصياً أكثر من غيري لعلاقتي الوثيقة بـ "الإمام الخميني"، فزرت إيران بعد شهر ونصف - وربما أكثر - من دخول الإمام طهران إثر عودته من منفاه باريس، فرحب بي كثيراً، وكانت زيارتي منفردةً عن زيارة وفد علماء الشيعة في العراق، وفي جلسة خاصة مع الإمام قال لي: سيد حسين، آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم، سنسفك دماء النواصب نقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم، ولن نترك أحداً منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصةً لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة، قبلةً للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلا التنفيذ!) اهـ.
وإذا ربطنا هذه المقولة بواقع الرافضة اليوم في العراق؛ نجد أن "فيلق الغدر" و "جيش المهدي" المزعوم وغيرهما قد قام بهذه المهمة خير قيام.
فهو يداهم بيوت أهل السنة بحجة البحث عن المجاهدين, وحتى لولم يجدوهم، فإنهم يقومون بقتل الرجال، واقتياد النساء، وسجنهم، واستباحة أعراضهم، ونهب كل ما يمكن أن ينتهب من بيوت أهل السنة، فأصبحت هناك العديد من الجرائم، والانتهاكات، والمآسي التي قامت بها هذه العصابات والمليشيات الرافضية، بمفردها أو بمساعدة القوات الأمريكية المحتلة وبتحريض منها, والتي تدل على بشاعة ما حدث خلال هذه السنوات العجاف.
فقتل المئات من حملة الشهادات العليا والخبرات العلمية والأكاديمية في علوم الشريعة والطب والهندسة، ناهيك عن المئات من القتلى من أئمة المساجد والخطباء والعاملين في المساجد من منتسبي "ديوان الوقف السني", ومئات المعتقلين من أئمة المساجد والخطباء وأهل المساجد, ومئات من المساجد التي تم مداهمتها وإهانتها, وعشرات المساجد التي دمرت أو تضررت ضررًا كبيرًا، أو التي استولي عليها وحولت إلى حسينيات أو أماكن للتعذيب, وخاصةً في المحافظات الوسطى والجنوبية.
ولم يقف بغيهم، وجورهم على الرجال؛ بل طال اعتقال النساء واغتصابهن، وقتل الحوامل منهن, وكذلك قتل الأطفال حتى الرضع منهم، ولا من نصير من المسلمين إلا من رحم الله, فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أين الغيرة على عرض النبي صلى الله عليه وسلم؟!
عاشراً:
لقد ثارت أمة الإسلام على ما رسمه أحد الصليبيين من الدنمرك مستهزئاً برسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو ما يدل على غيرتها على رسولها عليه الصلاة والسلام، فكيف لا تثور غيرة علماء الإسلام ودعاته على شرف ومقام النبي صلى الله عليه وسلم الذي ينتقصه هؤلاء الرافضة اللئام، الذين يتسترون بثوب حب أهل البيت، وهم منهم برآء؛ بالطعن بأزواج النبي، وأصحابه، وحملة دينه إلى الناس أجمعين.
فوالله من يتقرب إلى هؤلاء الرافضة المبتدعة المفسدين بعد علمه بذلك؛ ما هو إلا رجل قد قسى قلبه, وأظلم وجهه، وجمدت عينه.
الرافضة هم أول من أسس المنهج التكفيري
حادي عشر:
إن الرافضة هم أول من تبنى وأسس المنهج التكفيري الضال المنحرف، حيث كفروا ابتداءً جل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ممن نقلوا لنا الدين، وفتح الله بهم الإسلام إلى أرجاء المعمورة.
ولم يكن خطر تكفيرهم محصوراً في الجانب النظري فحسب، بل تعدى ذلك إلى الجانب العملي, فهم أول من سن السنة السيئة بقتل أئمة وخلفاء المسلمين، كما فعلوا مع سيدنا عمر الفاروق رضي الله تعالى عنه وغيره.
وتتمادى عجلة عقيدة التكفير عندهم؛ إلى تكفير أهل السنة كافةً، ممن يسمونهم "أبناء العامة النواصب"، بحجة إنكار أهل السنة لأصل أصيل عندهم من أصول دينهم؛ ألا وهو أصل الإمامة والعصمة, والذي جعلوه من أهم مرتكزات وأصول عقائدهم الفاسدة.
ومما يجسد هذا المعنى؛ واقعهم العملي على مر الأزمنة، فنراهم حيث تمكنوا وتهيأ لهم ظرف الغدر والخيانة والعمالة دعوا لتطبيق هذا المنهج التكفيري المنحرف.
واليوم استباحوا - بما يغني به لسان الحال عن لسان المقال - دماء وأعراض وأموال أهل السنة، حيث اتخذوا ذريعة ضرب بعض المراقد الشركية بنسبة ذلك لأهل السنة على زعمهم, علمًا أن خطوطهم الحمراء قد تجاوزها ساداتهم الأمريكان بفراسيخ وأميال عديدة, ولم تحرك مراجعهم الهاربة خارج البلاد حينئذ - ناهيك عن عوامهم - ساكنًا كما فعلت اليوم مع أهل السنة, بل وقابل وكافأ "جيش مهديهم" قوات الاحتلال التي ضربت المرقد المزعوم للإمام علي رضي الله عنه؛ بتسليم أسلحتهم بذلة وصغار لمن قتلهم وأذل مقدساتهم، فكانت مسرحية ضرب مرقدي الهادي والعسكري المزعومين ذريعةً واهيةً زائفةً كشفت عن قناع حقدهم الدفين على جميع أهل السنة، دون أن تميز بين جماعة منهم أو أخرى.
ومما يثير العجب؛ أن هذه الأفعال الوحشية منهم لم تنل أعداء الإسلام من اليهود والنصارى في جميع أنحاء العالم كما نراه اليوم... بل على العكس؛ كانوا لهم خير عون ونصير على مر العصور، وكر الدهور على الإسلام وأهله.
وبهذا تتجلى للناس كافة؛ أن ثورتهم الغوغائية هذه بسبب مراقدهم الشركية، والتي افتعلت أزمتها من سادتهم المجوس، لهي خير دليل على تعظيمهم... بل وتقديمهم حرمات أئمتهم المعصومين على حرمات الله ورسوله والمسلمين حينما تنتهك من قبل أعداء الدين في شتى بقاع الأرض.
فمثلاً؛ لم تثر ثائرتهم كما نراه من أفعالهم اليوم على من نشر الصور المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم, وعلى المحتلين الذين أساؤوا لعقيدة الإسلام وأهله، مما يدلنا على تفضيلهم أئمتهم على مقام الله ورسوله الكريم.
يا أهل السنة أفيقوا
فيا أهل السنة:
أفيقوا وانتهضوا, واستعدوا للفظ وبكر سموم أفاعي الرافضة، التي كانت تلدغ بكم وتسومكم سوء العذاب منذ احتلال العراق, وإلى يومنا هذا.
وكفاكم من دعاوى "ترك الطائفية" و "الوحدة الوطنية", والتي أصبحت تستخدم سلاحًا لترويضكم وتثبيطكم واستسلامكم وتطبيعكم على الجبن، حين تتعرضون لكيد ولؤم هؤلاء، الذين كانوا من أبرز من والى وسالم المحتل, وسعى في تخريب ونهب خيرات البلاد.
ولم يكتفوا بهذا, بل واستمروا بتنفيذ مخططاتهم وسمومهم عليكم بزي الحرس والشرطة، فأوقعوا ما أوقعوا من جرائم، وفتن بين صفوفكم من قتل ونهب واعتقال لرجال وأطفال ونساء, سواء أكان بمساندتهم لقوات الاحتلال أو بمناصبهم الرسمية، والتي اتخذوها غطاءً يسومونكم به سوء العذاب، فيذبحون به أبناءكم, ويستحيون نساءكم.
ونراهم عقدوا الخطط المشتركة الخبيثة، وتقاسموا أدوارها, فالسيستاني الإيراني واعظ المحتل إمام للكفر والزندقة يشرعن الفتاوى ذات البلاوى على أهل السنة, وبما يخدم مصالح المحتلين، والحكيم والجعفري ومن والاهم من ذئابهم؛ يتسترون بجلود الخراف، بلبس ثوب العملية السياسية المزعومة ظاهراً, وهي في الحقيقة والواقع لتثبيت وتوسيع الرقعة الجغرافية للحكم الفارسي الإيراني الرافضي.
وأما في ما وراء الكواليس؛ فيمارسون حملة الإبادة الجماعية المنظمة الشرسة منذ أكثر من ثلاث سنوات على مختلف طبقات المجتمع, وبخاصةً الفئة البناءة السنية في المجتمع، من خلال الاغتيالات والاعتقالات في غيابات سجون الداخلية، وبعض حسينياتهم التي يسومون أهل السنة فيها سوء العذاب.
جيش المهدي - المزعوم -
أما "جيش المهدي" المزعوم عندهم؛ فقد كان تشكيله معقودًا أساساً على حماية عقيدتهم الرافضية، ومحاربة أهل السنة, وأرادوا من تهيأته؛ جعله ورقةً بديلةً يقامرون بها لتمكين العقيدة الرافضية فيما إذا كانت كفة المقاومة راجحة على كفة السياسيين لاعتلاء الحكم.
ومما يدلنا على عمق وجذور حقدهم: ما ذكره مقتدى الصدر في أول خطبة له في الكوفة بعد دخول الصليبيين، وتشكيل جيشهم, قال فيها: (إن هذا الجيش أنشأ لمعاقبة من تخلف عن بيعة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه!)، فتأملوا يا إخوتي هذا الكلام الذي صدر منه قبل أن تطلق طلقة بيننا وبينهم.
وقد جاء اليوم الذي بانت سوءتهم للقاصي والداني, وظهرت حقيقتهم لكل راء وسامع، بما لا يجعل مجالًا للشك, لأن هؤلاء الحاقدين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة, وما تخفي صدورهم أكبر, ففعلوا ما فعلوا من بغي وظلم وقتل المشايخ والمصلين وأبرياء الناس، بعملية دبرت بليل بالأمس القريب وبفترةً قياسية على ما يقرب من المائتي مسجد، مما يدل على أن هذا العمل الجبان منهم كان مدبرًا مفتعلاً، ومدروسًا بترتيب الدولة السبئية، فقد قال تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم}.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل فعلوا فعلةً يندى لها جبين التاريخ المعاصر بتفردهم بأفعال كفرية مشينة فاقوا، وامتازوا بها عن الكفار الأصليين المحاربين لهذا الدين، حيث مزقوا المصاحف، والآيات القرآنية، والمعالم الإسلامية في العشرات من بيوت الله، حتى أثبتوا أنهم أعداء الله حقا، قاتلهم الله أنى يؤفكون!
فنقول له:
لقد تعديت حدودك، واجترأت على حمى أهل السنة, ثم بعد ذلك ادعيت زوراً وكذبًا وتدليساً وتمويهاً؛ بأنك ممن أمر أتباعه بحماية مساجد أهل السنة.
وعليه؛ فنحن قد قبلنا دخول المعركة معك, ومع قطيع أغنامك، ولكن بشرطين اثنين, لابد أن تقوم بهما, ولا أخالك تفعل:
الشرط الأول: أن تقف أنت، ومن معك وقفة رجل واحد تستردون فيها أسلحتكم التي بعتموها للصليبيين، وأنتم أذلة صاغرين, يوم أن فرض عليكم شروطه، وقام بإهانتكم في عقر داركم، ووطئت أقدام جنوده الصحن الحيدري المزعوم.
والشرط الثاني: ألا يخرج في جيشك لقتالنا إلا من عرف والده.
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
والحمد لله رب العالمين
وكان للدولة "الغورية"؛ كذلك موقف حازم تجاه الرافضة الباطنية, ومن ذلك ما حصل في عام 597 هـ حين سار "شهاب الدين الغوري" إلى "قهستان" لمحاصرتها ومن فيها من الباطنية, وحين مر في طريقه بقرية ذكر له بأن أهلها إسماعيلية باطنية؛ أمر بقتل المقاتلة وسبي النساء, ونهب الأموال غنيمةً, وخرب القرية وجعلها خاويةً على عروشها, وواصل سيره إلى "كنباد" - وهي من مدن الباطنية - فنزل عليها وحاصرها.
وحين أرسل إليه صاحب "قهستان" الباطني إلى ملك "غور" يشكو إليه أخاه "شهاب الدين" ويقول: (بيننا عهد فما الذي بدا منا حتى تحاصر بلدي؟)، ومع ذلك شدد "شهاب الدين" الحصار على المدينة، فلما اشتد خوفهم طلبوا الأمان ليخرجوا, فأمنهم وأخرجهم من المدينة, واستولى عليها وأقام فيها الصلاة وشعائر الإسلام.
موقف الدولة "الخوارزمية" منهم
وكذلك كان للدولة "الخوارزمية"؛ موقف حازم تجاه الباطنية.
ومن ذلك ما حصل في عام 624 هـ, حين عظم شر الباطنية وتعدى ضررهم, حتى أنهم قتلوا أميرًا من أمراء "جلال الدين" ابن "خوارزم شاه", فسار بعسكره من بلادهم من حدود "ألموت" إلى "كرديكوك" بخراسان, فخربها جميعًا، فقتل أهلها وغنم أموالهم وسبى الحريم, واسترق الأولاد, وقتل الرجال، وعمل بهم الأعمال العظيمة.
موقف صلاح الدين الأيوبي منهم
وأما موقف "صلاح الدين الأيوبي" من الرافضة:
فكان من أشد المواقف وأقساها عليهم, حيث أسقط دولتهم المنيعة, والتي عمرت طويلاً من قبل, مع أن القادة قبله والأمراء من السلاجقة وغيرهم كان لهم صولات معهم وجولات, وكانت هناك مواجهات وحروب وقتل وسبي, ولكن الضربات التي تلقوها من "صلاح الدين" كانت أشد على نفوسهم، حيث فرق جمعهم, وهدم صرحهم الكبير, وقضى على كل أحلامهم بامتلاك دولة مستقلة ذات سيادة, ونشر مذهب السنة بعد أن كان دين الرفض هو السائد, ولذلك حاولوا مرارًا قتله واغتياله, ولكنهم بفضل الله وحده فشلوا في كل محاولاتهم.
وكان مما قام به "صلاح الدين" تجاه الرافضة على ما ذكرنا سابقًا, وبعد محاولات اغتياله العديدة؛ اعتقل المتآمرين عليه في مصر, والذين حاولوا الاتصال بالإفرنج لإسقاط مصر, فقررهم واحدًا واحدًا, وبعد أن استفتى الفقهاء في أمرهم؛ قتل رؤوسهم وأعيانهم دون أتباعهم وغلمانهم, وحاصر قلعة "مصياف" الرافضية بعد محاولتهم اغتياله حين كان محاصرًا لحلب, فقصد قلعتهم عام 572 هـ, وحاصرها ونصب عليها المنجنيقات فأحرقها وخربها, وأوسع أهلها قتلاً وأسراً, وغنم أموالهم ودوابهم, ولم يتركهم إلا بعد أن أدبهم ولقنهم درساً قاسيًا.
ولما ثار عليه الرافضة من جند السودان الممتعضين لموت مؤتمن الخلافة, غضبًا لمقتله؛ أرسل لمحلتهم المعروفة بالمنصورة فأحرقها على أموالهم وأولادهم وحرمهم, فلما علموا بذلك ولوا مدبرين، فأجرى عليهم السيف, وظل فيهم القتل حتى قضى أخو "صلاح الدين" "توران شاه" على آخرهم في منطقة "الجيزة".
موقف شيخ الإسلام "ابن تيمية" وجهاده للرافضة
وأما موقف شيخ الإسلام "ابن تيمية" وجهاده للرافضة، فقد كان واضحًا في موقفين:
الموقف الأول: برز في جانب التأليف العلمي للرد على بدعهم وكفرياتهم, وكشف حقيقة الروافض وبيان أحوالهم وحكم الشرع فيهم, ككتاب "منهاج السنة النبوية" وغيره.
والموقف الثاني: برز في قتاله العملي لهم، حين فرغ من قتاله للتتار، تأديبًا لهم لمشاركتهم وتحالفهم مع التتار ضد المسلمين.
موقف "الملك المظفر قطز" منهم
وأما "الملك المظفر قطز"؛
فقاتلهم في الشام بعد انتصار المسلمين على التتار في وقعة "عين جالوت", فقد كان لهم أيضًا دور كبير في محاربة ومعاقبة الرافضة, حيث قرروا الانتقام من الخونة من النصارى والرافضة الذين مالؤوا التتار وصانعوهم على أموال المسلمين وقتل العامة.
عقائد الرافضة
إذن - وبعد هذا الاستعراض التاريخي المجمل... والمجمل جدا, لجرائم وخيانات الرافضة - نستطيع أن نخلص إلى عدة أمور مهمة وكما يأتي:
أولاً:
الناظر والباحث في عقائد الرافضة يجد أنهم قد أشركوا وأساؤوا إلى مقام الله تعالى الواحد الأحد، ومن ذلك وصفهم الله تعالى بصفات الحوادث والنقص، كحلوله تعالى - حاشاه - ببعض أجساد الأئمة ورجالاتهم, والذين عبدوهم من دون الله.
وكذا شركوا الإله الواحد بالعبادة المستحقة لله تعالى وحده غيره, من نذر ودعاء وتقرب بالعبادة للأئمة الذين اعتبروهم مقدسين ومعصومين.
ولم يقف الأمر إلى هذا الحد، بل نسبوا الصفات التي يتصف بها الله تعالى, كالرزق والعلم بالغيب ونحو ذلك لهؤلاء الأئمة, فلم يكتفوا بالإساءة لمقام الله تعالى بالربوبية والألوهية فحسب.
بل تعدى ذلك نسبتهم النقيصة لأنبياء الله تعالى، وخاصةً حينما جعلوهم في مقام التفضيل والمقارنة لأئمتهم المعصومين, فنسبوا أوصافًا ومناقب لأئمتهم تفوق مناقب ومزايا هؤلاء الأنبياء والمرسلين, حتى أنهم ادعوا أن هؤلاء المرسلين كانوا مما بعثوا به؛ عقيدة الولاية للأئمة الذين يزعمون أنهم معصومون.
ومع غيابات هذه الظلمات؛ أضافوا لمعتقداتهم الرذيلة: قولهم بتحريف القرآن - سواءً أكان باللفظ أم بالمعنى والشرح - وهم على هذا لم يجعلوا المرجعية الحقة للكتاب والسنة, لأنهم طعنوا بالكتاب على أساس أنهم لم يجدوا فيه نصا صريحًا لعقائدهم, فلم يكتفوا بما هو موجود منه اليوم.
وكذا طعنوا بالسنة النبوية من خلال طعنهم بأئمة أهل السنة من روايات الحديث, أو أخذهم مرويات وضعوها كذبًا على أئمة أهل البيت, برواة زنادقة أصحاب عقائد منحرفة وباطلة لا تؤهلهم لقبول رواياتهم ناهيك عن ضعفهم وجهالتهم.
الرافضة هم من قتل الحسين
ثانياً:
إن الرافضة مدعي محبة آل البيت ونصرة عترته، والمتباكين على الحسين نياحةً ولطماً, والذين يتهمون أهل السنة بأنهم نواصب، ناصبوا أهل البيت العداء؛ هم من قام بقتل الحسين، من بعد أن كادوا يقتلون الحسن ويسلموه لمعاوية رضي الله عنهما, وذلك ثابت في أصول مراجعهم وأمهات كتبهم.
فقد جاء في كتاب "الإرشاد" للـ "مفيد"؛ قول الإمام الحسين عليه السلام في دعائه على شيعته الذي ذكرناه آنفًا, وجاء في كتاب"الاحتجاج": (لكنكم أسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدباء، وتهافتم كتهافت الفراش، ثم نقضتموها، سفهاً وبعداً وسحقاً لطواغيت هذه الأمة، وبقية الأحزاب، ونبذة الكتاب، ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا، وتقتلوننا، ألا لعنة الله على الظالمين).
ويعلق "السيد حسين الموسوي" بعد هاتين الروايتين بقوله: (وهذه النصوص تبين لنا من هم قتلة الحسين الحقيقيون، إنهم شيعة أهل الكوفة، أي: أجدادنا، فلماذا نحمل أهل السنة مسؤولية مقتل الحسين؟!).
ويقول السيد "محسن الأمين" في كتاب "أعيان الشيعة": (بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً، غدروا به، وخرجوا عليه، وبيعته في أعناقهم، وقتلوه).
وجاء في كتاب "الاحتجاج": قال الإمام "زين العابدين" عليه السلام, لأهل الكوفة: (هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ثم قاتلتموه وخذلتموه، بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله, وهو يقول لكم: قاتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي, فلستم من أمتي).
وقال أيضًا عنهم: (إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم؟!).
وجاء في كتاب "الاحتجاج" أيضًا عن "فاطمة الصغرى" عليها السلام في خطبة لها في أهل الكوفة: (يا أهل الكوفة، يا أهل الغدر والمكر والخيلاء، إنا أهل البيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا؛ فجعل بلاءنا حسنًا، فكفرتمونا وكذبتمونا ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهبًا، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت، تبًا لكم فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم، ويذيق بعضكم بأس بعض, وتخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين، تباً لكم يا أهل الكوفة، كم قرأتم لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب وجدي، وبنيه وعترته الطيبين).
فرد عليها أحد أهل الكوفة مفتخراً, فقال:
(نحن قتلنا علياً وابن علي بسيوف هندية ورماح
وسبينا نساءهم سبي ترك ونطحناهم فأي نطاح).
كلما تواجه المسلمون ضد الكفار، وقف الرافضة مع معسكر الكفر
ثالثاً:
ينبغي على المسلم الامتثال لأمر الله تعالى الآمر بالتفكر والإتعاض بأحوال الأمم والعصور السالفة, فنأخذ منها الدروس والعبر... {ولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرةً أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون}.
وورد في الأثر: (لا يلدغ المؤمن في جحر مرتين).
وقد مرت بنا نتائج وأضرار هذا التقريب مع الرافضة، حيث تجلت لنا خيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين, فوالوا الكفار وأعداء الدين, وطغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد, فأوجبت موالاتهم هذه؛ ردتهم عن الدين ومروقهم عن أمر رب العالمين, وناهيك بفساد طعنهم بأمهات المؤمنين, وبخاصة من برأها وزكاها الله تبرئةً قطعيةً في كتابه العزيز.
ولما تقدم أقول منبهًا:
إنه كلما تواجه المسلمون ضد الكفار من اليهود والنصارى, وفي كل حرب على مر التاريخ, وحتى في عصرنا الحاضر؛ نجد الرافضة يتسللون لواذًا إلى معسكر الكفر, ويمدونهم بجميع أنواع الإمدادات المتوفرة إليهم عسكريا ومعلوماتياً, ويفضلون الموت أو انتصار الكفر على أن ينتصر المسلمون وتكون لهم اليد العليا, وهم لا يقاتلون أعداء الإسلام من الكفار الأصليين, وأنه حتى في الحالات التي كانوا يظهرون أنهم يقاتلونهم؛ إما أن يكونوا تحت قيادة سنية هي التي تحركهم, ومن باب التقية يتحركون، وذلك في حالات نادرة، أو في حالة غدر واستهتار الكفار بهم, وبأراضيهم ومصالحهم.
كما حصل مع الوزير "الأفضل"؛ حين استنجد بالدماشقة السنيين لما رأى استهتار الصليبيين به وبمصالحه, بعد أن قدم لهم كل التنازلات الممكنة, وطلب من عسكره فيما بعد الانضواء تحت قيادة "طغتكينا أتابك".
وكما حصل مع الخليفة العبيدي "العاضد"؛ لما رأى اجتياح الفرنج لبلاده وخشي على قصره ونسائه فأرسل إلى "نور الدين" يستنجد به, ويستغيث لدرجة أنه أرسل شعور نسائه قائلاً: (هذه شعور نسائي من قصري يستغثن بك لتنقذهن من الفرنج).
لا يمكن أن يكون للمسلمين نصر على اليهود والنصارى إلا بعد القضاء على العملاء المرتدين
رابعاً:
إنه لا يمكن أن يكون للمسلمين نصر ولا غلبة على المحاربين الكفار من اليهود والنصارى إلا بعد القضاء على من دونهم من العملاء المرتدين, وعلى رأسهم الرافضة تماماً.
كما رصد لنا التاريخ كيف أن بيت المقدس الذي سقط بيد الصليبيين بمعاونة الرافضة العبيدين لم يستعد إلا على يد "صلاح الدين", مع أن "نور الدين محموداً" كان أشد على الصليبيين من "صلاح الدين", ولكن قدر الله تعالى أن يكون النصر وتحرير بيت المقدس على يد "صلاح الدين", ولكن متى؟ بعد أن حارب الرافضة العبيدين لعدة سنوات, وقضى على دولتهم تمامًا وأسقطها, ثم بعد ذلك تفرغ للصليبيين حتى تم له النصر عليهم, واستعاد بيت المقدس الذي ظل سنوات تحت قبضتهم بسبب أهل الخيانة الروافض.
فهذا درس مهم جداً يقدمه لنا التاريخ، لا يجب التغافل عنه أبدًا.
لن يكون لنا نصر قط على الكفار الأصليين، إلا بعد قتال الكفار المرتدين مع الكفار الأصليين, وما الفتوحات الإسلامية التي تمت في عهد الراشدين إلا بعد تطهير جزيرة العرب من المرتدين.
ولذلك أبغض ما يبغضه الرافضة هو "صلاح الدين", فهم يطيقون الموت ولا يطيقونه!
لا يمكن أن يكون هناك تقارب بين أهل السنة والرافضة
خامساً:
معلوم لذوي الفطرة السليمة أن أساس النجاة للناس في الآخرة متعلق بعقيدة صحيحة سليمة من الشرك والبدع, فكيف يمكن التقريب بين عقيدة الحق وعقيدة الرافضة التي ذكرناها آنفًا؟!
فبالله عليكم كيف يتقرب منهم عمليا بعقيدة لو أخذنا ببعض ما امتازت به ضلالاتهم وكفرياتهم لكنا في الهلاك والخسران الديني؟! فالدين جاء لنجاة العباد بما أراد رب العباد, فكيف تحصل النجاة الأخروية بدون مقدمات مبنية على عقيدة صحيحة سليمة؟!
فكما يقال: صحة المقدمات تستلزم صحة نتائجها, وفسادها يؤدي لفساد نتائجها.
ولو ادعى مدع أنهم موافقون لنا في أصل الاعتقاد المنجي من عذاب الله فهذا عندهم حينئذ إما؛ من باب عقيدة التقية التي يدينون بها حال استضعافهم مع أهل السنة, أو يكونون بهذا الاتفاق العقدي معنا على مذهب الحق والصراط المستقيم، فيخرجوا حينئذ من وصف الرافضة وضلالاتهم, وعلى هذا فلا يسمى مثل هذا تقاربًا, بل ترجيعًا وعودةً وإنابةً منهم للحق المبين.
ولما تقدم أقول:
إنه لا يمكن أن يكون هناك أدنى تقارب عقدي وفكري بين أهل السنة وبين الروافض, وقد رأينا نتيجة التقارب مع الرافضة عبر التاريخ من خلال تقريب الخلفاء العباسيين للرافضة وجعلهم لهم وزراء وقادةً - كابن العلقمي ونصير الدين الطوسي, ومن خلال مصاهرتهم كما ذكرنا مع مراجل أم المأمون - فما كان من هذا التقارب إلا أن عاد بالهلكة للأمة, وكان سبب سقوط دولة اسلامية, وقيام دويلات رافضية على أشلائها.
كما تسبب هذا التقارب في افساد العقيدة, بإلزام الناس بالقول بمحدثات الأمور وبدعها وبث الشبه بين المسلمين, حتى زعزعت عقائدهم وشابها كثير من الانحرافات، كما هو القول بخلق القرآن وغير ذلك من الأفكار والعقائد التي اكتسبها أبناء الخلفاء العباسيين من أمهاتهم الفارسيات.
وما أجدر بنا في هذا المقام أن نذكر أقوال كثير من العلماء والمثقفين الذين كانوا يدعون - جهلاً بالواقع القريب والبعيد - إلى التقارب مع الرافضة, ثم لما تبين لهم الحق عادوا إليه كرسالة وعظ وتذكير وتنبيه لدعاة التقارب اليوم الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون.
قال الدكتور "مصطفى السباعي" في كتابه "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي": (فتحت دارًا للتقريب بين السنة والشيعة بالقاهرة منذ أربعة عقود لكنهم رفضوا أن تفتح دور مماثلة في مراكزهم العلمية كالنجف وقم وغيرها, لأنهم إنما يريدون تقريبنا إلى دينهم).
ويقول الدكتور "علي أحمد السالوس" - أستاذ الفقه وأصوله -: (بدأت دراستي بالدعوة إلى التقريب بين السنة والشيعة بتوجيه من أستاذي الجليل الشيخ "محمد المدني"، على أن التشيع مذهب خامس بعد أربعة أهل السنة؛ غير أنني بعدما بدأت البحث واطلعت على مراجعهم الأصلية وجدت الأمر يختلف تمامًا عما سمعت... فدراستي إذن بدأت بتوجيه من الشيخ "المدني" من أجل التقريب، ولكن الدراسة العلمية لها طابعها الذي لا يخضع للأهواء والرغبات) اهـ.
فإذن؛ بعد معرفة حكم الله فيهم, ومعرفة أن دين الرافضة لا يلتقي مع دين الإسلام لا بفرع ولا بأصل, وأنه أنشئ أساساً, وأقيم لهدم الدين.
نقول: إنه لا يدافع عن هؤلاء القوم وينادي ببراءتهم, ويدعوا جهارًا نهارًا للتقارب معهم ويستجدي وصالهم, ويعتذر لهم ويبرر جرائمهم:
إلا من هو جاهل غافل لا يعلم ما يقول.
أو هو أجرم وأظلم وأخون للأمة منهم, وحكمه حكمهم, بل إنه يصدق فيه قول الله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}.
وبعد ما تقدم, نقول: إن دعاة التقريب بين السنة والشيعة هم أحد رجلين:
رجل علم الحق فخان دينه وأمته, وباعها بعرض من الدنيا يسير.
وآخر جهل هؤلاء, فهو جاهل يعلم.
فكيف يا من تدعون إلى التقريب بين السنة والرافضة؛ وهم على ما هو عليه من الشرك الصراح, والكفر البواح والطعن في عرض نبينا صلى الله عليه وسلم, وسب الصحابة الكرام الذين مات عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهم؟!
فوالله لوإن أهل أحد من هؤلاء طعن في عرضه, ورمي في زوجته؛ لأقام الدنيا وأقعدها, ولما استطاع أن ينظر في وجه من رماه! فما باله يرضى ذلك على عرض نبيه صلى الله عليه وسلم؟!
اللهم إنا نشهدك أن عرض نبيك صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من أعراضنا, ونشهدك أن شعرةً في رأس عائشة رضي الله عنها أحب إلينا من أنفسنا وأهلينا والناس أجمعين.
ولا يفوتنا القول:
إنه كلما أطلق الرافضة شعارات العداء, وعبارات الموت والهلاك من الكفار واليهود والنصارى وغيرهم؛ كلما عرفنا أن ذلك إنما هو من باب التقية التي يدينون بها ويعتبرونها ركناً ركيناً في دينهم, وبقدر ما تكون الشعارات مدويةً أكثر؛ بقدر ما يكون كذبهم وادعاؤهم في هذه الشعارات.
وأقرب مثال لذلك في الوقت الحالي ما يقوم به الرئيس الإيراني الجديد "أحمدي نجاد", حين ملأ الدنيا بصياحه بضرورة محو إسرائيل من الخارطة... إي والله, من الخارطة فقط!
دين الرافضة يقوم على هدم الضروريات
سادساً:
إن دين الرافضة يقوم على هدم الضروريات - كل الضروريات - التي جاء الدين الإسلامي... بل وكل الأديان؛ بحفظها والمحافظة عليها.
فهم يهدمون الدين؛ بتحريفه, والقول بالزيادة في القرآن ونقصه، ورفضهم للأحاديث الصحيحة, وتكذيبه وتشنيعهم على الصحابة, وبثهم للشبه للتشكيك في دين الله الحق, وإظهارهم للبدع الباطلة, والإلحاد في دين الله والزندقة.
ويهدمون النفس والمال؛ باستحلال دماء أهل السنة وأموالهم بغير حق, ويهدمون النسب وكل خلق وأدب سليم؛ بقولهم بجواز المتعة وإتيان الدبر وإعارة الفروج ونكاح الذكران - العياذ بالله -
ويهدمون العقل؛ حين يجيزون استخدام الحشائش والمخدرات من أجل استخدامها للتأثير بها على أتباعهم من الفدائية قديماً, وعوامهم أصحاب اللطم حديثاً، وحين يضحك آياتهم على عقول العوام والجهال بدعوى انتسابهم لآل البيت, ومن ثم ادعاء العصمة, ومن ثم يبثون فيهم ضلالاتهم المغرضة وفق مصالحهم وأهوائهم الشخصية.
لا فرق بين رافضة إيران وبين رافضة العرب
سابعاً:
إنه لا فرق عندنا بين رافضة إيران الصفوية, وبين غيرهم من رافضة العرب - كرافضة العراق ولبنان والشام -
فدين الرافضة واحد، وأصولهم وإن تفرعت واحدة, ومركزهم ومرجعياتهم واحدة, وعداؤهم لأهل السنة هو نفس العداء.
أصول الرافضة وأصول اليهود؛ واحدة
ثامناً:
إن أصول الرافضة وأصول اليهود واحدة، ولذلك فإن تعاليم الرافضة تشابه كثيراً من تعاليم اليهود, واجتماعاتهم ومؤتمراتهم السرية، واستخدامهم للتقية التي يظهرون بها ما لا يبطنون للمسلمين, كل ذلك يتعاطاه إخوانهم اليهود.
وإن المطلع على ما جاء في بروتوكولات اليهود وتعاليم التلمود نحو الأممين غير اليهود؛ يجده متطابقاً تماماً مع فتاوى آيات وأسياد الرافضة نحو المسلمين خاصة.
ومن ذلك؛ فإن تعاليم اليهود تحرم على اليهودي أن يتعامل بالربا والغش مع اليهودي, وتوجبه مع غير اليهودي, وكذلك في دين الرافضة يحرمون التعامل بالربا والغش فيما بينهم, ويعتبرون أموالهم بينهم حرام, ويحلون ويوجبون استحلال أموال أهل السنة.
ومن تعاليم اليهود؛ أنه يحرم على اليهودي أن يساعد أو ينقذ غير اليهودي إن رآه في حالة غرق أو موشك على السقوط... بل يجب هدم الحائط عليه إن استطاع، وكذلك الرافضة يفتون لعوامهم مثل ذلك.
ومن ذلك ما جاء في كتاب "الأنوار النعمانية" لعالمهم المعروف بـ "نعمة الله الجزائري", وكتاب "نصب النواصب" لـ "محسن المعلم" ما نصه: (وفي الروايات؛ أن علي بن يقطين, وهو وزير الرشيد, قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين, وكان من خواص الشيعة, فأمر غلمانه وهدوا سقف الحبس على المحبوسين؛ فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريباً، فأرادوا الخلاص من تبعات دمائهم؛ فأرسل إلى الإمام مولانا الكاظم, فكتب عليه السلام إلى جواب كتابه: بأنك لو كنت تقدمت إلي قبل مقتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم، وحيث أنك لم تتقدم إلي؛ فكفر عن كل رجل قتلته منهم بتيس، والتيس خير منه).
وهذا الأمر يطبق حتى في أيامنا هذه، فهناك طبيب من "تلعفر" يدعى؛ "عباس قلندر", تابع للـ "مجلس الأعلى للثورة" الرافضية، الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم, وكان هذا الطبيب مرشحاً لأن يكون قائمقام "تلعفر", كان قد أعطى لطفل, وهذا العلاج كان يضاعف من الآثار الجانبية للمرض متعمداً ذلك لسبب بسيط هوإن الطفل اسمه: (عمر)!
وكان هناك طبيب آخر في "بعقوبة"؛ مركز محافظة "ديالى" يرفض أن يعالج أي مريض اسمه "عمر", أو أية مريضة اسمها "عائشة".
وقد قام المجاهدون بفضل الله بمحاولة اغتيال هذا الرافضي الخبيث، فأطلقوا عليه النار داخل عيادته، فأصيب إصابةً بالغةً في رقبته واستطاع بعدها الفرار إلى "إيران".
جرائم الرافضة ليست فردية ولا عشوائية
تاسعاً:
إنه لا بد من التنبيه على أن الجرائم السياسية في مجال الغدر والاغتيالات عند الرافضة ليست جرائم فرديةً ولا عشوائية, وإنما هي جرائم معدة من قبل علمائهم ورموزهم ورؤسائهم, وتقوم على أساس عقدي سياسي, وهي مرتبة ترتيباً عسكرياً منظماً, وأفراده يعتبرون من أهم فصائل وأجنحة الرافضة, كيف لا؟ ودولتهم وحكمهم ودعوتهم لا تقول إلا على عاتقهم.
ولذلك فإن أفراد هذه الفرق - فرق الاغتيالات - منتقون بعناية فائقة, وينفق على إعدادهم المبالغ الطائلة, وهم حريصون على أن تكون ثقافتهم عالية, وأن تكون لديهم معرفة بلغات متعددة, ولهم مخصصات ورواتب عالية, بالإضافة إلى التأثيرات الدينية والإيحاءات النفسية الدافعة لتثبيتهم على ما يقومون به من جرائم، حتى يعمد إلى تخديرهم من خلال إسقائهم الحشيش الأفيون - كما كانت قديماً جماعة الفدائيين عند القرامطة الإسماعيلية -
وحديثاً يمثل هذه الفرق فروع متعددة تنتمي جميعها من حيث استقاؤها وتلقيها للمهمات السرية الخطيرة لمركز واحد, ألا وهو مركز الإمام أو نوابه, كل في قطره مباشرة.
ومن ذلك أفراد "الحرس الثوري الإيراني", و "قوات التعبئة العامة بالباسيج", والحركات المسلحة؛ كـ "حركة أمل", وفرق الاغتيالات في "حزب الله"، وغيره.
وحتى إن كانت هناك جرائم اغتيالات ونهب فردية, فذلك أيضاً يرجع إلى فتاوى علمائهم وتحريضهم على قتل أهل السنة واعتبارهم مستباحي الدم والمال.
فقد جاء في كتابي "وسائل الشيعة",و بحار الأنوار": عن داوود بن فرقد قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب؟ فقال: حلال الدم، ولكن اتقي عليك, فإن قدرت أن تقلب عليه حائط أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد عليك فافعل).
وعلق "الإمام الخميني" على هذا بقوله: (فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه وابعث إلينا بالخمس)!
يقول صاحب كتاب "لله ثم للتاريخ": (لما انتهى حكم "آل بهلوي" في إيران على أثر قيام الثورة الإسلامية وتسلم "الإمام الخميني" زمام الأمور فيها، توجب على علماء الشيعة زيارة وتهنئة الإمام بهذا النصر العظيم لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء، وكان واجب التهنئة يقع علي شخصياً أكثر من غيري لعلاقتي الوثيقة بـ "الإمام الخميني"، فزرت إيران بعد شهر ونصف - وربما أكثر - من دخول الإمام طهران إثر عودته من منفاه باريس، فرحب بي كثيراً، وكانت زيارتي منفردةً عن زيارة وفد علماء الشيعة في العراق، وفي جلسة خاصة مع الإمام قال لي: سيد حسين، آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم، سنسفك دماء النواصب نقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم، ولن نترك أحداً منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصةً لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة، قبلةً للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلا التنفيذ!) اهـ.
وإذا ربطنا هذه المقولة بواقع الرافضة اليوم في العراق؛ نجد أن "فيلق الغدر" و "جيش المهدي" المزعوم وغيرهما قد قام بهذه المهمة خير قيام.
فهو يداهم بيوت أهل السنة بحجة البحث عن المجاهدين, وحتى لولم يجدوهم، فإنهم يقومون بقتل الرجال، واقتياد النساء، وسجنهم، واستباحة أعراضهم، ونهب كل ما يمكن أن ينتهب من بيوت أهل السنة، فأصبحت هناك العديد من الجرائم، والانتهاكات، والمآسي التي قامت بها هذه العصابات والمليشيات الرافضية، بمفردها أو بمساعدة القوات الأمريكية المحتلة وبتحريض منها, والتي تدل على بشاعة ما حدث خلال هذه السنوات العجاف.
فقتل المئات من حملة الشهادات العليا والخبرات العلمية والأكاديمية في علوم الشريعة والطب والهندسة، ناهيك عن المئات من القتلى من أئمة المساجد والخطباء والعاملين في المساجد من منتسبي "ديوان الوقف السني", ومئات المعتقلين من أئمة المساجد والخطباء وأهل المساجد, ومئات من المساجد التي تم مداهمتها وإهانتها, وعشرات المساجد التي دمرت أو تضررت ضررًا كبيرًا، أو التي استولي عليها وحولت إلى حسينيات أو أماكن للتعذيب, وخاصةً في المحافظات الوسطى والجنوبية.
ولم يقف بغيهم، وجورهم على الرجال؛ بل طال اعتقال النساء واغتصابهن، وقتل الحوامل منهن, وكذلك قتل الأطفال حتى الرضع منهم، ولا من نصير من المسلمين إلا من رحم الله, فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أين الغيرة على عرض النبي صلى الله عليه وسلم؟!
عاشراً:
لقد ثارت أمة الإسلام على ما رسمه أحد الصليبيين من الدنمرك مستهزئاً برسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو ما يدل على غيرتها على رسولها عليه الصلاة والسلام، فكيف لا تثور غيرة علماء الإسلام ودعاته على شرف ومقام النبي صلى الله عليه وسلم الذي ينتقصه هؤلاء الرافضة اللئام، الذين يتسترون بثوب حب أهل البيت، وهم منهم برآء؛ بالطعن بأزواج النبي، وأصحابه، وحملة دينه إلى الناس أجمعين.
فوالله من يتقرب إلى هؤلاء الرافضة المبتدعة المفسدين بعد علمه بذلك؛ ما هو إلا رجل قد قسى قلبه, وأظلم وجهه، وجمدت عينه.
الرافضة هم أول من أسس المنهج التكفيري
حادي عشر:
إن الرافضة هم أول من تبنى وأسس المنهج التكفيري الضال المنحرف، حيث كفروا ابتداءً جل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ممن نقلوا لنا الدين، وفتح الله بهم الإسلام إلى أرجاء المعمورة.
ولم يكن خطر تكفيرهم محصوراً في الجانب النظري فحسب، بل تعدى ذلك إلى الجانب العملي, فهم أول من سن السنة السيئة بقتل أئمة وخلفاء المسلمين، كما فعلوا مع سيدنا عمر الفاروق رضي الله تعالى عنه وغيره.
وتتمادى عجلة عقيدة التكفير عندهم؛ إلى تكفير أهل السنة كافةً، ممن يسمونهم "أبناء العامة النواصب"، بحجة إنكار أهل السنة لأصل أصيل عندهم من أصول دينهم؛ ألا وهو أصل الإمامة والعصمة, والذي جعلوه من أهم مرتكزات وأصول عقائدهم الفاسدة.
ومما يجسد هذا المعنى؛ واقعهم العملي على مر الأزمنة، فنراهم حيث تمكنوا وتهيأ لهم ظرف الغدر والخيانة والعمالة دعوا لتطبيق هذا المنهج التكفيري المنحرف.
واليوم استباحوا - بما يغني به لسان الحال عن لسان المقال - دماء وأعراض وأموال أهل السنة، حيث اتخذوا ذريعة ضرب بعض المراقد الشركية بنسبة ذلك لأهل السنة على زعمهم, علمًا أن خطوطهم الحمراء قد تجاوزها ساداتهم الأمريكان بفراسيخ وأميال عديدة, ولم تحرك مراجعهم الهاربة خارج البلاد حينئذ - ناهيك عن عوامهم - ساكنًا كما فعلت اليوم مع أهل السنة, بل وقابل وكافأ "جيش مهديهم" قوات الاحتلال التي ضربت المرقد المزعوم للإمام علي رضي الله عنه؛ بتسليم أسلحتهم بذلة وصغار لمن قتلهم وأذل مقدساتهم، فكانت مسرحية ضرب مرقدي الهادي والعسكري المزعومين ذريعةً واهيةً زائفةً كشفت عن قناع حقدهم الدفين على جميع أهل السنة، دون أن تميز بين جماعة منهم أو أخرى.
ومما يثير العجب؛ أن هذه الأفعال الوحشية منهم لم تنل أعداء الإسلام من اليهود والنصارى في جميع أنحاء العالم كما نراه اليوم... بل على العكس؛ كانوا لهم خير عون ونصير على مر العصور، وكر الدهور على الإسلام وأهله.
وبهذا تتجلى للناس كافة؛ أن ثورتهم الغوغائية هذه بسبب مراقدهم الشركية، والتي افتعلت أزمتها من سادتهم المجوس، لهي خير دليل على تعظيمهم... بل وتقديمهم حرمات أئمتهم المعصومين على حرمات الله ورسوله والمسلمين حينما تنتهك من قبل أعداء الدين في شتى بقاع الأرض.
فمثلاً؛ لم تثر ثائرتهم كما نراه من أفعالهم اليوم على من نشر الصور المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم, وعلى المحتلين الذين أساؤوا لعقيدة الإسلام وأهله، مما يدلنا على تفضيلهم أئمتهم على مقام الله ورسوله الكريم.
يا أهل السنة أفيقوا
فيا أهل السنة:
أفيقوا وانتهضوا, واستعدوا للفظ وبكر سموم أفاعي الرافضة، التي كانت تلدغ بكم وتسومكم سوء العذاب منذ احتلال العراق, وإلى يومنا هذا.
وكفاكم من دعاوى "ترك الطائفية" و "الوحدة الوطنية", والتي أصبحت تستخدم سلاحًا لترويضكم وتثبيطكم واستسلامكم وتطبيعكم على الجبن، حين تتعرضون لكيد ولؤم هؤلاء، الذين كانوا من أبرز من والى وسالم المحتل, وسعى في تخريب ونهب خيرات البلاد.
ولم يكتفوا بهذا, بل واستمروا بتنفيذ مخططاتهم وسمومهم عليكم بزي الحرس والشرطة، فأوقعوا ما أوقعوا من جرائم، وفتن بين صفوفكم من قتل ونهب واعتقال لرجال وأطفال ونساء, سواء أكان بمساندتهم لقوات الاحتلال أو بمناصبهم الرسمية، والتي اتخذوها غطاءً يسومونكم به سوء العذاب، فيذبحون به أبناءكم, ويستحيون نساءكم.
ونراهم عقدوا الخطط المشتركة الخبيثة، وتقاسموا أدوارها, فالسيستاني الإيراني واعظ المحتل إمام للكفر والزندقة يشرعن الفتاوى ذات البلاوى على أهل السنة, وبما يخدم مصالح المحتلين، والحكيم والجعفري ومن والاهم من ذئابهم؛ يتسترون بجلود الخراف، بلبس ثوب العملية السياسية المزعومة ظاهراً, وهي في الحقيقة والواقع لتثبيت وتوسيع الرقعة الجغرافية للحكم الفارسي الإيراني الرافضي.
وأما في ما وراء الكواليس؛ فيمارسون حملة الإبادة الجماعية المنظمة الشرسة منذ أكثر من ثلاث سنوات على مختلف طبقات المجتمع, وبخاصةً الفئة البناءة السنية في المجتمع، من خلال الاغتيالات والاعتقالات في غيابات سجون الداخلية، وبعض حسينياتهم التي يسومون أهل السنة فيها سوء العذاب.
جيش المهدي - المزعوم -
أما "جيش المهدي" المزعوم عندهم؛ فقد كان تشكيله معقودًا أساساً على حماية عقيدتهم الرافضية، ومحاربة أهل السنة, وأرادوا من تهيأته؛ جعله ورقةً بديلةً يقامرون بها لتمكين العقيدة الرافضية فيما إذا كانت كفة المقاومة راجحة على كفة السياسيين لاعتلاء الحكم.
ومما يدلنا على عمق وجذور حقدهم: ما ذكره مقتدى الصدر في أول خطبة له في الكوفة بعد دخول الصليبيين، وتشكيل جيشهم, قال فيها: (إن هذا الجيش أنشأ لمعاقبة من تخلف عن بيعة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه!)، فتأملوا يا إخوتي هذا الكلام الذي صدر منه قبل أن تطلق طلقة بيننا وبينهم.
وقد جاء اليوم الذي بانت سوءتهم للقاصي والداني, وظهرت حقيقتهم لكل راء وسامع، بما لا يجعل مجالًا للشك, لأن هؤلاء الحاقدين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة, وما تخفي صدورهم أكبر, ففعلوا ما فعلوا من بغي وظلم وقتل المشايخ والمصلين وأبرياء الناس، بعملية دبرت بليل بالأمس القريب وبفترةً قياسية على ما يقرب من المائتي مسجد، مما يدل على أن هذا العمل الجبان منهم كان مدبرًا مفتعلاً، ومدروسًا بترتيب الدولة السبئية، فقد قال تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم}.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل فعلوا فعلةً يندى لها جبين التاريخ المعاصر بتفردهم بأفعال كفرية مشينة فاقوا، وامتازوا بها عن الكفار الأصليين المحاربين لهذا الدين، حيث مزقوا المصاحف، والآيات القرآنية، والمعالم الإسلامية في العشرات من بيوت الله، حتى أثبتوا أنهم أعداء الله حقا، قاتلهم الله أنى يؤفكون!
فنقول له:
لقد تعديت حدودك، واجترأت على حمى أهل السنة, ثم بعد ذلك ادعيت زوراً وكذبًا وتدليساً وتمويهاً؛ بأنك ممن أمر أتباعه بحماية مساجد أهل السنة.
وعليه؛ فنحن قد قبلنا دخول المعركة معك, ومع قطيع أغنامك، ولكن بشرطين اثنين, لابد أن تقوم بهما, ولا أخالك تفعل:
الشرط الأول: أن تقف أنت، ومن معك وقفة رجل واحد تستردون فيها أسلحتكم التي بعتموها للصليبيين، وأنتم أذلة صاغرين, يوم أن فرض عليكم شروطه، وقام بإهانتكم في عقر داركم، ووطئت أقدام جنوده الصحن الحيدري المزعوم.
والشرط الثاني: ألا يخرج في جيشك لقتالنا إلا من عرف والده.
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
والحمد لله رب العالمين